الأجبية 03 11 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

الاجبية كخلاف بيننا و بين البروتستانت,الاجبية فى مرة هوجمت و ألف ضدها كتاب و تم عمل مؤتمر لاجلها و سوف ألخص لكم الكلام بتركيز شديد.

أجبية: من كلمة أجب بمعنى ساعة, فأجبية هى صلوات الساعات. صلوات الساعات هى: باكر, ثالثة, سادسة, تاسعة, الغروب, النوم, نصف الليل. يضيف اليه الرهبان صلاة أخرى هى صلاة الستار, صلاة نصف الليل ثلاث هاجعات.

صلوات الساعات ليست موجودة فقط فى الكنيسة القبطية بل موجودة فى كل الكنائس الارثوذكسية فى العالم خلقدونية و غير خلقدونية و موجودة فى كل الكنائس الكاثوليكية فى العالم, البروتستانت فقط هم من يحتجون عليها و يقولون ان الانسان يصلى فى أى وقت يريد و ليس من حق  الكنيسة ان تحدد أوقات او تفرض مواعيد على ضمير الانسان بل يزعمون و يخطئون حيث يزعمون أن الرسل لم يصلوا تلك الصلوات, ثم انهم يقولون كذلك ان الصلوات تكون من القلب ولا تكون هناك صلوات محفوظة تتلى او تقرأ. عن هذا الامر نود ان نفحص الموضوع من كل نواحية و نثبت ان تلك الصلوات هى ترتيب ألهى و أنها تتفق مع الحق الكتابى الذى دائما ينادون به ولا تتعارض معه و أنها كانت تستخدم قديما و تستخدم حديثا أيضا, أى مستمرة من العهد القديم للعهد الجديد أيضا و نبحث معه مبدأ الصلوات المحفوظة و مبدأ تحديد الاوقات و مسئلة الحرية الى أخره.

أول شىء أحب ان أقوله هو ان العبادة عبارة عن ترتيب ألهى, فالله هو الذى رتب أمور العبادة فنسير فيها حسبما وضع هو و ليس بمزاج خاص. الله كمعلم للبشرية علمهم كيف يصلون, و حتى تلاحظون أول عبادة جمهورية عامة عندما عرفهم الله خيمة الاجتماع و ما فيها من أدوات و أقسام كان كل شىء “حسبما أمر الله” تلك العبارة تجدوها كثير, فهى فى ” وأما خيمة الشهادة فكانت مع آبائنا في البرية، كما أمر الذي كلم موسى أن يعملها على المثال الذي كان قد رآه” أعمال 7 :44 وفى ” كما أوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع المسكن. لأنه قال: انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل” عبرانيين 8: 5 وفى “فيصنعون لي مقدسا لأسكن في وسطهم. بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن، ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون” خروج 25: 8-9 ولذلك نجد فى سفر الخروج من أول خيمة الاجتماع تتكرر عبارة “حسب كل ما أمر به الرب موسى” العدد 2: 34 وفى العدد 29: 40 وفى حتى الذبائح نجد عبارة “كلم الرب موسى قائلا كلم بنى اسرائيل” ان يفعلوا فى اللاويين 1: 2 وفى اللاويين 7: 29 وغيرهم كثيرا. فكلها كانت بترتيب ألهى تحت القيادة المباشرة لله. الهدف من العبادة بقى كما هو و التفاصيل تغيرت و كذلك الاعياد أيضا أمر بها الله و قال لهم ” كلم بني اسرائيل وقل لهم. مواسم الرب التي فيها تنادون محافل مقدسة هذه هي مواسمي” لاويين 23: 2 هو الذى عينها و هو الذى حدد لها أوقاتا, التفاصيل تغيرت لكن بقى الامر كما هو. أول من حدد أوقاتا هو ربنا فحدد يوم الرب يكون مقدسا و مخصصا لله فقال ” اذكر يوم السبت لتقدسه” خروج 20: 8 صحيح الحياة كلها مقدسة لله, لكن على الرغم من هذا حدد يوما, أولا لان الجميع لا يستطيعون ان يتفرغوا كل الحياة لله و ثانيا لكى يعبد الجميع فى وقت واحد عبادة واحدة و كما حدد يوم السبت حدد مواعيد و أيام كما قلت فى لاويين 23 مواسم الرب. نحن نقول فى صلاة الشكر “هذا اليوم المقدس الذى لك” فكل يوم مقدس و لكن هذا لا يعنى ان هناك يوم محدد, على الاقل يكون هو الحد الادنى, أعطيكم مثالا أخر كان فى العهد القديم يقول أحفظ وصاية العشور فجاء فى العهد الجديد و قال ” اذهب بع كل ما لك وأعط الفقراء” مرقس 10: 21 فهل بع كل ما لك و أعطه للفقراء يلغى العشور؟! لا يلغيها تبقى العشور بأعتبارها الحد الادنى و انت تدفع اكثر من هذا حسب ما تريد و حسب ما يطلب منك, لكن يبقى الحد الادنى كما هو. تحديد ساعات للاجبية: تلك الساعات هى الحد الادنى. البروتستانت يقولون ما الكتاب يقول ” ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل” لوقا 18: 1 وفى “صلوا بلا انقطاع” تسالونيكى الاولى 5: 17 ونحن لا نمنع فالساعات موجودة على أعتبار أنها الحد الادنى و انت بالاضافة اليه تصلى كل حين و تصلى بلا انقطاع و تصلى كما تريد ولا يمنعك أحد. تقول أصلى من قلبى نقول ان الكنيسة لا تمنعك ان تصلى من قلبك, صلى تلك الصلوات ثم فوقها ما تريد من قلبك. تلك أول نقطة.

ثانى نقطة هى ان هناك فرق كبير بين العبادة الخاصة و العبادة العامة. فى العبادة الخاصة أنت تدخل الى مخدعك و تغلق بابك و تصلى كيفما تشاء, لكن فى العبادة العامة الجميع يصلون معا و يصلون بنفسا واحدة كما ورد فى ” فلما سمعوا، رفعوا بنفس واحدة صوتا إلى الله” أعمال 4: 24 و فى ” هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة” أعمال 1: 14 فكان يجتمع الجميع و يصلوا بنفس واحدة فكان لابد من مكان محدد و من وقت محدد و من صلوات محددة والا لا يمكن ان يصلوا بنفس واحدة. لذلك جميل فى مزمور من أخر مزامير الساعة السادسة يقول “رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها ترفع الأنهار صوتها، من صوت مياه كثيرة” مزمور 92 وجيد انه قال صوتها و ليس أصواتها لان كل هذه الانهار و كل تلك النفوس المقدسة ترفع صوتا واحدا لله, تلك ما تسمى العبادة العامة. فتجد ناس تصلى فى كل بلاد مصر و فى كل بلاد الشرق الاوسط فى ساعة واحدة و الكلام الذى يقوله هذا هو ما يقوله هذا و الكل بنفس واحدة و بقلب واحد و بفكر واحد يتوجهون الى الله بصلاة واحدة. تجد “كيرياليسون” يارب أرحم تصليها 106 كنيسة فى  القاهرة و 37 كنيسة فى الاسكندرية و كنائس فى الابروشيات و كنائس فى السودان و كنائس فى القدس و كل بلاد الشرق الاوسط هى هى و تلك هى العبادة العامة الواحدة.

المشكلة هنا عند البروتستانت هى انهم يفرضون الوضع الفردى ولا يهتمون بالكنيسة كلها كجسم واحد له رأس واحد هو المسيح. فعندما الكل يكون يصلى فيكون الجسد كله يصلى صلاة واحدة, ليس كل عضو يسير كجزيرة  منفصلة فى المحيط لا تربطها بأى أرض أخرى اى رابطة. فيكون من ضمن الاشياء التى نرد بها على موضوع الاجبية هو العبادة العامة او العبادة الجمهورية. العبادة الخاصة بالكنيسة جملة و ليس الفرد لوحده. هذا يفعله ايضا البروتستانت فهم عندما يجتموعا معا هل لا يقولون ترتيلة واحدة مع بعض و الكل فى نفس واحد؟؟ نقول لماذا يفرض على الشعب ترتيلة؟؟؟ و كل شخص يقول ما يريده!!

الكنيسة لا تفرض شيئا معينا على ضمير المؤمن و انما ليس الامر فرضا و أنما هو أرشاد و تعليم. أرشاد و تعليم تعنى ان مثلا ان التلاميذ جاءوا الى المسيح و قالوا ” يا رب، علمنا أن نصلي” لوقا 11: 1 فوضع لهم الصلاة الربانية ” أبانا الذى …” فهل نقول له يارب لماذا تفرض كلاما معينا على ضمير المؤمنين؟ , لماذا لا تترك كل شخص يصلى كما يشاء؟ هنا نقول ان أول من وضع مبدأ الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد هو “السيد المسيح”, الله أيضا وضع مبدأ الصلوات المحفوظة فى العهد القديم فى “المزامير”. فأصبحت المزامير من الصلوات المحفوظة فى العهد القديم و أبانا الذى من الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد و تضاف اليها القداسات و الليتورجيات عموما من الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد. فنفس القداس الذى يقال فى كنيسة يقال فى الكنيسة الاخرى, فالجميع فى القداس يصلون صلاة واحدة, يصلون فى الاجبية  بالمزامير و “أبانا الذى” صلاة واحدة. لذلك أيضا البروتستانت لا يصلون “أبانا الذى” الا مجبورين عندما نكون فى أجتماع و نبدأ اة نختم ب “أبانا الذى” يقولون معنا و لكن لا يلتزمون بالصلاة بها فى أجتماعتهم على أعتبار انها جزء من الصلوات المحفوظة. السيد المسيح قال ” فقال لهم: متى صليتم” لوقا 11: 2 فهنا قال لهم متى صليتم اى Whenever اى فى أى وقت تصلوا قولوا “أبانا الذى” فهى صلاة محفوظة فى كل وقت تصلوا فيه تقولون فيه “أبانا الذى” فهذه صلاة محفوظة. لا نقول شىء يفرض على المؤمنين و لكن نقول تعليم و أرشاد للمؤمنين, الكنيسة المتضعة التى تقول علمنا ان نصلى تأخذ تعليما كيف تصلى. لكن لو كل شخص قال انا سأصلى حسب مزاجى, هل فى أجتماعات البروتستانت هل كل شخص يصلى حسب مزاجه؟! على الاقل شخص يقود الصلاة و الباقيين يقولون أمين. فهل تقولوا لماذا تفرضون شخص واحد يصلى و الباقى يتبعونه؟؟

