بماذا عبّر الرسول عن الصوت السماوى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

بماذا عبّر الرسول عن الصوت السماوى؟

"وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً: هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعباً، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم" (رؤ 21: 3). لم تجد السماء اسماً لهذه المدينة الجديدة والأرض الجديدة والسماء الجديدة يليق بها سوى أن تدعوها "مسكن الله مع الناس". لم تقل "مسكن الناس مع الله" بل "مسكن الله مع الناس"، لأن اشتياق الناس للسكنى معه لا يُقاس ولا يُقارن باشتياق الله نفسه للسكنى معنا. يا لعظم محبة الله الفائقة! كأن الله ينتظر الأبدية ليستريح بالسكنى معنا، مع أننا نعلم أنه ليس محتاجاً إلى عبوديتنا، بل نحن المحتاجون إلى ربوبيته[198].

لهذا يبدأ بالقول "وهم يكونون له شعباً"، أى أنهم هم المحتاجون إليه، وهو يسكب حبه عليهم، إذ "الله نفسه يكون معهم إلهاً لهم". إنه إله كل البشر، وإله المؤمنين. لكن فى الأبدية ينعم أبناء الملكوت بمفاهيم أعمق وعذوبة أكثر فى ربوبية الله لهم.

وأخيراً يمكننا من خلال قراءتنا للأصحاحين 21 و22 من سفر الرؤيا أن نفهم ماذا تعنيه الكنيسة السماوية الواحدة وهو:

أ. إنها المسكن الأبدى الذى يقول عنه الرب: "أنا أمضى لأعد لكم مكاناً"، وقد قدمه لنا الرسول واصفاً لنا أبعاده ومواد بنائه فى أسلوب رمزى بسيط.

ب. إنها الوجود فى حضرة العريس السماوى واللقاء الدائم معه، إذ هى "مسكن الله مع الناس"، لهذا حدثنا عن شخص العريس وعمله مع شعبه.

ج. إنها جماعة المؤمنين الغالبين "الذين يُحسبون سماء"، ليس فى الحياة الأبدية فحسب، بل وهم على الأرض. إذ يقول أغسطينوس [الإنسان الروحانى فى الكنيسة هو السماء... الكنيسة هى السماء... والسماء هى الكنيسة[199]].


[198] - عن القداس الإغريغورى بتصرف.

[199] - أغسطينوس، الصلاة الربانية ص 17.

ما هو حال هذه الكنيسة الواحدة؟

لماذا دعاها "المدينة" (رؤ 21: 2)؟