8- ماذا يقصد بكلمتيّ “السماء، الأرض” فى هذه العبارة (مت10:6)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

8 - ماذا يقصد بكلمتيّ "السماء، الأرض" فى هذه العبارة (مت6: 10)؟

يحمل السماء والأرض مفاهيم رمزيّة، نذكر منها الآتى:

أولاً: الملائكة والبشر.

يقول القدِّيس أغسطينوس: [تُتَمِّم الملائكة مشيئة الله، فهل نُتَمِّم نحن مشيئته؟! كما أن ملائكتك لا تُعارِضك، هكذا ليتنا نحن لا نعارضك أيضاً. كما أن ملائكتك تخدمك فى السماء، هكذا لنخدمك نحن على الأرض. ملائكته القدِّيسون يطيعونه، إنَّهم لا يخطئون إليه، بل ينفِّذون وصايَّاه لمحبَّتهم له. ونحن نصلِّى لكى نُنفِّذ أيضاً وصاياه فى حب[145].].

ويقول الأب إسحق: [لا يمكن أن توجد صلاة أعظم من الاشتياق أن تكون الأمور الأرضيّة سماويّة، لأنه ماذا يعنى القول "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" سوى السؤال من أجل البشر ليكونوا مثل الملائكة؟ فكما تتم مشيئة الله بواسطتهم فى السماء هكذا ليت الذين على الأرض لا يفعلون مشيئتهم الذاتيّة بل مشيئة الله[146].] وأيضاً القدّيس جيروم: [كما تطيعك الملائكة فى السماء وتخدمك الخليقة السماويّة، هكذا ليخدمك البشر أيضاً[147].].

ويقول العلاّمة أوريجينوس: [ليتنا نحن الذين لا نزال على الأرض ونُدرِك أن إرادة الله تتم فى السماء بواسطة سكان السماء، نُصلّى كى تتم إرادته بواسطتنا نحن أيضاً على الأرض فى كل الأشياء...] [عندما تتحقَّق إرادة الله بواسطتنا نحن الذين على الأرض كما تتحقَّق فى الذين فى السماء نتشبَّه بالسمائيّين إذ نحمل مثلهم صورة السماوى (1كو15: 49) ونرث ملكوت السماوات (مت25: 34). ويأتى الذين بعدنا وهم على الأرض يصلّون لكى يتشبّهوا بنا، إذ نكون نحن فى السماء (الفردوس) [148].].

ثانياً: الروح (أو العقل) والجسد.

يقول القدّيس أغسطينوس: [حين يتَّفِق الجسد مع العقل، ويُبتلَع الموت إلى غلبة (1كو15: 54) حتى لا تبقى بعد شهوات جسديّة يصارع معها العقل، ينتهى الصراع الأرضى وتعبر الحرب القلبيّة المكتوب عنها: "لأن الجسد يشتهى ضدّ الروح، والروح ضدّ الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل5: 17). أقول، عندما ينتهى هذا الصراع وتتحوَّل كل الشهوات إلى محبّة، ولا يبقى فى الجسد ما يضاد الروح، ولا يبقى فيه شيئاً ليُقمَع أو يُلجَم أو يُطَأ تحت الأقدام، بل يصير الكل فى وفاق مُتَّجِهاً نحو البرّ... حينئذ تكون مشيئة الله فى السماء كذلك على الأرض... إننا إذ نُصَلِّى بهذه الطلبة إنّما نشتهى الكمال... كما تبتهج عقولنا بوصاياك ليت أجسادنا أيضاً ترضى بها، وبهذا ينتهى الصراع الذى وصفه الرسول... ويتحوَّل الصراع إلى نصرة مستقبلة! [149]].

ويقول القدّيس كبريانوس: [إذ لنا الجسد من الأرض والروح من السماء، فنحن أنفسنا أرض وسماء، وفى كليهما – أى فى الجسد والروح – نصلّى لكى تتم مشيئة الله. يوجد صراع بين الجسد والروح، نزاع يومى، كما لو كان الواحد لا يتَّفِق مع الآخر، حتى أننا لا نقدر أن نفعل ما نريده (غل5: 17 - 22). تطلب الروح الأمور السماويّة الإلهيّة بينما يشتهى الجسد الأمور الأرضيّة الزمنيّة، لذا نطلب معونة الله ومساعدته حتى يتم التوافق بين الطبيعتين، فتتم مشيئة الله فى الروح وفى الجسد، وتحفظ النفس المولودة ثانية بواسطته[150].].

ثالثاً: الإنسان الروحانى والإنسان الجسدانى.

يقول القدّيس أغسطينوس: [الإنسان الروحانى فى الكنيسة هو السماء، أمّا الجسدانى فهو الأرض. هكذا لتكن مشيئة الله كما فى السماء كذلك على الأرض، وكأنه كما يخدمك الروحانى فليخدمك الجسدانى بإصلاحه... كل الآباء القدّيسين والأنبياء والرسل والروحانيّين إنّما هم كالسماء... ونحن بالنسبة لهم الأرض، هكذا لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض[151].].

ويقول العلاّمة أوريجينوس: [إذا ما صارت إرادة الله على الأرض كما فى السماء، فسنصير نحن سماءً، لأن الجسد الذى لا ينفع (يو6: 63) والدم المرتبط به، لا يقدران أن يرثا ملكوت الله (1كو15: 50) إنما يقال إنهما يرثانه عندما يتحوَّلان من جسد وأرض وتراب ودم إلى أمور سماويّة[152].].

رابعاً: المؤمنون وغير المؤمنين.

يقول القدّيس أغسطينوس: [الكنيسة هى السماء وأعداؤها هما الأرض. ماذا تعنى: "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض"؟ أن يؤمن بك الأعداء كما نحن. إنهم الأرض لهذا هم ضدّنا، فإن صاروا سماءً يصيرون معنا! [153].].

ويقول القدّيس كبريانوس: [يلزمنا أن نسأل من أجل الذين لا يزالون أرضاً ولم يبدأوا بعد ليكونوا سماءً لكى تتم مشيئة الله حتى فى هؤلاء... كما تتم مشيئة الله فى السماء – أى فينا نحن إذ صرنا سماءً بإيماننا – هل تتم على الأرض، أى فى الذين لم يؤمنوا بعد، هؤلاء الذين لا يزالوا أرضاً بسبب ميلادهم الأول منها، فيولدون من الماء والروح ويبدأون أن يكونوا سماءً[154].].


[145] Ser. On. N. T. 6 - 9.

[146] Cassian: Conf. 20: 9.

[147] On Ps. hom 58.

[148] On Prayer 6: 26.

[149] Ser. On N. T. 6 - 9.

[150] On Lord's Prayer 16.

[151] Ser. On N. T 6 - 9.

[152] On Prayer 6: 26.

[153] Ser. On N. T 6 - 9.

[154] On Lord's Prayer 17.

9- ماذا يعنى بالخبز فى قوله: خبزنا كفافنا (اليومى أو الجوهرى أو الذى للغد) أعطنا اليوم (مت11:6)؟

7- لماذا نقول: لتكن مشيئتك كما فى السماء، كذلك على الأرض! هل لا ينفذ الله مشيئته ما لم نطلب نحن منه ذلك؟!