المزامير كانت تستخدم فى العهد القديم و تستخدم أيضا فى العهد الجديد, فى العهد القديم على الاقل تقرأوا عن “مزامير المصاعد” كانوا يصلونها و هم صاعدون الى الهيكل فى أورشليم غالبيتها موجودة فى صلاة الغروب. كلهم يصلون صلاة واحدة و هم صعود الى الهيكل. السيد المسيح تكلم كثيرا عن المزامير و أقتبس منها أيضا فى مناسبات عديدة, وعندما قال مزمور “قال الرب لربى” قال “قال داود بالروح” فى مرقس 12: 36, و أصبحت المزامير صلوات عامة فى الكنيسة المقدسة و كانت فى العهد القديم و ما تزال موجودة فى العهد الجديد. فمثلا فى ” فما هو إذا أيها الإخوة؟ متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور” كورنثوس الاولى 14: 26 و ” مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية  مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” أفسس 5: 19 و ” منذرون بعضكم بعضا، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” كولوسى 3: 16 هذا كلام ربنا فى الانجيل للناس الذى يقولون “الحق الانجيلى” و اذا أستخدام المزامير فى الصلاة تعليم كتابى و كان موجود فى العهد القديم و موجود فى العهد الجديد. المزامير أيضا لها حكمة جميلة جدا وهى اننا فى المزامير نجد حياة المسيح كلها فيها, أكثر سفرين فى العهد القديم يتحدثان عن السيد المسيح هم: سفر أشعياء و سفر المزامير. نجد كله من ميلاد المسيح “من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك” مزمور 110: 3 حسب الترجمة السبعينية هنا يتكلم عن ميلاد المسيح الأزلي من الآب “نور من نور”, تجد صلب المسيح, قيامة المسيح, موت المسيح, ذهاب المسيح الى الجحيم و تجد صعوده و كل شىء. الصعود نجده فى “قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك” مزمور 110: 1 و مجيئه الثانى الى أخره. حتى الاضطهادات التى وقعت على المسيح فى “لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل؟ قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين: لنقطع قيودهما، ولنطرح عنا ربطهما” مزمور 2: 1-3 و عن القيامة “انا اضطجعت ونمت ثم استيقظت” مزمور 3: 5 و عن خيانة يهوذا “الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع علي عقبه” مزامير 41: 9 و حتى كلمات المسيح على الصليب فى بعض منها من المزامير مثل “إلهي، إلهي، لماذا تركتني” مزامير 22: 1 و من جهة موته و قيامته “لأنك لن تترك نفسي في الجحيم. لن تدع قدوسك يرى فسادا” مزامير 16: 10 كلام كثير جدا عن السيد المسيح و “الرب قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك” مزامير 2: 7 فعندما تكون المزامير تحدثت عن السيد المسيح كثيرا فنكون نذكر السيد المسيح بأستمرار فى صلواتنا.

أكثر كنيسة فى العالم تذكر السيد المسيح فى كل شىء هى الكنيسة القبطية و الكنائس التى تسير على نفس النسق فى صلوات الساعات. فتصور مثلا انت فى صلاة باكر تأخذ فصلا من الانجيل عن ميلاد المسيح الازلى و عن خلقه للعالم و عن تجسده “في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان” يوحنا 1: 1-3 و عن تجسده “والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا” يوحنا 1: 14 و يقول أيضا “الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” يوحنا 1: 18 كلام كثير عن المسيح فى ميلاده و تأخذ فكرة عن السيد المسيح فى صلبه. الفداء الذى يتغنى به المسيحيون نحن نذكره كل يوم بلا أستثناء فى صلاة الساعة السادسة ” يا من في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت على الصليب. من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم في الفردوس” فهل توجد كنيسة تذكر صلب المسيح يوميا بلا أستثناء و تذكره فى صلواتها و تذكر الفداء العظيم و الخلاص العظيم؟ حتى تبدأ بمزمور عن الخلاص “اللهم باسمك خلصني، وبقوتك احكم لي” مزمور 53 –أول مزمور بصلاة الساعة السادسة – نذكر موت المسيح فى كل يوم فى صلاة الساعة التاسعة و نذكر مجيئه الثانى كل يوم فى صلاة نصف الليل, فبهذا الشكل تكون حياة المسيح كائنه فينا, موضوعة أمام أعيننا فى صلوات الاجبية. لا يمكن أنسان يفكر من فكره سيذكر موت المسيح و مجيئه و قيامته و مجيئه الثانى كل يوم. بل نحن أيضا نذكر مناسبات مقدسة كل يوم مثل “حلول الروح القدس” فى الساعة الثالثة و مثل “الدينونة” فى صلاة النوم و صلاة نصف الليل و نذكر الموت و الاستعداد للموت فى صلاة الاجبية كل يوم لكى نكون مستعدين و نقرأ الفصل الذى يقول “لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياما” مرقس 13: 36 و “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة” مرقس 14: 38 .

فى كل يوم نذكر التوبة و الدينونة فنقول ” لكن توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة، لأن التراب في القبر لا يسبح. وليس في الموتى من يذكر، ولا في الجحيم من يشكر. بل انهضي من رقاد الكسل وتضرعي إلى المخلص بالتوبة”و ” لو كان العمر ثابتا وهذا العالم مؤبدا، لكان لك يا نفسي حجة واضحة، لكن إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة أمام الديان العادل، فأيَّ جواب تجيبين وأنت على سرير الخطايا منطرحة، وفى إخضاع الجسد متهاونة” من قطع صلاة النوم. نذكر الدينونة و الموت كل يوم كشىء من روحانية الكنيسة انها تذكر الدينونة و الموت كل يوم لكى تستعد للدينونة كل يوم و تذكر نفسها بمجىء المسيح, اذا لم يجىء المسيح للعالم كله  فيجوز ان يأتى لهذا الانسان مخصوص. كل هذا جزء من روحانية الكنيسة فى الصلاة اى أنسان بيذكر كل هذه الامور صلاته كل يوم؟؟

نحن أيضا نصلى بالاجبية لانها ترتيب ألهى كتابى, موجود بالكتاب المقدس ” سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك” مزامير 119: 164 فممكن نقول هذه الاية و لا نقول شىء أخر, لكن نحن من أجل تثبيت المؤمنين نتكلم كلام كثير. فسبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك و ماذا أيضا و تفاصيل هذه الساعات كلها, فقديما السبع ساعات تلك يقسموها الى ثلاث أوقات رئيسية هى(بدء النهار- نهايته – وسطه)  و هذا تعليم كتابى قال فيه داود “عشية وباكر ووقت الظهر” و هذه الثلاث مرات تذكرها دانيال عندما هددوه بالقائه فى جب الاسود فصعد الى عليته و فتح الابواب التى تطل على أورشليم و سجد لله ثلاث مرات فى النهار و بالتفصيل موجودة:

صباحا فى باكر “يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي” مزمور 63: 1 و نفس الله يقول “الذين يبكرون إلي يجدونني” أمثال 8: 17 اذا تعليم كتابى و أيضا مبدأ روحى أن أبدا اليوم بالصلاة فيكون الله أول من أكلمه فى هذا اليوم, لذلك نحن نقول “أذا ما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا النور الحقيقي، فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية. ولا تغطينا ظلمة الآلام” – من قطع باكر – فأول ما نرى النور المادى نتذكر النور الروحانى لكى تكون لنا الافكار النورانية. أظن لا يوجد أحد يناقش فى صلاة باكر. فلماذا قال داود “يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي” مزمور 63: 1 .

صلاة الليل تعليم كتابى فنجد “في الليالي ارفعوا أيديكم أيها القديسون، وباركوا الرب” مزمور 134: 1-2 و فى “كنت أذكرك علي فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك” مزمور 63: 6 هذا هو النوم و الاستيقاظ.

صلاة نصف الليل موجودة “في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك” مزمور 119: 62 و يقول “في نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مقبل، فاخرجن للقائه” متى 25: 6 و يقول “وفى أوقات الأسحار كنت أرتل لك” مزمور 63: 6 الاسحار بمعنى الفجر.

صلاة السادسة و التاسعة تعليم كتابى و تعليم أنجيلى و كله و كان يصليها الرسل فنجد فى “وصعد بطرس ويوحنا معا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة” أعمال 3: 1 فهنا الصلاة السادسة يصلون فيها, فتقول انها ليست تعليم كتابى؟؟ فها هى موجودة بالانجيل. طبعا مادام صلاها بطرس و يوحنا اذا كانت موجودة قبل هذا. بطرس فى قصة كرنيليوس  “ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة، صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة” أعمال 10: 9 و ها هى صلوات الساعة السادسة و التاسعة من الانجيل, فهل نقول لا يصلوا فيها؟

صلاة الساعة الثالثة و هى ساعة حلول الروح القدس من أقدس الساعات و أليقها للصلاة و نحن كما نذكر الابن فى مناسبات متعددة أثناء النهار, نذكر الروح القدس أيضا. فكيف لا يوجد بالصلوات تعليم كتابى؟؟؟ هذا تحديد أوقات نحن لا نقول بالثانية و الدقيقة تقف لا لكن فى حدود هذا الوقت.

من روحانية الكنيسة فى هذه الصلوات أيضا انه لا يمضى على الانسان أكثر من 3 ساعات الا و يكون صلى: فباكر الساعة 6 صباحا, الثالثة 9 صباحا, السادسة 12 ظهرا, التاسعة 3 ظهرا, الغروب 5 مساءا, النوم 6 مساءا) فلا يمر 3 ساعات الا و تكون رافع قلبك لله. فهكذا تكون تصلى كل حين. هل تعتقد لو تركت كل أنسان لحريته سيصلى كل تلك الصلوات؟ هكذا أيضا البروتستانت يقولون لماذا تفرضون صياما, أتركوا كل شخص على حريته فكانت النتيجة انه لم يصوم أحد نهائيا و أنتهى الصوم ثم جائ دور الصلاة لتنتهى هى أيضا. على الاقل عندما توجد صلوات ساعات يوجد شىء من الالتزام ان الانسان يصلى و على الاقل يتذكر انه يجب ان يصلى بدلا من ان تبتلعه مشاغل النهار. اما “صلوا كل حين” لوقا 18: 1 و “صلوا بلا أنقطاع” تسالونيكي 5: 17 عمليا لا يوجد احد يصلى بلا انقطاع او يصلى كل حين, فلابد من ان تضع له وضع حد أدنى ثم تتركه يكمل بعدها كما يريد. فهل نحن نمنع الصلوات الخاصة؟ لا نمنعها. هل نمنع الصلوات التى تضاف للاجبية؟ لا نمنعها. هل نمنع الصلاة كل حين؟ لا نمنعها. لكن هذا هو الحد الادنى, فمن جهة حد أدنى و من جهة أخرى الصلاة العامة التى يشترك فيها جميع المؤمنين معا بنفس واحدة.

المزامير: قلنا فى كورنثوس الاولى 14: 26 و أفسس 5: 19 و كولوسى 3: 16 فكانت المزامير يحفظها الناس. من فوائد صلوات الاجبية هى حفظ الكتاب المقدس من حفظ للمزامير و حفظ للاناجيل. تصوروا أنسان روحى يصلى بالاجبية فيحفظ 10 فصول من الانجيل كل يوم, لانه يضاف اليها صلوات نصف الليل. فمن يحفظ 10 فصول من الانجيل من البروتستانت؟ فهذا على الاقل يحفظهم, ففى صلاة الساعة التاسعة يقول الموعظة على الجبل, و فى باكر يقول الجزء الاول من يوحنا 1 و هكذا تعطينا الاجبية فرصة لحفظ كمية كبيرة من الكتاب المقدس سواء بالمزامير او الانجيل. كثيرا ما كتبت للناس فى الاجبية الخاصة بهم “أحفظوا المزامير, تحفظكم المزامير” و “أحفظوا الانجيل, تحفظكم الانجيل”. أيضا فى الصلاة بالاجبية نكون متأكدين تماما حسب مشيئة الله لان هناك ناس يصلون و صلواتهم غير مقبولة فيقول “تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون رديا” يعقوب 4: 3 لكن فى الاجبية انت تضمن تماما ان صلواتك حسب مشيئة الله. أما تقول المزامير و هذا كلام الله موحى به و أما تقول الاناجيل وهو كلام الهى موحى به و أما تقول قطع وضعها الاباء القديسون المملوئين من الروح و كلها أيضا توافق الانجيل.

