أقوال الآباء بنتيوس و إكليمنضس 18 04 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

المحاضرة الاولى

نبدأ بأقوال الاباء الموجودين بالاكليريكية او عموما نبدأ بالاباء المدافعين عن الايمان المسيحى و المدافعين عن المسيحية يسموهم “Apologist” و كلمة Apology تعنى دفاع او محاماة ومن ضمن هؤلاء الناس القديس يوستينوس و الفيلسوف أثيناغورس و القديس تاتيان او تاتيانوس.

نبدأ مع أثيناغورس هو أحد أساتذة الكلية الاكليريكية القدامى وكان من أثينا و سكن فى الاسكندرية وصار مدير للاكاديمية الفلسفية الاسكندرية وكان ضد المسيحية و يحاربها ثم بدأ يقرأ الكتاب المقدس لكى يهاجم الكتاب المقدس وأنتهى به الامر الى الايمان بالمسيحية و صار من أكبر المدافعيين عن المسيحية. الكنيسة عهدت اليه بالاستاذية فى الكلية الإكليريكية وكان هذا فى النصف الثانى من القرن الثانى الميلادى و هو يعتبر أستاذا للقديس بنتينوس و أكليمنضوس الاسكندرى ولما صار أستاذا للاكليريكية ظل كما هو بملابس الفلاسفة و ظل على أسلوبه الفلسفى اى يتكلم بالطريقة العقلية المقنعة بالمنهج الفلسفى وكان متأثرا بالفلسفة الافلاطونية الحديثة التى يسمنوها Neoplatonism وPlato  التى هى أفلاطون و كان من محبى أفلاطون وكان يقتبس من أقوال الفلاسفة ويختار منها ما هو صالح و كان أيضا يقتبس من الكتاب المقدس لكن بطريقة انه لا يقول ما هى الشواهد وحتى النصوص بعبارات مغايرة قليلا لما بين يدينا. أهم كتابين عملهم أثيناغورس كتاب “الدفاع عن المسيحية” و كتاب “قيامة الاجساد من الاموات” ما هى كتب الدفاع تلك؟ كان المسيحيون فى أواخر القرن الثانى يقابلون بأضطهاد شديد جدا وهو ارسل دفاع للامبراطور  مركوس أوريليوس وقد كان من أشد الاباطرة أضطهادا للمسيحيين وهدما للكنائس و تعذيبا لهم و كان يصدق التهم التى تصل اليه عنهم بلا فحص مع انه كان رجلا فيلسوفا أيضا. التهم التى كانت تصل عن المسيحيين أما كانت تصل من الفلاسفة الوثنيين وخصوصا الفلاسفة السفسطائيين فى ذلك الحين و أيضا من السحرة الذى كان رزقهم يضيع بأنتشار المسيحية وأيضا من أعداء الدين عموما وكانوا يسموون المسيحيين “أعداء الالهة” يقصدون الالهة الوثنية. فهو أرسل خطاب الى الامبراطور او ارسل دفاعا عن المسيحيين الى الامبراطور ليرد على الاتهامات التى كانت موجهة للمسيحيين فى ذلك الحين, القديس يوستينوس أيضا ارسل دفاعا لكنه كان شديدا و عنيف فى دفاعه بينما أثيناغورس كان هادىء قليلا. عجيب الاتهامات الموجودة فى ذلك الحين!! حاليا لا يوجد أتهام واحد منهم موجود لكن تعرفوها من جهة التاريخ. الاتهامات كانت:

1- أتهام المسيحيين بالالحاد

2- أتهامهم بالممارسات الاوديبية

3- أتهامهم بأكل لحوم البشر

طبعا مصدر أتهامهم بالالحاد هو انهم لا يعبدون ألهتهم, ما دام لا نعبد الهتهم اذا ملحدين.

ربما أتهامهم بأكل لحوم البشر يأتى من سر الافخارستيا ولا نعرف الممارسات الاوديبية جاءت من أين؟ – لكن ممكن التكهن بسبب وهو الاجتماعات المغلقة الخاصة بممارسة الليتورجيات السرائرية مع وجود علاقات وطيدة بين المسيحيين وبعضهم البعض، واشتراك الجنسين معا حتى في الدراسة في مدرسة الإسكندرية، هذا كله أدى إلى تشكك الوثنيين في أمر هذه الاجتماعات، لهذا اتهموهم بالمعاشرات الأوديبية حتى يحطموا هذه الاجتماعات المغلقة ويعرفوا أسرارها.- . من جهة الالحاد رد عليها أثيناغوراس بلأن المسيحيين يؤمنون بأله و يؤمنون بأله واحد وهذا الاله أزلى و أبدى و واجب الوجود و دخل فى الثالوث القدوس و كيف نسمى هذا الاله (أب و أبن و روح قدس) و قال ان صفات هذا الاله غير صفات الالهة الوثنية فلذلك انتم لا تعرفوه, تدرج الى ان الهة الوثنيين وأننا لا نؤمن بهم لانهم ليسوا ألهة و أنهم كانوا بشرا و انتم صيرتوهم ألهة ولان تحاط حولهم قصص من الفساد و القسوة و المؤامرات و النزاعات بينهم وبين بعض, لاحظوا هنا ان المدافعيين المسيحيين كانوا لا يدافعون فقط عن المسيحية انما يتدرجون لمهاجمة الوثنية أثناء دفاعهم ولم يكونوا يخافوا. القديس يوستينوس عندما دخل فى هذا الموضوع دعاهم الى الايمان بالمسيح فهاجم العبادات الوثنية وشرح ما بها من خطأ. أيضا هاجموا فى الوثنية تعدد الالهة و هاجموا الاساطير الوثنية التى يؤمنون بها و فساد الالهة الوثنية.

أما نقطة المعاشرات الاوديبية فقالوا انها لا توجد لدينا تلك الممارسات و لكنها موجودة عند الوثنيين وكأن الاخرين يهاجمون المسيحيين بالعيوب لديهم!! تكلموا عن أخلاق المسيحيين و عفتهم و كيف انهم يمتنعوا عن النظرة الشريرة و يمتنعوا عن شرور القلب و يمتنعوا عن زيجات معينة وان بعضهم يسير فى البتولية و يمتنعوا عن تعدد الزيجات وكيف هم يبعدوا عن شهوات الدنيا و يهتموا حتى بالفكر ان يكون الانسان رقيب عليه الى أخره.

أما من جهة أكل لحوم البشر قالوا ان هذا الكلام غير معقول  لان اذا كان هناك أكل للحوم البشر اذا هناك قتل للناس!! و المسيحية لا تؤمن بالقتل ولا حتى بالاجهاض ولا بما يفعله الوثنييون من جهة أولادهم بقتلهم و ليس لدينا قسوة و أيضا المسيحيون يؤمنون بقيامة الاموات و بقيامة الاجساد و غير معقول ان شخص يأكل جسد و هو يؤمن انه سيقوم؟ هذا الاتهام ممكن يكون عند منكرى القيامة. وكان المدافعون أيضا يقولون للاباطرة مفروض ان العدالة تقتضى ان تحققوا فى الاتهامات التى تصل اليكم و بكل الاتهامات التى يتهم بها المسيحييون لمجرد الاسم المسيحى وهذا ليس تهمة.

كما شرح بعض العقائد من عقائد المسيحية.

كتاب “قيامة الموتى” كتب كثيرة كتبت من أقوال الاباء عن القيامة و ممكن ان نجمع كل تلك الكتابات ليكون لنا مجمع عن الفكر المسيحى او الفكر الابائى عن القيامة.

العلامة أثيناغورس عندما تعرض لهذا الموضوع تعرض اليه م نناحية فلسفية بحتة بغض النظر عن أيات الكتاب المقدس و ما تقوله. طبعا منذ العصر المسيحى الاول انه كان هناك أنكار لقيامة الموتى مثل أفكار الصدوقيين الذين كانوا لا يؤمنون بالقيامة ولا بملاك ولا بروح وموجود بالكتاب المقدس مشكلتهم وكيف كانوا يهاجمون المسيح و يهاجمون بولس الرسول وعندما بولس الرسول تكلم عن قيامة الموتى أستهزؤا به وقالوا “سنسمع منك عن هذا أيضا” أعمال 17: 32 و بولس الرسول أستخدم هذا الموضوع مرة فعندما عرف ان من يسمعوه بعضهم من الفريسيين و بعضهم من الصدوقيين قال “أنا فريسي ابن فريسي . على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم” أعمال 23: 6 فأصطدموا ببعض و الفريسيين قالوا ” لسنا نجد شيئا رديا في هذا الإنسان! وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله” أعمال 23: 9 بينما اليهود كانوا ضده فى وقت من الاوقات فاستخدم ذلك الموضوع لينقسم الطرفيين ضد بعض. فكان المسيحيون يتكلمون عن قيامة الاموات. أثيناغورس عندما تكلم عن هذا الامر قال: ما الاعتراضات على قيامة الاموات فهل ربنا لا يقدر ان يقيمهم؟؟ ام لا يريد ان يقيمهم؟؟ فأن كان لا يقدر هذا غير معقول لان الذى خلق هذه الاجساد يستطيع ان يعيد تركيبها والذى خلق الاجساد من تراب يستطيع ان يرجعها بعد ان تتحول الى تراب و مهما حدث لتلك الاجساد سواء تحللت او انتثرت من مكان لاخر او دخلت فى تركيب كائنات أخرى (حيوان او أنسان او نبات)  فمثلا أنسان مات وكله وحش فجسده دخل فى تركيبة الوحش (فى قصة نابوت اليزرعيلى و أخاب الملك عندما مات لحست الكلاب دمه و لو وجدت شىء ممكن تكون أكلته – القديس أغناطيوس الانطاكى قدموه للوحوش فأكلته الاسود) الوحش يتحول لتراب و يكون التراب هو به جزء من الانسان. او مثلا أنسان دفن فى مكان و زرعوا شجرة و جسمه تحلل و أختلط بالتراب فالشجرة أمتصت عناصره داخلها و تحول الى جزء من ثمرة أكلها أنسان, المهم أيا كانت القصة ستعود للتراب مرة أخرى. يمكن الاصعب عند الهنود فمثلا عندما مات غاندى و هو رجل قديس عندهم وهو المهاتما غاندى بمعنى الروح الكبير تم حرقة و الرماد المتبقى القوه فى النهر الكبير و هناك بعض البلاد بأوروبا تقول لا أدع الجسد يتعفن و يحرقوا الجسد و يضعوه فى علبة و يحتفظوا بهذا الرماد, فلا تقول لى ان الجسد عندما يحرق بعضه يتحول الى غازات و يرتفع فى الجو!! فالمادة لا تفنى و تظل تلف و ترجع ثانيا. فالله الذى خلق من العدم او خلق من التراب لا يعجز أن يقيم الميت مرة أخرى أيا كانت وهذا من جهة قدرة الله فهو يستطيع فقال لهم عدم قدرة الله هى عدم قدرة من جهة القوة؟؟ ام عدم قدرة من جهة المعرفة؟؟ فقال انه يعرف بدليل انه من أتى بتراب و خلق منه أنسان. أم هو لا يشاء؟؟ فقال لا لماذا لا يشاء فربنا أعطى وعود للانسان بالحياة الابدية و هو يشاء ان الانسان يحيا فى خلود و ثم لماذا الله لا يشاء هل لان القيامة بها ظلم؟؟ ام القيامة نفسها عمل شائن؟؟ بالتأكيد هى ليست بها ظلم بل بها عدالة وهى ليست عمل شائن. لاحظوا ان الاباء يحللون المواضيع تحليل ليس بسيط و سهلا. ثم عندما أراد ان يتكلم عن الادلة على القيامة قال ان الدليل الاول هو: الغرض الاساسى من خلق الانسان فهل ربنا خلقه ليفنى ام خلقه ليحيا و يتمتع بالوجود و يتمتع بالله و يرى الله و يعيش معه؟ فأذا كان الله خلقه لهذا الغرض يكون الموت لا يحقق هذا الغرض و القيامة هى التى تحقق هذا الغرض من خلق الانسان. مثل مثلا السيد المسيح قال لتلاميذه “وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا” يوحنا 14: 3 فاذا كان يريد الناس ان يكونوا معه و يعيشوا معه فى الابدية يكون لا يمكن ان يتحقق هذا الغرض من خلود الانسان و أبديته الا اذا كانت هناك قيامة. لاحظوا عندما نتكلم عن القيامة نقصد قيامة الاجساد حتى فى الايمان الذى تقوله الام أثناء معمودية الطفل تقول   “ أؤمن باله واحد الله الآب ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحي وقيامة الجسد” فتقول قيامة الجسد لان الروح لا تموت حتى تقوم فالروح حية بطبيعتها فالقيامة بطبيعتها هى قيامة الجسد و لما التلاميذ ظنوا ان المسيح مجرد روح او خيال كان هذا ضد قيامة الجسد فلو هو خيال او روح يكون اذا ليس ان الجسد قام لكن المهم فى القيامة هى قيامة الجسد نفسه.

