6- ما هى فاعلية الصلاة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - ما هى فاعلية الصلاة؟

أولاً: تُلهب النفس بحب الله. يقول القدِّيس باسيليوس الكبير: [الصلاة أيضاً بعد القراءة تنعش النفس وتثيرها بهمَّةٍ نحو حب الله. الصلاة صالحة، إذ تطبع فكرة واضحة عن الله فى النفس، وبتذكرُّ سكنى الله يقيم الله فيها. بهذا نصير هيكل الله بتذكُّرنا الدائم الذى لا تفسده الاهتمامات الأرضيَّة[36].].

يقول العلامة ترتليان: [الصلاة وحدها هى التى تغلب الله. لكن أكد السيِّد المسيح أنها لا تعمل لحساب الشر، وقد أعطاها كل فاعليتها عندما تُستخدَم للخير. فهى لا تعرف إلاَّ أن تُحَوِّل الضعفاء إلى أقوياء، وتشفى المرضى، وتحل المُقيَّدين بالأرواح الشريرة، وتفتح قضبان السجون، وتفك قيود الأبرار. كما أنها تَغسل العيوب وتُثبط التجارب، وتُطفئ نيران الاضطهاد، وتُعزى النفوس الخائرة وتُشجِّع المطروحين، وتُرشِد المسافرين، تُهدئ الأمواج، وتُرهب اللصوص، وتُنعِش المساكين، وتَضبط الأغنياء. الصلاة تُقيم الهابطين، وتُخَلِّص الساقطين، وتُثَبِت الواقفين.

الصلاة هى سور الإيمان. فهى تُسلحنا وتطلق سهاماً تجاه العدو المُتربِّص لنا من كل ناحية. فلن نكون عزِّل. فى النهار نكون واعين بواجبنا، وفى الليل بسهرنا. وإذ نحمل سلاح الصلاة نحرس لواء قائدنا. وننتظر مصلين لبوق رئيس الملائكة. فما حاجتنا بعد إلاَّ إلى الصلاة؟ فالرب يسوع نفسه كان يصلى له المجد والكرامة من دور فدور[37].].

يقول الأب هيسيخيوس الأورشليمى: [ "ليت طلباتى تأتى أمام الرب". فإن بلغت صلاتى العلا، يهلك أعدائى؛ الصديق يثبت (حك5: 1)، الشبكة تنكسر، والعصفور إذ يتحرر يطير فى حرية (مز124: 7)؛ والمضطهدون يحنون رؤوسهم، والمضطَهَدين يفرحون (مت5: 10 - 12).].

ثانياً: تبث روح الفرح الداخلى. يقول القديس كيرلس الكبير: [إننى أؤكد أنه من واجب من يُكَرِّسون حياتهم للخدمة ألا يتراخوا فى صلواتهم، ولا يحسبونها واجباً ثقيلاً ومرهقاً، بل بالحري يفرحون من أجل الحرية التى يهبها الله لهم، فإنه يريدنا أن نتحدث معه كأبناء مع أبيهم.

ألا يُعتبَر هذا فضلاً يستحق منا كل تقدير؟ لو بلغ إلينا إنسان عظيم ذو سلطان أرضي وسمح لنا أن نتحدث معه بكامل الحرية، أما نحسب هذا سبباً لائقاً للفرح العظيم؟! فلماذا نشك إن كان الله يسمح لكل واحدٍ منا أن يوجه حديثه له كيفما شاء، مُقَدِّماً للذين يخافونه كرامة عظيمة كهذه، يتأهَّلون لنوالها؟!

لنبطل كل كسل هذا الذى يجعل الناس يمارسون الصمت الضار عن الصلاة، ولنقترب بالحري إليه بالمديح والفرح إذ نلنا وصية أن نتحدث مع رب الكل وإله الجميع، ولنا المسيح شفيعاً يهبنا مع الآب تحقيق طلباتنا. يكتب بولس الطوباوى: "نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب (وربنا) يسوع المسيح" (2كو1: 2). بل والمسيح نفسه يقول لرسله القديسين: "إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى، اطلبوا تأخذوا" (يو16: 24). إنه شفيعنا، إنه كفارة عنا، إنه معزينا، واهبنا كل سؤالاتنا[38].].