فى الصلوات بالاجبية توجد نقطة هامة جدا و هى أطالة فترة الوجود فى حضرة الله. يجوز أنسان يصلى صلاة من قلبه دقيقتين او ثلاثة و هذا اذا أكمل هذا الوقت و لكن بالاجبية يجد فترة طويلة يقضيها أمام الله و يضاف اليها صلواته الخاصة فتطيل فترة الوقوف فى حضرة الله. أيضا الاجبية تعلم الناس الصلاة: تتعلم منها أسلوب التخاطب مع الله و أدب الحديث مع الله و تتعلم منها الصلاة التى فيها الخشوع و فيها التأمل و فيها الحب و فيها الشوق الى الله و فيها التسليم الى الارادة الالهية و فيها الاستماع الى صوت الله و فيها طلب الاسترشاد و فيها العتاب مع الله أيضا و فيها الطلبات الروحية التى لا خطىء فيها. فأنت تتعلم الصلاة و دائما الانسان الذى يرفض تعليم الكنيسة يكون فى كبرياء فى قلبه خفية كانت او ظاهرة لسنا نعلم. فلتقول مثلما قال الرسل “يا رب، علمنا أن نصلي” لوقا 11: 1 و الكنيسة المسئولة عن التعليم تعلم أولادها كيف يصلون و أستلمت تلك الاشياء من المسيح نفسه وهو نفسه قال لهم “وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” متى 28: 20 فاذا تقول الكنيسة تفرض؟ لا الكنيسة تعلم الانسان كيف يصلى. انت لا تريد ان تتعلم من الكنيسة أنت حر, لكن التلاميذ المتضعين يقولون “علمنا أن نصلى”. اذا كان تلاميذ المسيح يقولون “علمنا أن نصلى” فيكون أنت لا تتعلم ان تصلى؟!

الاجبية أيضا تذكر مناسبات هامة, أيضا تعطى فرصة انك تصلى من أجل الاخرين. فتصلى من أجل المرضى و تصلى من أجل الذين رقدوا و نصلى أيضا من أجل العالم كله. لا يوجد شخص يصلى من أجل العالم كله سوى فى الاجبية حين تقول “فلتعترف لك الشعوب يا الله ، فلتعترف لك الشعوب كلها” – مزمور 66 من صلاة الساعة السادسة – تصلى من أجل العالم كله, ليس فقط أن تصلى و لكن تطلب من الناس كلها أن تصلى فى ” سبحوا الرب ايها الفتيان ، سبحوا اسم الرب. ليكن اسم الرب مباركا من الآن وإلى الأبد . من مشارق الشمس إلى مغاربها باركوا اسم الرب” – مزمور 112 من صلاة باكر و الساعة التاسعة – شخص يصلى من أجل ملكوت الله فى العالم كله. من يعمل هذا لو صلى وحده, يجوز مرة يقول لكن الذى يصلى من أجل العالم كل يوم هو من يصلى من الاجبية و عدة مرات فى اليوم. أعطينى شخص بروتستانتى او بلاموسى يصلى كل يوم و يقول “فلتعترف لك الشعوب يا الله ، فلتعترف لك الشعوب كلها” أو يقول “من مشارق الشمس إلى مغاربها باركوا اسم الرب”؟ فمن الذى يصلى من أجل الاخرين؟؟

الصلاة بالاجبية فيها عنصر الكنيسة الواحدة يندر ان شخص يصلى من أجل نفسه, لكن تجد غالبيتها بالجمع و حتى فى الشكر ” لأنه سترنا وأعاننا، وحفظنا، وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا” – صلاة الشكر – كلها بالجمع. فبها الجسد الواحد كله يصلى و ليس الانفرادية فى الصلاة او الانانية فى الطلبات, لا بل طلب لاجل الكل. الطلبات الفردية البسيطة تكون فى أسلوب الاتضاع مثل ” عرفنى يا رب طرقك، وفهمني سبلك” – مزمور 24 من صلاة باكر – اى ان الناس الاخرين قديسين لكن انا ضعيف فعرفنى طرقك فتكون بها شىء من الاتضاع فتقال بصيغة فردية. من يصلى وحده و يقول “عرفنى يارب طرقك”؟؟ هل الشخص الذى لا يريد ان يعرف منه طريقة الصلاة بالاجبية سيقول له “عرفنى يارب طرقك”؟؟ لا سيقول انا عارف كل شىء و لا يوجد زيادة عن ذلك. الكبرياء يجعلك لا تقول “عرفنى يارب طرقك، وفهمني سبلك” او “عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها” – مزمور 124 من صلاة باكر – من يقول هذا وحده؟

الصلاة التى فيها روح الاتضاع و روح الانسحاق هى الصلاة بالاجبية. الصلاة التى بها الكتاب المقدس هى الصلاة بالاجبية. فى الصلاة بالاجبية يوجد عنصر وعظى او عنصر أيحائى اى توعظ نفسك من خلال الاجبية او الكنيسة توعظك من خلال الاجبية او المزامير توعظك من خلال الاجبية او تضع أمام نفسك جزء من العظة على الجبل فى الاجبية كيف؟ مثلا صلاة باكر الكنيسة تضع لك عظة فى الاول لترى الطريق التى تسلك فيها فتقول ( من رسالة معلمنا بولس الرسول الى أهل أفسس بركاته علينا أمين: أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها، فيقول لك ان تسلك بكل تواضع القلب فتسأل كيف؟ فيرد عليك بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح.) فهذه عظة, صدقونى الذى يكون متخاصم مع الناس و كل يوم يقول هذا الجزء يتبكت فى داخله و هى جزء من الصلاة و لكن عنصر وعظى, ثم يبدأ فى المزمور الاول ” طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين. وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس” فتبعد عن كل تلك الاشياء فتجد السلبيات و الايجابيات فتجد ” لكن في ناموس الرب إرادته، وفى ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياه التي تعطى ثمرها في حينه. وورقها لا ينتثر، وكل ما يصنع ينجح فيه” كعنصر وعظى فأنت لا تطلب طلب لكن عنصر وعظى بالصلاة, و العنصر الوعظى هذا علمنا السيد المسيح اياه فى الصلاة الربانية فى ” أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا” فيجوز انت لا تغفر فأول ما تسمع تلك الكلمة تتبكت لانها عنصر وعظى. كذلك ما يشبهاها من أيات “فى كل ليلة أعوم سريرى ، وبدموعي أبل فراشي” – مزمور 6 من صلاة باكر – فيجوز ليس عندك هذا لكن أسلوب وعظى فى الصلاة. تقول ” يا رب من يسكن في مسكنك، ومن يصعد جبل قدسك؟” – مزمور 14 من صلاة باكر – فتجد الاجابة “السالك بلا عيب والفاعل البر، والمتكلم بالحق في قلبه، الذي لا يغش بلسانه، ولا يصنع بقريبه سوءا، ولا يقبل عارا على جيرانه” فأفرض انك تتكلم على قريبك بالسوء و تقول عارا على جيرانك فتبدأ ان تتبكت فى الصلاة لان فى عنصر وعظى يبكتك على نقائص موجودة داخلك و أيضا هذه غير موجودة أبدا فى الصلوات الخاصة.

أنجيل صلاة الساعة السادسة أيضا أنجيل وعظى و هذا الوضع موجود فى الاجبية فى مواضع مختلفة فأيضا نجد مثلا فى مزمور 23 بصلاة الساعة الثالثة ” من يصعد إلى جبل الرب، أو من يقوم في موضع قدسه؟” فنجد الاجابة بعدها “الطاهر اليدين، النقي القلب. الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش” هذا عنصر وعظى. مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة “كل مجد ابنة الملك من داخل” و مزمور 33 بصلاة الساعة الثالثة ” أبارك الرب في كل وقت، وفى كل حين تسبحته في فمي” و جايز انت لا تبارك الرب فى كل وقت لكن هذه تنخسك, فى نفس المزمور نجد ” هلم أيها البنون استمعوا لي، فأعلمكم مخافة الرب. من هو الإنسان الذي يهوى الحياة، ويحب أن يرى أياما صالحة؟” و نجد الاجابة بعدها ” صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن النطق بالغش. حد عن الشر واصنع الخير، اطلب السلامة واتبعها. فإن عيني الرب على الصديقين، وأذنيه مصغيتان إلى طلبتهم. وجْه الرب ضد صانعي الشر، ليمحو من الأرض ذكرهم. الصديقون صرخوا والرب استجاب لهم، ومن جميع شدائدهم نجاهم” كل هذا عنصر وعظى.

فى صلاة الساعة التاسعة مزمور 100 ” لقد كنت أسلك بدعة قلبي في وسط بيتي. لم أضع أمام عيني أمرا يخالف الناموسَ. صانعي المعصية أبغضتُ. لم يلصق بي قلب معوج، وعند ميلان الشرير عنى لم أكن أعلم، والذي يغتاب قريبه سرا كنت أطارده” و هذا هنصر وعظ و يجوز انك لا تعمل هذا لكنك تتبكت على خطاياك بصلاتك بها و الذى لا يصلى بها لا يتبكت فلا يوجد ما يبكته على الخطية.

نصلى بالاجبية لان بها كل عناصر الصلاة: بها الطلب, بها الشكر ليس فقط بصلاة الشكر لكن فى كل صلاة تقريبا توجد مزامير بها شكر, بها أنسحاق القلب, بها الاعتراف بالخطايا, بها التسبيح و التمجيد, بها التأمل فى صفات الله الجميلة فمن يصلى صلاة خاصة و يتأمل فى صفات الله الجميلة؟ لكن يتأملها شخص عندما يقف و يقول “قدوس، قدوس، قدوس، رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك وكرامتك” هذه ليست طلب و لا شكر ولا أعتراف بخطية ولا أنسحاق فهى تمجيد و تأمل فى صفات الله الجميلة و كذلك فى أخر كل صلاة “المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح، الكثير الرحمة، الجزيل التحنن، الذي يحب الصديقين ويرحم الخطاة الذين أولهم أنا. الذي لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا. الداعي الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة.” كلها تأمل فى صفات الله الجميلة, غيرها كثير جدا مثل ” سبحوا الرب أيها الفتيان” و “سبحوا الرب تسبيحا جديدا” صلوات التسبيح تجدها كثيرة و الكنيسة تحب التسبيح لدرجة وضعت تسبحة نتلوها كل يوم لكى نسبح الرب. من يفعل هذا بأخذ عنصر التسبيح و التمجيد؟ فى الاجبية تجد ” أبارك الرب في كل حين. دائما تسبيحه في فمي” مزمور 33 بصلاة الساعة الثالثة و تقول له ” انت ابرع جمالا وقد انسكبت النعمة على شفتيك” مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة و فى نفس المزمور نجد ” تقلد سيفك على فخدك أيها القوى جلالك وجمالك . استله وانجح واملك من أجل الحق والدعة والعدل” هنا انت لا تطلب شىء و لكن تتأمل فى صفات الله و تسبحه و تمجده. تجد فى مزمور 85 بصلاة الساعة السادسة ” ليس لك شبيه فى الالهة يارب, يارب من مثلك” فتسبح مع الملائكة كما يسبحون الله و فى نفس المزمور تجد ” أنت أيها الرب الإله أنت رؤوف ورحيم. أنت طويل الروح، وكثير الرحمة وصادق” و تسبح الله و تقول بمزمور 92 بصلاة الساعة السادسة ” الرب قد ملك، ولبس الجلال. لبس الرب القوة، وتمنطق بها. لأنه ثبت المسكونة فلن تتزعزع ” فهى ليست طلب ولا شكر و لا أنسحاق ولا أعتراف بخطايا و لكن تسبيح تتأمل فى صفات الله الجميلة.

