هل يلغي الإيمان عطية العقل؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الإيمان, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العلم والكنيسة, ثمار الروح القدس, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل يلغي الإيمان عطية العقل؟

"سرّ" في المسيحية لا يعني أن يتقبل المؤمن عقائد غامضة دون فهمٍ، أو أن هذه العقائد غير مقبولة عقلياً؛ فعندما نتحدث عن الأسرار الإلهية الخاصة بجوهر الله وطبيعته وأعماله، إنما نعنىي أن الله يعلن لنا عن هذه الأمور بكوننا كائنات عاقلة، واهباً إيانا الاستنارة الإلهية التى تكشف لنا عن المعرفة الإلهية التي هي بحق فائقة السمو. تبقى عقولنا عاجزة عن استيعاب هذه الأسرار طبيعياً دون تدخل نعمة الله وإعلانه. فالسرّ لا يضاد العقل الإنساني، لكنه بدون معونة الله يبقى فائقاً بعيد الإدراك.

خلقنا الله كائنات عاقلة لا كائنات بهيمية. وهو يعلن لنا عن ذاته وعن أعماله لا ليلغي عقولنا، ولكن ليسمو بها، فتقبله طبيعتنا البشرية وتتعرف على أسراره.

"أُعطيَ لكم أن تعرفوا سرّ ملكوت الله" (مر4: 11). "إذ عرفنا بسرّ مشيئته حسب مسرته التي قصدها فى نفسه" (أف1: 9).

الله الذي يحب البشر ككائنات عاقلة، تحدث مع موسى "كما يكلم الرجل صاحبه" (خر33: 11) وهو يشتاق أن يدخل في حوارٍ مع كل مؤمنٍ.

اقتبس هنا بعض عبارات القديس إكليمنضس السكندري التي تعلن أن المسيحية تسمو بعقل الإنسان ولا تلغيه بالإيمان وبإعلان الله له، إنما تزيده حكمة.

[ترتفع النفس إلى الله، فتتدرب على الفلسفة الحقيقية وتسرع إلى قريبها فى الأعالي، متخلية عن شهوات الجسد كما تترك التعب والخوف[58].].

[الإنسان الخالد هو تسبحة رائعة لله، يتأسس في البرّ، حيث تّنقش فيه أحكام الحق. لأنه أين يمكن أن يّكتب الحق إلا في نفس حكيمة؟ [59].].

ويوضح القديس إكليمنضس أن المعرفة البشرية لازمة لفهم الأسفار المقدسة لكن ليس بدون معرفة الله[60].


[58] Strom 3: 4.

[59] Protrop. 10.

[60] Strom. 9: 1.

هل من ضرورة للإيمان بالله؟