ماهى طبيعة الجسم القائم من الأموات وما هى سماته؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماهى طبيعة الجسم القائم من الأموات وما هى سماته؟

إنه جسد جديد لكنه ليس خليقة جديدة، من الناحية العضوية يمت بصلة للجسد القديم وإن كان بينهما ارتباط كما بينهما اختلاف. وذلك مثل حبة القمح الذى تُزرع وتأتى بسنبلة، أو كالشخص المولود كاملاً الذى كان جنيناً فى بطن أمه.

فى يوم الرب ستُجمع أعضاء الجسد الموجودة فى القبر أو التى تحلّلت ويُعاد بنائها كجسم جديد، حتى تلك الأعضاء التى لا يعرف الإنسان من أين جمعها الرب، فإن الله لا يجهلها ولا يصعب عليه جمعها، أينما تبعثرت. يجمعها الرب بطريقة سرية، فتقوم بغير فساد، ويُحسب الجسم غريباً بالنسبة لهذا العالم الحاضر.

يقوم الجسد بسمات جديدة تليق بالحياة الأبدية. هذا الأمر يبقى لنا سراً يفوق قدراتنا البشرية التعرف عليها.

تحدث رب المجد عن هذا التغير، قائلاً: "لأنهم فى القيامة لا يُزوجون ولا يتزوجون كملائكة الله فى السماء" (مت 22: 30). إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً، لأنهم يصيرون مثل الملائكة، وهم أبناء الله، إذ هم أبناء القيامة "(لو 20: 36). ويقول الرسول بولس:" الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك "(1 كو 6: 13).

أولاً: بلا فساد (1 كو 15: 42). يقول الرسول: "هكذا أيضاً قيامة الأموات: يُزرع فى فساد، ويقام فى عدم فساد". جاءت كلمة "يُزرع" كتعبير مُبهج عوض "يُدفن".

"يُزرع فى فساد" إذ يتعرض الجسم للانحطاط والفساد والانحلال. "ويُقام فى عدم فساد"، كجسد مجيد لن يخضع بعد إلى فساد أو انحلال أو موت. يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [سيقوم هذا الجسد ولكن ليس فى ضعفه الحالى. سيقوم نفس الجسم ولكن بعد إزالة الفساد وتحوله، وذلك كالحديد الذى يصير ناراً عندما يتحد بالنار، وذلك كما يعرف الرب الذى يقيمنا. إذن هذا الجسد سيقوم، ولكن لن يبقى فى وضعه الحالى بل يصير جسداً أبدياً. لا يعود يحتاج إلى قوت للحياة كما الآن، ولا إلى درجات يصعد عليها. يصير روحياً، إنه أمر عجيب، نسأل أن نتعرف على وضعه[131]].

يقول القديس أغسطينوس:

[مع أن القديسين روحيون فى الذهن إلا أنهم لا يزالوا جسديين فى الجسد القابل للفساد الذى يبقى ثقلاً على النفس. إنهم سيصيرون روحيين أيضاً فى الجسد عندما يُزرع الجسد الحيوانى ويقوم جسداً روحانياً. إنهم لا يزالون سجناء فى حصون الخطية، ما داموا يخضعون لإغراءات الشهوات التى لا يوافقون عليها. هكذا فهمت هذا الأمر كما حدث مع هيلاردى وغريغوريوس وأمبروسيوس وغيرهم من معلمى الكنيسة المشهورين، هؤلاء رأوا أن الرسول بكلماته حارب بقوة نفس المعركة ضد الأفكار الجسدية التى لم يكن يريدها[132]].

[كما أنه عندما تخدم الروح الجسد تُدعى بحق جسدانية، هكذا عندما يخدم الجسد الروح يدعى بحق روحانياً. ليس بمعنى أنه يتحول إلى روح كما يتوهّم البعض بتفسيرهم الكلمات: "يزرع فى فساد ويُقام فى عدم فساد"، وإنما لأنه يُخضع للروح فى استعداد للطاعة الكاملة العجيبة ويتجاوب فى كل شئ مع الإرادة التى دخلت إلى الخلود، فيزول عنها كل تخاذل وفساد وخمول. لأن الجسد ليس قفط سيكون أفضل مما عليه الآن فى أفضل حالته الصحية، بل وسيسمو فوق جسدى أبوينا الأولين اللذين أخطأ[133]].

