لماذا الحاجة إلى دراسة الكتاب المقدس بعمق؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, قراءة الكتاب المقدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا الحاجة إلى دراسة الكتاب المقدس بعمق؟

يقول السيد المسيح: فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهى التى تشهد لي "(يو5: 39). كأنه يقول لهم:" لا يكفي أنكم تفتخرون باقتنائكم الكتب، وأنكم تقرأونها، إنما يلزم أن تفتشوا فيها باجتهاد لتتمتعوا بخلاصكم وحياتكم الأبدية، فإن جميعها تدور حول مجيئي إليكم ". يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن العبارة هنا تشير إلى الذين يبحثون عن المعادن النفيسة فى بطن الأرض، يحفرون المناجم ويبحثون باهتمام عن المعدن النفيس حتى يجدوه.

يرى القديس يوحنا الذهبى الفم حتى قوائم الأسماء الواردة فى الكتاب لها معناها العميق[76]1، وقد كرس عظتين لشرح التحيات الواردة فى الأصحاح السادس عشر من الرسالة إلى رومية ليُعلن أن كنوز الحكمة مخفية فى كل كلمة نطق بها الروح[77]2. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:

[أرسل المسيح لليهود الكتب، ليس للقراءة العادية لها، لكنه أرسلهم ليبحثوها بحثاً بليغاً متصفحاً، لأنه لم يقل اقرأوا الكتب بل قال: "فتشوا الكتب". لهذا يأمرهم أن يتعمقوا فيها، لأن الأقوال التى قيلت عنه تحتاج إلى إهتمام كبير ليمكنهم أن يجدوا الفوائد الموضوعة في أعماقها].

[يوجد ضعف فى الاستماع وذلك كالمعدة الضعيفة التى لا تتقبل كل الأطعمة الدسمة العسرة الهضم. هكذا النفس أيضاً متى كانت متعجرفة ثائرة ومتوترة الأعصاب ومستهترة، فإنها لا تقدر أن تتقبل كلمة الروح. اسمع قول الرسول: "هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه؟!" (يو6: 60)، لكن متى كانت النفس قوية وصحيحة يكون كل شئ بالنسبة لها سهلاً وخفيفاً ويصير كل شئ بالنسبة لها فى أكثر سمو ونشاط، فترتفع محلقة فى الأعالى[78]3].

[ليتنا إذن لا نصغي بعدم مبالاة، فإنه حتى فى تمحيص التراب المعدنى، عندما يلقونه فى الفرن، لا يأخذون قطع الذهب الضخمة فحسب، وإنما يجمعون حتى الأجزاء الصغيرة بكل عناية. هكذا نحن نشبه أناساً يصهرون ذهباً مستخرجاً من المناجم الرسولية، لا بإلقائه فى الفرن، بل بإيداعه فى أذهان نفوسكم. لا بإشعال نار أرضية، بل بالتهاب الروح! لنجمع الأجزاء الصغيرة بجدية. فإن اللاَلئ أيضاً لها سوقها الخاص، لا حسب حجمها، بل حسب جمال طبيعتها[79]4].


[76] 1 In illud, Vidi dom 2: 2.

[77] 2 In illud, Salutate hom 1: 1.

[78] 3 In Acts. Hom 55.

[79] 4 On Statues, homily 3: 1.

هل يُنقش الكتاب المقدس فى القلب النقى ويُحفظ فيه؟

لماذا الكتاب المقدس؟