فأول ما قاله أثيناغورس هو تحقيق الغاية من خلق الانسان و القيامة هى التى تحقق هذا الغرض و تحقق للانسان السعادة فى الابدية و تحقق له العشرة الالهية.

ثانيا قال ان القيامة تحقق الطبيعة الانسانية, لان الانسان يتكون من جسد ومن روح فلو بقيت الروح وحدها اذا لم تتكامل الطبيعة فلابد للروح ان تحيا مع الجسد فيعود الارتباط مرة أخرى حتى يتم التكامل للانسان, فلو مجرد روح تحيا فى الابدية لا تكون أنسان كامل و لا تكون طبيعة بشرية كاملة, اذا لابد من قيامة الجسد.

ثالثا قال من جهة الجزاء فى الابدية بمعنى ان الروح و الجسد أشتركوا معا فى الخير او أشتركوا معا فى الشر فلابد للمكافأة تكون للاثنين معا او العقوبة تكون للاثنين معا. فمثلا أنسان أحتدت روحه فيه فضرب أنسان فالروح أحتدت بالغضب و اليد تحركت و ضربت فيكون فى الابدية التى تعاقب الروح وحدها ام الجسد الذى ضرب؟؟ بنفس الوضع أنسان روحه أحبت المادة و التصقت بها وكان يأكل و يشرب و يمتع حواسه و نظره و سمعه و لمسه الى أخره ففى الابدية الروح هى التى تعاقب ام الجسد أيضا الذى متع حواسه بلذات العالم الحاضر؟؟ وهكذا أيضا الروح التى أحبت الله و الجسد يسجد و يصوم و يسهر و يتعب فى خدمة الاخرين و يتعب فى العبادة فلابد ان الذى يكافىء ليس الروح فقط ولكن يكافىء الجسد معه. القيامة أيضا تدل على عناية الله و على عدالة الله لان لو الجسد فنى او انتهىفيكون الله لم يعتنى به و الله يعتنى بالجسد و يعتنى بالروح أيضا فيحفظ و يقام.

المحاضرة الثانية

فى المحاضرة الاولى تكلمنا على أقوال أثيناغورس وهو من اكبر علماء المدرسة اللاهوتية الاسكندرية عن الاكليريكية القديمة وفى الحقيقة ثلاثة كانوا متتاليين من أساتذة و مديرى الكلية الاكليريكية كانوا فلاسفة و أساتذة وهم أثيناغورس و بنتينوس و اكليمنضس ليس فقط كانوا فلاسفة و أساتذة لاهوت انما كان أصلهم وثنى و يشتركوا فى الاصل اليونانى أيضا ودخلوا فى الايمان المسيحى ثم صاروا أساتذة فى اللاهوت ولقب القداسة يطلق على و بنتينوس و اكليمنضس و ظلوا يحبون الفلسفة و يستفيدون منها بعد ان صاروا مسيحيين و أساتذة لاهوت.

القديس بنتينوس: ولد فى النصف الاول من القرن الثانى الميلادى ويقال انه كان فيلسوفا رواقيا تابعا للفلسفة الرواقية وهى قد ذكرت فى الكتاب المقدس وهى فلسفة تهتم بالاخلاق و الفضيلة و الحياة النقية ودائما كان الفلاسفة الرواقييون أشخاص لهم كرم ألاخلاق.

أثيناغورس يقال انه من أثينا و بنتينوس يقال انه من صقلية و اكليمنضس كان له أصل يونانى, لكن الثلاثة بعد مجيئهم الى الاسكندرية أصبحت لهم ثقافة أسكندرية و شخصية أسكندرية فى معلوماتها وفى تراثها وخصوصا انهم درسوا على يد بعض. أثيناغورس بعد وفاته ترك أدارة المدرسة الى بنتينوس غالبا تولى أدارتها سنة 180 م أو 181 م و نجحت المدرسة كثيرا فى عهده وكانت للقديس بنتينوس أعمال تبشيرية خارج مصر على الاقل فى الهند و فى بلاد العرب تلك من النواحى التبشيرية التى تضم الى الكنيسة القبطية و من جهة الهند يقل ان بعض التجار تتلمذوا على القديس بنتينوس و أعجبوا به و أمنوا بالمسيحية و طلبوا من البابا ديمتريوس أن يوفد اليهم بنتينوس ليبشر بلادهم فذهب الى هناك وقضى بضع سنوات ثم رجع الى بلاد العرب فى الطريق و يقال ان وجد هناك نسخة من أنجيل متى بخط متى نفسه بالعبرية. هؤلاء العرب ربما بشرهم برثلماوس و بعض من العرب كانوا موجودين فى يوم الخمسين لكن لم تكن تكونت كنيسة هناك ,أثناء غياب القديس بنتينوس ترك المدرسة فى يد تلميذه اكليمنضس الذى كان أستاذا بالمدرسة حوالى سنة 190 م اى بعد توالى بنتينوس بعشرة سنوات وعندما عاد تولى المدرسة من جديد فكان اكليمنضس وكيلا لبنتينوس تولى المدرسة فى غيابه.

القديس بنتينوس: يذكرنى بسقراط, فسقراط كان فيلسوفا تكلم كثيرا بالتعليم الشفاهى ولم يترك كتبا بينما أفلاطون تلميذه ترك كتب بينما سقراط علم شفاهة ولم يترك كتبا. بنتينوس أيضا له كثير من التعليم الشفاهى ولم يترك كتبا. يقال انه كان له بعض المؤلفات ولكنها كلها فقدت لا توجد سوى عبارات قليلة التى وجدت فى بعض مقصوصات من المخطوطات ولكن شهرة بنتينوس أنه فسر كتب كثيرة جدا من الكتاب المقدس لكن لا يوجد اى من تلك التفسيرات بقى حتى الان ربما فى الوقت الذى حرقت فيه مكتبة الاسكندرية ضاع كل هذا التراث من أوله لاخره. مثل عندما نقول عن أوريجانوس انه عمل السداسية الخاصة به تسمى Hexapla الهكسابلا كدراسات للكتاب المقدس بستة عواميد وفقدت كل تلك النسخ و الترجمات و ضاعت الهكسابلا التى عمل فيها 26 سنة ولم تبقى لنا سوى قصاصات تدل عليها, من الواضح ان حريق مكتبة الاسكندرية أضاع الكثير. الاشياء التى حفظت فى الغرب وبقيت كانت تدل أيضا. يوسابييوس قال عن بنتينوس انه مفسر كلمة الله لكن هذا العمل لم يصل الينا. تقول الا يوجد شىء من أعمال بنتينوس نذكره بها يوجد الذى هى اللغة القبطية فهو الذى ترجم الكتاب المقدس للغة القبطية بأقدم ترجمة للغة القبطية فى النصف الثانى من القرن الثانى وهو من أخذ الحروف اليونانية وأستخدمها بأخذ 25 حرف يونانى و أضاف لهم 7 حروف الذين لا يوجد لهم مثيل بالنطق اليونانى. فكون تكوينه للغة القبطية من الحروف اليونانية لان طبعا الكتابات القديمة غير معقول ان ناخذ الحروف القديمة الموجودة على التماثيل و المعابد القديمة الوثنية فليكتب كلمة يرسم عدة رسوم فيكون الوضع صعب و لكن الحروف سهله. فله هذا الفضل الكبير فى اللغة القبطية وفى ترجمة القداس الى اللغة القبطية و الفضل الثانى انه أخرج لنا القديس اكليمنضس كتلميذا له. فنسميه اكليمنضس الاسكندرى لكى نميزه عن اكليمنضس الرومانى و اكليمنضس الرومانى من الاباء الرسوليين كان عايش أيام الرسل وبعدهم بينما القديس اكليمنضس السكندرى عاش فى أواخر القرن الثانى الميلادى و تولى رئاسة الاكليريكية فى غياب معلمه بنتينوس عندما سافر للهند سنة 190م و توالها بعد وفاة بنتينوس ربما بين سنة 202-205 م تلك التواريخ ليست مضبوطة جدا وعاش ربما حتى عام 211 م بداية القرن الثالث.

اكليمنضس: بقيت لنا من كتاباته كتب عديدة و لذلك لدينا وفرة من المعلومات عنه. ولد سنة 150 م من أصل وثنى من أسرة كبيرة و لكنه تثقف بالثقافة القبطية و تتلمذ على بنتينوس و قبل ان يتتلمذ على بنتينوس تتلمذ اولا على أثيناغورس ثم جال و سافر كثيرا و تتلمذ على علماء الدنيا المشهورين وقال تتلمذت على أساتذة الدنيا العظام لكنى وجدت راحتى فى بنتينوس. كثيرة هى الكلمات التى يصف بها اكليمنضس أستاذه العظيم بنتينوس و لعل من أشهر الاوصاف التى ذكره بها انه يسميه “النحلة الصقلية” و تلك تثبت انه ولد فى صقلية و نحلة لانه كان مثلل النحلة التى تمر على كل ذهرة ليأخذ منها الرحيق ثم يجمعها فى بوتقة واحدة وهى هنا بوتقة العقل و الحكمة و الفلسفة و النور الالهى و المعرفة الصحيحة التى تقدر ان تريح اكليمنضس و أمثاله. كان يصفه وصف “اللسان القفل” بمعنى أخر العلم او الربطة الاخيرة او من جمع معلومات من كل الجهات ثم قفل عليهم بختمه الشخصى, كان اكليمنضس فيلسوف و واسع الاطلاع و دارس فى كثير من العلوم و الفنون ويعرف اللغة اليونانية و كتب بها كما كتب بها بنتينوس و أثيناغورس وله مؤلفات عديدة و تولى أستاذية  الكلية الاكليريكية ويعتبر هو الاستاذ المباشر لاوريجانوس العظيم. يعتبر كل أستاذ خرج أستاذ أعظم منه فبنتينوس خرج اكليمنضس و اكليمنضس اخرج أوريجانوس وأيضا كان لهم تلامذة من الاساقفة و من التلامذة الاساقفة المشهورين بالنسبة لبنتينوس و اكليمنضس “الاسكندر او الكسندروس أسقف أورشليم” كان من تلامذتهم وهو أيضا ارسل خطابا يمتدح فيه أساتذته بنتينوس و اكليمنضس و ربما يكون قد تتلمذ فى جزء من حياته على أثيناغورس أيضا. لذلك كما قلت كان أساتذة الاكليريكية كان لهم تلامذة من أساقفة العالم و العجيب ان كل هؤلاء الاساتذة الكبار كلهم (بنتينوس و اكليمنضس و أوريجانوس) عاشوا فى عهد البابا ديمتريوس الكرام و بالرغم من ان البابا ديمتريوس كرام و لم ينل ثقافة مثل هؤلاء العلماء و الفلاسفة الا انه هو الذى أستطاع ان يحرم أكبر فيلسوف فى عصره وهو أوريجانوس فذلك شىء عجيب جدا فربنا يختار هذا الانسان لكى يفصل فى قضية لاهوتية عجيبة و يقف فى جرأة و شجاعة ضد أكبر المعلمين فى أيامه ويقول له محروم لانك مخطىء لاهوتيا. فلو حرمه فيلسوف مثله نقدر ان نفهمها و لكن يحرمه شخص كان كرام؟ هذه تظهر ان الاباء ما كانوا يجاملون أحدا ولو أستاذ أساتذة او أستاذ أساقفة, الحق هو حق لا توجد مجاملة فى اللاهوت او العقيدة. يقال ان بنتينوس كان قسيسا و اكليمنضس كان قسيسا وربما بنتينوس كان يلزم له الكهنوت لانه ذهب ليبشر فى الهند و فى العرب و التبشير يحتاج لكهنوت لانه سيعمد ناس و يناولهم و سيقيم الاسرار المقدسة و أكليمنضس أيضا كان قسيسا و أوريجانوس لم يرسم قسيسا من أسقفة الاسكندرى البابا ديمتريوس انما أخذ الكهنوت من الخارج وتلك كانت أحد التهم أيضا الموجهة ضده أيضا الى الكسندروس أسقف أورشليم و غريغوريوس أسقف قيصرية الجديدة. بنتينوس سلم المدرسة لاكليمنضس و اكليمنضس فى سنة 202 م غادر الاسكندرية و سلم المدرسة لاوريجانوس وذهب الى غالبا الى أورشليم. اكليمنضس ترك لنا كتبا عديدة لعل من أهمها:

* كتاب Exhortation to the Greek او Protrepticus اى نصائح لليونانيين يشرح فيه فضائل المسيحية و يدعو اليها و يتكلم ضد الوثنية هو فى الحقيقة كتاب لاهوتى جميل جدا. يتكلم فيه عن لاهوت المسيح و تجسد المسيح و وجودة قبل الزمان و يعتمد كثيرا على الاصحاح الاول من أنجيل يوحنا هو كتاب جميل ليتنى أستطيع ان أترجم بعض من كلماته.

