هل من ضرورة لتجسده؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل من ضرورة لتجسده؟

أ - ما كان يمكن أن يتمتع إنسانّ ما بالخلاص من خطاياه، ويلتحق بالبرّ الحقيقى الذى يُسر به الله ما لم يتجسد ابن الله الواحد مع الآب فى الجوهر، ويبذل نفسه عن الخطاة. وكما يقول بولس الرسول: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي فى المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى ذاته آخذاً صورة عبدٍ، صائراً فى شبه الناس، وإذ وُجد فى الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه، وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 5 - 8).

بتقديمه ذبيحة الصليب قدم أيضاً ذبيحة الطاعة لمشيئة الآب، عوض خطية العصيان التى ارتكبها آدم الأول. يقول الرسول: "لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحة وقرباناً لم تُرد، ولكن هيّأت لي جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسر. ثم قلت هأنذا أجيء فى درج الكتاب. مكتوب عنى: لأفعل مشيئتك يا الله" (عب10: 5 - 17).

ب - بالتجسد وبذله لحياته قدم الحب الإلهي فى أسمى صورة، إذ يقول: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليُخلص به العالم" (يو3: 16 - 17).

ت - لتعليمنا؛ إن كنا بآدم ورثنا فساد الطبيعة البشرية وضعف الإرادة والعجز عن التمتع بالحياة المطوّبة، جاء كلمة الله المتجسد لا ليرد لنا جنة عدن، وإنما لكي يحول ما ورثناه من آلام وضيقات ومرارة إلى ما هو لبنياننا وتطويبنا وإعددانا للمجد الأبدي. يقول السيد المسيح (آدم الجديد): "احملوا نيري عليكم وتعلموا مني" (مت11: 29). لقد قبل مسيحنا نير آلامنا، وحوّلها من آلام بسبب الخطية إلى آلام بسبب الحب، فصارت آلامنا التى حملها بهيّة ومباركة، وإذ يدعونا أن نحمل نيره تصير حياتنا مطوّبه. هكذا يعلمنا عملياً بأن نقبل نيره المُفرح، الأمر الذى لا يستطيع كائن ما سواء كان سماويّاً أو أرضيّاً أن يقدمه لنا.

بنفس الفكر جاء تلاميذ يوحنا المعمدان وأخبروا يسوع بأن رأس يوحنا قُدّم على طبق لابنة هيروديا (مت14: 12)، لم يعلن عن شيءٍ بل انصرف إلى موضع خلاء منفرداً (14: 13).

بتجسده قدم لنا مثالاً عملياً لمعالجة الكوارث والاضطهادات، ألا وهو أن ننطلق إلى موضع خلاء سواء فى كنائسنا أو بيوتنا لننفرد مع الله القادر وحده أن يعالج هذه الكوارث حسب مسرته الإلهية. إنه المعلم الفريد، آدم الجديد!

ث - بتجسده أقام الكنيسة جسده، فنقتدى بالرأس من جهة حبنا لبعضنا البعض وتواضعنا وخدمتنا لهذا يقول: "هذه هى وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم" (يو15: 12). مرة أخرى عندما غسل أقدام تلاميذه، قال لهم: "فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً" (يو13: 14 - 15).

ج - التمتع بشركة الطبيعة الإلهية (2بط1: 4). كما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: "صار كلمة الله إنساناً، لكى يصير الإنسان إلهاً[37].".

البند الخامس: "تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس بنطس."


[37] ضد الأريوسيين 25: 192 PG.

لماذا التزم السيد المسيح بالصمت عند محاكمته دينياً ومدنياً؟

لماذا ورد فى قانون الإيمان: "تجسد بالروح القدس ومن مريم العذراء"؟