من يدرينا أنه توجد سماء حقيقية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من يدرينا أنه توجد سماء حقيقية؟

أولاً: يقدم لنا الأنبا يؤأنس أسقف الغربية السابق أول دليل على حقيقة السماء هو شهادة الوجدان أو الشعور الفطرى الكامن فى النفس البشرية. أشار إلى العالم الفرنسى فوستيل دى كولانج Fustel Coulangee الذى قام بدراسة علمية عميقة نشرت عام 1864 تحت عنوان المدينة العتيقةLa Cité Antique جاء فيها: [اعتقدت أقدم الأجيال قبل أن يوجد الفلاسفة بزمن طويل فى وجود حياة أخرى بعد هذه الحياة. ولم تواجه الموت باعتباره انحلالاً للكائن بل باعتباره تبديلاً يسيراً للحياة... كانت العادة عند نهاية الاحتفال الجنائزى أن تُدعى روح الميت ثلاث مرات بالاسم الذى كان يحمله، وكانوا يتمنون لها أن تعيش سعيدة تحت الثرى (التراب)، ويقولون لها ثلاث مرات: كونى بعافية... وكانوا يكتبون على القبر أن الراقد يستريح هناك].

ثانياً: هذه الغريزة الفطرية فى كل العالم، حتى إن أنكرها إنسان ما، ففى لحظات موته غالباً ما يشعرب بندم شديد أنه أفسد حياته بتجاهل هذه الغريزة أو إنكارها. نذكر على سبيل المثال:

كثير ممن أنكروا الإيمان فى فترات شبابهم وقوتهم وسلطانهم عادوا إليه فى أواخر حياتهم، خاصة وهم يصارعون مع الموت، وأظهروا ندمهم الشديد على إنكارهم العناية الإلهية والحياة الأبدية، منهم نابليون بونابرت، والفيلسوف الفرنسى الشهير فولتير، وعالم الطبيعة الأمريكى اديسون، والفيلسوف والكاتب الروسى تولستوى.

ثالثاً: المقارنة بين مواجهة الشهداء والقديسين للموت بفرح، وكأنهم يعلنون شوقهم للقاء مع مخلّصهم مفرّح القلوب. وكما يقول القديس بولس: "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" (فى 1: 23). بينما نسمع عن كثيرين من الملحدين المشهورين أنهم كانوا يرتعبون فى خوف وفزعٍ عند شعورهم بحلول لحظات الموت.

رابعاً: شهادة كلمة الله. يقول المرتل: "السماء تحدّث بمجد الله، والفلك يُخبر بعمل يديه" (مز 19: 1). ويقول سليمان الحكيم بعد أن بنى الهيكل: "أنه هل يسكن الله على الأرض. هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت" (1 مل 8: 27).

ويقول السيد المسيح: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو 3: 13). كما قال لنثنائيل: "من الآن السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو 1: 51).

ماذا يعنى القول: "لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه" (مت 5: 35)؟

ماذا نعنى بكلمة "السماء"؟