* كتاب أخر هو Paedagogas بمعنى المربى او المعلم. فى أوله يقدم المربى على انه يقال..سنة 202 م الان هذا الكلام كلكم تعرفوه لكن فى تلك الايام كان كلام جميل و عميق و يتكلم ان السيد المسيح غذانا بجسده و غذانا بدمه وتلك أحسن أنواع التغذية. تكلم كثيرا على المسيح كمربى و صفات المربى و طبيعته و فى الجزء الثانى و الثالث تكلم عن عمل المربى و بدأ يتكلم عن المجتمع الذى عاش فيه. فى الجزء الاول تكلم عن السيد المسيح كمربى على اعتبار ان هو اللوغوس وهو عقل الله وهو مصدر المعرفة وهو من يربى بكلام لاهوتى صرفو فى الجزء الثانى كلام أجتماعى صرف عن مشاكل أيامه ويجوز تجدوا ان مشاكل أيامه غير مشاكل أيامنا لكن من ناحية التاريخ مفيد ومن ناحية الاجتماع مفيد و من ناحية anthropology مفيد.

* من أشهر كتبه أيضا كتاب Stromata بمعنى المتفرقات او المتنوعات قال تلك مثل الذكريات لى و وضع كلام من جهات كثيرة و ربما لا يوجد رابط بينها, فى أولها يمتدح الفلسفة كثيرا و يمتدح المعرفة ويقول ان الفلسفة ليست ضد الدين و انما الفلسفة تبنى للدين و تمهد للدين ولا تتعارض مع الدين و تسند الدين و طبعا يقصد بالفلسفة اى المعرفة الحقيقية ففى أيامه كان موجود مذهب المعرفة الذى هو مذهب الغنوسية و كلمة غنوسية تعنى معرفة, كان الغنوسيين بعضهم مؤمنين و بعضهم غير مؤمنين فهو يتكلم عن الغنوسى الحقيقى اى الفيلسوف الحقيقى الذى يعرف الحق ليعرف الله. درجة كبيرة ان يكون الانسان يكون روحى عندما يعرف الله. او كما قيل فى المنجاة بين الابن و الاب فى “هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” يوحنا 17: 3 فمعرفة الله هى بدأ الحياة الروحية الحقيقية و طبعا الذى يعرف لله لا يعرف خطية.

تكلم عن الديانة المسيحية وقال ان الديانة المسيحية تفوق الفلسفة العالمية وطبعا حينما يقول الفلسفة يقصد الفلسفة المبنية على حكمة ألهية وليس عن حكمة هذا العالم التى هى جهالة عند الله. فى الفصل الثالث تكلم عن الزواج المسيحى و عن وقار الزواج وعن تكريم الله له وذكر أيات كثيرة و رد على نقط كثيرة لان فى أواخر القرن الثانى كان هناك ناس يتكلموا ضد الزواج. فما الذى ادخل الزواج وسط الفلسفة و وسط الغنوسية مسئلة Stromata متنوعات مثل باقة ورد متعددة الالوان. تكلم أيضا عن الغنوسى الحقيقى الذى يعرف معرفة سليمة.

* من الكتب المشهورة له عن من هو الغنى الذى يخلص؟ ففى قصة الشاب الغنى فى أنجيل متى 16:19-26 و فى مرقس 17:10-27 وفى لوقا 18:18-27 فقال المسيح ” الحق أقول لكم انه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات” متى 19: 23 فهل معنى ذلك انه لا يوجد أغنياء ممكن ان يدخلوا الملكوت؟ فهو قد كتب هذا الكتاب عن الغنى الذى يخلص. قال ان العيب ليس فى المال و انما فى التعلق فى المال وقال ان الغنى اذا أستخدم فى الخير يكون شىء جيد و ان المال فى حد ذاته ليس خطية و تكلم كلام كثير عن هذا الموضوع. لكن طبعا قال ان الانسان عليه الا يتعلق بالمال و أن الغنى الذى يخلص هو الذى لا يتعلق بالمال وفى قصة الشاب الغنى السيد المسيح قال ان الذين لا يتكلون على أموالهمفلا يتعلق بالمال و لكن على المتكل عليه.

* له كتب أخرى تفسيرية للاسف لم يبقى منها الا قصاصات, حتى للاسف هذه القصاصات شحنها الهراطقة بتفسيرتهم. لان فى بغض الاحيان المبتدعين او الهراطقة يريدون ان يثبتوا الافكار الخاصة بهم ينسبوها لكلام قاله قديسيين, فيأتى احد المفسرين الكبار و يأخذ جزء من الكلام و يغيره وقد تم عمل هذا مع تعاليم أكليمنضس لدرجة ان بعض الكنائس لا تريد ان تعطيه أسم القديس أكليمنضس ولكن لم يرد فى كتب التاريخ القديمة اى أشارة الى أخطاءلاهوتية وقع فيها أكليمنضس.

* له رسالات كثثيرة و مقالات كثيرة بعضها عن الفصح و عن الصوم و عن النميمة وعن الشتيمة وعن حركات التهود.

س: عن الاية التي تقول ” من سألك فإعطه” فهل نعطي كل من يسأل حتى لو لم يكن محتاجاً؟ 0:08

س: عن فترة بقاء مجالس الكنائس 1:15

س: هل يمكن الاكتفاء بالمناولة يوم خميس العهد من كل عام؟ 7:02

س: ارجو إلقاء مزيد من الضوء على كلمة ميطانيا وكيفية عملها وقانونيتها 9:19

س: هل يجوز الزواج من ابن عم الاب؟ 24:21

بدء المحاضرة عن بعض أقوال الاباء من الاباء المدافعين عن الايمان اثيناغورس وبنتينوس واكليمنضس 34:57

القديس اثيناغورس 36:05

محاضرة ثانية 1:05:38

س: هل يمكن غمس الجسد بالدم في المناولة؟ 1:12:31

س: نحن نؤمن ان السيد المسيح هو الاله المتجسد وان السيد المسيح قد مات على الصليب فكيف يموت الاله وان كان الناسوت هو الذي مات فكيف يكون للمسيح طبيعة واحدة؟ 1:17:08

س: هل ناسوت السيد المسيح كائن منذ الازل؟ 1:18:20

س: ارجو تفسير لماذا يأتي شم النسيم بعد عيد القيامة مباشرة ولماذا نأكل الفسيخ؟ 1:18:52

س: هل كانت أكفان السيد المسيح بعد القيامة على شكل تجويف؟ 1:22:46

بدء المحاضرة عن اقوال الاباء اثيناغورس وبنتينوس و اكليمنضس 1:24:37

القديس بنتينوس 1:26:24

القديس إكليمنضس 1:35:28

دوام بتولية السيدة العذراء جـ1 21 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

دوام بتولية السيدة العذراء جـ1 21 03 1989

الاعتراضات التى يقدمها البروتستانت هى الاتية:

اولا عبارة أبنها البكر موجودة فى ” ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” متى 1: 25 و ” فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود” لوقا 2: 7 فيقولوا ان ابنها البكر تعنى ان بعده كان هناك ابناء اخرين

ثانيا كلمة امرأتك ” إ ذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: «يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك” متى 1: 20 و فى ” فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب، وأخذ امرأته” متى 1: 24 فتعنى انها زوجته

ثالثا كلمة لم يعرفها حتى ولدت ” ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” متى 1: 25

رابعا قبل ان يجتمعا ” لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس” متى 1: 18 فتعنى انهم اجتمعوا بعد ولادة المسيح

خامسا جملة أخوة المسيح كما ورد فى ” فيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه. فقال له واحد: هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك” متى 12: 46-47 و فى ” و لما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوليست أخواته جميعهن عندنا؟ فمن أين لهذا هذه كلها؟” متى 13: 54- 56 و كذلك فى ” هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم أم يسوع، ومع إخوته” أعمال 1: 14 و كذلك فى ” ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوما. ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب” غلاطية 1: 19 تلك هى الايات التى يعتمد عليها البروتستانت و سوف نناقشها أية أية.

أول عبارة هى الرد على كلمة الابن البكر, كلمة الابن البكر لا تعنى ان هذا البكر له أخوة و لكن لها معنى أخر, يعنى مثلا فى ” وكلم الرب موسى قائلا. قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل، من الناس ومن البهائم. إنه لي” خروج 13: 1-2 اذا البكر هو فاتح الرحم سواء كان ابن وحيدا او ولد من بعده اولاد. لا تظنوا ان الابن البكر هو الابن الاكبر وسط أخوة لا الابن البكر هو كل فاتح رحم اى المولود اولا و ممكن ان يأتى من بعده أخوات و ممكن ان لا يأتى غيره. أفترض ان امرأة ولدت ولد واحد نقول ابن بكر ام لا؟ هو ابن بكر و فى نفس الوقت ابن وحيد. فكل ابن وحيد هو ابن بكر و لكن ليس كل ابن بكر وحيد. الكهنوت القديم قبل الكهنوت الهارونى قدس لى كل بكر, كل فاتح رحم فكان يعتبر الابن البكر مقدس للرب سواء جاء من بعده اولاد ام لا او مثلا اذا كان من البهائم فيعتبر يقدم ذبيحة للرب سواء ولدت اخر ام لا. خطأ ان تعتقد ان  البكر هو أكبر الاخوة لا كل بكر هو كل فاتح الرحم حتى لو كان وحيدا و أكبر دليل على هذا أن ربنا يسوع المسيح حصل معه نفس الامر كأبن بكر فقدمت عنه ذبيحة المذكورة بالعهد القديم ” ولما تمت أيام تطهيرها، حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب: أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب” لوقا 2: 22-23 اى انهم قدموه للرب على أعتبار انه البكر الفاتح للرحم لم ينتظروا للعذراء تنجب اخرين ام لا, أعتبر بكرأ لانه فاتح رحم. كلمة بكر تعنى انه لم يولد اولاد قبله فهو الاول و لكن لا تعنى ان بالضرورة يولد اولاد بعده. هكذا مثلا فى ضرب أبكار المصريين لما الملاك ضرب الابكار, ضرب كل ابن بكر و ليس بالضرورى ان يكون له اخوة. المسيح أعتبر بكرا من يوم الاربعين لانه فيه قدموا عنه تقدمه الخاصة بالابن البكر و هذا الرد على نقطة الابن البكر.

ثانى عبارة هى عبارة امرأتك: كلمة امرأة ممكن ان تطلق على الخطيبة ولا تعنى اطلاقا اى زواج و لعلكم تعرفون ان لقب امرأة اول ما جاء فى الكتاب سميت حواء امراة “لانها من امرء اخذت” تكوين 2: 23  فأصبح لقب امرأة عن خلقها و ليس عن زواجها من جهة زواجها سميت حواء لانها ام لكل حى لكن امرأة اطلق عليها كأول اسم لها وهى بكر و بتول و هى لم تتزوج بعد و لم تجتمع مع أدم و لم تخطىء و لم تطرد من الجنة و سميت امرأة. فكلمة امرأة لا تعنى زوجة لديها ابناء بدليل لما العذراء حبلت من الروح القدس و يوسف اراد تخليتها سرا نجد “إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك” متى 1: 20 و فى وقتها لم تكن انجبت المسيح او غيره اذا كلمة امرأتك لا تعنى زوجة لديها اولاد. فكلمة امرأتك تطلق على الخطيبة كما الزوجة كلتاهما يطلق عليه امرأتك فلا تعنى شيئا, فممكن تعبير قبل الزواج و حتى قبل الحبل و الانجاب تسمى امرأة. فهو يقول له خذها لانه متعهد بيها امام الله و الناس و ليس لكى تتخذها زوجة, اى خذها لكى تحفظها و ترعاها و ليس لكى تنجب منها. الكتاب المقدس به أمثلة كثيرة من هذا النوع على تسميه الخطيبة امرأة فمثلا ” إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها ، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا. الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه. فتنزع الشر من وسطك” تثنية 22: 23-24 الكلام هنا عن فتاة عذراء مخطوبة لرجل ثم يدعوها امرأة, اذا الخطيبة هنا أطلق عليها امرأة. كذلك يقول وقت الحرب ان الناس اصحاب القلب الضعيف لا تاخذهم معك فى الحرب ” ومن هو الرجل الذي خطب امرأة ولم يأخذها ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيأخذها رجل آخر” تثنية 20: 7  فدعى الخطيبة هنا ايضا امرأة. اذا هذا التعبير معروف بالكتاب و معروف العرف اليهودى بأن كلمة امرأة تعنى الانوثة ولا تعنى الزواج. فخطب امرأة تعنى خطب أنثى و حواء كان أسمها حواء قبل ان تتزوج. كذلك فى ” فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته، ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى” لوقا 2: 4-5 فسماها هنا امرأته و هى مخطوبة و لم يعاشرها فكلمة امرأة لا ناخذها كزوجة  معاشرة و لكن تطلق على الخطيبة و تطلق على اى أنثى فى تعبير الكتاب المقدس و فى تعبير العبرانيين فى هذا الزمان . فى قصة المجوس الموجودة بأنجيل متى 2 يدعوها بأمه مثلا ” وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه” متى 2: 11 و كذلك فى الهروب الى مصر و العودة يقول الطفل و أمه بنفس الاصحاح ولا يستخدم كلمة امرأة.

