10- لماذا يؤكد الكتاب المقدس أنه يلزمنا أن نعبد الله ونسجد له، لأنه إله غيور؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الميطانيات, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - لماذا يؤكد الكتاب المقدس أنه يلزمنا أن نعبد الله ونسجد له، لأنه إله غيور؟

الله يُريدنا أن نُحِبَّه ليملك على القلب تماماً، ليس لأنه يُريد أن يستعبدنا أو يذلنا، وإنما لأنه "إله غيور"، لذلك أصر أن يصف نفسه هكذا "أنا الرب إلهك إله غيور" (تث5: 9). وقد علق القديس يوحنا الذهبى الفم على هذه العبارة قائلاً: [قال الله هذا لكى نتعلَّم عظمة حبه. فلنحبه كما يُحبنا هو، إذ قدم ذخيرة حب كهذه. فإننا إن تركناه يبقى يدعونا إليه، وإن لم نتغير يؤدبنا بغضبه، ليس من أجل التأديب فى ذاته. انظر، ماذا قال فى حزقيال عن المدينة محبوبته التى احتقرته: "هأنذا أجمع جميع محبيك... وأسلمك ليدهم فيرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم... فتنصرف غيرتى عنك، فأسكن ولا أغضب بعد" (راجع حز16: 37 - 42). ماذا يمكن أن يقال أكثر من هذا بواسطة محب متقد احتقرته محبوبته، ومع هذا يعود ويحبها مرة أخرى بحرارة؟! لقد فعل الله كل شيءٍ لكى نحبه، حتى أنه لم يشفق على ابنه من أجل أن نحبه، ومع هذا فنحن متراخون وشرسون[22].].

ويُعَلِّق العلامة أوريجينوس على نفس العبارة قائلاً: [أنظروا محبة الله، فإنه يحتمل ضعفات البشر لكى يُعلِّمنا ويدخل بنا إلى الكمال... كل امرأة مرتبطة برجلها تخضع له وإلاَّ صارت زانية، تبحث عن الحرية لكى تخطئ. ومن يذهب إلى زانية يعرف أنه يدخل إلى امرأة زانية تُسلم نفسها لكل من يَقْدم إليها، لذا فهو لا يغضب إن رأى آخرين عندها. أما المتزوج شرعياً فلا يحتمل أن يرى زوجته تُخطئ، وإنما يعمل دائباً على ضبط طهارة زواجه، ليتأكد أنه الأب الشرعى (للطفل ثمرة زواجه). إن فهمت هذا المثل تستطيع أن تقول إن النفس تتتنجس مع الشياطين والأحباء الآخرين الكثيرين، فعادة يدخل عندها روح الزنا، وعند خروجه يدخل روح البخل ثم روح الكبرياء ثم روح الغضب ومحبة الزينة والمجد الباطل، ويدخل آخرون كثيرون يزنون مع النفس الخائنة دون أن يَغير أحدهم من الآخر... ولا يطرد الواحد الآخر، بل بالعكس كل منهم يقدم الآخر... وكما رأينا الروح الشرير الذى يقول عنه الإنجيل: "إن خرج من إنسان يرجع ومعه سبعة أرواح أشرّ منه" (يو11: 26)، ويسكن هذه النفس. هكذا لا يغير الواحد الآخر فى النفس التى تبيع ذاتها للزنا مع الشياطين.

أما إن اتحدت النفس مع زوج شرعى، العريس الذى يخطبه بولس للنفوس، قائلاً: إنى خطبتكم لرجل واحد لأقَدِّم عذراء عفيفة للمسيح "(2كو11: 2)، هذا الزواج تكلم عنه الإنجيل قائلاً:" إن ملكاً صنع عرساً لابنه "(مت22: 2)، تهب النفس ذاتها له وترتبط به شرعياً، حتى وإن كانت فى ماضيها خاطئة وسلكت كزانية، لكنها متى ارتبطت به تتعهَّد ألاَّ تخطئ مرة أخرى. النفس التى اختارته عريساً لها لا يحتمل أن تلهو مع الزناة. وهو أيضاً يُغّير عليها، ويدافع عن طهارة حياته الزوجية.

يُدعَى الله "إلهاً غيوراً"، لأنه لا يحتمل أن ترتبط النفس التى وهبت ذاتها له بالشياطين.].


[22] St. Chrys. In Rom, hom 23.

11- العبادة الكنسية والإماتة - كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء - القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

9- العبادة ومخافة الرب - كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء - القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى