ماذا يعنى الرسول بقوله: “إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد” (1 كو 15: 50)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى الرسول بقوله: "إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد" (1 كو 15: 50)؟

يقصد باللحم والدم لا كيان الجسم، بل ما هو مائت وفاسد وكل أثر للخطية عليه بكونه جسدنا الفاسد العاجز أن يتمتع بالملكوت الإلهى وهو على هذه الحال. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [يقصد بولس بالجسد هنا الأعمال الشريرة المتعمدة. فالجسم فى ذاته ليس عائقاً، وإنما بسبب شرنا لا نقدر أن نرث ملكوت الله[164]]. كما يقول: [يقصد باللحم هنا أفعال الإنسان الشريرة التى يفعلها أيضاً فى موضع آخر، وذلك كما يقول: "وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح" (رو 8: 8 - 9)... الآن إن كان يتكلم عن الجسم فى أى موضع بالفساد، فإنه ليس بالفساد لكنه قابل للفساد. لذلك يكمل فى مقاله عنه فلا يدعوه بالفساد بل بالفاسد، قائلاً: "متى لبس هذا الفاسد عدم فساد" (1 كو 15: 54) [165]].

ويقول القديس جيروم: [ليتنا لا نحتقر الجسم بأية وسيلة، بل نرفض أعماله. لا نحتقر الجسم الذى سيملك فى السماء مع المسيح. لا يقدر جسد ودم أن يرثا ملكوت الله. هذا لا يشير إلى الجسم والدم هكذا بل إلى أعمال الجسد[166]].

ويقول القديس غريغوريوس النزينزى: [سأرى أخرى قيصريوس ليس فى منفى ولا مدفوناً ولا حزيناً ولا يحتاج إلى من يشفق عليه، بل فى بهاء ومجد وسمو[167]].

يقول الرسول بولس: "هوذا سرّ أقوله لكم، لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير" (1 كو 15: 51). يكشف عن سرّ لم يكونوا يعرفونه من قبل، وهو أن ليس كل البشرية تموت، لكنها جميعاً تتغير. هذا ما لم يكن يدركه اليهود. يقول القديس أغسطينوس: [حيث أننا نفهم فى هذه العبارة الرقاد ليس إلا موتاُ، كيف نرقد كلنا أو نقوم إن كان أشخاص كثيرون سيجدهم المسيح فى الجسد لم يرقدوا ولم يقوموا؟ فإن كنا نعتقد بأن القديسين الذين سيوجدون أحياء عند مجئ الرب ويرتفعون لمقابلته فإنه فى ذات صعودهم يتحولون من الموت إلى عدم الموت، فإننا لا نجد صعوبة فى كلمات الرسول. أما عندما يقول: "ما تزرعه ما لم يمت"، أو قوله "سنقوم جميعنا"، "نرقد جميعنا" فإنه حتى القديسون سيحيون إلى عدم الموت بعد أن يموتوا أولاً. باختصار وبالتبعية لن يستثنوا من القيامة التى يسبقها الرقاد. ولماذا يبدو لنا أنه غير معقول ان مجموعة الأجساد يلزم أن تزرع فى الهواء، ويلزم أن يتغيروا من الفساد إلى عدم الفساد، عندما نؤمن بشهادة نفس الرسول أن تتحقق القيامة فى طرفة عين، وأن يتحول تراب الأجساد إلى سمو غير المدرك وخفيف إلى هؤلاء الأعضاء الذين يعيشون إلى ما لا نهاية؟ [168]].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [(الأحياء عند مجئ الرب) هم أيضاً قابلون للموت. لهذا لا تخافوا لأنكم تموتون كمن لا يقوموا بعد. فإنه سيوجد أيضاً من سيهربون من هذا لكى هذا لن يشبعهم لأجل القيامة، فإنه حتى الذين لا تموت أجسامهم يلزم ان يتغيروا ويتحولوا إلى عدم الفساد... إذ يقول: "نحن" لا يتحدث عن نفسه بل عن أولئك الذين سيوجدون فى ذلك الحين أحياء[169]].


[164] On 1 Cor. , hom 2: 42.

[165] On 1 Cor. , hom 3: 42.

[166] On Psalm 143, hom. 34.

[167] Funeral Sermon: On His Brother Caesarius, 21.

[168] City of God 20: 20.

[169] On 1 Cor. , hom 3: 42.

ماذا يعنى الرسول بالبوق الأخير؟

ماذا يعنى الرسول بقوله: "وكما لبسنا صورة الترابى، سنلبس أيضاً صورة السماوى" (1 كو 15: 49)؟