ثالث عبارة وهى قبل ان يجتمعا الموجودة  فى متى 1: 18 غرض الكتاب هنا ان يثبت الميلاد البتولى و ليس ان قبل ان يجتمعا ثم بعد ذلك اجتمعا , اى انها كانت مازالت بتول و عذراء فالغرض الانجيلى يريد ان يثبت بتولية العذراء اثناء حملها و ولادتها وانها لم تكن تعرف رجلا و ليس المقصود ان بعد ذلك ان كان لهم اولاد ام لا. فهى كخطيبة له كان ممكن ان يجتمع معها لكن قال انه لم يحدث شىء بينهم فتكون الولادة بتولية عذراوية  . لماذا قصد ذلك اولا اثبات لاهوت المسيح من جهة انه يولد بغير زرع بشر و انما من الروح القدس و لذلك قال الذى حبل فيها من الروح القدس و قال ” فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله” لوقا 1: 36 فكون ان المسيح لم يولد بزرع بشر معناها ان له اب هو الله فتثبت لاهوته و انه حبل بيه من الروح القدس،  ثانيا بهذا الميلاد البتولى لم يرث الخطية الاصلية او الخطية الجدية فمادام لم يرث الخطية الجدية يستطيع ان يموت عن خطايا غيره لكن الخاطىء يموت عن خطاياه الشخصية فقط و هذا هو المقصود. لكن غير مقصود ان بعد ذلك اجتمعوا فاذا كان قبل ان يجتمع معها وجدت حبلى فكم بالاولى بعد ان ولدت و راى المعجزات الى اخره و سنقولها تلك النقطة فيما بعد.

رابعا كلمة “لم يعرفها حتى ولدت” فالقديسين فى تفسير تلك العبارة يقولوا ان كلمة حتى تعود على ما قبلها ولكن لا تعنى ان ما بعدها عكسها و جائوا بأمثلة كثيرة فلما ميكال هزئت من داوود عندما رقص امام الله فى استقبال تابوت العهد قال “لم يكن لميكال بنت شاول ولد حتى يوم موتها” صموئيل الثانية 6: 23 بالطبع لا تعنى حتى ماتت انها ولدت بعد موتها لكنها تعنى انها لم تلد حتى ماتت او مثلا فى “قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك” مزمور 110: 1 لا تعنى بعد ان اضع اعدائك موطئا لقدميك لا تجلس عن يمينى او مثلا فى “ها أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر” متى 28: 20 هنا حتى او الى لا تعنى ان بعد انقضاء الدهر سيتركنا. فلم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ايضا لاثبات الميلاد البتولى و طبيعى ان الذى لم يعرفها قبل ان تلد فبعد ان ولدت ورا المعجزات العجيبة و الرؤى العجيبة و الملائكة و النبوات لا يمكن ابدا ان يعرفها بعد ذلك. وخصوصا اذا كان تو هى عذراء قد حبلت و يوسف الصديق يعرف هذا جيدا من كلام الملائكة له فلا شك ان يوسف و هو رجل بار كما قيل فى “فيوسف رجلها إذ كان بارا” متى 1: 19 كان يعرف النبؤات و خصوصا ما ورد فى أشعياء النبى ” ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل” أشعياء 7: 14 و عمانوئيل تعنى الله معنا و بالطبع ليس هذا فقط ففى كلام الملاك له ” فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل» الذي تفسيره: الله معنا ” متى 1: 21-23 فكون انها تلد ابن هو الله فهذا يخيف يوسف و هى والدة الاله و كذلك ماقيل فى ” لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام” أشعياء 9: 6 فلا يمكن ليوسف بعد هذا الكلام يجرؤ ان يقترب من العذراء كزوج و هى والدة الاله. كذلك ايضا فى ” وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله” لوقا 1: 31-35 فلا يعقل بعد هذا يقترب منها يوسف.

خامسا عبارة أخوته: اول نقطة فى عبارة أخوته ان على حسب الكتاب المقدس و على حسب العرف اليهودى كانت كلمة أخ تطلق على الاقارب الذين لهم قرابة شديدة و عندنا مثل بسيط جدا فى قصة يعقوب و لابان, فلابان كان خال يعقوب لانه أخو رفقة أمه نجد ” وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى. وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها ، وأنه ابن رفقة” تكوين 29: 11-12  فهو ليس أخو أبيها لكن كلمة أخ تعنى قريب شديد لها جدا , فكان الاقارب الشديدى القربة يدعون انفسهم أخوة. ثم نكمل فنجد ” فقال له لابان: إنما أنت عظمي ولحمي. فأقام عنده شهرا من الزمان. ثم قال لابان ليعقوب: ألأنك أخي تخدمني مجانا؟ أخبرني ما أجرتك” تكوين 29: 14-15 فيعقوب قال انا أخو أبيها ولابان أيضا قال الانك أخى فهى تعنى لحمى و دمى و هكذا القرابة الشديدة فقالها يعقوب و قالها لابان مما يدل انها عرف متداول, ثم نفس الامر نجده بين أبرام و لوط فمعروف أبرام من تكوين 11 أنه عم لوط و نجد بعد ذلك ” فلما سمع أبرام، أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين” تكوين 14: 14 فى سبى لوط مع سدوم قال عنه أخاه لانها قرابة شديدة. فاذا كانت تلك عادات يهودية نرى من هم أخوة المسيح: يعقوب و سمعان و يهوذا و يوسى. يعقوب أخو الرب ورد انه يعقوب بن حلفى او كلوبا فكلمة حلفى و كلوبا تعنى أسما واحدا – فكلمة “حلفى” آرامية ويقابلها (كلوبا) في اليونانية- فنجد       ” وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه، وبينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسي، وأم ابني زبدي” متى 27: 55-56 و فى ” وكانت واقفات عند صليب يسوع، أمه، وأخت أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية” يوحنا 19: 25 و فى ” أليس هذا هو النجار ابن مريم، وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته ههنا عندنا؟” مرقس 6: 3 فهؤلاء هم أخوته و قيل ان مريم زوجة كلوبا فى يوحنا 19: 25 و هى ام يعقوب و يوسى, نجد فى ” وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد، بينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي، وسالومة” مرقس 15: 40 فأخواته من مريم أخت أمه زوجة كلوبا او حلفى نفس الشخص هم يعقوب و يوسى و سالومة هم أولاد خالة المسيح فمن أجل القرابة الشديدة دعوا أخوته و ليس لهم علاقة انهم ولدوا من مريم العذراء, و نضيف على هذا بعض ملاحظات بسيطة ان من غير المعقول ان السيد المسيح على الصليب يعهد بأمه ليوحنا الحبيب أن كان لها أولاد مثل يعقوب و يوسى و هم من تلاميذ الرب الاثنى عشر مثلما قيل فى متى 10, فكيف يعطى أمه للغريب و يقول له هوذا أمك بينما لها أولاد و لا يسلمها لهم و تلك أول نقطة. ثانيا فى الرحلة الى مصر و فى الرجوع منها لم يذكر أطلاقا أن العذراء كان لها أولاد أخرين و هى قد ذهبت مع يوسف النجار و بقيت هناك حتى مات الذين يطلبون الصبى فلو كانت انجبت كانوا سيعودون معها و أيضا فى الرحلة الى أورشليم التى ذكرت فى أنجيل لوقا 2: 41-52 كان مريم العذراء و يوسف النجار و المسيح فقط و لم يذكر اى اولاد أخرين, كذلك غير معقول ان نقول كل هؤلاء الاولاد هم أولاد يوسف من أمراة أخرى ماتت سابقة لخطوبته للعذراء لان هؤلاء الاخوة ذكر ان مريم أمهم كانت واقفة عند الصليب فكيف ترمل يوسف بعدها و له أولاد منها و هى واقفة عند الصليب وهو الذى مات وقتها!!!  أذا هم ليسوا أولاد مريم العذراء ولا أولاد يوسف من امرأة أخرى سابقة كذلك يمكنا ان نقول من ضمن الملاحظات ما ورد على ميلاد المسيح كنبوة فى ” فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقا، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا ” حزقيال 44: 2 و هى عن رحم السيدة العذراء. فبمقارنة النصوص تثبت ان هؤلاء الاولاد هم أولاد مريم زوجة كلوبا او زوجة حلفى و ان هؤلاء اولاد خالة المسيح و من أجل القرابة الشديدة أعتبروا أخوته بحسب العرف اليهودى و أيضا من غير المنطقى ان يسلم العذراء ليوحنا و لها أبناء اخرين و أيضا فى كل القصص لم يذكر ان كان لها أبناء أخرين.

دوام بتولية السيدة العذراء جـ2 28 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

دوام بتولية السيدة العذراء جـ2 28 03 1989

أكرامنا للعذراء

البروتستانت لا يكرمون العذراء ولا يتشفعون بها ولا يقيمون عيدا لها و ينتقدون بعض الالقاب التى نصفها بها و يسمونها احيانا أم يسوع بينما تلك التسمية للنسطوريين و يترجمون كلمة “الممتلئة نعمة” بعبارة “المنعم عليها” و البعض يبالغون و يرون انها مثل قشرة البيضة اذا خرج منها الكتكوت تصبح لا قيمة لها, أحد الاخوة البلاميس كان يقول العذراء دى أختنا. بصفته هو أنسان و هى أنسانة و هو من ابناء أدم و هى من أبناء أدم فتكون أخته, فكانت أخته و هى أم المسيح فهو يكون خال المؤمنين. البروتستانت أحيانا ينسبون للعذراء أنها تزوجت و أنجبت أولادا بعد المسيح و غالبية الاقوال التى يقولونها عن العذراء و عدم أحترامهم ربما رد فعل على مبالغات الكاثوليك فى أكرام العذراء, أكراما لا نوافق نحن عليه و يخرج عن حدود العقيدة.

سنتكلم فى الوضع المعتدل عن أكرام العذراء و كما نقول دائما اننا دائما نعتمد فى تعليم العقيدة على الكتاب المقدس, فأن وجد شىء فى تعليمنا يخالف الكتاب المقدس لا نقبله.

العذراء قالت فى تسبحتها فى ” فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” لوقا 1: 48 اذا تطويب العذراء تعليم أنجيلى, عندما نقول جميع الاجيال فهى عقيدة عامة بدأت منذ ولادتها للمسيح او منذ الحبل المقدس بها الى أخر الدهور, لعل الكتاب يذكر أيضا فى أكرامها قول اليصابات لها فى “مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك  فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب” لوقا 1: 42-45 فطوبتها اليصابات التى كانت أكبر منها سنا ودعتها أم الرب أى والدة الاله و أعتبرت انها غير مستحقة ان تزورها هذه الفتاة الصغيرة. عبارة مباركة أنت فى النساء قالها أيضا لها الملاك جبرائيل فى “سلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة أنت في النساء” لوقا 1: 28 فمباركة انت فى النساء اى انت افضل من كل النساء و من بين كل النساء انت المباركة. صوت سلام مريم أثر على الجنين فى بطن أمه فأرتكض الجنين بأبتهاج, بل أكثر من هذا يقول الكتاب فى “فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس” لوقا 1: 41 مجرد سلام مريم  جعل اليصابات تمتلىء من الروح القدس. فطوبها الملاك و طوبتها اليصابات و كلام الملاك لها أفضل بكثير من كلامه لزكريا الكاهن, فالملاك لما ظهر لزكريا قال “لا تخف يا زكريا، لأن طلبتك قد سمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا” لوقا 1: 13 لكن للعذراء قال لها السلام لك, الرب معك و مباركة انت فى النساء و أيضا “لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله” لوقا 1: 30 و كذلك “الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله” لوقا 1: 35 كل هذا كلام مباركة و قوة فالروح القدس يحل عليها و قوة العلى تظللها. نلاحظ ان الروح القدس عندما حل فى بطن العذراء حل حلولا أقنوميا لكى يكون جسد منها بهذا الاقنوم و ليس مجرد نعمة او بركة مثل سائر المؤمنين لان هنا توجد عملية تكوين جسد و تقديس مستودع تحتاج ان الاقنوم نفسه يعمل و نلاحظ أيضا ان السيدة العذراء فى تطويب الكتاب لها دعيت ملكة فى أكثر من موضع “جعلت الملكة عن يمينك” مزمور 45: 9 ويقول “كلها مجد ابنة الملك في خدرها. منسوجة بذهب ملابسها” مزمور 45: 13 و الكنيسة تأخذ من المزمور الايات كلها و تأخذ ايضا من سفر الامثال ان نساء كثيرات نلن كرامات و لم تنل مثلك واحدة منهن والاية “بنات كثيرات عملن فضلا اما انت ففقت عليهن جميعا ” سفر الأمثال 31: 29 لهذا الكنيسة تمجد العذراء كملكة و ابنة ملك و تضع تاجا على رأسها و تاجا على رأس المسيح و تجعلها عن يمينه قامت الملكة عن يمينك ايها الملك و نبؤات كثيرة كانت حول السيدة العذراء بل  كانت هى شهوة الاجيال كلها لكى يتحقق وعد الرب انه نسل المرأة يسحق رأس الحية و المرأة هى العذراء. و نحن نعطى السيدة العذراء القابا من واقع أمومتها للمسيح بمعنى ان السيد المسيح هو النور الحقيقى كما قيل فى ” كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم” يوحنا 1: 9 و ايضا ” أنا هو نور العالم” يوحنا 8: 12 فلذلك نسميها “أم النور” لان المسيح الذى ولد منها لقبه بالنور او مثلا المسيح لقب بالمخلص فى ” لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” متى 1: 21 مخلص العالم كله لقب ذكر كثيرا بالكتاب المقدس فلذلك نسميها “أم المخلص” و المسيح هو الله كما ورد فى   ” في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله” يوحنا 1: 1 وفى “منهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد ” رومية 9: 5 لذلك نسميها “والدة الاله” “ثيؤطوكوس”, المسيح هو الرب لذلك اليصابات قالت ” فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي” لوقا 1: 43 فندهوها ايضا “أم الرب”, هى أيضا أم لجميع المؤمنين فالسيد المسيح قال ليوحنا ” ثم قال للتلميذ: هوذا أمك” يوحنا 19: 27 فأن كانت هى أم الرسول يوحنا و يوحنا يخاطبنا فى ” يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا” رسالة يوحنا الاولى 2: 1 فأذا هى أم جميع المؤمنين.

