ما هو منهج الكنيسة الأولى وثلاثية trilogyالقديس إكليمنضس السكندرى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أقوال الآباء, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو منهج الكنيسة الأولى وثلاثية trilogyالقديس إكليمنضس السكندرى؟

يُعرف القديس إكليمنضس بثالوثه المشهور أو أعماله الكتابية الثلاثة الرئيسية، وهى: نصح لليونانيين Protrepticus، والمُعلم أو المربى Paedagogus، والمتفرقات Stromata. يكشف هذا الثالوث عن منهج الدراسة فى مدرسة الإسكندرية الأولى. وكما يقول Osborn: إن مشكلة العلاقة بين هذه الأعمال الثلاثة الكبرى قد جذبت الانتباه بطريقة ملحوظة فى الخمسين سنة الأخيرة[95]. ويقول Swete: "ربما ليس فى كل الأدب الأولى أكثر جاذبية للقارئ الحديث مثل ثالوث (إكليمنضس) العظيم فى تدريج التعليم فى حياة المسيحية... ومفهوم إكليمنضس للمسيحية فى علاقتها بكل ميادين الفكر البشرى، الأمر الذى له قيمته فى أيامنا... ونفعه متزايد فى العصر الحاضر[96].

يرى القديس إكليمنضس أن خطة الله نحو البشرية تأخذ ثلاث مراحل وهى تطابق كتبه الثلاثة[97]:

أولاً: يدعو اللوغوس "كلمة الله" البشرية للخلاص من براثن الوثنية خلال الإيمان... هذا يطابق الكتاب الأول "نصح لليونانيين". وكما يقول يوسابيوس: إنه كان مناسباً جداً لإكليمنضس أن يُوضح خسة الوثنية فقد عبّر هو خلالها لكنه هرب من وبائها.

ثانياً: تصالح حياتهم بالوصايا الأخلاقية... هذه المرحلة تُطابق كتاب "المُربى" الذى يهتم بالكثير من الوصايا السلوكية غايتها "التشبه بالله الكلمة أو المُعلم الإلهى نفسه".

ثالثاً: فى كتابه "المتفرقات" يرفعهم إلى المعرفة الكاملة للإلهيات ليتمتعوا بالغنوسية المسيحية.

هذا العمل الثلاثى هو نصح وتقديم مشورة ثم تدريب وتقوية وأخيراً شفاء وتعليم. وكما يقول Jay: "يسعى فى ثالوثه أن يظهر كلمة الله الذى قدم استنارة لإسرائيل القديم لليونانيين أنه قد جاء الآن فى المسيح يسوع بطريقة جديدة ليُقدم معرفة الله الخلاصية لكل البشرية. إنه يناشد قارئيه أن يأخذوا المسيح مُعلماً لهم. ففى البداية ينصحهم، وبعد اهتدائهم يُدربهم بنظام مفيد ويقودهم إلى مبادئ التهذيب من الخوف إلى الرجاء، إلى الحب النزيه والمعرفة التى تطلب الآن كغاية فى ذاتها، أى معرفة الله[98]. ومن كلمات القديس نفسه [إذ يريد اللوغوس خلاصنا خطوة خطوة، يستخدم وسيلة ممتازة: أنه فى البداية يهدى، ثم يصلح، وأخيراً يُعلم[99]]. تكشف لنا كتابات القديس إكليمنضس السكندرى عن حرص الكنيسة الأولى منذ عصر مبكر على الاهتمام بكل الجوانب للحياة البشرية، سواء الخلاص من فساد الوثنية، أو التمتع بالشركة فى الحياة الجديدة العملية، كأيقونة للمُهذّب الإلهى، أو التمتع بالنمو فى معرفة الأسرار الإلهية. فالحياة وحدة واحدة، ليس من فصل بين العقيدة والعبادة والسلوك والعلم والمعرفة. بهذا لا نعزل الفكر الكنسى الاجتماعى عن كل جوانب الحياة.


[95] F. F. Osborn: The Philosophy of Clement of Alexandria, Cambridge 1957, p. 5.

[96] H. B. Swete: Patristic Study, London, 1902, P. 48.

[97] Cf. Neander: Church History, vol. 2, p. 11 - 12.

[98] Eric G. Jay: The Church, vol. 1, London, 1977, p. 59.

[99] Paedagogus 1: 1.

ما هى نظرة الإيمان المسيحى للثقافات البشرية المتباينة؟

ما هى سمات الخط الاجتماعى فى الكتاب المقدس؟