كيف ننتفع بألقاب السيد المسيح؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف ننتفع بألقاب السيد المسيح؟

دُعى يسوع: كلمة "يسوع" فى العبرية تعني "الله يخلص". أعطى رئيس الملائكة جبرائيل هذا الاسم للقديسة مريم "ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسميه يسوع" (لو1: 31). وظهر ملاك الرب ليوسف فى حُلم، قائلاً: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذى حُبل به فيها بالروح القدس، فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت1: 20 - 21).

هذا الاسم يُعبر عن شخصه وعن رسالته. فمن جهة شخصه فهو خلق آدم على صورته كشبهه (تك1: 26 - 27)، وقد فقد آدم هذه الصورة وفسدت طبيعته بسبب خطيته إذ عصى الوصية. وأنه ليس أحد فى السماوات أو على الأرض قادر أن يغفر الخطايا إلا الله. ليس اسم آخر تحت السماء به نخلص (أع4: 12؛ 9: 14؛ يع2: 7). لذلك يسوع الذى هو الله يخلص، صار بتجسده إنساناً يجمع المؤمنين به ويهبهم المغفرة (يو3: 18؛ أع2: 21؛ 5: 41؛ رو10: 6 - 13).

دُعى أيضاً المسيح أو المسيّا Messiah أى الممسوح.

فى العهد القديم كان الملوك والكهنة وأحياناً الأنبياء، هؤلاء الثلاث فئات يُحسبون "مسحاء الرب". لم يكن يجوز للملك الممسوح الذى من سبط يهوذا أن يمارس الكهنوت، لأنه ليس من نسل هرون الذى من سبط لاوى. ومتى مُسح الملك لا يجوز لإنسان آخر أن يُقام ملكاً إلا إذا فسد الملك وصار مرفوضاً من الله، كما حدث مع شاول الملك (1صم16: 1).

أما السيد المسيح فهو ملك الملوك (رؤ17: 14)، أقام المؤمنين ملوكاً وكهنة لله أبيه (رؤ1: 6؛ 5: 10). وهو نفسه رئيس الكهنة السماوى (عب7: 26) الذى وحده بلا خطية، لا يحتاج إلى تقديم ذبائح عن نفسه مثل هرون (عب5: 3). وفى نفس الوقت يُعلن لمؤمنيه أسرار ملكوته السماوى، ويهبهم اختبار عربون السماويات. جاء هذا الملك الإلهى السماوى لا ليُخدم بل يخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين (يو3: 31). خدمته تتمثل فى قبولهم بروحه القدوس حياة الشركة فيه، فيحملون سماته.

مُسح ليُعلن ملكوته على الصليب (اع2: 36)، الأمر الذى تمتع به اللص الذى على اليمين فشهد له: "اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك" (لو23: 42).

يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [إنه يُدعى "الباب" (يو1: 7، 9). لا تأخذ المعنى الحرفى للكلمة كمادة خشبية، بل المعنى الروحى. إنه "باب حىّ" يميز الداخلين فيه.

ويُدعى "الطريق" (يو14: 6) لا أن يُداس بالأقدام، بل لكى يقودنا للآب السماوى.

يُدعى "الحمل" (يو1: 29؛ إش53: 7، 8؛ أع8: 32) لا كغير عاقلٍ، بل لأن بدمه الثمين يطهر العالم من خطاياه، ويقف صامتاً أمام جازيه.

هذا الحمل دُعى مرة ب "الراعى" إذ يقول: "أنا هو الراعى الصالح" (لو10: 11). هو حمل من جهة ناسوته، وراعى بالحب المترفق الذى للاهوته. هل تريد أن تعرف حملان عاقلة؟ اسمع المخلص يقول للرسل: "ها أنا أرسلكم كحملانٍ بين ذئاب" (مت 10: 10، 16).

إنه يُدعى "أسداً" (تك39: 9؛ رؤ5: 5)، ليس مفترساً للبشر، بل لكرامة شخصه الملوكية وثباته وقوته. لقد دعي أسداً، لأنه يقف قبالة الأسد المقاوم الذى يزأر ملتمساً أن يفترس من يخدعهم (1بط5: 8). لأن المخلص فى مجيئه لم يغير وداعة طبيعته، بل بكونه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (مز118: 22) يخلص المؤمنين ويطأ على المقاوم.

يُدعى "حجراً" ليس بلا حياة أو مقطوع بيد بشرية، بل "حجر الزاوية الرئيسى" (إش28: 16)، من يؤمن به لن يخزى[31].].


[31] مقال 10: 3.

لماذا يعلن قانون إيماننا أنه ابن الله الوحيد؟

لماذا نؤمن بربنا يسوع؟