ما هى أصناف الرذائل وأشكالها عند كاسيان (أو عند الأب سرابيون)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أقوال الآباء, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الشر والخطية, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى أصناف الرذائل وأشكالها عند كاسيان (أو عند الأب سرابيون)؟

هذه الرذائل صنفان: خطايا جسدية وخطايا روحية.

أما عن أسلوب الخطية أو الرذيلة فينا فإنه يأخذ أربعة أشكال:

(أ) البعض لا يتم ما لم يقوم الجسد بدور فيه، مثل النهم والزنا.

(ب) والآخر يتم بدون أن يقوم الجسد بأى عمل، مثل حب الظهور والكبرياء.

(ج) والبعض بواعثه من الخارج، مثل الطمع والغضب.

(د) والآخر ينبغ من مشاعر داخلية، كالفتور والغّم.

جاء فى المناظرة5: [إننى لا أتكلم من نفسى حسب ضعفى، إنما ببرهان الكتاب المقدس يظهر أن النهم والزنا وإن كانا يوجدان فينا طبيعياً، إذ ينبعان منا دون حاجة إلى بواعث ذهنية، بل حسب عواطف الجسد وإغراءاته، إلا أنهما لكى يتما فينا، يلزم أن توجد مادة خارجية تثير الجسد. "ولكن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تُنتج موتاً" (يع1: 14 - 15). فآدم الأول ما كان يسقط فى النهم لو لم يجد الطعام فى يده مستخدماً إياه بطريقة خاطئة، ولا جُرب آدم الثانى بغير مادة مُغرية، بل قيل له: "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً" (مت4: 3). ومن الواضح أيضاً للجميع أن الزنا لا يتم إلا بعمل جسدى، إذ يقول الله عن هذا الزوج الطوباوى أيوب: "ها هى قوته فى متنية وشدته فى عضل بطنه" (أى40: 16). وبذلك فإذ هاتين الخطيتين بالذات تُثار بمساعدة الجسد، فهما يحتاجان إلى زهداً جسدياً بجوار الاهتمام الروحى، حيث تصميم العقل وحده لا يكفى لمقاومة تلك الحروب. توجد أخطاء مثل الغضب والغم وغيرهما يمكن التغلب عليها بقوة العقل بغير تقشف جسدى.

ويستخدم الزهد الجسدى عن طريق: الصوم والسهر، وأعمال التوبة. أضاف إلى ذلك ترك مكان الخطية، لأنه حيث أن الخطية تنتج عن تضافر أخطاء الجسد مع العقل، لذا يلزم أن تتضافر قواهما معاً للتغلب عليها. ومع أن الرسول الطوباوى يتكلم عن الخطايا عامة بأنها جسدية، إلا أنه يحصى العداوة والغضب والهرطقات أنها اعمال أخرى للجسد. لذا فى معاجلة الخطايا يلزم أن نكشف عن طبيعتها بدقة مميزين بين الصنفين، فندعو البعض جسدى والآخر خطايا روحية. الخطايا الجسدية هى التى تعمل على إشباع الشهوات الجسدية وتلذّذ الجسد. وهذه تهيّج العقل أحياناً ليقبل رغباتها بغير إرادته. وعن هذا يقول الرسول الطوباوى: "الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم فى شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكُنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين أيضاً" (اف2: 3).

أما الخطايا الروحية فهى تنبع فقط من باعث عقلى، فليس فقط لا تهب للجسد لذة، بل أحياناً تجلب له ضعفاً وتضرّه. إنه اتغذى العقل السقيم بطعام اللذة البائسة. لذلك فهى تحتاج إلى علاج واحد وليس كالخطايا الجسدية التى تشفى بعلاج مزدوج...

لقد لُقب كلاهما ب "آدم". أحدهما كان الأول فى الخراب والموت، أما الثانى فكان الأول فى القيامة والحياة. بالأول صارت البشرية كلها تحت الدينونة وبالثانى تحرر البشرية. لقد جربه الشيطان بنفس الخطايا التى بها انخدع آدم الأول، ظاناً أنه كما خدع الأول يخدع الثانى مثله، فوجد نفسه قد انهزم بالتجارب التى هزم بها آدم الأول. وإذا انتصر الرب فى تجربة النهم لم يجسر الشيطان أن يُجرّبه بتجربة الزنا بل عبر به إلى تجربة الطمع الذى هو مصدر الشرور (1تى6: 10). وعندما انتصر على الطمع لم يجسر أن يحاربه بالتجارب الأخرى التابعة لها والتى مصدرها وينبوعها هو الطمع، لكنه عبر به إلى آخر الخطايا وهى الكبراء، لأنه يعرف أن الكاملين الذين غلبوا كل الخطايا يمكن أن يتأثروا بالكبرياء، ولعلمه أنه هونفسه لوسيفور ومن معه قد سقطوا بسبب الكبرياء من غير أن يسقطوا فى أى خطية من الخطايا السابقة... بهذا الترتيب الذى ذكرناه حسب الإنجيلى لوقا نجد توافقا وترتيباً دقيقاً بين الإغراءات وأشكال التجارب التى هاجمهم بها العدو الماكر آدم الأول وآدم الثانى[90]].


[90] Conference 4: 5.

هل من علاقة تربط الخطايا مع بعضها البعض؟

هل توجد قوائم للرذائل فى كتابات الكنيسة الأولى؟