[بطريقة ما تشرق البتولية هناك، وبطريقة أخرى تشرق هناك عفة الزواج، وبطريقة ثالثة سوف يُشرق الترمل المقدس. يشرق الكل بطرق مختلفة، لكن الكل سيكونون هناك[134]].

[لقد ضُربت (أيها الموت)، لقد جُرحت، لقد سقطت طريحاً، لكن جُرح ذاك الذى خلقنى. يا موت، يا موت، هوذا الذى أوجدنى جُرح من أجلى وبموته غلبك. بنصرة سيقولون: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا موت؟ (1 كو 15: 55) [135]].

[سنتجدد نحن أيضاً فى الجسد عندما يلبس هذا الفاسد عدم الفساد، فيصير جسداً روحانياً. آدم لم يتغير بعد إلى مثل هذا الجسم، بل كان موضوعاً له أن يكون هكذا لو أنه لم يتأهل بسبب الخطية للموت حتى بالنسبة لجسده الطبيعى. أخيراً فإن بولس لم يقل: "الجسد مائت بسبب الخطية"، بل الجسد مات بسبب الخطية[136]].

[لو سألنا مسيحياً صالحاً له زوجة، وقد يكون لديه أبناء منها عما إذا كان يرغب فى أن تكون له علاقة جسدية بزوجته فى ملكوت السماوات، فبالرغم من محبته لزوجته فى الحياة الحاضرة وارتباطه بهان سيجيب بلا تردد رافضاً بشدة أن تكون علاقته بها فى السماء علاقة جسدية، لأنه يهتم بتلك الحياة التى فيها يلبس الفاسد عدم فساد وهذا المائت عدم الموت (1 كو 15: 54، 533).

هل لى أن أسأله مرة أخرى عما إذا كان يرغب فى أن تكون زوجته معه بعد القيامة هناك، حيث يكون لها ذلك التغير الملائكى الذى وعد به الرب القديسين، فإنه سيجيب بالإيجاب بشدة، قدر ما رفض بشدة فى الحالة الأولى].

نفهم من أقوال أغسطينوس أن على الزوجين أن يحبا بعضهما البعض ويهتم كل منهما بالحياة الروحية للآخر فلا تكون علاقتهما ببعض مجرد اتصال جسدى، سوف ينتهى ويزول بزوال العالم... وذلك كنظرتنا إلى الطعام، فهو ليس بالشئ المحرم أو النجس ومع ذلك فينبغى ألا يكون هدفاً لنا، لأنه طعام فاسد لا يبقى إلى الأبد. فالزواج سرّ مقدس له كرامته وقدسيته لأن مؤسسه رب المجد نفسه. ويقول عنه أغسطينوس نفسه "إن قداسة السر، لها فى زيجتنا (المسيحية) قوة أكثر من قوة ثمرة الأولاد فى الدم[137]".

لهذا ما يحبه المسيحى الصالح فى المرأة هو كونها مخلوق إلهىن هذه التى يرغب لها التجديد والتغير دون ان يهتم بالعلاقة الشهوانية. وبنفس الطريقة يحب الإنسان عدوه، لا لأجل عداوته له بل لكونه إنساناً يرغب له نفس النجاح الذى يريده لنفسه، أى بلوغ ملكوت السماوات.

وهذا ينطبق أيضاً على الأبوة والأمومة وبقية العلاقات الجسدية (الدموية)، فنبغض فيهم العلاقات الجسدية، بقدر ما نحب كل ما يؤدى بهم إلى الوصول لملكوت السماوات. فهناك لا نقول لأحد: "أبى"، بل جميعنا نقول لله "أبانا". ولا نقول لأحد: "أمى" بل نقول جميعنا لأورشليم السماوية "أمنا". ولا نقول لأحد: "أخى" بل يقول الكل للآخر: "أخى".

حقاً سيكون هناك زواج من جانبنا، إذ نتقدم جميعاً كزوجة واحدة لذاك الذى خلصنا من نجاسة هذاالعالم بسفك دمه، لذلك لتلميذ المسيح أن يكون تلك الأمور الزائلة المتعلقة بأقربائه، وبقدر كراهيته لهذه الأمور يحب أشخاصهم، راجياً لهم حياة أبدية[138]].

ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم:

[على أى الأحوال "هذا الفاسد" الذى للجسد "لابد أن يلبس عدم فساد". أما الآخر، أى النفس، فليس فيها فساد قط حيث يوجد فيها عدم الفساد... الآن إن كنا سنرحل إلى العالم الآخر وفينا فساد فسيصير هذا الفاسد بلا فساد بلا نهاية، بل يبقى محترقاً ولا يحترق ليفنى، يبقى دوماً مضروباً بالدود، فساده لا يفسد. فيكون حاله مثل أيوب الطوباوى الذى فسد (جسده) ولم يمت ولفترة طويلة. كان "انهياره مستمراً يضع كتل التراب على قروحه" (أى 7: 5LXX) [139]].

[لئلا عندما يسمع أحد "أن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله" يظن أن أجسامنا لا تقوم، لذلك أضاف: "ولا يرث الفساد عدم الفساد"، و "يلبس هذا المائت عدم موت". الآن فإن الجسم فاسد، الجسم مائت، لذلك يبقى الجسم حقاً، لأن الجسم هو الذى سيلبس عدم الفساد، لكن فساده وموته يبيدان، بينما يحل عليه عدم الفساد وعدم الموت. لا تعود بعد تسأل كيف ستعيش حياة بلا نهاية، فقد سمعت الآن عن تحوله إلى عدم الفساد[140]].

ثانياً: مجيد (1 كو 15: 43). يتسم الجسم القائم من الأموات أنه مجيد، وقد قال السيد المسيح: "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس فى ملكوت أبيهم" (مت 13: 43). بينما يضئ الأبرار كالنجوم أكثر من الشمس يكون الأشرار فى الظلمة.

يقول الرسول: "يُزرع فى هوانٍ، ويُقام فى مجد". بسبب الخطية حُرم الجسم وطاقاته وحواسه ومشاعره من كل المجد وصار فى هوان، وأصبح مصيره الموت. لكنه يقوم فى مجد، إذ يتمتع بالخلود ويتحرر من عبودية الموت أبدياً. يقول القديس ديديموس الضرير: [عندما يُزرع الجسد الذى يتكون بواسطة العلاقات الجسدية بين ذكر وأنثى يكون فيه هوان وضعف، لأنه جسد نفس هالكة تشاركه سماته. ولكن إذ يقوم بقوة الله يظهر جسداً روحياً يحلم عدم الهلاك والقوة والكرامة]. ويقول الأب أمبروسياستر: [يُزرع الجسد فى هوان، لأنه يوضع فى كفن فيه يفسد ويأكل الدود. ولكن عندما يقوم يكون فى مجد وينتهى كل أثر للهوان[141]].

ثالثاً: فى قوة (1 كو 15: 43). يقول الرسول: "يزرع فى ضعف، ويُقام فى قوة". "ويُزرع فى ضعف": إذ يتعرض للأمراض، "ويُقام فى قوة"، إذ لا يتعرض بعض للتعب والمرض والشيخوخة والانحلال والموت. ماذا يقصد بالقوة هنا؟ ليست كتلك الخاصة بالله ولا بملائكة. وهى ليست بالقوة البدنية، لكنها قوة تعمل ما يبدو كأنه امر مستحيل تنفيذه الآن. أيضاً القوة هنا مقابل الضعف الذى كان الجسم يتعرض له فى هذا العالم. وكأن القوة تعنى عدم خضوع الجسم للأمراض والضعفات والاحتياجات الجسمانية من أكل وشرب ونوم، كما لا يمكن أن يحلّ به الموت أو الفساد أو الانحلال.

رابعاً: جسم روحانى (1 كو 15: 44). يقول الرسول: "يُزرع جسماً حيوانياً، ويُقام جسماً روحانياً. يوجد جسم حيوانى، ويوجد جسم روحانى". يزرع جسماً حيوانياً، يشبه الجسم الحيوانى من جهة تكوينه كجسم به عضلات وعظام وأعصاب وأوردة وشرايين الخ، لها ذات الوظائف وبه الجهاز الهضمى الذى يحول الطعام إلى دم والجهاز التنفسى الخ. "ويُقام جسماً روحانياً" يتسم بالكمال، فلا يحتاج إلى مئونة خارجية كالطعام والشراب والهواء، ولا يخضع للموت، له وجود روحى، ومئونة روحية.