الذى يكرم العذراء يكرم المسيح نفسه لانها هى أمه. فأن كان الكتاب يقول ” أكرم أباك وأمك” خروج 20: 12 فأن كان واجب أكرام اى أم عادية فكم بالاولى أم المسيح و أم المؤمنين جميعا, هذه التى حل الروح القدس عليها و التى نالت المواعيد و التى فضلت على جميع نساء العالم لها ألقاب أخرى فى الكتاب المقدس شبهها أشعياء النبى بالسحابة فى مجىء المسيح الى مصر فى ” هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر” أشعياء 19: 1 و لسكنى الابن الكلمة فيها سمتها الكنيسة بالسماء الثانية لان السماء هى مسكن الله و سمتها بالخيمة و قبة موسى التى هى خيمة الاجتماع التى كان يحل الله فيها و سمتها بمدينة الله وأحيانا بصهيون كما ورد فى “الرب أحب أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب.قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله” مزمور 87: 2-3 سميت أيضا بمدينة الله بحسب أية 3 بالمزمور و كذلك ” ولصهيون يقال: هذا الإنسان، وهذا الإنسان ولد فيها و هو العلى” مزمور 87: 5 طبعا هذا كلام عن العذراء لقبت بصهيون و لقبت بأورشاليم فى ” سبحي يا أورشليم الرب، سبحي إلهك يا صهيون” مزمور 147: 12 تقال عن العذراء, لان المسيح شبه بالمن المخفى و الخبز الحى النازل من السماء كما ورد فى ” أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ” يوحنا 6: 32-33 فالسيدة العذراء شبهت بحق المن الذى كان يحفظ فيه المن. لدوام بتوليتها شبهت بعصا هارون التى أفرخت و شبهت أيضا بتابوت العهد لان تابوت العهد مصفح بالذهب من داخل و من خارج و هذا عن نقاوة العذراء و عظمتها كالذهب من الداخل و الخارج (الداخل من مشاعرها الداخلية و الخارج من تصرفاتها) لان تابوت العهد كان يحفظ فيه المن الذى هو رمز للمسيح و لوحى الشريعة رمز لكمة الله الذى هو المسيح فشيهت العذراء بتابوت العهد ولان تابوب العهد كان من خشب السنط الذى لا يسوس فلا يتلف رمز لقداسة العذراء كل تلك صفات للسيدة العذراء مأخوذة من الكتاب المقدس و أحيانا تشبه بسلم يعقوب الواصل بين السماء و الارض لانها كانت الصلة بين السماء و الارض و أحيانا تشبه بالحمامة الحسنة رمزا لوداعتها و بساطتها و نقاوتها و لان الحمامة ترمز للروح القدس و هى الروح القدس حل عليها و أيضا لان الحمامة أتت ببشرى الخلاص أثناء فلك نوح و العذراء أتت ببشرى الخلاص أيضا. شبهت أيضا بالعليقة المشتعلة بالنار و معروفه فى الترتيلة و النار رمز للروح القدس او لللاهوت نفسه فقد قيل ” لأن إلهنا نار آكلة” عبرانيين 12: 29 فكانت نار اللاهوت فيها و هى لا تحترق,  شبهت بالمجمرة الذهبية لان اذا كان الفحم المتقد بالنار يرمز للناسوت المتحد باللاهوت و الاثنين موجودين فى بطن المجمرة “الشورية” لذلك شبهت بالمجمرة الذهبية, وشبهت بشورية هارون. تشبيهات كثيرة لا نستطيع ان نقولها كلها, فمن يقرأ الابصلمودية الكيهكية يجد بها أشياء عجيبة من أسماء السيدة العذراء و القابها كل لقب منها يحتاج الى تأمل.

نحن نكرمها:

  1. لانها والدة اللاله
  2. لان الروح القدس حل عليها و قوة العلى ظللتها
  3. من أجل دوام بتوليتها
  4. من أجل قداستها
  5. من أجل شهادة الكتاب المقدس لها و النبوات التى ذكرت عنها
  6. من اجل أكرام الرب لها
  7. من أجل معجزاتها و ظهورتها المتعددة

الذى يكرم العذراء يكرم أبنها و ينال بركة العذراء, أما من لا يكرمها او لا يتشفع بها فقد خسر خسارة ليست بقليلة و العذراء لا تخسر شيئا و يكفيها أكرام الرب لها. نحن فى أكرامنا للعذراء يظهر أكرامنا لها فى طقوس الكنيسة و فى الالحان و التراتيل و المدائح و فى طلب شفاعتها و فى الاعياد الكثيرة التى نعيد بها للعذراء و نكرمها بأن هناك صوم على أسمها و نكرمها ببناء الكنائس على أسمها و أشياء أخرى كثيرة.

أعياد العذراء

نعيد للعذراء فى مناسبات عديدة فطبعا نعيد لها فى يوم نياحتها فى 21 طوبة و كل يوم 21 من الشهر القبطى نعيد لها و كذلك نعيد لها فى ميلادها فى أول بشنس فنادرا من نعيد بميلادهم لكن العذراء فى أول هؤلاء النادريين, بل نعيد بالبشارة التى بشر بها الملاك والديها فى 7 مسرى و فى تقديمها للهيكل فى 3 كيهك و فى دخولها أرض مصر فى 24 بشنس و فى صعود جسدها فى 16 مسرى و فى معجزتها فى تكريس كنيسة فيلبى فى 21 بؤونه و فى ظهورها فى الزيتون فى 2 أبريل.

بعض الاخوة البلاميس قالوا كيف تقولوا عنها فى الاجبية باب الحياة او باب الخلاص و الباب هو المسيح؟ كيف تقولوا عنها الكرمة الحقانية و ربنا يقول انا الكرمة؟

أولا طبعا هى شبهت بالكرمة بمعنى و المسيح بالكرمة بمعنى أخر و البشر بالكرمة بمعنى أخر, اذا كانت الكرمة هى الله تكون العذراء هى غصن فى هذه الكرمة و اذا كانت العذراء هى الكرمة فالسيد المسيح هو عنقود الحياة الذى فيها فلكل منهم معنى مختلف. عيب الناس انهم يسيروا بطريقة حرفية.

ثانيا لا ننسى أطلاقا ان السيد المسيح أعطانا بعض ألقابه و لم يكن فى هذا ما يخالف العقيدة فالمسيح قال ” أنا هو نور العالم” يوحنا 8: 12 و قال ايضا ” أنتم نور العالم” متى 5: 14 فهو نور العالم بمعنى و نحن نور للعالم بمعنى أخر فبنورة نعاين النور, فهو النور الحقيقى و نحن نأخذ من نوره فنصير نورا فنضىء للعالم بحسب “فليضئ نوركم هكذا قدام الناس” متى 5: 16 فالمسيح قيل عنه أنه نور و قيل عنا أننا نور و كل منهم بمعنى. المسيح قيل عنه أنه الراعى الصالح بحسب ” أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” يوحنا 10: 11 وفى ” أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني” يوحنا 10: 14 و المسيح أقام فى كنيسته رعاة و سماهم الكتاب المقدس رعاة و نقول “الرب راعى” فهو الراعى و فى حزقيال يتكلم كثيرا جدا عن الرعاة كبشر و فى رسالة بطرس الاولى يتكلم عن الرعاة و يكون المسيح هو “راعى الرعاة الاعظم” فهو ممكن يكون راعى و هم رعاة و فى هذه الحالة يكون راعى الرعاة, مثل ان قال القديس أغسطينوس “يارب أنا راعى لهولاء الناس و لكننى أمامك ايها الراعى الصالح واحد من قطيعك. أنا معلم لهم و لكن أمامك ايها المعلم أتتلمذ عليك معهم” فهو المعلم بمعنى و نحن المعلميين بمعنى أخر و هو الراعى بمعنى و نحن رعاة بمعنى أخر و المسيح أعطانا من ألقابه. بل قيل عنه أسقف نفوسنا بحسب ” راعى نفوسكم وأسقفها” بطرس الاولى 2: 25 و أقام البعض فى الكنيسة أساقفة بحسب ” احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” أعمال 20: 28 فهو أسقف للكنيسة و أعطى البعض, هو الكاهن الى الابد على طقس ملكى  صادق و أعطى البعض ان يكونوا كهنة فهو كاهن بمعنى أنه قدم نفسه ذبيحة فهو الكاهن و الذبيحة و نحن كهنة بمعنى أخر نخدم سرائره المقدسة. فهو أبن الله و نحن أبناء الله فهو ابن الله بمعنى انه من جوهره و من طبيعته و له نفس لاهوته و نحن أبناء الله بنوع من التبنى و الاكرام و المحبة. الالقاب موجودة لكن تفهم هنا بمعنى و هنا بمعنى أخر. فلا داعى ان يغضب أخوتنا البلاميس من أن العذراء تسمى الكرمة. مع ذلك نضعهم أمام بعض الايات  فنجد    ” لأنشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه: كان لحبيبي كرم على أكمة خصبة”  أشعياء 5: 1 فالكنيسة هنا يرمز لها بالكرمة فهل نقول ان الكنيسة أخذت لقب المسيح نفسه و نجد فى ” غنوا للكرمة المشتهاة. أنا الرب حارسها. أسقيها كل لحظة. لئلا يوقع بها أحرسها ليلا ونهارا ” أشعياء 27: 2-3 فالكنيسة شبهت بالكرمة ربنا غرسها و يسقيها فتقول اذاى الكنيسة تكون كرمة و الكرمة أسم من أسماء الله؟؟ فنقول ان فى أوقات يقول عن نفسه الكرمة و فى أوقات يقول الكرمة هى الكنيسة. مثل فى مثل الكرمة و الكراميين الاردياء فهنا الكرمة هى الكنيسة و الكراميين الاردياء هم كهنة اليهود. ففى أوقات كثيرة ممكن ان تشبه الكنيسة بالكرمة فنجد فى ” يا إله الجنود، ارجعن. اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة ، والغرس الذي غرسته يمينك ” مزمور 80: 14-15 فممكن الكنيسة ان تكون كرمة بل كل أمراة ممكن ان تشبه بكرمة بحسب ” امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك” مزمور 128: 3 فهنا كل أم ممكن ان تشبه بالكرمة فما المانع فاذا كان كل أمراة يقال انها كرمة فالعذراء هى التى تتعبكم قوى. مثلما نقول فى ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان” يوحنا 15: 5 فهنا الله هو الكرمة و نحن الاغصان.

نقطة باب الحياة: اذا كانت العذراء هى الباب الذى خرج من المسيح و المسيح قال     ” قال لها يسوع: أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا” يوحنا 11: 25 فتكون هى باب الحياة.

