5- لماذا يسمح الله أحياناً بتأجيل استجابة الصلاة أو عدم الاستجابة لطلباتنا؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

5 - لماذا يسمح الله أحياناً بتأجيل استجابة الصلاة أو عدم الاستجابة لطلباتنا؟

يقول القدّيس باسيليوس الكبير: [ربَّما يؤخِّر الطلبة عن عمدٍ لكى تتضاعف غيرتك ومجيئك إليه، ولكى تعرف ما هى عطيَّة الله، وتحرص عليها بشغفٍ عندما تنالها. ما يناله الإنسان بتعبٍ شديدٍ يجاهد على حفظه لئلاَّ بفقده يفقد تعبه أيضاً[31].].

ويقول القدّيس أغسطينوس: [إن كان الذى لا يرغب فى العطاء (قاضي الظلم لو18: 2)، قد أعطى بسبب اللجاجة، فكم بالأكثر يعطي ذاك الصالح وحده الذى يحثّنا على الطلب منه، والذى لا يُسَرّ عندما لا نطلب منه؟! قد يبطئ الله فى العطاء لكى نُقَدِّر قيمة الأشياء الصالحة، وليس لعدم رغبته فى العطاء. ما نشتاق إلى نواله بجهادٍ نفرح جداً بنواله، أمّا ما نناله سريعاً فنحسبه شيئاً زهيداً[32].] كما يقول: [حقاً تكون لنا طلبات لأمورٍ مُعَيَّنة عندما نكون فى المسيح، وتكون لنا طلبات أخرى لأننا لا نزال فى هذا العالم... لذلك إذ نثبت فيه، عندما تثبت كلمته فينا، نطلب ما نريد فيكون لنا. لكن إن كنا نسأل ولم يتحقق سؤالنا، فإن ما نسأله لا يتعلق بثبوتنا فيه، بل برغبات الجسد الملحة وضعفاته، التى ليست فى المسيح، والتى لا تثبت كلمات المسيح فيها. فبخصوص كلماته، فى كل الأحوال، هى تنتمى إلى تلك الصلاة التى علمنا إياها حيث نقول: "أبانا الذى فى السماوات" (مت6: 9). ليتنا لا نسقط من كلمات هذه الصلاة ومعانيها فى طلباتنا، فكل ما نسأله يكون لنا... أما إن كانت كلماته تسكن فقط فى الذاكرة، وليس لها موضع فى الحياة، فلا يُحسَب الغصن ثابتاً فى الكرمة، إذ لا يستمد حياته من الأصل[33].].

ويقول الأب إسحق تلميذ القديس أنبا أنطونيوس: [أحياناً نسأل أموراً تضاد خلاصنا، وبواسطة عنايته الإلهية يرفض طلباتنا، لأنه يرى ما هو لصالحنا بحق أعظم مما نستطيع نحن. وهذا ما حدث مع معلم الأمم عندما صلَّى أن ينزع منه ملاك الشيطان الذى سمح به الرب لأجل نفعه. "من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقنى، فقال لى: تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تُكْمَل" (2كو12: 8 - 9) [34].].

يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [لماذا سأل بولس الرب ثلاث مرات ولم يتأهَّل أن يُسمَع له (2كو12: 8)؟ يطلب المسيح من المبشر العظيم أن يسأل باسم الابن؟

لماذا لم ينل ما سأله؟ اسم الابن هو يسوع الذى يعنى "الخلاص". من يسأل باسم المُخَلِّص يطلب ما يخص خلاصه الواقعى. فإن كان ما يسأله ليس لصالحه فإنه لا يطلب من الآب باسم يسوع. لهذا يقول الرب لرسله عندما كانوا لا يزالوا ضعفاء: "إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى" (يو16: 24). هذا هو السبب الذى لأجله لم يُسمَع لبولس. لو أنه تحرَّر من التجربة لما كان يوجد ما يعينه على خلاصه... لاحظوا طلباتكم. هل تسألون من أجل مباهج الخلاص؟ "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تزاد لكم" (مت6: 33) [35].].


[31] Const. Mon. 1.

[32] Ser. On N. T. 11.

[33] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate, 4: 81.

[34] Cassian: Conf. 34: 9.

[35] Hom. 27. Forty Gospel Homilies.

6- ما هى فاعلية الصلاة؟

4- ما هو موقفك حين يستجيب الله صلاتك لأجل أخيك؟