"الجسم الحيوانى"، يترجم أحياناً "الجسم الطبيعى"، وهو الجسم الذى به يمارس الحيوان حياته من أكل وشرب وتنفس وحيوية وله حواس ملموسة يحتاج إلى راحة ونوم. "الجسم الروحانى" لا يعنى روحاص، لأن الروح ليس له جسم.

ما معنى أن الجسد سيكون روحياً؟ سيكون الجسد روحياً وإن كان قد زُرع كجسد طبيعى. يرى العلامة أوريجينوس أنه سيكون روحياً لأنه سيكن رقيقاً وخفيفاً يشبه أجسام الملائكة[142].

ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم إنه سيكون روحياً، إما لأن الروح القدس يبقى فى أجساد الأبرار ابدياً أو لأن الروح القدس يحكمه على الدوام. وأيضاً لأنه سيكون خفيفاً، أو لأن هذه الأمور كلها تجتمع معاً[143].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [هل جسدنا الحاضر ليس بعد روحياً كما ينبغى؟ حقاً إنه روحانى، لكنه سيصير أكثر روحانية، لأنه الآن غالباً ما تفارقه نعمة الروح القدس الغنية متى ارتكب خطية عظيمة. مرة أخرى فإن الروح يستمر حاضراً وتعتمد حياة الجسد على النفس وتكون النتيجة فى هذه الحالة هو الحرمان من الروح. ولكن بعد القيامة لا يعود يكون الأمر هكذا، بل يسكن فى جسد البار على الدوام وتكون النصرة حليفة له وتكون النفس الطبيعية حاضرة... بهذا لتؤمن أن الله قادر أن يجعل هذه الأجساد الفاسدة غير فاسدة وأكثر سمواً من الأجسام المنظورة[144]].

ويقول القديس أغسطينوس: [سنكون لا نزال أجساداً لكن نحيا بالروح، فنحتفظ بمادة الجسد دون المعاناة من خموله وإماتته[145]].

كما يقول: [كما أن الروح عندما تخدم الجسد لا يكون غير لائق أن يُقال إنها جسدية هكذا الجسد عندما يخدم الروح يُدعى روحانياً بحق. ليس لأنه قد تحول إلى روح كما ظن الذين أساءوا تفسير النصر "يُزرع جسد طبيعى ويقوم جسد روحانى"، وإنما لأنه سيخضع للروح فى طاعة كاملة عجيبة مرنة، فتقبل قانونه الخاص بالخلود غير المنحل، وتطرد جانباً كل شعور بالتعب، وكل ظل للألم، وكل علامة للانحطاط. هذا الجسد الروحانى ليس فقط يصير أفضل من أى جسد على الرض فى صحة كاملة بل ويتعدى جسد آدم وحواء قبل السقوط[146]].

خامساً: على شبه جسم الإنسان الثانى، الرب من السماء (1 كو 15: 45 - 50). إننا سنلبس صورة السماوى، يقول الرسول: "هكذا مكتوب أيضاً صار آدم الإنسان الأول نفساً حية، وآدم الأخيرروحاً محيياً (1 كو 15: 45). يشير الرسول بولس إلى ما ورد فى سفر التكوين (2: 7)، بأن آدم صار نفساً حية. أما بالنسبة لآدم الثانى الذى صار روحاً محيياً، فيتحدث بعض اليهود عن روح المسياَ أنه هو الروح الذى كان يرف على وجه المياه (تك 1: 2) ليهب حياة، وأنهم دوماً كانوا يشيرون إلى المسياَ أنه يُحى الذين يسكنون فى التراب. وقد جاء فى إنجيل يوحنا:" فيه كانت الحياة "(يو 1: 4).

أقام الله آدم نفساً حية، لكنه كان يحتاج إلى الحياة من خارجه، لهذا إذ وهبه الله زوجة دعاها "حواء" أى "حياة" لتجلب حياة، وتكون أماً لكل حى، وإذ بها تجلب موتاً. أما آدم الثانى فهو الكلمة المتجسد المحيى يؤكد لنا: "أنا هو الحياة والقيامة".