نقطة باب الخلاص: نفس الشىء اذا كان خرج من العذراء المسيح الذى هو مخلص العالم فتعتبر هى الباب الذى خرج منه هذا الخلاص و مع ذلك نجد فى حزقيال يقول باب من المشرق خرج منه رب المجد و ظل مغلقالان رب المجد خرج منه فى

” فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقا، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا” حزقيال 44: 2 فشبهها حزقيال بالباب, فلما يقول المسيح انا الباب بمعنى و العذراء باب بمعنى أخر.

سؤال الاخر البعض يقول كيف نصلى للعذراء فى قطع الاجبية القطعة الثالثة؟

فى الحقيقة فى القطع الثالثة بالاجبية نحن لا نصلى للعذراء, لكن فيما نصلى الى الله نخاطب العذراء اثناء صلواتنا و مخاطبة العذراء لا تعتبر صلاة بل اننا فى صلواتنا نخاطب البشر و نخاطب الخطاة و نخاطب الشيطان و نخاطب الطبيعة و نخاطب الملائكة وحتى نخاطب أنفسنا فهل نصلى لانفسنا!! فأصلى و أقول “باركى يا نفسى الرب” مزمور 103 فهل يصلى لنفسه؟ لا لكن اثناء صلاته يكلم نفسه و أثناء صلاتنا نكلم الملائكة “باركوالرب يا جميع ملائكته” مزمور 103 و فى مزمور 148 نخاطب حتى الطبيعة فيقول ” سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه يا أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور. سبحيه يا سماء السماوات، ويا أيتها المياه التي فوق السماوات” مزمور 148: 2-4 و ايضا ” سبحي الرب من الأرض، يا أيتها التنانين وكل اللجج. النار والبرد، الثلج والضباب، الريح العاصفة الصانعة كلمته، الجبال وكل الآكام، الشجر المثمر وكل الأرز، الوحوش وكل البهائم، الدبابات والطيور ذوات الأجنحة” مزمور 148: 7-10 فنخاطب كل الطبيعة اثناء صلاتنا و نخاطب الاتقياء اثناء صلواتنا فنقول ” سبحوا الرب أيها الفتيان، سبحوا اسم الرب. ليكن اسم الرب مباركا من الآن وإلى الأبد” مزمور 112 : 1-2 فما هنا اثناء صلاتى أكلم الكل و أقول للك أن يسبح الله معى و حتى أثناء صلاتى أكلم الشياطين فنقول ” ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم، لأن الرب قد سمع صوت بكائي” مزمور 6: 8 فهل هنا نصلى للشياطين هناك فرق بين مخاطبة بعض المخلوقات اثناء كلامنا مع الله و الصلاة لهم. فنحن كأننا وقت الصلاة كأننا نقول للعذراء أسندى صلاتى و ليس انى أصلى لها مجرد طلب لشفاعتها أثناء صلاتى. فى صلاة النوم نخاطب أنفسنا نقول فى القطعة الاولى

” توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة، لأن التراب في القبر لا يسبح” فهل تصلى لنفسك. من له أذنان للسمع فليسمع و نحن نصلى هكذا من روح المزامير التى قال الرسول “متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور” كورنثوس الاولى 14: 26 وفى

” مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” أفسس 5: 19 فنصلى بروح المزامير التى كتبت بوحى من الله نتكلم اثناء صلواتنا فنخاطب ملائكته و الطبيعة و القديسين و أنفسنا و العذراء.

التبرير والتقديس 16 05 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

هذا الموضوع هو خلاف بيننا و بين أخوتنا البروتستانت حول التبرير و التقديس, فحسب عقيدتهم  يعرفون التبرير بأنه عمل نعمة الله المجانية الذى به تغفر خطايانا جميعها و يقبلنا الله كأبرار أمامه و التبرير لديهم يأتى بمجرد ان يقبل الانسان المسيح فاديا و مخلصا فيتم التبرير بالايمان و يقولوا ان التبرير له ثلاثة معانى (غفران الخطايا – عدم حسبان الخطايا علينا لانها حسبت على المسيح – حسبان بر المسيح لنا)

التبرير التقديس
فمن الناحية السلبية لا تحسب الخطية على الانسان لكن تحسب على المسيح من الناحية الاجابية يحسب للمؤمن بر المسيح
لا تفاوت ولا تمايز بين المؤمنين فى التبرير يوجد تفاوت فى التقديس
هو الوصول الى الله هو السير مع الله
يمثله رش دم خروف الفصح على الابواب يمثله أكل لحم الخروف و أكل الفطير
هو بدم المسيح هو بحياته

 

بالتبرير لا توجد دينونة على الانسان و يعيش فى سلام مع الله و يحدث مرة واحدة ولا يتكرر و فى الخلاص من الخطية و من عقوبة الموت

نوال التبرير:

1- ينال التبرير بالنعمة

2- ينال مجانيا

3- ينال بالفداء

4- ينال بدون أعمال

الايات المستخدمة لديهم:

بدون الاعمال الخلاص

” حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته  خلصنا” تيطس 3: 4-5

“نزل الى بيته مبررا” لوقا 18: 14 عن العشار

” ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا” رؤيا 22: 17 عن المجانية

” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” رومية 3: 24

” أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى… بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح” بطرس الاولى 1: 18-19

” لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطية” رومية 3: 20

” إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح .. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما” غلاطية 2: 16

” إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب” غلاطية 2: 21

نوال التبرير بالايمان

” إذا قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح، لكي نتبرر بالإيمان” غلاطية 3: 24

” إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس” رومية 3: 28

” فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” رومية 5: 1

” إيمانك قد خلصك ، اذهبي بسلام” لوقا 7: 50

الايات عن الكفارة

التبرير بالدم لديهم أى الايمان او الايمان بالدم او بالفداء (فكلمة فداء و الدم و الايمان كلها تحت عنوان واحد هو الايمان يعنى الايمان بالدم او الايمان بالفداء او الايمان بالخلاص الذى قدمه المسيح او الايمان بالمسيح فاديا و مخلصا و بمجرد قبولك تصبح مبررا. وهكذا لا يدخل فى التبرير عمل الكنيسة ولا رجال الكنيسة ولا الكهنوت فبمجرد الايمان يتبرر الانسان هكذا فى العقيدة البروتستانتية) أيات كثيرة ممكن ان تقال عن الفداء مثل:

” فبالأولى كثيرا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب” رومية 5: 9

” لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا” كورنثوس الاولى 5: 7

“أن المسيح مات من أجل خطايانا ” كورنثوس الاولى 15: 3

” الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة” بطرس الاولى 2: 24

” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” يوحنا 1: 29

” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” عبرانيين 9: 22

الايات عن الفداء

” وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له برا” رومية 4: 5

” بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا” رومية 5: 19

” البر الذي من الله بالإيمان” فيلبى 3: 9

الايات عن بلا أعمال

” وليس لي بري الذي من الناموس، بل الذي بإيمان المسيح” فيلبى 3: 9

” إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح” غلاطية 2: 16

” قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة” غلاطية 5: 4

” لست أبطل نعمة الله . لأنه إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب” غلاطية 2: 21

نتائج التبرير:

اولا السلام بحسب ” فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” رومية 5: 1

” إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام” لوقا 7: 50 و يقولون ان هذا السلام يبدأ بالمصالحة كما ورد فى

” أن يصالح به الكل لنفسه، عاملا الصلح بدم صليبه” كولوسى 1: 20 وفى ” لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته” رومية 5: 10 و فى “ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلا العداوة به”  أفسس 2: 16 ذلك تقريبا الكلام الذى يقولونه. الى جوار طرق عجيبة فى كلام أخوتنا البروتستانت مثل أنواع البر (برمفقود – بر محسود – بر مقبول – بر مرفوض) أشياء بلا معنى.

 

وجهة النظر الارثوذكسية

نحن لا ننكر أطلاقا أن البر الذى أخذناه او ان غفران الخطايا او ان الخلاص تم عن طريق دم المسيح على الصليب أمر لا نناقش فيه وكل الايات عن ان الفداء بالدم و الخلاص بالدم و التبرير بالدم و المغفرة بالدم أمور لا نعارض فيها نقبلها كلها كاملة بالتمام. لكن المسئلة التى تحتاج للكلام هى الاتى: هناك فرقا بين الثمن الذى دفعه السيد المسيح على الصليب و أستحقاقات هذا الفداء العظيمة و بين طريقة حصولنا على أستحقاقات الدم. فالمسيح تمم الفداء و المسيح تمم الخلاص و المسيح تمم التبرير و المسيح تمم المصالحة بدم صليبه كل هذا مضبوط لكن كيف ننال نحن هذه الامور تلك هى النقطة التى أريدكم ان تفهموها و سوف نناقشها.

النقطة الثانية خطورة أستخدام الاية الواحدة فنحن لا نستخدم أية واحدة و لكن نأخذ الكتاب المقدس كله على بعضه.

نأخذ نقطة “متبررين مجانا بالنعمة” ماذا تعنى؟ أنه لم يكن ممكنا أطلاقا ان البشر يتبررون لولا نعمة ربنا التى أعطت هذا التبرير بالدم على الصليب, لم يكن ممكن للانسان ان يدفع ثمن الخطية و لذلك قال مجانا اى أنت نفسك لا تستطيع ان تدفع الثمن فيوهب لك. هذا كلام لا يمكن مناقشته لكن لا يمكن ان تنال أستحقاقات دم المسيح؟  نحن نقول ان هذا التبرير و هذه المغفرة ننالها فى سر المعمودية على أعتبار ان المسيح قال فى ” من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” مرقس 16: 16 يحسب لك البر الذى للمسيح, كيف يحسب لك البر الذى للمسيح بحسب ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” غلاطية 3: 27 لبستم المسيح تعنى لبستم البر الذى للمسيح فلا نأخذ أية واحدة و نترك الباقى. تقول بالتبرير تنال غفران الخطايا و التبرير بمجرد الايمان فالكتاب المقدس لا يقول هذا لان عندما أمن اليهود بعد عظة بطرس و بعد معجزة الالسن فى يوم الخمسين و نخسوزا فى قلوبهم وقالوا ” فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة. فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس ” أعمال 2: 37-38 اذا توجد توبة و فى معمودية وفى أيمان و بدون الثلاثة لا يمكن ان يتبرر أنسان, صحيح ان المسئلة تمت بدم المسيح و الكفارة بدم المسيح و المغفرة بدم المسيح و الفداء بدم المسيح لكن كيف تنال أستحقاق دم المسيح بالتوبة بالايمان بالمعمودية بدون الثلاثة لا يمكن.

من جهة التوبة ليس فقط بأعمال 2: 38 يقول توبوا انما توجد أيات أخرى كثيرة ” إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” لوقا 13: 3 وأيضا لوقا 13: 5 صحيح هناك خلاص مجانى قدمه المسيح لكن هذا الخلاص لا يمكن ان تناله الا بالتوبة و فى ” إذا أعطى الله الأمم أيضا التوبة للحياة” أعمال 11: 18 و غير ممكن غير التائبين ينالوا الخلاص او ينالوا التبرير. ان قلت لى بالايمان فقط اقول لك ان أيمان بدون توبة لا يمكن ان يأتى بنتيجة.

من جهة المعمودية  ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” غلاطية 3: 27 وفى ” من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 16 حتى فى الاية التى يستخدموها فى تيطس 3: 4-5 نجد ” حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته  خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس” تيطس 3: 4-5 فغسل الميلاد الثانى هو المعمودية و تجديد الروح القدس ان فى المستقبل الروح القدس الذى يعمل فيك يساعدك على الخلاص, لانه يساعدك على النجاة من الخطية و يساعدك على التوبة. اذا لم يقول خلصنا على طول لا فى طرق رسمها الله للخلاص.

