ما هى أخطر السقطات التى يتعرض لها الكهنة والرعاة والخدام؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, تعاليم وإرشادات للكهنة, خدمة الكهنوت
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى أخطر السقطات التى يتعرض لها الكهنة والرعاة والخدام؟ ([805])

فى الصلوات السرّية فى بدء القداس الإلهى يرفع الكاهن قلبه، قائلاً: اقبل هذه الذبيحة عن خطاياى وجهالات شعبك، ناسباً لنفسه الخطايا بينما يحسب خطايا الشعب ضعفات.

يحذر الكتاب المقدس العاملين فى الكنيسة من حرب الشيطان، "يقول رب الجنود اضرب الراعى فتتشتت الغنم وارد يدى على الصغار (زك13: 7). أخطر الخطايا التى يتعرض فيها الكاهن أو الخادم أو المبشر هى إن يخدع نفسه أو يكذب على نفسه. هذه الخطية التى تُترجم عملياً فى الآتى:

1. يعدد القائد ما قد حققه من أعمال أو خدمات فى تشامخ، لا أن يذكر ما فعله الله معه وفى خدمته. يقول القديس باسيليوس الكبير: [لا تدع رتبة الكهنوت تجعلك فى خيلاء، بلا بالحرى تجعلك متواضعاً، فإن الانحلال والخزى يُولدان من التشامخ. كلما اقتربت من الرتب العليا للنظام الكهنوتى المقدس، يليق بك بالأكثر أن تتواضع، مُتذكراً بخوف مثال أولاد هرون معرفة الحياة المقدسة هى معرفة وداعة وتواضع. التواضع هو اقتداء بالمسيح. التعالى والتجاسر والوقاحة هى اقتداء بالشيطان. كن مُتمثلاً بالمسيح، لا بضد المسيح! بالله وليس بالمقاوم لله! بالسيد لا بالعبد الشارد! بالرحوم لا بالذى بلا رحمة! بالمحب البشرية لا بعدوّها! بشريكك فى حجال العُرس لا بساكن الظلمة. لا تكن تواقاً لاستغلال السلطة على الجماعة، حتى لا تضع على عنقك أثقال خطايا الآخرين ([806])].

2. ما يشغله التطلع إلى عدد الذين يستمعون إليه لا أن يُقام ملكوت الله فيه وفى المخدومين.

3. يظن أن مواهبه وقدراته أعظم من الموقع الذى يخدم فيه فيبحث عن كنيسة أكبر أو اجتماعات أكثر عدداً، أو يشعر أنه فريد فى خدمته لخدمات معينة مثل اجتماعات الشباب أو إعداد قادة روحيين. أو يحسب نفسه أقدر على القيام بمشروعات أو الحوار أو إصدار كتب أو تسجيل عظات لها فاعليتها.

4. يظن أنه صاحب قلب نارى جذاب للحياة الروحية المتقدة بالغيرة المقدسة. فيتطلع الشخص إلى ما تطلبه أعماقه وهو الرغبة فى إبراز قوة خدمته ومعرفته للحق الإلهى، فيرى فى المخدومين وسيلة لتحقيق هدفه الشخصى، وليس أن يتلامس مع فكر الله وتقديره لأولئك الذين مات من أجلهم.

5. انشغال الخادم أن يكون له دوره القيادى خاصة فى وسائل الإعلام أو أن يصارع فى داخله ليكون له مركزه الخاص فى المؤتمرات المحلية أو المسكونية.

6. يخدع الخادم نفسه حين يظن أنه مدعو للقيام بحركة تصحيح المسار يقودها بإمكانياته الفريدة.

7. يظن البعض أنهم ناجحون فى خدمتهم بينما ما يشغلهم هو تزايد شهرتهم أو شعبيتهم.

أما علاج هذه الأمور فهو ممارسة الخدمة الحقيقية ليترنم مع الرسول، قائلاً: "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل يحيا المسيح فىّ (غل2: 20).

يرى القديس أغسطينوس أن دور الخادم هو أن يُوضع المتكبرون فى مكانهم، ويقف اليائسون على أقدامهم، ويتصالح المنشغلون بالمنازعات، وينال المحتاجون عوناً، ويتحرر المضطهدون، وينال الصالحون عوناً، والأشرار يُحتملون، والكل يُحبون ([807]).

يليق بالخادم ألا يظن أن السيد المسيح محتاج إليه، أو أن الكنيسة ستتوقف بعدم وجوده، إنما هى نعمة الله التى وهبته مقعداً يجلس عليه ليعمل مع كل أعضاء الكنيسة كاعضاء فريق عمل واحد. يقول النبى: "لا تطلب لنفسك أموراً عظيمة" (إر45: 5).


[806] [] On Renunciation of the World, (Frs. Of the Churchm volume 9, p, 30 - 31).

[807] [] St. Augustine Sermon 1: 340.

ما هو العلاج العملى الذى يُقدم للرعاة؟

هل رعاية الإيبارشية تعوق الاهتمام بالعمل الكنسى العام؟