ثمرة التصاقنا بأبينا آدم الأول أننا حملنا جسداً حيوانياً، أما ثمرة اتحادنا بأبينا الجديد آدم الثانى أننا نصير جسداً روحانياً، إذ يهبنا الحياة السماوية الأبدية.

يقول بطرس خريسولوجوس:

[اليوم يعتبر الرسول القديس بولس أن شخصين هما أصل الجنس البشرى، أعنى آدم والمسيح. هما شخصان، لكنهما مختلفان فى الاستحقاق. حقاً متشابهان فى هيكل الأعضاء لكنهما بالحق مختلفان فى بدايتهما.

الإنسان الأول، آدم كما يقول النص صار نفساً حية، وآدم الأخير صار روحاً محيياً.

الإنسان الأول خلقه الأخير، منه نال نفسه لكى يحيا. هذا الأخير تكون بذاته، فهو وحده لا ينتظر الحياة من آخرن بل يهبها لكل البشر.

الأول قد تشكل من التراب الرخيص جداًن والأخير جاء من رحم العذراء الثمين.

فى حالة الأول تحوّل التراب إلى جسد، أما فى الأخير فالجسد نفسه صعد إلى الله.

لماذا؟ أقول أكثر من هذا. هذا الأخير هو آدم الذى وضع صورته فى الأول عندما خلقه. هذا هو السبب الذى لأجله قام (المسيح) بنفس الدور مثل السابق، وتقبل اسمه حتى لا يسمح له بالهلاك إذ هو مهتم به، ولهذا السبب خلقه على صورته.

آدم الأول وآدم الأخير، الأول له بداية والأخير بلا حدود. لأنه بالحق هذا الأخير هو الأول، إذ يقول: "أنا هو الأول وأنا الآخر"، فبالتأكيد هو بلا نهاية.

يقول النص: "لكن ليس الروحانى أولاً بل الجسدانى وبعد ذلك الروحانى" فبالتأكيد توجد الأرض قبل الثمرة، لكنها ليست فى قيمة الثمرة. الأرض تخرج تنهدات وأتعاب، والثمرة تهب وجوداً وحياة. بحث يمجد النبى مثل هذه الثمرة: "من ثمرة بطنك أجلس على كرسيك" (مز 132: 11).

يكمل النص: "الإنسان الأول من التراب هو أرضى، والإنسان الثانى من السماء سماوى". أين هؤلاء الذين يظنون أن حبل العذراء وميلادها لطفلها يشبه ما يحدث مع النساء الأخريات؟ ما حدث مع النساء الأخريات هو من الأرض، وأما ما حدث للعذارء فمن السماء.

واحد تم بقوة إلهية، والآخر بضعف بشرى.

حالة تمت خلال جسد خاضع للأهواء، والأخرى خلال هدوء الروح الإلهى وسلام الجسد البشرى.

صمت الدم، ودُهش الجسد، واستراحت أعضاؤها، وكان كل رحمها فى راحة خلال افتقاد السماوى له. ارتدى موجد الجسد ثوباً، حتى يمكن لذاك الذى ليس فقط وهب الأرض للإنسان بل وهو يهبه السماء يمكنه أن يصير إنساناً سماوياً[147]].


[131] Catechetical Lectures, 18.

[132] Against Julian 70.

[133] City of God 20: 13.

[134] Sermons on New Testament Lessons, 3: 82.

[135] Sermons on New Testament Lessons, 10: 78.

[136] The Literal Meaning of Genesis (ACW) , 24: 6: 35,36.

[137] - فى الزيجة 18: 21؛ 24: 32.

[138] Sermon on the Mount 15: 1: 41.

[139] In Ephes, hom. 24.

[140] On 1 Cor. , hom 3: 42.

[141] CSEL 181: 81.

[142] On Matthew 29: 17.

[143] Comm. On 1 Cor. Homily 3: 41.

[144] On 1 Cor. , hom 5: 41.

[145] City of God 33: 12.

[146] City of God 20: 13.

[147] Fr. Peter Chrysologus: Selected Sermons (Frs. Of the Church) , 117.

هل الجسم الذى سيقوم غير الجسم الذى لنا الآن فى هذا العالم؟

هل سيتساوى كل المؤمنين فى المجد الأبدى؟