لماذا دعاها “المدينة” (رؤ 21: 2)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دعاها "المدينة" (رؤ 21: 2)؟

"أنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة كعروس مزينة لرجلها" (رؤ 21: 2). رأى يوحنا الرسول ما أعده الله لنا أو رآنا بروح النبوة ونحن فى المجد، وإذ عاد ليخبرنا بما رأى لم تسعفه اللغة البشرية، إذ يعلم مدى اشتياقنا للمعرفة، وفى نفس الوقت يريد الروح القدس أن نعرف، لهذا سجل لنا ما رآه خلال رموز بسيطة، فقال إنه رأى "المدينة". إنه كطفل بالكاد يعرف اللغة، لم يرّ طائرات من قبل، دخل مطاراً ضخماً فرأى مئات الطائرات، فعاد ليقول "رأيت حماماً كبيراً على الأرض". هكذا يقول الرسول عن الأبدية إنها "المدينة". هى فى حقيقتها مسكن الله مع الناس، لهذا سماها "المدينة".

وإذ أدرك أحضان قدوس القديسين المفتوحة للقاء قديسيه، دعا ذلك اللقاء "المدينة المقدسة". إنها امتداد للكنيسة المقدسة التى جاهدت على الأرض، إذ حالّ فيها القدوس.

وحينما أراد أن يعطيها اسماً دعاها "أورشليم الجديدة"، أى مدينة الله الجديدة، وتبقى جديدة، لأن ما هو أخروى جديد، ويبقى جديداً لا يصيبه القِدَم، لأنه لا يوجد زمن يجعلها تشيخ، ولا عوامل فناء ولا فيها ما يفقدها جمالها وضياءها المتقد بنور الرب.

أما سرّ قداستها وجدتها فهو أنها "نازلة من السماء من عند الله". ومع أنها هى السماوات بعينها لكنها "نازلة من السماء" كالأم الحنون التى تفتح أحضانها وتركض لتحتضن طفلتها التى طالما اشتاقت إليها. هكذا تتوق الأبدية إلينا لأننا لسنا غرباء عنها بل أعضاء فيها. بنزولها من السماء من عند الله، تقدم لنا رجاء فى أننا أبناء لها وأعضاء أحياء فيها، فلا يراودنا اليأس بحجة ضعفنا أننا لا نصلح لها.

فى نزولها من عند الله تعلن حب الله للبشر واشتياقه إلى اللقاء معهم، فهو دائماً المبادر بالحب. وهو الذى يهتم بهم، إذ "أن الله لا يستحى أن يُدعى إلههم، لأنه أعد لهم مدينة" (عب 11: 16). وقد لمس إبراهيم أب الآباء فى الأبدية عمل الله تجاهه، فقيل عنه أنه كان "ينتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله" (عب 11: 10).

وأخيراً إذ رأى الرسول أن كل ما فى المدينة يتلألأ جمالاً لم يعرف بماذا يصفها فقال: "مهيأة كعروس مزينة لرجُلها". إنها عروس واحدة مزينة بزينة عريسها التى أهداها لها.

لقد سبق فنزل كلمة الله إلينا متجسداً كى يحمل خطايانا على الصليب، ويبررنا أمام الآب الذى يرانا أيقونة للمخلّص. والآن تنزل مدينته المقدسة، وتفتح أبوابها لمن حملوا صورة العريس السماوى كى يتمتعوا بعُرس سماوى لا يُقدم.

نزل السماوى إذ يريد أن الكل يخلصوا، وها هى مدينته تنزل لأنها تعتز بالعروس المحبوبة لدى عريسها.

بماذا عبّر الرسول عن الصوت السماوى؟

ما هى سمات الكنيسة السماوية؟