من يهبنا روح الاستنارة أو التمييز؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضيلة في الحياة الروحية, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من يهبنا روح الاستنارة أو التمييز؟

يقول الأب موسى[38]: [لا توجد فضيلة واحدة يمكننا أن نحصل عليها بمجهودنا البشرى ما لم تعيننا النعمة الإلهية. ونحن نرى فى الكتاب المقدس أن التمييز حُسب ضمن مواهب الروح، إذ يقول الرسول: "فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد... ولآخر تمييز الأرواح..." لقد رأيتم إذن كيف أن موهبة التمييز ليست موهبة أرضية، ولا هى بالأمر الهين، إنما هى عطية عظمى تهبها النعمة الإلهية. إن لم يسع الإنسان[39] بكل حماس نحو التمييز... حتماً يخطئ ويصير كمن هو فى ظلمة الليل وحلكة الظلام، ولا يسقط فقط فى الأشراك والأهواء بل ويخطئ حتى فى الأمور السهلة].

يقول القديس أغسطينوس: [أيها النور الحقيقى الذى تمتع به طوبيا عند تعليمه ابنه، مع أنه كان أعمى! أيها النور الذى جعل اسحق، فاقد البصر، يُعلن بالروح لابنه عن مستقبله!... أنت هو النور الذى أنار عقل يعقوب، فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة!... أنت هو الكلمة القائل: "ليكن نور، فكان نور". قل هذه العبارة الآن أيضاً، حتى تستنير عيناى بالنور الحقيقى، وأميزه عن غيره من النور. فبدونك كيف أقدر أن أميز النور عن الظلمة، والظلمة عن النور؟! نعم... خارج ضيائك، تهرب الحقيقة منى، ويقترب الخطأ إلى، ويملأنى الزهو... ويصير فىّ الارتباك عوض التمييز، يصير لى الجهل عوض المعرفة، والعمى عوض البصيرة! [40]].


[38] Cassian: Confer. 1: 2.

[39] - الحديث فى المناظرات عن الرهبان وقد استبدلت كلمة "راهب" ب "إنسان".

[40] - الحب الإلهى، 1967، ص74 - 75.

ما هو ارتباط العقل البشرى بروح التمييز؟

ماذا يقول الكتاب المقدس عن التمييز أو الإفراز؟