فمن عندما يصلى يأخذ نقطة التسبيح و يتأمل فيه؟ الانسحاق موجود بكثرة و الاعتراف بالخطايا موجود فى المزمور الخمسين و بمزمور 112 بصلاة الساعة التاسعة فى ” المقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة ، لكي يُجلسه مع رؤساء شعبه” و فيها ” أعوم كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي” مزمور 6 بصلاة باكر و فيها أيضا ” إليك رفعت عينيّ يا ساكن السماء. فها هما مثل عيون العبيد إلى أيدي مواليهم، ومثل عيني الأمة إلى يدي سيدتها. كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا حتى يتراءف علينا” بمزمور 122 بصلاة الغروب و فى ” لصقت بالتراب نفسي فأحيني ككلمتك” بمزمور 118 بصلاة نصف الليل فهنا لا يقول لصقت بالتراب رأسى فى المطانية لكنه يقول ان نفسى لصقت بالتراب من الانسحاق. هذا كلام لمن يريد أن يصلى.

فى الصلاة بالاجبية تضمن جميع أنواع الصلاة تقولها كلها, يجوز أنسان فى صلاته الخاصة يجعلها كلها طلبات فقط. فى صلوات الاجبية تفاصيل عديدة هذه التفاصيل من الصعب أنسان يقولها وحده فمثلا فى أخر كل صلاة تقول ” قدس أرواحنا. طهر أجسامنا. قوم أفكارنا. نق نياتنا. اشف أمراضنا واغفر خطايانا” من يقول كل تلك التفاصيل, فى خطاياك تقول فى الثلاثة تقديسات ” التي فعلناها بمعرفة والتي فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة. يا رب اغفرها لنا” من يدخل فى كل تلك التفاصيل وحده؟

حتى فى الشكر تقول فى صلاة الشكر تقول ” لأنه سترنا وأعاننا، وحفظنا، وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا، وأتى بنا إلى هذه الساعة” فمن يشكر الله لانه أتى به الى هذه الساعة؟

عندما تقول الاشياء التى يستر الله عليك فيها تقول فى صلاة الشكر “كل حسد، وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهريين، انزعها عنا وعن سائر شعبك، وعن موضعك المقدس هذا” كل تلك التفاصيل العجيبة جدا لا يمكن أن الانسان يقولها وحده لكنها موجودة فى صلاة الاجبية. لان صلاة الاجبية هى التى تعلمنا الصلاة و لذلك الانسان الذى يتعلم الصلاة بالاجبية يجد لسانه منطلق فى الحديث مع الله و بدأ يعرف ما يجب ان يقوله فيقول “علمنى كيف أصلى” فيجد ربنا يقول له خذ هذا و تعلم.

الصلاة بالاجبية حينما تعرف الناس المزامير و الصلوات المحفوظة عن طريق الحفظ تكون تدرب الانسان على الصلاة فى كل وقت و فى كل مكان و هو يسير فى الطريق و هو يسير مع الناس يكون يلهج مهارا و ليلا فى الكلام الذى يحفظه. ليس مثل أنسان يقول كلام قليل ولا يعرف كلام أخر يقوله.

فى الصلاة بالاجبية أيضا مشاعر يدخل فيها الانسان مثل مشاعر المحبة نحو الله فمن يقول ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله.” مزمور 42 او” يا الله إلهي، إليك أبكر.عطشت نفسي إليك… التحقت نفسي وراءك ” مزمور 62 بصلاة الساعة السادسة فهذا كلام عاطفى لا يقدر ان يقوله اى شخص. مزمور 118 بصلاة نصف الليل “محبوب هو اسمك يا رب، فهو طولَ النهار تلاوتي” من يقول هذا؟؟ لا  يقولها الا من يصلى بالاجبية, مشاعر كبيرة جدا. ” شفتاي تسبحانك. لذلك أباركك في حياتي، وباسمك أرفع يدي . فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ” مزمور 62 بصلاة الساعة السادسة تلك مشاعر عميقة و تجد بالاجبية كل أنواع العواطف فتجد بها الحب و الايمان و الرجاء و الانسحاق و الخشوع و نحتاج وقت لأتكلم عن كل منهم بالتفاصيل  و لكن كلها موجودة.

هل شخص يصلى وحده سيقول ” انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح إلى الليل” مزمور 129 من صلاة النوم؟؟

فى الاجبية فائدة أخرى و هى أن الاجبية تشمل كل القواعد الايمانية و كل الحقائق اللاهوتية التى يذكرها الانسان يوميا فيثبت فى الايمان السليم. يكفى ان فى الاجبية كل يوم نقول قانون الايمان و نقول مقدمته و كل ما فيها من حقائق أيمانية, عقيدة الثالوث القدوس موجودة فى الاجبية فنقول ” نسجد للثالوث القدوس بلاهوت واحد وطبيعة واحدة” بعد البولس فى بداية صلاة باكر. نأخذ صفات الاب فى “الله الاب ضابط الكل” فى الثلاثة تقديسات و فى ” الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض” فى قانون الايمان. نأخذ ” قدوس قدوس قدوس” صفة أخرى من صفات الله. توجد ” نبشر بالثالوث القدوس، لاهوت واحد، نسجد له ونمجده” مقدمة قانون الايمان. كل أقنوم على حدى تصلى له صلوات فتوجد صلوات موجهة الى الله الاب و صلوات موجهة الى الله الابن و صلوات موجهة الى الله الروح القدس: فتجد الاب فى “الله الاب ضابط الكل” و الابن فى قطع الساعة السادسة ” يا من في اليوم السادس وفى الساعة السادسة سمرت على الصليب” و الروح القدس مثل صلوات الساعة الثالثة “أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل” و صلوات موجهة الى الثالوث القدوس معا فى الثلاثة تقديسات ” أيها الثالوث القدوس ارحمنا” فمن يعمل هذا وحده فى صلاته؟؟ و صفات السيد المسيح بصلاة الشكر” ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح” فمن يقول كل تلك الصفات؟

يأتى البروتستانت يقول يا يسوع .. فهل لا يوجد غير يسوع؟ لكن الادب الذى فى التخاطب عند الاقباط الارثوذكس يقولون ” ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح” و فى مقدمة الانجيل نقول “ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح, الذى له المجد الدائم الى الابد أمين” فنكون مؤدبين فى الصلاة, ليس تعال يا يسوع و روح يا يسوع؟

على فكرة أسم يسوع هو أسمه بالجسد الذى نرتفع بالايمان بالمسيح لكى نعرف انه أبن الله الوحيد, فمثلا فى أخر أنجيل يوحنا يقول بعد أيات كثيرة أختارها وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه” يوحنا 20: 30-31 فعندما تقف عند يسوع ولا تصل لكى تؤمنوا ان يسوع هو المسيح فتكون لم تقطع الطريق الايمانى و لسه بدرى عليك.

فى قانون الايمان تقول ” ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. أمين” بكل القواعد الايمانية الاساسية.

التناول تجده موجود فى الاجبية “هيائت قدامى مائدة تجاه مضايقي.. وكأسك روتني بقوة” مزمور 22 بصلاة الساعة الثالثة

سر الميرون بنفس المزمور فى ” مسحت بالزيت رأسي”. الذبيحة المقدسة فى “قدموا للرب يا أبناء الله, قدموا للرب أبناء الكباش ” مزمور 28 بصلاة الساعة الثالثة.

لاهوت المسيح ” كرسيك يا الله إلى دهر الدهر، قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك” مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة.

لاهوتيات عن الروح القدس موجودة فى صلاة الساعة الثالثة.

تجد عقائد أخرى مثل عندما تقول ” طهرنا من كل دنس الجسد والروح” تحليل صلاة الساعة الثالثة, فيوجد دنس للجسد و دنس للروح.

تجد كلام كثير عن الخلاص و كلام كثير عن المجىء الثانى و تقريبا كل الحقائق الايمانية و الحقائق الاساسية موجودة فى صلوات الاجبية.

فمن وهو يصلى صلواته الخاصة يتذكر كل تلك الحقائق الايمانية؟

فمن وهو يصلى صلواته الخاصة يتذكر أيضا العذراء و الملائكة و القديسين؟ ففى نهاية كل صلاة تجد ” أحطنا بملائكتك القديسين، لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين”.

عقائد الفداء و الخلاص موجودة فى الاجبية, الكلام عن الخلاص كثير جدا. فى صلاة الساعة التاسعة ” الرب قد ملك على خشبة” مزمور 95 و ” الرحمة والحق تلاقيا” مزمور 84 من صلاة الساعة السادسة. كل هذه مجرد أشارات فيوجد غيره كثير جدا.

أهمية الكتاب المقدس فى الاجبية يوجد كلام كثير جدا و خصوصا فى مزمور 119 او 118 ” ناموسك هو درسي” و ” ناموسك هو تلاوتي” و ” أنا لهجت بناموسك” و ” لو لم تكن شريعتك تلاوتي لهلكتُ حينئذ في مذلتي” و يقول لك ان البروتستانت هم بتوع الكتاب المقدس؟ لا يوجد أحد يهتم بالكتاب المقدس مثلنا. عندما نقرأ الكتاب المقدس فى الكنيسة نشعل له شمعتين و نقول له أوشية خاصة و نرفع له بخور و يقف الشعب كله أحتراما للكتاب المقدس و رئيس الكهنة يخلع تاجه و يقف فى خشوع لسماع الكتاب و نصلى و نقول ” واجعلنا مستحقين لسماع انجيلك المقدس”فمجرد الاستماع يحتاج لاستحقاق و صلاة و رفع بخور و أوشية هذا أحترام الكتاب و ليس شخص يقرأ الكتاب وهو جالس فلا يوجد أحترام لكلمة الله كما ينبغى. لكن الاجبية تعلمنا أحترام كلمة الله.

صلوات محفوظة ما المانع المفروض ان نحفظ كلام الله و نرتل بهذا الكلام المحفوظ. لاحظوا ان الصلاة بالمزامير كانت كلها تسابيح بالالحان, فكانوا يرتلونها بحسب مزمور 97 بصلاة الساعة التاسعة ” سبحوا الرب تسبيحا جديدا” و مازال حتى اليوم المزامير 146-148 موجودة فى التسبحة اليومية و نقولها بألحان, فتوجد مزامير تقال فى التسبحة فى الابصلمودية بلحن. طبعا المزامير التى تقال فى القداس قبل الانجيل تقال أيضا بلحن. فكان كل مزمور له لحنه,  قديما داود كان لديه القيثارة و المزمار و الصنوج و الابواق و كانت فرقة موسيقية تصاحبه و هو يقول المزمور.

فى الصلاة بالاجبية توجد الشركة المقدسة بيننا و بين بعض فكلنا نشترك بروح واحد فى صلاة واحدة فى طلبة واحدة جزء من حياة الشركة و توحد القلوب فى طلبات مشتركة و توحد القلوب فى مشاعر مشتركة مقدسة يشترك فيها الكل أثناء الصلاة.

الخلاص جـ1 01 12 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

الخلاص كجزء من اللاهوت المقارن و مرجعكم فى هذا كتابين: كتاب “الخلاص فى المفهوم الارثوذكسى” و كتاب “بدعة الخلاص فى لحظة”.

