لماذا نؤمن بربنا يسوع؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا نؤمن بربنا يسوع؟

أولآً: الإيمان بيسوع المسيح يعتبر مركز الإيمان المسيحى. كان الكرازة تبدأ بالحديث عن الربَ يسوع Kyrios lesous، يقول الرسول بولس: "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع" (رو 10: 9). كما يقول: "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1 كو12: 3).

إذ أعلن توما عن إيمانه بعد أن طلب أن يراه بعد القيامة ويلمس بيديه جراحاته، قال: "ربى وإلهى" (يو20: 28). وفى نهاية رؤيا يوحنا الحبيب أعلن الرائى عن مدى شوق الكنيسة لمجئ ربنا يسوع، قائلاً: "آمين، تعال أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20).

ثانياً: هذا الإيمان يدفعنا إلى علاقة شخصية وولاءٍ صادقٍ له. محور الإيمان الرئيسي الشعور أن كل كياني الروحى والنفسى والجسدى هو التمتع بالمخلّص الإلهي ربنا يسوع. هذا الإيمان الشخصى يحملنى لحياة الشركة مع السمائيين والقديسين، إذ يقول الرسول: "لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض (أى السمائيون والبشر حتى الشياطين تجثو له فى رعب ومذلةٍ)، ويعترف كل لسانٍ ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في 2: 9 - 11).

ثالثاً: الولاء لربنا يسوع يفتح الباب لكل المؤمنين للتمتع بروح الأخوّة الصادقة، فليس يهودىٍ ويونانىٍ، ولا حر وعبد (غل 3: 28).

إذ ردَّ الرسول بولس العبد الهارب أنسيموس إلى سيده فليمون كتب إليه: "لأنه ربما لأجل هذا افترق عنك إلى ساعةٍ لكى يكون لك إلى الأبد، لا كعبد فيما بعد، بل أفضل من عبدٍ أخاً محبوباً ولا سيما إلىَّ، فكم بالحريّ إليك فى الجسد والرب جميعاً" (فل15 - 16).

بدأت مدرسة الإسكندرية كمدرسة للموعوظين[24] Catechumens تضم طالبى العماد من أمم ويهود لتعليم الإيمان المسيحى، تُقدم لهم دراسات تؤهلهم لنوال سّر المعمودية. فتحت المدرسة أبوابها أمام الجميع، يلتحق بها أناس من ديانات مختلفة وثقافات متباينة وذوى مراكز اجتماعية مختلفة وأعمار متفاوتة... "كان التعليم بها جامعياً وموحداً، لا يميز بين الطبقات أو الظروف، بين العبيد أو السادة" [25]، فى وقت كان العبد رخيصاً، يُباع كالسلعة ويُشترى!

تشهد كتابات الآبار الرسوليين[26] عن اهتمام الكنيسة الأولى منذ وقت مبكر بالمسبيين والذين فى المناجم والمسجونين، كما خصصت بعض الليتورجيات القديمة صلوات من أجلهم. يذكر القديس يوستين[27] جمع عطايا بعد القداس لخمسة فئات من بينهم الذين فى القيود. ويشير اريستيدس[28] من بين فضائل المسيحيين التعامل مع العبيد كإخوة وأخوات، وأيضاً تعاون المسيحيين لتحرير المسجونين من أجل المسيح. ويذكر العلامة ترتليان الجمع الشهرى للعطايا، الذى كان يوزع منها لاحتياجات العبيد المسنين، والذين فى المناجم والنفى والسجون من أجل الإيمان. وأشارت الدسقولية إلى نفس الأمر.

كتب القديس غريغوريوس أسقف نيصص عدة مقالات عن تحرير العبيد، ليس معتمداً على حقوق الإنسان فى الحرية، إنما على التزام البشر جميعاً للخضوع لسيدٍ واحدٍ، رب واحد لا يستعبد أحداً بل يدعو الكل إلى الحرية[29]. وفى عظة له على عيد قيامة السيد المسيح، حث القديس غريغوريوس أسقف نيصص السادة على تحرير عبيدهم كما حررنا السيد المسيح بقيامته من عبودية الخطية.

[الآن هل تحرر المسجونون، وعُفى عن المدينين، وعُتق العبيد بإعلان صالح ولطيف من قبل الكنيسة؟!... لقد سمعتم أيها السادة، أعطوا اهتماماً لقولى كقول صادقٍ.

لا تهينونى لدى عبيدكم، متطلعين إلىّ اليوم كعظة بليغة باطلة.

انزعوا الألم عن النفوس المتضايقة، كما ينتزع الرب الموت عن الأجساد.

وحولوا عارهم إلى كرامةٍ، وضيقهم إلى فرحٍ، وخوفهم من أن يتحدثوا إلى انفتاحٍ.

أحضروا المطروحين فى الزوايا كما من قبورهم،.

اجعلوا جمال العيد يزهر كزهرة فوق كل أحدٍ[30].].

يليق بكل البشر الولاء ليسوع المسيح الذى وهبنا البنوة لله الآب خلال عمل روحه القدوس فى المعمودية. بهذا جاء انهيار العبودية ليس خلال ثورة على السادة، إنما انفتح الباب بالإيمان بربوبية يسوع المسيح.


[24] كلمة Catechumens مأخوذة عن اليونانية Katichoumenos، تعنى "تحت التعليم" والفعل يعنى "يتعلم شفوياً". استخدمت كنسياً بمعنى طالبى العماد.

[25] Rev. Makary El – Souriany: Ancient and contemporary Christian Education in the Coptic Church, Princeton, 1955, P 78.

[26] . راجع القديس أغناطيوس: (سميرنا 6: 2؛ بوليكربس4: 3)، وهرماس (man10: 8).

[27] Apology 67: 1.

[28] Apology 5: 39 - 6.

[29] cf. Fouth Homily on Ecclesiastes, 11: 335.

[30] In Sanctum Pascha.

كيف ننتفع بألقاب السيد المسيح؟

لماذا وضعت الكنيسة بند "خالق السماء والأرض"؟