ماذا يعنى القول: “لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه” (مت 5: 35)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى القول: "لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه" (مت 5: 35)؟

روى نيافة الأنبا يؤانس القصة التالية: [كان هناك رجل يقيم فى خيمة فى الصحراء، وكان بعض العلماء يترددون على هذه الصحراء بحثاً عن الآثار، وعندما وصلوا إلى خيمة هذا الرجل سمعوه يصلى داخل الخيمة. فانتظروا حتى فرغ من صلاته ثم تقدموا للتعرف عليه، وقالوا له فى سخرية: "كيف تعلم يقيناً أنه يوجد إله يستجيب لصلاتك؟" أجابهم: "وأنتم كيف علمتم أن إنساناً زارنى فى خيمتى الليلة الماضية؟" أجابوه: "لقد علمنا ذلك من آثار قدميه على الرمال". فقال: "وأنا أعلم أنه يوجد إله، لأننى أرى آثاره فى كل مكان"... نعم إن الله يترك آثاره حولنا فى كل شئ وفى كل مكان... لم يقل السيد المسيح: "السماء كرسى الله، والأرض موطئ قدميه... كأن الله يتمشى على الأرض بين البشرن تراكاً آثاراً مختلفة].

يقول الرسول بولس: "إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خُلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى أنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا فى أفكارهم واظلم قلبهم الغبى" (رو 1: 19 - 21).

يُعلّق القدّيس أمبروسيوس على التعبير "قدرته السرمدية"، قائلاً: [إن كان المسيح هو قدرة الله السرمدية، فالمسيح إذن سرمدى[193]].

ويرى القديس أغسطينوس فى هذا القول الرسولى أن الله يقدم لنا العالم كعطية نستخدمها وليس لنتلذذ بها، فنرى خلالها أموره غير المنظورة، نمسك بالروحيات والسماويات خلال الماديات والزمنيات[194].

يقول البابا أثناسيوس الرسولى: [أعطى الله بواسطة كلمته للكون ترتيبه وتدبيره، حتى يمكن للبشر أن يتعرفوا عليه بطريقة ما خلال أعماله ما دام هو بطبعه غير منظور. غالباً ما يُعرف الفنان بأعماله حتى وإن لم يره الشخص[195]]. ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ربما تصمت السماوات، لكن التطلع إليها يصدر صوتاً أعلى من صوت البوق، يثقفنا لا بسماع الأذن وإنما باستخدام العين، فإن الأخيرة (تقدم معلومات) أكثر تأكيداً ودقة من الأولى[196]].


[193] Of Christ. Faith 10: 1 (62).

[194] On Christian Doctrine 4: 1.

[195] Contra Gentes.

[196] Concerning the Statues, 4: 9.

هل الطبيعة تشهد لحقيقة وجود السماء؟

من يدرينا أنه توجد سماء حقيقية؟