الخلاص يتم بدم المسيح و الكتاب يقول “بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” عبرانيين 9: 22 كلنا نؤمن بهذا و أوقات بعض البروتستانت يقولون ان المسيح قال للرجل المفلوج “مغفورة لك خطاياك” متى 9: 2 و قال للمرأة الخاطئة “مغفورة لك خطاياك” لوقا 7: 48, اذا كأنهم نالوا المغفرة بمجرد كلمة المسيح و بدون أعتراف و بدون كنيسة و بدون كهنوت و بدون تناول و بدون معمودية!! صحيح ان المسيح قال للمفلوج “مغفورة لك خطاياك” و لكن هذا لا يعنى ان خطاياع غفرت بدون كهنوت و بدون كنيسة و أنما هناك قاعدة أحب ان تحفظونها تماما:

“كل مغفرة بلا أستثناء قبل صلب المسيح عبارة عن صط بالمغفرة او وعد بالمغفرة و لكن لا تتم الا على الصليب. توجد ذبائح فى العهد القديم قدمت لاجل مغفرة الخطايا و لكن المغفرة لم تتم فى العهد القديم ولا للأباء و لا للأنبياء الا فى صلب المسيح.” لذلك كل الاباء القديسين و الانبياء و الرسل الذين ماتوا قبل الصلب رقدوا على الرجاء, رجاء ان خطاياهم تمحى بالدم و رجاء ان المسيح عندما يصلب يخرجهم حيث ” لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع قدوسك يرى فسادا” مزمور 16: 10 و أعمال 2: 27 عن المسيح و عن الباقيين, أيضا عندما شخص يقول أن المفلوج غفرت له خطاياه بدون كهنوت فهذا الكلام غير معقول!! لان الذى غفر له خطاياه “المسيح” هو الكاهن الاعظم و رئيس الكهنة الاعظم و حتى هذه المغفرة كانت مجرد صك و مجرد وعد  و المفلوج و المرأة الخاطئة لم تغفر خطاياهم الا على الصليب, والا يكون الصليب عبث, و يقول الله أذهبوا مغفورة لكم خطاياكم فتغفر الخطايا و أنتهى الامر و يكون هكذا العدل الالهى لم يستوفى. لكن العدل الالهى أستوفى على الصليب, تلك نقطة أريدكم ان تفهموها جيدا.

الناس الذين يقولون ان الخلاص يتم فى لحظة, يكون معناها أنهم لا يعترفون بالكنيسة ولا بالكهنوت ولا بأسرار كنسية ولا بمعمودية ولا بشىء خالص و يرون ان بمجرد الايمان الانسان تغفر خطاياه. مشكلة البروتستانتية الاولى أنهم يريدون ان يكونوا علاقة مباشرة بين الانسان و ربنا بدون تدخل الكنيسة فيها. لذلك لا يعترفون بالاسرار لان الاسرار تتم داخل الكنيسة, ولا يعترفون بالكهنوت لانهم لا يريدون وسيط بين الله و الناس, لا يعترفون بالقديسين لانهم لا يريدون وسيط بين الله و الناس, و يقولون بمجرد الايمان لان الايمان يتم فى لحظة. غير اننى بالنسبة للايمان أريد أن أقول لكم شيئا أخر ” أن الايمان لا يتم الا عن طريق الكنيسة. فحتى لو قال أن بالايمان بيخلص فالايمان لا يتم الا عن طريق الكنيسة. لان الكتاب يقول ” كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟” رومية 10: 14-15 اذا لابد من الكنيسة ترسل أشخاص يكرزون فيؤمن الناس.لا يمكن ان أنسان يخلص بدون خدمة الكلمة, بدون الكرازة, بدون الوعظ, بدون التبشير, بدون التعليم!! الايمان كيف يصل اليه؟؟ لهذا السيد المسيح وضع الكرازة أولا قبل الايمان. فقال ” اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” مرقس 16: 15-16 اذا هناك ثلاثة أشياء: كرازة أولا – أيمان ثانيا – معمودية ثالثة – الخلاص رابعا, هذا كلام المسيح و ليس كلامنا نحن, هذا الكلام تكرر فى ” فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” متى 28: 19-20 اذا هناك تلمذة و بعدها معمودية ثم التقاليد الكنسية فى “جميع ما أوصيتكم به”. اذا لا يمكن ان أنسان يخلص خارج الكنيسة لان الكنيسة هى التى تأتى له بالايمان. نجد فى الكتاب أيضا “من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 16 و هذا من فم المسيح نفسه. نلاحظ انه لم يقول “من أمن خلص” و لكن البروتستانت الذين يقولون أنهم أنجيليون لا يطيعون الانجيل فى هذه النقطة!! من جهة الانجيل فنحن أنجيليين جدا و لكن ليس أنجيليين بمعنى بروتستانت. قديما كنت أقول لقادة البروتستانت نحن أنجيليين و أنتم بروتستانت, لاننا نؤمن بالانجيل و أياته بالاكثر و ليس نأخذ أية و نطير و لكن نأخذ الايات كلها.

هنا أقول لكم قاعدة أخرى لا تعتمدوا على أية واحدة فى الكتاب المقدس, كل أية تقدم لكم و يقال لكم مكتوب كذا و كذا قولوا و مكتوب أيضا كذا و كذا, مثل التجربة على الجبل “الشيطان قال للمسيح مكتوب و المسيح رد عليه بمكتوب أيضا”. فيقول لكم الكتاب يقول “آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك” أعمال 16: 31 و قول له و أيضا يقول “من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 16 فتضع الاثنين معا.

نحن لسنا من أصحاب الاية الواحدة و لو نحن من أصحاب الاية الواحدة فمن الممكن ان نثبت بأيات لا يقدروا ان يقفوا أمامها. اليس يقولون ان الخلاص بالايمان سأقول لكم مجموعة أيات:

“إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه” يوحنا الاولى 2: 29 فهل نقدر ان نقول ان من يصنع البر هو مولود من الله؟! هنا لم يذكر الايمان نهائيا؟ و لم يذكر أيضا الفداء و لا الدم, لكن هناك أمور تعرف من تلقاء ذاتها.

المسيح يقول فى المحاكمة الاخيرة لمن على يمينه “لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي” متى 25: 35-36 ثم يمضوا الى النعيم الابدى هل لاجل أطعام الجائع و كسوا العريان و زاروا المريض؟ فهذه ليس بها أيمان ولا دم ولا فداء ولا شىء خالص!! لكن نحن لا نأخذ بالايات هكذا منفردة بل نأخذ الكلام و نفهمه على أصله. ثم مثلا فى “الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم” يعقوب 1: 27 هنا لم يذكر الايمان ولا الفداء ولا شىء خالص!! فهل نعتمد على تلك الاية؟؟ لا نحن لا نعتمد عليها, فلا يأتى شخص و يأخذ أية و يطير فتلك ليست طريقة شخص ثابت. الثابت يأخذ الكتاب كله كوحدة واحدة و يضع كل الايات مع بعض و يكون منها مفهوما متكاملا متسقا.

السيد المسيح فى العظة على الجبل يتكلم عن من يسمع كلامى و يعمل به فيقول ” ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات” متى 7: 21 فهنا الذى يفعل أرادة أبوه السماوى يرث الملكوت و لم يذكر الايمان ولا الفداء ولا الدم, المسئلة تؤخذ ككل و ليس فى كل نقطة نقول الفداء و الايمان و الدم فهناك أشياء تعرف تلقائيا و ذكرت من قبل و الذى يريد ان يفهم الكتاب يأخذ الايات كلها و يضعها بجوار بعضها.

مسئلة المعمودية: أريد أن اعطيكم أيات تحفظوها

* ” من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 16

* ” توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” أعمال 2: 38 فطلب الايمان و ان يعتمدوا على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا, هنا الناس أمنوا فلم يقول لهم “مبارك خلصتم و لنرتل ترتسلة الخلاص!!”, لكن لا بعد أن أمنوا و نخسوا فى قلوبهم قال توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح. أذا هناك ثلاثة أمور لا يستغنى عنها أحد “الايمان – التوبة – المعمودية ” هذا الكلام من الكتاب المقدس.

* ” والآن لماذا تتوانى ؟ قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب” أعمال 22: 16 فى قصة أيمان شاول الطرسوسى, شاول قبل المسيح ليس فى قلبه و أنما قابله وجها لوجه و سمعه فما لاذن و ليس فقط قبل المسيح و أمن به بل أختير من الله رسولا يقدم الايمان للامم, فهو ليس مجرد مؤمن بل مؤمن و مصدر أيمان للامم. بعد أن أمن بولس و أرسله المسيح أرسله أيضا الى حنانيا الدمشقى, فحنانيا قال له فى الاية أيها الاخ شاول لماذا تتوانى؟ قم واعتمد واغسل خطاياك, هنا نقف هل كانت خطاياه لم تكن بعد غسلت و كيف يغسلها؟ يغسلها بالمعمودية. هل كان يقدر شاول ان يقول له “امن فقط فتخلص” و أنا أمنت فأنتهى الامر و لا أحتاج لحنانيا او أحتاج لمعمودية او أغسل خطاياى فهى غسلت يوم قابلت المسيح!! فهو قابل المسيح و رآه و أخذ منه الدعوة كرسول و أصبح رسول و مازالت خطاياه لم تغسل, فكان يحتاج للمعمودية لغسل خطاياه.

* ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” غلاطية 3: 27 لبستم المسيح بمعنى لبستم البر الذى فى المسيح. و الذى لم يعتمد؟ يكون لم يلبس المسيح بعد.

* أية مشهورة يستخدمها البروتستانت لصالحهم و لكنها تعنى نفس الوضع “لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس” تيطس 3: 5 غسل الميلاد الثانى الذى هو نفسه المعمودية.

* أية مشهورة جدا عندما يتكلم عن فلك نوح و الخلاص بالماء او فى الماء “الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن. إذ عصت قديما، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية” بطرس الاولى 3: 19-21 فماذا تريد بعد ذلك؟ عندما تجادل مع البروتستانت يقولون لك لا باقى الاية تقول “لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح” فهل نحن نقول ان المعمودية غسيل جسد؟؟!! هى معمودية فيها خلاص و أيضا لا إزالة وسخ الجسد. فهنا يقول خلصت ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله أيضا المعمودية.

* هناك أيات مشهورة كلكم حافظينها لكنهم يجادلون فيها مثل ” إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” يوحنا 3:3 و ” إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” يوحنا 3: 5 فيقولون ان المسيح قال المولود من الماء و الروح و ليس المعتمد من الماء و الروح!! فهو عندما يتعمد يولد و كذلك يقول ” بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس” تيطس 3: 5 بوضع الاثنين معا نصل لنفس النتيجة. المشكلة التى تتعب البروتستانت فى حكاية الماء ان أوقات يقولوا ان الماء يرمز الى الكلمة!! لم يقول أحد ان الماء يرمز الى الكلمة و أنما الماء هو الماء و لذلك فى قصة أيمان الخصى الحبشى نجد ان الخصى الحبشى قد أمن بكلام فيلبس عندما فسر له فصل أشعياء النبى نجد ” وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء، فقال الخصي: هوذا ماء. ماذا يمنع أن أعتمد. فقال فيلبس: إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال: أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله. فأمر أن تقف المركبة ، فنزلا كلاهما إلى الماء، فيلبس والخصي، فعمده” أعمال 8: 36-38 هنا يقول أقبلا على ماء و ليس أقبلا على كلمة, لم يقول له انك مادمت قد أمنت من كل قلبك تكون قد أنتهت المأمورية؟ لا لابد من ان ينزل المياة و يغطسه و لذلك يكمل بعدها ” ولما صعدا من الماء ، خطف روح الرب فيلبس، فلم يبصره الخصي أيضا، وذهب في طريقه فرحا” أعمال 8: 39 فهو هنا غطسه و لما صعدا من الماء لم يجده. لان لو قولنا ان الانسان ينال الخلاص بالايمان فقط فكأن المعمودية لا داعى لها. لماذا يتهافت الخصى ان يتعمد أذا؟

خذوا أيضا مثال أخر فى قصة كرنيليوس فهو أمن و ليس فقط أمن, بل حل الروح القدس عليه و كل الذين معه, فهل يقول له مبروك و قد خلصت؟! لا بل قال بطرس الرسول “فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان، كل من جاء مع بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضا. لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة ويعظمون الله. حينئذ أجاب بطرس. أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا. وأمر أن يعتمدوا باسم الرب” أعمال 10: 44-48 اذا الماء تعنى الماء. اما الكلمة فأن كان بطرس يقول “مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” بطرس الاولى 1: 27 معناها ان الكلمة تؤدى الى الايمان, الايمان يؤدى الى المعمودية, المعمودية تؤدى الى الميلاد. لكن الاصل هو الكلمة و لكن ليس معناها الكلمة فقط لان لو قالوا مولودين بالكلمةسيقعوا فى مطب لا يستطيعون ان يخرجوا منه وهو انه يكون مولود “بالايمان ام بالكلمة؟” لم يذكر هنا الايمان. فهو مولود من الكلمة التى تأتى بالايمان و تأتى بالمعمودية و الميلاد. فأذا كان حزف المعلوم جائز فمولود بالكلمة اى بالكرازة و لكن الكرازة لا تولد أحدا دون ان يؤمن و هنا لم يأتى ذكر للايمان لان حذف المعلوم جائز, لو كان بمجرد الكلمة فالانسان بمجرد ان يولد و لا يوجد أيمان ولا معمودية ولا أى شىء. مع ذلك كلهم يعمدون و يأتى شخص و يقول لى لماذا لا تقبلوا معمودية البروتستانت؟ هناك نقطتين أساسيتين:

الامر الاول أن المعمودية تتم عن طريق الكهنوت و البروتستانت لا يوجد لديهم كهنوت, المسيح عندما قال “عمدوهم” لم يقول ذلك لعامة الناس و لكنه قال للتلاميذ الاثنى عشر ” اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 15-16 و قال أيضا ” فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” متى 28: 19 فلم يكن الكلام للناس العاديين. لم يحدث عماد فى كل أعمال الرسل الا عن طريق الكهنوت. فبولس عمد سجان فيلبى بالكهنوت و بطرس عمد كرنيليوس و الذين معه بالكهنوت و لم يكن احد يعمد الا بالكهنوت. فهولاء الذين أوتمنوا على مواهب الروح القدس هم من يعمدوا ليعطوا الناس موهبة من الروح القدس أن يولدوا من الماء و الروح.

الامر الثانى لان هؤلاء الاخوة لا يؤمنون بأى فاعلية للمعمودية, فكل فاعلية المعمودية ينسبونها للايمان, نحن نقول ان المعمودية نولد بها ميلاد جديد و هم يقولون ان الميلاد بالايمان, المعمودية يأخذ بها الانسان التبرير و هم يقولون التبرير بالايمان, المعمودية تأخذ بها التجديد و هم يقولون التجديد بالايمان. اذا المعمودية هذه ما لزومها؟ أسئل واحدا من البروتستانت و قول له أرجوك بأسم الرب بأن تخبرنى ما فائدة المعمودية عندكم؟؟ هل هى علامة شكلية؟ يقول لك نعمد لان الرب أمر بها. الرب أمر بها لماذا؟ أنا أقول لكم أمر بها لماذا؟ و الكتاب يقول لاننا ناس نتبع الانجيل, فيقول فى ” مدفونين معه في المعمودية” كولوسى 2: 12 وفى “حاشا نحن الذين متنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته. عالمين هذا: أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية” رومية 6: 2-6 فالمعمودية هى موت و قيامة مع المسيح, و جدة الحياة اى الحياة الجديدة هذا هو التجديد بالمعمودية, تقرأوا فى كتاب “الخلاص فى المفهوم الارثوذكسى” عن علاقة المعمودية بالخلاص و علاقة الموت بالخلاص. كلام كثير عن الموت, لان أجرة الخطية هى الموت فالانسان يموت و مات المسيح عنا و نحن نموت معه فى المعمودية و ان لم نموت معه فعلا يكون أننا نموت معه بطريقة الطقس على مثال موته. لان المعمودية موت مع المسيح لذلك أعتبر موت اللص مع المسيح معمودية, هذه أحسن معمودية فى الدنيا تلك المعمودية للص. أستطيع ان أقول بكل سهولة أن أول واحد تعمد فى العالم كله هو اللص اليمين لانه هو الذى مات مع المسيح فعلا  و روحه ذهبت الى الفردوس مع المسيح فهذا موت مع المسيح, نحن غير قادرين ان نموت مع المسيح عملا فنأخذها فى المعمودية نتشبه بأننا غطسنا معه مثلما نزل الى القبر و نقوم ثانيا. الكتاب يقول هذا ” مدفونين معه في المعمودية”. لكن المعمودية التى هناك ماذا نقول عنها حتى التى ترش بالمياة كيف تدفن معه؟! المعمودية هى Baptisma اى صبغة و أحيانا تقال “الصبغة المقدسة” و أحيانا يقال “يوحنا المعمدان او يوحنا الصابغ” و الشىء لا يصبغ الا بالدفن و التغطيس الكامل لتصبغ و لكن لا يوجد صبغ بالرش!!

المعمودية تتم عن طريق كاهن و لها فاعلية, فان كان لا يوجد كهنوت ولا يؤمنون بفاعليتها فكيف نقبلها؟؟

سؤال يقول كيف فيلبس قام بالعماد و هو شماس؟

فيلبس كان أحد الرسل السبعين و عمده بصفته رسولا.

الايمان و المعمودية و التوبة أمور لازمة للخلاص. هل يمكن ان يوجد خلاص بدون توبة؟ لا تقول لى “أمن فقط” لان هناك أيات أنتم تحفظونها جيدا فى ” إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” لوقا 3:13 و لوقا 13: 5 مادام يقول هذا اذا التوبة لازمه للخلاص.

بعض المعلومات:

أولا الناس الذين فى أفسس لم يكونوا قد قبلوا المعمودية بعد و انما تعمدوا بمعمودية يوحنا و تلك لا تنفعهم لان معمودية يوحنا للتوبة فقط. فيقول ” أن بولس بعد ما اجتاز في النواحي العالية جاء إلى أفسس. فإذ وجد تلاميذ. قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟» قالوا له: «ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس. فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا. فقال بولس: إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة، قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بالمسيح يسوع. فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم ، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون” أغمال 19: 1-6 ففى أفسس لم يكونوا فد تعمدوا و بولس عمدهم و لما وضع يديه عليهم حل الروح القدس.

ثانيا فى السامرة نجد ” ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا” أعمال 8: 14 اذا الرسل كانوا فى أورشليم لماذا؟ لاننا قلنا من قبل فى التاريخ أن الشعب الذى تشتت جال مبشرا بالكلمة و لكن الرسل بقوا فى أورشليم و فى أعمال 15 كان أول مجمع فى أورشليم, فلم يكن هناك رسل فى السامرة لكن سمعوا من الذين فى الشتات مثلما يقول الكتاب فى “فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة” أعمال 8: 4 فالرسل الذين بأورشليم أرسلوا لهم بطرس و يوحنا موفدين من الرسل, هذا دليل على ان الرسل أصحب القيادة و بطرس و يوحنا مجرد مطيعين لاوامر القيادة الممثلة فى مجمع الرسل.

المراة الممسوكة فى ذات الفعل السيد المسيح قال لها ” اذهبي بسلام ولا تخطئي أيضاً” يوحنا 8: 11 اى أذهبى مغفورة لك خطاياكى لان لو خطاياها لم تغفرلن تذهب بسلام.

مريض بيت حسدا قال له ” ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضا، لئلا يكون لك أشر” يوحنا 5: 14 فليس بالضرورة عندما يقال المسيح اى يشخص ان يقول له مغفورة لك, هو قال للمفلوج ليريهم ان هناك أمراض تكون نتيجة خطية.

نحن لا نتعرض للناس و لكن نتكلم عن الفكر ذاته و نحلله و نرد عليه من الانجيل و فى تلك الحالة يكون فكر أمام فكر. بولس الرسول كان يرد على الافكار المضادة عندما قال ” فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت. التي هي ظل الأمور العتيدة” كولوسي 2: 16-17 أيضا فى بعض الامور المضادة لابد من الرد عليها, لكن نتكلم عن الفكر ولا نتكلم عن الاشخاص فلا نهتم بالاشخاص.

سؤال يقول هل وضع اليد كان للرسل الاثنى عشر فقط و ليس للسبعين كما يتضح من أعمال 8: 14-16 و أعمال 8: 12 حيث سبق عمادهم بواسطة فيلبس و هل الروح يحل بوضع اليد؟

فى الاول الروح القدس كان يعطيه الاباء الرسل ثم اصبح من تلاميذ الرسل أيضا لانهم كانوا يرشمون قسوس و يضعوا عليهم الايدى, و عند أتساع الكرازة لم يعود الرسل يستطيعون ثم أصبحت المسحة المقدسة حلت محل وضع اليد وهى مذكورة فى يوحنا الاولى 2: 20 و 2: 27 و أصبح بالمسحة المقدسة يأخذون الروح القدس بدلا من وضع اليد. صار وضع اليد للكهنوت فقط و ليس للكهنوت و سر المسحة.

الخلاص جـ2 08 12 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

س 1: شخص أرسل مقالة من جريدة الاهرام عن ان واحدة طلقت للفرقة استنادا الى الشرط 57 من تقنين الاقباط الارثوذكس؟

ج:هى فى الحقيقة تلك اللائحة لسنة 1938 و قد وضعها المجلس الملى فى ذلك الحين و أصبحت وثيقة موجودة فى المحاكم و لكن الكنيسة لم توافق عليها أطلاقا و عارضتها تماما، قداسة البابا مكاريوس الثالث عقد مجمعا سنة 1944 و قال انه لا طلاق الا لعلة الزنى. لكن مع ذلك تلك الوثيقة ما يزالون يأخذون بها بالمحاكم و المفروض اننا نجد طريقة لتغيرها، مع ذلك لما أنسان يأخذ طلاق بسبب هذه المادة فى المحكمة نحن لا نوافق ان نعطيه تصريح بالزواج و كأن هذا الطلاق لم يكن و نعتبره مثل الطلاق المدنى و ليس الطلاق الكنسى, مثل من يتزوج مدنى يمكنه ان يطلق مدنى. أتذكر فى مرة من المرات شخص أتى لى و قال ان هناك ناس بوزارة العدل زعلانيين منك لانك لا تأخذ بأحكام المحكمة!! فقلت من قال: هى المحكمة طلقت و لكنها لم تحكم اننا نزوجها، حتى لو حكمت انها تتزوج فلم تحكم ان أبونا فلان يزوجها.

