هل كان السيد المسيح محتاجاً لحلول الروح القدس عليه أثناء عماده في نهر الأردن؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل كان السيد المسيح محتاجاً لحلول الروح القدس عليه أثناء عماده في نهر الأردن؟

يجيب القديس إيرينيؤس على هذا السؤال قائلاً: [وعد الرب بالأنبياء أن يسكب روحه على خدامه وخادماته فى نهاية الأزمنة. هذا هو سبب نزوله على ابن الله الذى صار ابن الإنسان، إذ صار معتاداً به أن يسكن فى الجنس البشري ويستقر على البشريين، وأن يحيا فى خليقة الله، يجددهم من العتق إلى جدة المسيح... لهذا السبب وعد الرب أيضاً أن يرسل الباراكليت الذى يهيئنا لله[504].

ويقول القديس كيرلس الكبير: [بدأ الله الآب يعطى الروح من جديد، وكان المسيح أول من قبل الروح كباكورة الطبيعة المتجددة، لأن يوحنا شهد قائلاً: "إنى قد رأيت الروح نازلاً من السماء فاستقر عليه" (يو1: 32)... لم يقبل المسيح الروح لأجل نفسه، بل بالأحرى لأجلنا نحن فيه، لأن كل الصالحات تفيض أيضاً فينا بواسطته. لأنه إذ حاد جدنا آدم بالخديعة سقط فى العصيان والخطية ولم يحفظ نعمة الروح. وهكذا فقدت فيه الطبيعة البشرية كلها الخير المُعطى لها من الله، لهذا يلزم أن الله الكلمة غير المتغير يصير إنساناً حتى إذا ما نال كإنسانٍ يمكنه أن يحفظ الصلاح فى طبيعتنا على الدوام. ودليلنا فى تفسير هذه الأسرار هو المرتل الإلهي نفسه، إذ يقول للابن: "أحببت البرّ وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" (مز45: 7).].

كما قال: [فى الأنبياء القديسين بريق غنى خاص، يستمدونه من مصدر الاستنارة من الروح القدس، القادر أن يقودهم إلى إدراك أمورٍ عتيدة ومعرفة أنباء مخيفة. لكننا نثق أن الذين يؤمنون بالمسيح لا يكون لهم مجرد استنارة من الروح القدس، بل الروح نفسه يسكن ويجعل إقامته فيهم... لنفهم أنه يعني سكنى الروح القدس فى البشر كاملة وبالتمام.].

ويقول القديس أمبروسيوس: [هذا بالتأكيد النهر الصادر عن عرش الله، أى الروح القدس الذى يشرب منه من يؤمن بالمسيح كما قال المسيح نفسه[505].].

ويقول القديس أغسطينوس إنه بعد قيامته وهبنا الروح القدس الذى به نحب الكنيسة ونتمتع بوحدتها وحبها، وبهذا ننعم بالقيامة معه، حيث نهاجر بقلوبنا العالم لنحيا معه فى السماء. [يكون لنا الروح القدس إن كنا نحب الكنيسة، لكننا نحب الكنيسة إن ثبتنا فى وحدتها وحبها... نحن هنا نولد ونموت، ليتنا لا نحب هذا العالم، بل نهجره بالحب، بالحب نسكن فى الأعالى، بذات الحب الذى به نحب الله، فى هذه الرحلة لحياتنا ليتنا لا نفكر فى شيءٍ غير اننا لن ندوم هنا، وأنه بالحياة الصالحة نعد لأنفسنا موضعاً حيث لا نهجره قط[506].].


[504] Adv. Haer. 17: 3: 1 - 2 PG 929: 7 - 30.

[505] Of the Holy Spirit Book 20: 3: 153 - 154.

[506] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 8: 32 - 9.

ما هي علاقة الروح القدس بالسيد المسيح كمخلص؟

لماذا لا ينال المؤمن النطق بكل لغات الأمم عند عماده وتمتعه بالروح القدس؟