أريد ان ارد على بعض نقط بسيطة لتفهموها جيدا: حينما هاجم الكتاب الاعمال, هاجمها فى ثلاثة أشياء و ليست الاعمال عموما فهذا مستحيل الذى هاجمه هو:

1- الاعمال التى من غير أيمان مثل الاعمال الصالحة التى يقوم بها الامم بغير أيمان فقال مهما عملت أعمال لا يمكن تخلص لانه لابد من دم المسيح. فهنا يتكلم عن أعمال بدون أيمان فقال “لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته  خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس” تيطس 3: 5

2- هاجم أعمال الناموس بالنسبة لليهود. اليهود كانوا يعتقدون ان مادام يعملون أعمال الناموس التطهير الجسدى – الختان –  الوصايا يبقى سيخلصوا و لم يضعوا فى ذهنهم اطلاقا دم المسيح اللازم للخلاص. فكان يكلمهم الرسول سواء الرسل او اليهود فيقول ان الاعمال لا يمكن ان تخلص و ان لابد من الايمان, لكن اذا دخل الانسان فى الايمان قال له اللازم ان يصنعه بعد ذلك. لذلك تلاحظوا ان أغلب الكلام عن أعمال الناموس تقريبا فنجد “إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس” غلاطية 2: 16 فليس مجرد ان تقوم بالختان تخلص او ان تقوم بالتطهير الجسدانى تخلص او مجرد الصيامات و الصلوات و الذبائح تخلص ولا بمجرد الاحتفال بالاعياد و المواسم تخلص لابد من  دم المسيح, فلا نخلص بأعمال الناموس. فهنا يكلم الفكر اليهودى ثم يقول “قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة ” غلاطية 5: 4 من يعتقد ان بمجرد الختان اصبحتم من شعب الله او باحتفالكم بالاعياد اصبحتم من شعب الله او بتقديمكم ذبائح حيوانية اصبحتم من شعب الله فقال هذا لا يخلصكم و انكم سقطتم من النعمة لانكم لم تضعوا فى ذهنكم الفداء الذى بالمسيح يسوع ثم فى ” لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب” غلاطية 2: 21 لو كان مجرد الناموس و وصايا العهد القديم تجعلك مبرر بدون دم المسيح اذا يكون المسيح مات بلا سبب. اذا الكتاب يهاجم الاعمال البعيدة عن الايمان او الاعمال التى هى مجرد أعمال الناموس فى العهد القديم بمعنى الاعمال وحدها, كان يركز على الفداء و الدم. لكن لا يعنى هذا ان لا توجد أهمية للاعمال و سأعطيكم أيات لنرى مع بعض, لان الفكر البروتستانتى يأخذ أيات و يترك الكتاب ككتاب و نحن لا نوافق على الاية الواحدة بل نأخذ الكتاب كله ككتاب مع بعضه فنجد ” لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون” رومية 2: 13 اذا يتكلم عن من يعمل هذا يبرر و لكن يبرر بالناموس وحده بدون ايمان لا وفى ” إن علمتم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه” يوحنا الاولى 2: 29 فهل ناخذ هذه الاية و نقول يكفى ان الانسان يصنع البر و يكون مولود منه لا نحن لسنا مع الاية الواحدة, فهنا عندما يقول ام من يصنع البر مولود منه هو بشرط انه يكون مؤمن فان لم يكن مؤمن فصنع البر وحده لا يجب الميلاد بالمسيح. او مثلا  ” الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه” يوحنا الاولى 4: 16 هل مجرد المحبة تجعل الانسان يثبت فى الله بدون أيمان؟ لا نقول ذلك و ايضا فى “لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله” يوحنا الاولى 4: 7 فهل نقول كل من يحب قد ولد من الله و يكون لا أيمان ولا فداء ولا كفارة ولا معمودية؟! لسنا مع الاية الواحدة و لما نجد الاية التى فى صالحنا لا نستخدمها الا بطريقة سليمة. فعندما نستخدم “كل من يحب فقد ولد من الله” معناها ان كل مؤمن أيمان سليم يحب يكون مولود من الله لكن ليس مجرد المحبة. يقول “نحن نخلص بحياته” رومية 5: 10 اى نخلص بحياته فينا و بمعنى ان نستجيب لعمله فينا و ندخل فى شركة الروح القدس, لنعمة تعطيك لكن لابد من ان تشترك مع النعمة و ان تستجيب لعمل النعمة و ان تدخل فى شركة الروح القدس و كل هذه أعمال. اذا الفداء الذى تم بالدم شىء و أستحقاق الفداء شىء أخر. أهمية الدم لا ينكرها أحد لكن نوال أستحقاقات الدم له شرط أخر.

سوف أسئل الناس الذين يقولون ” متبررين مجانا بنعمته” رومية 3: 24 سؤال بسيط و خفيف و سهل جدا و صعب جدا: مادام متبررين مجانا اذا يقول شرط الايمان ليه؟؟؟ اذا كان التبرير مجانا بدون شروط بدون ثمن فهل الايمان ثمن؟؟؟ لماذا اذا يطلب الايمان, متبررين مجانا اى ان المسيح دفع الثمن لكن انت كيف تاخذه؟ تاخذه بالايمان و بالاسرار و بالاعمال, الذى جعلك تضع الايمان كشرط تضع الاسرار و الاعمال كشرط.

يقول “لا بأعمال في بر عملناها نحن” تيطس 3: 4 موافق على هذا طيب هل المعمودية عمل عملناه نحن؟؟ ام المعمودية عمل عمله الروح القدس فينا؟؟ فالروح القدس هو الذى يلدنا فى المعمودية, لاننا نقول “مولودين من الماء و الروح” اذا ليس عمل خاص بنا فلست انا من عمل المعمودية بل الروح القدس هو الذى عملها. سكنى الروح القدس فيا فى سر الميرون هل انا الذى عملته؟؟ ام عمل الروح القدس الذى يحل فينا و هو من يسكن فينا, فهل سنقول تلك اعمال بشرية؟ او اعمال عملها انسان؟ لماذا أعمال الله التى هى اعمال الروح القدس بنقدمها كأعمال بشرية؟ فعندما الكتاب يقول ” لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته” تيطس 3: 5 فهذه ليست لها علاقة أطلاقا بالاسرار فالاسرارليست أعمال عملناها نحن. فى سر التوبة تأخذ مغفرة فهل المغفرة تصنعها انت؟ المغفرة يكملها الروح القدس بيأخذ من دم المسيح و يمحوا خطاياك و لذلك المسيح قال للتلاميذ ” قال لهم: اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت ” يوحنا 20: 22-23 بمعنى ان الروح القدس الذى فيكم هو الذى يغفر و كل الاسرار ليست “أعمال فى برعملناها نحن” ففى سر الافخارستيا السيد المسيح قال ” خذوا كلوا. هذا هو جسدي” متى 26: 26 وفى مرقس 14: 22 و ” هذا هو دمي الذي للعهد الجديد ” متى 26: 28 وفى مرقس 14: 24 فهل هذه اعمال فى بر عملناها؟؟ الروح القدس هو الذى يحول الخبز و الخمر و المسيح الذى يعطينا جسده و دمه. أجعلوها قاعدة بأستمرار لما الكتاب يهاجم الاعمال انما يهاجم الاعمال بدون أيمان ام الاعمال الصالحة للامم بدون أيمان او أعمال الناموس التى لليهود بدون أيمان او اى أعمال منفصلة عن سر الفداء و منفصلة عن كفارة المسيح تلك هى الاعمال التى يهاجمها.

اذا نقول التبرير بالدم كلام مضبوط و كله مضبوط و صحيح ولا نعارض فيه ابدا ولكن كيف نحصل عليه؟ لو كان بالايمان فقط لم يكن المسيح بنفسه يقول ” من آمن واعتمد خلص ” مرقس 16: 16 و كان قال “من امن خلص” و لو مجرد مجانى بالنعمة و يفهم منها ان بدون عمل فصدقونى الايمان عمل أيضا فمن يقول الايمان ليس عمل؟ فتقول انا أومن فهو عمل.

الاعمال مثلا نجد ” الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ” يعقوب 1: 27 فهل هذه أعمال ام لا؟؟ فيأتى شخص بروتستانت يقول لمعلم يعقوب هذا غير مضبوط ان الديانة الطاهرة عند الله هى الايمان فقط. نجد المسيح فى العظة على الجبل يقول ” ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات” متى 7: 21 فهذا أيمان من يقول يارب لكن المسيح من يدخل الملكوت من يفعل ارادة ابى الذى فى السموات و هذه هى الاعمال فماذا يتقول هنا؟؟ و هم حتى من قالوا يارب ليسوا مؤمنين عاديين بل قالوا ” أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟” متى 7: 22 لكنه قال ليس هذا ما اريده. وفى أخر العظة على الجبل يقول ” فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر” متى 7: 24 ويكمل ” وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل.” متى 7: 26 اذا الاعمال مهمة. فى المحاسبة الاخيرة يقول فى ” لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي” متى 25: 35-36 فهل هذه اعمال ام لا؟ الكتاب لا ينكر قيمة الاعمال لكن ينكر ان الانسان يعتمد على الاعمال فقط بدون الايمان فمجرد أعمال وحدها بدون ايمان لا توصلك. لكن انت مجرد ان تقبل المسيح فاديا و مخلصا تكون وصلت؟ بلا معمودية و لا اسرار ولا روح قدس ولا اى شىء الكتاب لم يقول هذا و نفس كلام المسيح.

التبرير بالفداء صح لكن طريقة نوال نعمة الفداء هى بالتوبة و المعمودية و الايمان. الخلاص مجانى بالنعمة مضبوط لكن تنال هذه هذا الخلاص المجانى بالتوبة و المعمودية و الايمان. الخلاص بالنعمة بالنعمة و لكن لابد ان تستجيب للنعمة و تعمل مع النعمة و تشترك مع النعمة و تدخل فى شركة الروح القدس. الايمان بدون أعمال نقول بدون أعمال وحدها لكن بدون اعمال نهائيا, هنا ندخل فى الاية التى تقول ” كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار” متى 7: 19 و المحبة عمل ام ليست عمل؟ هى عمل بلا شك. فأعمال المحبة عمل يقدر أنسان ان يخلص بدون محبة؟ لا يمكن فأطعام الجائع و المسكين و العريان و كل تلك الاعمال التى قال عنها المسيح فى متى 25 و قال لهم ” اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” متى 25: 41 لانى كنت جوعان و لم تطعمونى و عطشان فلم تسقونى و عريان الى أخره فتقول لى لا توجد أعمال؟؟ تجد ايضا ” الإيمان العامل بالمحبة” غلاطية 5: 6 فما دام ايمان و شرطه عامل بالمحبة لا تقدر ان تقول الشرط من ضمن شروط عدم وجود أعمال.

” فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” رومية 5: 1 يكرروها كثيرا تضع بجوارها السلام الناتج عن الايمان و تضع بجوارها أيضا قول الكتاب ” لا سلام قال الرب للأشرار” أشعياء 48: 22 يوجد سلام تأخذه كنتيجة للايمان لكن الاشرار ليس لهم سلام و أيضا فى ” وأما ثمر الروح فهو : محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس” غلاطية 5: 22-23 وهى لا تأتى وحدها.

 

س: لماذا نرفض المطهر؟ هل لان كلمة المطهر لم ترد في الانجيل؟ 0:40

س: هل الدم هو خمر مسكر؟ 13:54

س: هل خطية الانسان تُغفر بالاعتراف أم بالتناول؟ 18:42

س: كيف يكون السيد المسيح هو الاله ويموت على الصليب؟ هل الاله يموت؟ 20:16

بدء المحاضرة عن الخلاف بيننا وبين البرتوستانت عن التبرير والتقديس 33:43

متبررين مجانا بالنعمة وكيف ننال استحقاقات دم المسيح 47:58

الانسان لا يتبرر بالاعمال بدون إيمان ولا يتبرر بالاعمال وحدها ولا يتبرر بأعمال الناموس 54:00

أهمية الاعمال 57:55

الاسرار أعمال عملها الروح القدس لا اعمال عملناها نحن 1:03:11

التجسد والفداء 07 02 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

التجسد كان من ضمن أغراضه “الصلح”

كان الغرض الاساسى من التجسد هو الفداء فجاء فى رسالة تيموثاوس الاولى 2 : 5-6 “لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح. الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة.” و فى أفسس 1: 7 ” الذي فيه لنا الفداء بدمه، غفران الخطايا، حسب غنى نعمته” و طبعا مع الفداء ندخل مع أغراض التجسد غفران الخطايا لان السيد المسيح دفع ثمن الخطية و أشترانا بدمه و فى عبرانيين 9: 12 ” وليس بدم تيوس وعجول ، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداء أبديا” و عبرانيين 9: 15 ” إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول” و فى تيطس 2: 13-14 ” ومخلصنا يسوع المسيح. الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة.”

أيضا من ضمن أغراض التجسد أن يطهر الانسان. السيد المسيح كان فاديا للبشرية فحدث الفداء و الكفارة و الكفارة كانت بواسطة الصليب نأخذ مجموعة أيات مهمين:

فى يوحنا الاولى 2: 2 ” وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا”

فى رومية 3: 25 ” الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله.”

فى يوحنا الاولى 4: 10 ” في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.”

فى عبرانيين 2: 17 ” من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيما، ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب”

أذا فى عملية التجسد و عملية الصلب كان السيد المسيح فاديا لنا و بذل نفسه كفارة عن خطايانا و كان أيضا غافرا لخطايانا على الصليب و كان فى صلبه يشترينا بدمه, فيدفع دمه ثمنا لنا نحن المحكوم علينا بالموت فى رؤيا 5: 9 ” لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة” و فى كورنثوس الاولى 6: 19-20 ” وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد اشتريتم بثمن” و هذا الثمن هو دم المسيح و فى أعمال 20: 28 ” كنيسة الله التي اقتناها بدمه.” فالمسيح كان فاديا و كان كفارة على الصليب و كان غافرا لخطايانا و كان يشترينا بدمه.