س 2: شخص يقول ان أبونا فى نهاية القداس يقول شعرت ان الاباركة لم تكن جيدة؟

ج: هناك ثلاثة أخطاء فى هذا، أولا بعد نهاية القداس لم تعد أباركة و ثانيا الكاهن وقت تقديم الحمل يختبر الحمل انه مضبوط و يختبر الاباركة و يشمها و يقول “جيد و كريم ومبارك” و يجعل زميله الذى يقدم معه الحمل يشمها أيضا ، الخطىء الثالث لهذا الاب انه يعثر الناس بأن يقول مثل هذا التصريح.

س 3: أنا شاب أبلغ 29 عام و تعرفت على زميلة لى مهندسة و أريد ان أتقدم لها و لكن والدى يرفض لانه يريد ان أتقدم لابنة عمى التى تصغرنى بثمانية أعوام و أنا أشعر نحو زميلتى بالعاطفة و الحنان، فماذا أفعل لانى لا أريد ان أغضضب والدى؟

ج: أنا من رأى فى الزواج لا تتزوج الا الفتاة التى تستريح اليها، الزواج ليس مجاملة لابيك ولا لعمك ولا لابنة عمك بل حياة. شخص تستريح معه، حتى الكتاب المقدس الذى يقول “أكرم أباك و أمك” خروج 20: 12 و تثنية 5: 16 يأتى فى الزواج مخصوص و يقول ” يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا” تكوين 2: 24 و متى 19: 5 و مرقس 10: 7 و أفسس 5: 31 و المجاملة لا تكون على حساب سعادتك. يكفى ان تقول له انك غير ميال لابنة عمك. أفرض واحد أبوه قاله لازم تطلق مراتك ولكى لا أزعل منك، فهل يطلقها لاجله!!

س 4: أريد ان أعرف هل الدفاع عن النفس خطية ام لا؟

ج: من حقك ان تدافع عن نفسك و لكن ليس بالسكين! القانون يعطى الحق بالدفاع عن النفس فلو لم يجد امامه سوى القتل  يبرائه, لكن الضمير يتعبه مهما حصل. فمن حقك الدفاع عن نفسك و لكن ليس بوسيلة القتل.

س 5: يوافق يوم 8 يناير – 29 كيهك فهل ستكون صلاة ليلة العيد ليلة 7 يناير؟

ج: 29 كيهك هو الميعاد الاصلى فيكون يوم 8 يناير يوم فطار، العيد لنا أصلا فى هذه الحالة يوافق 29 كيهك و ليس 7 يناير فنحن حسب التقويم القبطى. اذا 29 كيهك وافق يوم أربعاء او جمعة ممكن ان نفطر فيه و لذلك نعيد بعيد البشارة يوم 29 برمهات. كل يوم 29 من الشهر القبطى نعتبره يوم من أعياد سيدية.

س 6: أحد الاخوة الكاثوليك يقول لماذا لا يعطى الجسد و الدم الانسان لنفسه كما فعل السيد المسيح؟

ج: معنى ان نجعل الانسان يأخذ الجسد بنفسه لازم ان يغسل يده فى الصينية، لان أفرض ان حاجه علقت بيده فحرصا على هذا كل واحد يناوله الكاهن لانه الوحيد الذى يغسل يده بالصينية.

س 7: أحد الاشخاص أخبرنى ان عبارة ” حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” متى 18: 20 يقصد بها الجسد و الروح و ليس أفرادا او أشخاصا فما مدى صحة هذا الكلام؟

ج: أريد دائما ان تفرقوا بين التأمل و التفسير. فالتفسير يتكلم عن أجتماع اثنان او ثلاثة أشخاص، لكن كون الانسان يأخذ الاية بمعنى تأملى و يقصد ان يجتمع الفكر و العقل و الروح فهذا اسمه تأمل. طبعا ما كان يقصده السيد المسيح هو معنى الكلمة أما التأملات فهى أشياء رمزية تضاف الى التفسير لكن لا تعنى انها المعنى الصحيح لوحده. فأذا أجتمع اثنان او ثلاثة تكون فعلا فتكون الاية تحمل الوضع مضبوط و لكن اذا كان شخص وحده قول لانفذ هذه الاية سيجتمع الروح و العقل و الفكر الى أخره.

س 8: هل يجوز لكاهن ان يعطى حلا لشماس ان يفرش المذبح قبل بدء القداس لظروف صحية؟ ما موقف الشماس؟

ج: لا يجوز، يقول له حاللنى يا أبونا مقدرش افرش المذبح.

س 9: شخص يسئل عن ان عيسو تاب بدموع و لم تقبل توبته، فكيف لا تقبل توبه أنسان وهو مازال على الارض؟

ج: صاحب السؤال لم يفهم معنى التوبة لعيسو، فعيسو أخطىء بأن باع البكورية و كان البكر لابد ان يأتى من نسله المسيح و هذا أهم شىء. البكر أيضا هو الذى يأخذ الكهنوت فلذلك بكى. فهل معنى بكائه ان يأتى من نسله المسيح؟! المسيح سيأتى من نسل عيسو او من نسل يعقوب، لا يمكن من نسل الاثنين مستحيل!! فطلب التوبة بدموع لن تنفعه لانها ضاعت منه و انتهى الامر، لذلك قال له ” ألك بركة واحدة فقط يا أبي؟ باركني أنا أيضا يا أبي” تكوين 27: 38 فكان فاهم الامر خطأ على ان البركة هى بركة فى الرزق و المعيشة. لا لان أهم شىء فى البركة هو ان من نسله يأتى المسيح، هذه لا علاقة لها بأن باب التوبة مفتوح لكل أنسان طول الحياة.

س 10: أريد شاهد عن الحرب بين الملاك ميخائيل و الشيطان؟

ج: بسفر الرؤيا فى ” حدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته” رؤيا 12: 7 و أيضا فى ” وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم افتراء، بل قال: لينتهرك الرب” يهوذا 1: 9 . كما ذكر الملاك ميخائيل أيضا فى سفر دانيال النبى ” هوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي” دانيال 10: 13

س 11: معروف ان الفردوس ظل مغلقا منذ طرد أدم منه و فتحه السيد المسيح حين قال للص اليمين ” إنك اليوم تكون معي في الفردوس”  لوقا 23: 43؟ أيليا و أخنوخ عندما أصعدا الى السماء الى أين أصعدا قبل فتح الفردوس؟ أين كانت أنفس الاخرين الراقدين على الرجاء فان كانوا بالجحيم نتيجة انهم ورثوا خطية أدمفما ذنبهم انهم لم يعطوا من الله عمرا حتى مجىء المسيح؟

ج: هو لم يفتحه حين قال هذا لانه كان مازال على الصليب، فتحه بعد موته عندما نزل الى الجحيم و فتح الباب و أخرج الراقدين على الرجاء و فتح الفردوس.

مكان أيليا و أخنوخ قبل فتح الفردوس بصراحة لا أعرف. لكن الفردوس لم يكونوا فيه فهو لم يفتح الا بعد موت المسيح على الصليب و بعد ان تم الفداء و قدمت الكفارة. أى شخص سيقول لك عن مكانهم قبل فتح الفردوس سيقول لك تخمينات.

غلطت صاحب السؤال أفتراضه ان الجحيم مكان للعذاب، الجحيم ليس مكان عذاب و أنما مكان أنتظار. هو يخلط بين الجحيم و جهنم او بين الجحيم و البحيرة المتقدة بنارو كبريت. فالكل كان منتظر هناك و كانوا هناك فى راحة لانهم راقدين على رجاء، الرجاء يعطيهم راحة و الكتاب يقول ” فرحين فى الرجاء” رومية 12: 12.

الخلاص جـ2

بعض من الافكار التى ينشرها البروتستانت و نرد عليها:

نحن نقول ان لا يمكن الانسان ان يخلص الا بالايمان و المعمودية و التوبة و الاسرار اللازمة للخلاص, البعض يعترض و يقول ان التوبة محدودة و المعمودية محدودة ولا يمكن ان التوبة تغفر الخطية ولا المعمودية ان تغفر الخطية و المغفرة بالدم وحده!! نحن نوافق ان المغفرة بالدم وحده, لكن التوبة وسيلة و المعمودية وسيلة. فلا نقول ان التوبة وحدها بدون دم تغفر ولا المعمودية وحدها  بدون دم تغفر، لكن المعمودية و التوبة وسيلتان لنوال الخلاص بالدم. فنحن ننال الخلاص بالدم فى المعمودية و ننال خلاصا من خطايانا بالدم أثناء التوبة, أيضا هما مبنيتان على أستحقاقات دم المسيح. بدليل ان الذين تابوا فى العهد القديم لم يذهبوا الى الفردوس و أنما أنتظروا الخلاص بالدم. فنجد ” إذا أعطى الله الأمم أيضا التوبة للحياة” أعمال 11: 18 فهذا كلام الله و كذلك يقول ” بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” لوقا 13: 3 و لوقا 13: 5. من جهة الخلاص بالمعمودية فالايات كثيرة ذكرناها فى المرة السابقة.

شىء أخر يقولون ان الخلاص تم على الصليب من عقوبة الخطية الى الابد!! لذلك يقولون ان خلصنا لان الخلاص تم على الصليب، فنقول ان ثمن الخلاص قد دفع على الصليب و لكن ليس الجميع خلصوا على الصليب. فحنان و قيافا لم يخلصوا,  إسكندر النحاس الذى صنع لبولس شرور كثيرة بحسب تيموثاوس الثانية  4: 14 سيخلص، سيمون الساحر لم يخلص، يهوذا لم يخلص. فكل الذين لم يؤمنون لم يخلصوا، أذا الدم موجود و مستعد ان يخلص و لكن لم يخلص الجميع. اذا كيف يخلصون يقول الكتاب ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنا 3: 16 اذا ليس مجرد الدم به الانسان يخلص و أنما لابد هناك وسيلة هى الايمان، كما يقول ” من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” مرقس 16: 16 اذا المعمودية وسيلة أخرى، التوبة نجدها ” بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” لوقا 13: 3 و لوقا 13: 5 اذا التوبة وسيلة.

أذا الخلاص بالدم, المعمودية وسيلة و التوبة وسيلة و الايمان وسيلة. كذلك العمل الالهى لابد ان يقابله عمل بشرى و لذلك الكتاب يقول “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه” يوحنا 1: 12 فالذين لم يقبلوه لم يخلصوا. فحتى البروتستانت يقولون بهذا “هل قبلت المسيح مخلصا و فاديا؟” اذا قبولك هو عمل بشرى لازم، ليس مجرد ان المسيح قدم خلاصا بالدم لابد انك تقبل و اذا قبلت المسيح لازم ان تقبل جميع تعاليمه عن التوبة و الاسرار و المعمودية و الروح القدس فتقبل الكل. كلمة الخلاص تم تعنى ان المسيح دفع الثمن وفتح باب الخلاص و لكن لابد ان الناس تدخل من هذا الباب، وكيف يدخلون؟ من الخلال الايمان و المعمودية و التوبة. لذلك يقول الكتاب “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره؟” عبرانيين 2: 3 اذا هناك خلاص هذا مقداره و هناك شخص ممكن ان يهمله ولا يستفيد منه. لذلك نجد “فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه” عبرانيين 4: 1 فهنا يوجد وعد بالدخول لراحته ولكن يوجد البعض خابوا و لم يستفيدوا, لو كان مجرد الدم يخلص ما كان اليهود بعد ان أمنوا يسئلون “ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟” أعمال 2: 37 ونجد الرد “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” أعمال 2: 38. لو كان الدم فقط يخلص بدون اى عمل من أعمال البشر ما كان بولس يقول لتلميذه تيموثاوس ” لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا” تيموثاوس الأولى 4: 16 فربنا قدم خلاصا بالدم و لكن هناك وسائل و هناك شروط لكى نحصل على هذا الخلاص، فلا يعنى انه خلص العالم بدون أيمان او توبة او معمودية.

