ما هو حال هذه الكنيسة الواحدة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو حال هذه الكنيسة الواحدة؟

أ. "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم": وكما يقول العلامة ترتليان[200] إن الله يمسح كل دمعة سكبتها العيون قبلاً إذ ما كان لها أن تجف ما لم تمسحها الرأفات الإلهية. طوبى لأصحاب العيون الباكية، لأن الله بنفسه يمسحها ويطيّبها!

ب. "ولاموت لا يكون فيما بعد": وكما يقول النبى: "يبلغ الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه" (إش 25: 8).

ج. "ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت" (رؤ 21: 4). لقد مضى العالم القديم بما يحمله من نقص وقابلية للفناء، وصار كل ما فى الأبدية جديداً مفرحاً ومبهجاً للكل.

د. "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شئ جديداً". فى العالم الآخر لا نجد ما تسأمه النفس، ولا ما تملّ منه، إذ ليس فيها شئ يعتق ويشيخ بل لحظة فلحظة – إن صح هذا التعبير – نجد كل شئ جديداً. إذ نحن ماثلون أمام الله الذى لا تشبع النفس من اشتهائه. وكما يقول القديس غريغوريوس النيسى: [أن رؤية الله بالضبط لا تشبع النفس من اشتهائه. وهذا يتم إلى الأبد والنفس ذاهبة من بدء إلى بدء ببداءات لا تنتهى[201]]. كلما تأمل الإنسان فى الله، يراه كأنه لأول مرة ينظره فهو جديد فى نظره، يزداد شوقاً إلى السجود له والنظر إليه، ويستمر هكذا بلا نهاية.

ولما كان هذا الأمر مجيداً حتى يستصعب الكثيرون نواله، أراد الرب أن يبعث فيهم الرجاء، فقيل للرسول: "وقال لى: اكتب، فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة، ثم قال لى: قد تم" (رؤ 21: 5 - 6). إنها أمور حقيقية واقعية قد أتم الله تهيئتها للبشر، ولم يبق سوى أن ندخل ونرث. وكأنه يقول لعروسه: "الله بالحق قد أعد بيت الزوجية، وبقى أن تأتى يا صاحبة البيت".

أما مقدم الدعوة فيقول: "أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية". وقد سبق لنا شرح هذا القول. إنه يقول: إننى بلغة السماء أعلمكم التسبحة الجديدة، وأنا رأس الكل أتيت أخيراً لكى احتضن الجميع وأجمعهم.

إننى لا أبخل على أحد، بل أقدم ذاتى ينبوع ماء حياة مجانى لكل طالب، "أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً" (رؤ 21: 6). يقدم نفسه لكل ظمآن يشعر بالحاجة إليه، القائل مع المرنم: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسى إليك يا الله. عطشت نفسى إلى الله إلى الإله الحى، متى أجئ وأتراءى قدام الله، صارت لى دموعى خبزاً نهاراً وليلاً، إذ قيل لى كل يوم: أين إلهك؟" (مز 42: 1 - 3). لهذا ينادى الرب قائلاً: "إن عطش فليقبل إلى ويشرب" (يو 7: 37). وحتى لا يسئ أحد إلى هم مجانية الماء الحى، عاد ليؤكد لنا أن الميراث الأبدى لا يناله إلا المجاهدون المثابرون، لهذا يقول: "من يغلب يرث كل شئ وأكون له إلهاً وهو يكون لى ابناً" (رؤ 21: 7). إنه يعطى للغالبين... فماذا يأخذون؟ "يرث كل شئ!" إنه كأب رأى الأيام التى كان فيها ابنه قاصراً قد انتهت، وقد صار الآن ناضجاً، فيقدم له كل أمواله وممتلكاته ويسلمه كل شئونه وأسراره، وإن استطاع أن يقدم له كل قلبه. إنه يورَثه كل شئٍ وهو بعد حى! هذا ما يعنيه بقوله: "يرث كل شئ". لهذا يكمل قائلاً: "وأكون له إلهاًن وهو يكون لى ابناً". حقاً بالمعمودية صرنا أبناء، ولكننا ندرك كمال بنوتنا حين نتسلم الميراث الأبدى!

أما غير المجاهدين وغير المؤمنين فليس لهم نصيب معه، إذ يقول: "وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذى هو الموت الثانى" (رؤ 21: 8). لقد بدأ هذه القائمة المرة بالخائفين، أى الجبناء الذين ينكرون الإيمان خوفاً على حياتهم الزمنية، وهؤلاء أشر الفئات. ويليهم "غير المؤمنين" لأنه بدون إيمان لا يُمكن إرضاءه. ويليهم صانعو الشر أى "الرجسون والقاتلون..." أى المؤمنون اسماً لكن أعمالهم لا تتناسب مع الإيمان. وأخيراً يركز على الكذب، فيقول: "وجميع الكذبة"، ويقصد بالكذب الذين يستخدمون الغش والخداع فى معاملاتهم وأحاديثهم.


[200] Tertullian: On the Resurrection of the Flesh, 58.

[201] - مجلة النور عدد 8 لسنة 1968.

ماذا يعنى بالكنيسة المقدسة؟

بماذا عبّر الرسول عن الصوت السماوى؟