على الصليب ايضا بدمه كان تطهيرا لخطايانا لان الانسان الخاطىء هو أنسان نجس و كيف يتطهر بأن الابن بدمه يمحوا خطايام فيصير طاهرا بالدم و لذلك أتذكر أننى عندما كنت أناقش أخوتنا الكاثوليك فى موضوع المطهر قلت لهم نحن لا نؤمن الا بمطهر واحد فقط هو دم المسيح وأى مطهر أخر يبقى أقلال من قيمة دم المسيح و أقلال من قيمة الكفارة و من قيمة الفداء الذى قام به المسيح. بضعة أيات عن هذا التطهير:

لعل أشهر تلك الايات يوحنا الاولى 1: 7 ” ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية.” أن أعترفنا بخطايانا دمه يطهرنا, اذا فان الدم يطهرنا من كل خطية لان تمحى الخطايا بالدم. لذلك عندما تعترف بالخطية فالكاهن لا يعطيك الحل و يقول لك أذهب مغفورة لك خطاياك بل هى المظهر الخارجى لكن العمل الداخلى الكاهن عندما تعترف بخطيتك ان وجدك تستحق المغفرة يعطيك الحل و كيف تستحق المغفرة بأنك تائب و نادم فأن كنت كذلك بالحق التوبة تغفر الخطية بانها تجعل الانسان يستحق دم المسيح. فالتوبة و الاعتراف يحولا خطية الانسان من خطية ليه الى أنها توضع على رأس المسيح “على رأس الذبيحة –ذبيحة المحرقة و ذبيحة الخطية-”  على رأس هذا الفصح الجديد. فتتم عملية تحويل فالكاهن يأخذ خطيتك و يحولها و ينقلها الى حساب المسيح ولذلك فى صموئيل الثانى 12: 13 عندما ناثان قابل داوود ” فقال داود لناثان: «قد أخطأت إلى الرب». فقال ناثان لداود: «الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت.” ان الله نقل خطيتك من حسابك لحساب المسيح و المسيح كفر عنها و مات عنها محاها بدمه فلما محاها بدمه خلصت أنت من الخطية و حساب الخطية أتدفع بدم المسيح. فدفع ثمن الخطية لان أجرة الخطية هى الموت و هو مات فدفع دمه ثمن للخطية لشراء هذه النفس و محى الخطية بدمه فاذا دم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية.

لذلك فى سفر الرؤيا 7: 14 ” وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف” خروف الفصح الذى ذبح عنا على الصليب بيضوا ثيابهم بدمه.

فى تيطس 2: 14 ” الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة.” يفتدينا بانه بدل منا و يطهر بدفع ثمن الخطية بدمه.

فى عبرانيين 1: 3 ” بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي” لذلك عندما يتكلم المسيح عن علاقة الحب بينه و بين الكنيسة يشبها مثل علاقة الحب فى الزواج فيقول فى أفسس 5: 25-26 ” أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. لكي يقدسها، مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة ” فالمسيح طهر الكنيسة و أفتادها ونحن ننال هذا التطهير عن الخطايا السابقة للمعمودية فى المعمودية بغسل الماء و بعد المعمودية فى سر التوبة.

فى عبرانيين 13: 12 ” لذلك يسوع أيضا، لكي يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب.” وفى رومية 3: 24-25 ” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه” اذا المسيح فى تجسده و هو على الصليب يطهر و يقدس و يبرر وفى عبرانيين 9: 26 ” ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” المؤمن العادى يقول انه أفتدانا على الصليب لكن من منظور اللاهوت المعنى الاعمق و الاكثر تفصيلا هو يشمل التطهير و التقديس و التبرير لنا.

فى الصليب أعطانا أيضا الخلاص عموما, لان عندما المسيح يفتديك او يدفع ثمن ديونك يكون طبيعى انه يخلصك من هذه الديون, عندما يموت نيابة عنك فهو يخلصك من هذا الموت و عندما يقف كمدان فيحمل الدينونة عوضا عنك يكون خلصك من الدينونة. لذلك فى رومية 8: 1 ” إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.” لماذا لا دينونة لان المسيح على الصليب حمل الدينونة نيابة عنك فخلصك من الدينونة و فى تيموثاوس الاولى 1: 15 ” ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا” وفى عبرانيين 5: 9 ” صار لجميع الذين يطيعونه، سبب خلاص أبدي” وفى عبرانيين 7: 25 ” فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم” أتذكر ان هذه الاية أستخدمتها كثيرا فى مناقشات المطهر و قلت مادام المسيح بدمه يخلص الى التمام فلا يوجد شىء يبقى ليذهب الى المطهرفهو خلصنا الى تمام فقد خلص من الخطية الجدية الاصلية و من الخطايا الفعلية الشخصية فخلصنا من الماضى و الحاضر و خلص من الخطايا المميتة و غير المميتة خلصنا من الكل اذا ما هو الحساب الثانى الذى يحاسب عليه فى المطهر. الذى يتكلم عن عقوبة للخطية للمؤمن البار بعد الموت فى المطهر يكون يستهين بكفارة المسيح و بفدية المسيح و بالخلاص الذى قدمه فيكون المطهر ضد الكفارة, ضد الفداء و ضد الخلاص.

فى تسالونيكى الاولى 5: 9-10 ” لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح. الذي مات لاجلنا ” و لكن المسيح قدم خلاصا على الصليب لا يعنى هذا الخلاص الجانب اللاهوتى فقط انما هناك أيضا جانب بشرى لابد منه لاستحقاق الخلاص, فلا تقول ان المسيح قدم الخلاص و كفى لا  المسيح قدم الخلاص و هناك جانب بشرى ما هو: ]يشمل اولا الايمان و لذلك قال فى يوحنا 3: 16 ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. ” و فى يوحنا 3: 18 ” الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.”  و فى يوحنا 1: 12 ” وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه.”  فلابد ان تقبل المسيح, حتى أخوتنا البروتستانت يقولوا هل قبلت المسيح مخلصا أذا شرط الايمان لابد منه. ثانيا لابد من المعمودية فى مرقس 16:16 ” من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن.” اذا لابد من المعمودية لانها جزء من العمل البشرى و لماذا شرط المعمودية لان المسيح مات عنك و لابد ان تموت مع المسيح أيضا, لذلك فى رومية 6: 4 ” فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة” وفى كولوسى 2: 12 ” مدفونين معه في المعمودية” فكما مات المسيح لابد ان تموت أيضا معه لتقوم معه. ثالثا لابد من التوبة فى أعمال الرسل 2: 37-38 ” فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم و قالوا لبطرس و لسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة. فقال لهم بطرس توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس” [ اذا لاستحقاق خلاص المسيح بالايمان – بالمعمودية – بالتوبة

هذا الخلاص مجانى لان مهما صنعت بدون هذا الدم لا تنال الخلاص وفى نفس الوقت الغنى سئل المسيح ماذا أفعل لاخلص قال له الوصايا اذا لابد من تنفيذ الوصايا و هو عمل بشرى و لذلك الكلمة اللطيفة التى قالها معلمنا بولس الرسول الى العبرانيين 5: 9 ” صار لجميع الذين يطيعونه، سبب خلاص أبدي” اذا تقبله و تؤمن به و تعتمد و تتوب و تطيعه لانه صار للذين يطيعونه, لكى تخلص و تنجو من الدينونة فى رومية 8: 1 ” إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.” تقول ان المسيح خلصنى طبعا لكنه خلص السالكين ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح – لمزيد من المعلومات ممكن قرأة كتاب الخلاص فى المفهوم الارثوذكسى و كتاب بدعة الخلاص فى لحظة-

المسيح فى تجسده فى فدائه كان شفيعا و وسيطا بين الله و الناس لذلك فى يوحنا الاولى 2: 1-2 ” وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا” هنا ما يسمى بالشفاعة الكفارية, الشفيع الواحد الذى دفع ثمن الخطية. نحن نؤمن بشفاعة القديسين لكن شفاعة القديسين شفاعة توسلية اى يتوسلون الى الله من أجلنا و يصلون الى الله من أجلنا لكن الذى دفع الثمن هو المسيح. لذلك عندما علق على الصليب و سال دمه على الصليب أول كلمة قالها فى لوقا 23: 34 ” يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” اذا ما الفرق بين ان المسيح يقول يا أبتاه أغفر لهم و بين أى شفاعة أنسان: المسيح يقول يا أبتاه أغفر لهم لانى أنا دفعت الثمن, اليس أجرة الخطية الموت ها هو الموت. لذلك باب الغفران فتح. فبكلمة المسيح يا أبتاه أغفر لهم أعلن فتح باب الغفران و أن ثمن الخطية قد دفع و أصبح هناك فرصة للمغفرة, ليست مغفرة شخص يتوسل يقول أغفر لا تلك مغفرة شخص يقول فلان مديون لك و أنا أدفع عنه هذا الدين الذى عليه فأغفر له هذا هو الفرق بين الشفاعتين.

فى تيموثاوس الاولى 2: 5-6 ” لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح. الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” يقول الانسان يسوع المسيح لان الحكم كان صدر ضد الانسان فصار لذلك المسيح أنسانا و صار أبنا للانسان لكى ينوب عن الانسان و لكى يموت فيه الانسان الذى حكم عليه بالموت. لذلك هو الوسيط اى الوسيط الواحد فى الكفارة و الشفيع الواحد فى الكفارة و لذلك فى عبرانيين 9: 15 ” ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعوون – إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول – ينالون وعد الميراث الأبدي” وفى رومية 8: 34 ” من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضا، الذي هو أيضا عن يمين الله، الذي أيضا يشفع فينا” يشفع فينا بدمه لانه دفع الثمن غير الشفاعة للقديسين بصلواتهم, بدفع الدم صار هناك غفران للخطايا و لهذا نجد المسيح فى سر الافخارستيا متى 26: 28 ” لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” و فى كولوسى 1: 14 ” الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا” و فى كولوسى 2: 13-14 ” أحياكم معه، مسامحا لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب” محا الصك بدمه و فى رومية 3: 24-25 ” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله” المسيح على الصليب أيضا و فى الفداء دان الشيطان رفع الدينونة عن الانسان و أوقع الدينونة على الشيطان و لذلك و هو ذاهب فى طريقة الى الجلجثة فى الاسبوع الاخير وهو يتكلم عن عمل الروح القدس مع التلاميذ يوم الخميس ليلا قال فى يوحنا 16: 8 -11 ” ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين” فهل ستسفيدوا من دينونة الشيطان و فى عبرانيين 2: 14-15 ” لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس. ويعتق أولئك الذين – خوفا من الموت – كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية” و يقصد بكلمة يبيد هنا أبادة عمله و أبادة سلطته و أبادة شكواه ضد الانسان و ليس أبادة وجودة لان الشيطان سيكون فى البحيرة المتقدة بنار و كبريت الى أبد الابدين و أننا كنا تحت عبودية الخطية و عبودية الموت فعتق المسيح أولئك الناس. فى رومية 8: 3 ” دان الخطية في الجسد” و طبعا منح الحياة كما فى كولوسى 2: 13 و يوحنا 3: 16 و تيموثاوس الثانية 1: 10 و يوحنا الاولى 5: 11 العالم كان تحت حكم الموت و بالصليب و الفداء أعطيتم حياة لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية تيموثاوس الثانية 1 : 9-10 ” الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية. وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح، الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل” أبطل الموت المحكوم علينا به و المقصود به الموت الابدى أما الموت العادى فهو مجرد أنتقال. فى يوحنا الاولى 5: 11 ” وهذه هي الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه”

 

 

س: ماذا تقول الاناجيل عن المسيح؟ اهو الاله ام ابن الاله ؟وكيف ولد الاله هذا الابن؟ وكيف يلد غير المتجسد متجسدا؟ ام هو الاله والاله لم يره احد قط؟ 3:54

س: كيف تجسد اقنوم الابن؟ هل بحلول الروح القدس في العذراء ويكون بذلك الروح القدس هو الذي تجسد؟ ام الكلمة صار جسدا والروح القدس طهر مستودع العذراء فقط؟ 17:01

بدء المحاضرة عن التجسد والفداء 19:31

الغرض الاساسي من التجسد هو الفداء والكفارة وغفران الخطايا وتطهير الانسان 20:14

ضرورة التوبة والاعتراف لنستحق الغفران والتطهير 26:04

المسيح في تجسده يطهر ويقدس ويبرر 31:20

المسيح في تجسده اعطانا الخلاص 32:24

شروط استحقاق الخلاص 35:50

المسيح في تجسده كان شفيعا بين الاله والناس 41:06

المسيح في تجسده ادان الشيطان 45:57

المسيح في تجسده منح الحياة 48:13