ويقول الأب نيلس: [الصلاة هى دواء الغم وانقباض النفس[39].] [لا تضطرب وتحزن إذا لم تحصل على طلباتك من الله... الله يريد أن يفيدك أكثر بأن يُعَلِّمك الإلحاح فى الصلاة مع الصبر فى الوقوف أمامه، لأنه أى شئ أسْمَى من الوقوف أمام الله فى حديث معه والدخول فى شركته؟ [40].].

ويقول الأب هيسيخيوس الأورشليمى: [إن قدَّمت صلاتك بقلبٍ طاهر بلا لوم من جهة أى عمل غير لائق فإنك إذ تُقَّدِم تنهدات على نفسك أمام الله تصير فى لقاء معه. عوض الحزن يكون لك الفرح، وعوض المصائب تنال بركات، وتكون ملامح وجهك مشرقة كماءٍ نقي... ولا تعود تخاف من علل أخرى، لأن الله ينزع العلل عنك. تنال عفواً من متاعبك، وشكراً على الهدوء الذى يخيم عليك، ولا تخاف التجارب، فتكون كمن وجد راحة فى ميناء آمن، لا تخاف الأمواج حيث لا يقدر البحر أن يُسَبِّب ضرراً.].

ثالثاً: بالصلاة تُتَمِّم الوصايا الإلهية. يقول القديس يوحنا سابا: [مفاتيح الخزائن موضوعة فى أيديكم لكى تأخذوا وتعطوا، حتى تحيوا آخرين وأيضاً[41].] كما يقول: [قدّس فراشك بالصلاة ورفرفة الروح القدس عليك، فتفوح رائحة أعضائك مثل الطيب[42].] ويقول: [بالصلاة يختلط العقل بالله، بها يفتح كنوز الله ويقسم ذخائره. بها يستحق نظر مجد الله، ويكون فى غمام نور عظمته داخل بلدة الروحانيين. بها يكون الإنسان مسكناً لله. بها تتحد النفس بالمسيح، وبها تنظر إشراق مجد عظمته. بها تتقد فى النفس نار محبة المسيح ويحترق القلب بالشهوة فى الله، تلك الشهوة التى تحرق جميع شهوات الأعضاء. بها تبتهج النفس بالحب وتخرج من رتبتها، وينقلع العالم من قلبها[43].].

رابعاً: طرد التصوُّرات الحمقاء من الفكر. جاء فى سيرة القديسة الأم سنكليتيكا الإسكندرانية Amma Syncletica of Alexandria تلميذة القديس أثناسيوس: [يجب علينا أن نُبخِّر مساكننا ببخور الصلاة المقدس. لأنه كما أن الأبخرة القوية تطرد المخلوقات السامة؛ هكذا أيضاً تطرد الصلاة مع الصوم التصوُّرات الحمقاء من الفكر[44].].


[36] Ep. 4: 2.

[37] On Prayer, 29. ترجمة الدكتورة نهى عزت.

[38] On Luc hom 119.

[39] - الفيلوكاليا عن الصلاة ص10 (نسبت خطأ للأب نيل سفى الفيلوكاليا وهى للأب أوغريس).

[40] - الفيلوكاليا عن الصلاة ص 14.

[41] - رسالة 11ز.

[42] - رسالة 12.

[43] - القمص بفنوتيوس السريانى 36، 35.

[44] The Life of Syncletica 80.

7- ما هى الخطوات العملية لممارسة الصلاة؟

5- لماذا يسمح الله أحياناً بتأجيل استجابة الصلاة أو عدم الاستجابة لطلباتنا؟