أن كان الخلاص قد تم فلماذا نحن ننتظره بحسب ” لأننا بالرجاء خلصنا . ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء، لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضا. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر” رومية 8: 24-25 أى اننا ننتظر و نصبر الى ان يتم هذا الخلاص النهائى فى اليوم الاخير، لذلك الرسول يقول ” تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” فيلبي 2: 12. أن كان الخلاص قد تم فلماذا نصلى فى الصلاة الربانية و نقول ” أغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن أيضا” فهى تعنى ان خطايانا لسه بتغفر.

بهذه المناسبة بعض البروتستانت يسئلونى: لماذا الارثوذكس لا يقولون انا خلصت ما دام تعمد حسب ” من آمن واعتمد خلص” مرقس 16: 16 ؟ الحقيقة انك فى المعمودية خلصت من الخطية الاصلية و الخطايا الفعلية السابقة للمعمودية، لكن بعد المعمودية لا تزال تخطىء و كل خطية تحتاج لخلاص فاذا انت مازلت تنتظر الخلاص الاخير. لان كل ما أخذته من المعمودية هو خلاص من الخطية الاصلية و الخطايا السابقة للمعمودية و ان قلنا اننا لا نخطىء بعدها نكون نضل أنفسنا. الماضى وحده لا يكفى فأن كنت نلت خلاص عن الماضى فماذا عن الحاضر و ضعفاته و المستقبل ايضا، لذلك يقول الرسول ” فسيروا زمان غربتكم بخوف” بطرس الأولى 1: 17 فنسير بخوف لكى لا نسقط و يقول بولس الرسول ” إذا من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط” كورنثوس الأولى 10: 12 فأنت لا تستطيع بالمعمودية تقدر ان تقول انك نلت الخلاص الابدى! بل نلت بالمعمودية الخلاص من الخطية الاصلية الجدية و من الخطايا السابقة للمعمودية. الخطايا التى تلى المعمودية تخلص منها بدم المسيح عن طريق التوبة و لذلك التوبة تستمر مع الانسان كل حياته و نسميها “حياة التوبة” و ليست “لحظة التوبة”.

أوقات يقولون ان الله على الصليب منح كفارة الى الابد! أيضا هذا الغفران لا تناله الا بالتوبة. لان بولس الرسول يقول ” لابد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح  كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرا كان أم شرا” كورنثوس الثانية 5: 10 فالكفارة موجودة لا تتمتع بها بدون التوبة. عجيب ان بعض البلاميس يقولون “المعمودية لا تغسل الا الاجساد و لا تأثير لها على النفس!!” طبعا هذا الكلام يدل على عدم معرفة الكتاب المقدس، لان الكتاب المقدس يقول عكس هذا: فمثلا فى ” حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح” بطرس الاولى 3: 20-21 و حينما حنانيا الدمشقى قال لبولس ” قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب” أعمال 22: 16 فهو قال قم أعتمد و أغسل خطاياك لم يقول له أغسل جسدك فكيف تقول ان لا علاقة لها بالنفس. كما فى ” خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس” تيطس 3: 5 فهذا ليس غسل الجسد والا يكون ميلاد ثانى. ممكن ان تقول انه غسل للجسد لو كان بالماء فقط و لكن المعمودية “بالماء و الروح” فالروح يغسل الانسان كله. لو كان مجرد لغسل الجسد ما قال بطرس فى يوم الخمسين ” توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” أعمال 2: 38، لما قال المسيح قال ” من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” مرقس 16: 16 فقال خلص و لم يقول يغتسل. مشكلة البروتستانت كلهم فى أستخدام الاية الواحدة و عندما تقابله بأيات كثيرة يجد ان الحقيقة ليست معه و الايات الاخرى تعطى كمال للمعنى، فكل ما يقول لك مكتوب تقول له و مكتوب ايضا.

يقولون أيضا ان الذى يغسل الخطايا هو الدم لا معمودية ولا توبة!! نحن عارفين ان الذى يغسل الخطايا هو الدم، لكن يغسلها متى؟؟ أثناء المعمودية و اثناء التوبة. مع ذلك يقولون لك انى أخلص بالايمان. فهل تخلص بالايمان ام بالدم؟؟ فلو قال انى أخلص بالايمان قول له لا انت تخلص بالدم و ليس بالايمان!! فانت تخلص بالدم عن طريق الايمان و المعمودية و التوبة فكل من { الايمان – المعمودية – التوبة} وسائل فلماذا تركز على الايمان وحده و تدع الباقى؟ لو كان أيمانك يخلصك بدون دم يكون لا داعى للكفارة و الفداء، أذا لما تخلص بالايمان فضمنا انت تخلص بالدم بوسيلة الايمان، عندما تخلص بالمعمودية فتخلص بالدم بوسيلة المعمودية، ، عندما تخلص بالتوبة فتخلص بالدم بوسيلة التوبة.

فيقولون مثلا فى التركيز على الايمان ” له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا” أعمال 10: 43 و يقول أيضا ” حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين” أعمال 26: 18 هنا و أحب ان أقول: هناك فرق بين ما يقال لغير المؤمنين و ما يقال للمؤمنين, فلغير المؤمنين نقول ” لا يمكن ان تخلص بدون الايمان بالمسيح” فهل معقول شخص غير مؤمن تكلمه عن المعمودية و الافخارستيا!! أنت فى الاول تكلمه عن الايمان, أول ما يصل للايمان تشرح له الباقى، لذلك كرر الرسول تلاكيزه على الايمان فى حديثه مع غير المؤمنين و تلك الايتين السابقتين تتكلمان عن الامم و عن اليهود من غير المؤمنين. الايمان هو الخطوة الاولى ليبدأ طريق الخلاص. مثال مثل بولس الرسول: هل عندما أمن بولس الرسول خلص؟ لم يكن حنانيا الدمشقى يقول ” لماذا تتوانى ؟ قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب” أعمال 22: 16 اذا المسيح دعاه و جعله رسول و لم ينل غفران الخطايا الا بعد المعمودية لكن الخطوة الاولى ان يؤمن. مثلما توجد أية عن الايمان و غفران الخطايا توجد أيات كثيرة جدا عن الغفران بالوسائل الاخرى ، فلماذا تأخذ أية و تقف عندها!! فمثلا يقول ” اغفروا يغفر لكم” لوقا 6: 37 فهل معناها ان مجرد انك تغفر لغيرك يغفر لك حتى بدون أيمان او توبة او معمودية؟؟ لكن لا يمكن ان تنال الغفران الا ان غفرت لغيرك. الوضع السليم ان تكون العقيدة بناء على تجميع لكل الايات معا. فلو انت أمنت و أعتمدت و توبت و أرتكبت احدى الخطايا فلن تخلص، أذا الخلاص ايضا محتاج لاعمال صالحة. عندما تخلص الكتاب يقول ” أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله عاملين أعمالا تليق بالتوبة” أعمال 26: 20 و ” فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة” متى 3: 8 و لوقا 3: 8. اذا لابد ان تتوب و تعمل أعمال تليق بالتوبة، تقول ان لما تؤمن تخلص أقول لك ان الايمان لازم ان يكون له ثمر.

هنا لابد ان نفهم ما معنى الايمان؟ هل الايمان مجرد ان تؤمن بالمسيح مخلصا و فاديا؟ وما هو الايمان بلاهوت المسيح؟ و ما الايمان بالثالوث القدوس؟ و ما الايمان بالقيامة و حياة الدهر الاتى؟ و ما الايمان بتعاليم المسيح؟ اذا كلمة الايمان توسع فتشمل كل حقائق الايمان. هل تؤمن بالمسيح فقط و لا تؤمن بأنجيله؟! عندما تؤمن بالانجيل تؤمن بكل ما فيه و بكل الوصايا. فكلمة الايمان ليست مجرد الايمان بالمسيح فادى و مخلص. العجيب ان الناس البروتستانت يوزعون نبذات على باب الكنيسة و يقولون هل قبلت المسيح فادى و مخلص؟ هل انت تكلم ناس وثنيين!! هم ناس خارجين من الكنيسة، يوزعون تعهد بقبول المسيح مخلص و فادى بالتاريخ و الساعة!! او يقول ترنيمة ا”ننا مغسلون فى دم المسيح” طيب متى غسلت بالدم؟ نحن غسلنا بالمعمودية و التوبة فهل مغسولين على الصليب؟ هل كنت موجود على الصليب وقتها؟! نسيان الجانب البشرى أمر خطير جدا فى التعليم البروتستانتى.

نأتى للتطهير بالدم. صحيح ان التطهير يكون بالدم و لكن نجد معلمنا يوحنا الرسول يقول ” ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” يوحنا الاولى 1: 7-9 للمعلومة رسالة يوحنا الاولى هى اكثر رسائل الكتاب المقدس حديثا على السلوك و الروح. للمعلومة ان الايمان ليس ثمن للخلاص لماذا؟ لان الخلاص هبه مجانية و البروتستانت دائما يقولوها ” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” رومية 3: 24 فالخلاص هبه مجانية من المسيح و لا نستطيع ان نخلص أنفسنا, بل المسيح قدم الخلاص الى الجميع و لكن الايمان وسيلة ننال بها الهبة المجانية. الثمن للخلاص هو الدم ” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” عبرانيين 9: 22 الخلاص لا يتم بالايمان و لكن يتم بالدم و الايمان مجرد وسيلة ننال بها الخلاص.

الايمان لازم للخلاص و لكن ليس الايمان وحده. ما هو الايمان اللازم للخلاص؟ ليس مجرد ان تقبل المسيح فادى و مخلص و انما الكتاب يتكلم عن الايمان الحى ” لكن الناموس ليس من الإيمان، بل الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها” غلاطية 3: 11 و يتكلم عن الايمان العامل بالمحبة ” الإيمان العامل بالمحبة” غلاطية 5: 6 و يتكلم عن الايمان المثمر ” وأما ثمر الروح فهو : محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان. وداعة، تعفف.”غلاطية 5: 22-23 و الايمان الحى أيضا ذكره معلمنا يعقوب الرسول قال ” الإيمان بدون أعمال ميت” يعقوب 2: 20 هذا الايمان الميت كيف يخلص؟ لابد ان يكون أيمان حى، لكى يكون حى لابد ان يكون له أعمال و مثمر ” فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار” متى 3:  10 و متى 7: 19 و لوقا 3: 9.

فلا يأتى أحد و يقول مجرد الايمان، فهل قلنا بالايمان فقط فماذا عن الاطفال اين يذهبوا؟ هل يهلك الاطفال!! ويقولون لا نعمد الاطفال لانه لم يؤمن بعد؟ فاذا كان بدون أيمان لا يخلص أحد و الطفل لم يؤمن فهل تضيع عليهم الخلاص؟! فالكنيسة تعمد الاطفال على أيمان والديهم. خذوا مثلا فى ضربة الابكار التى بها الخلاص بالدم لما وجد الدم عبر و الاطفال الذين نالوا الخلاص بدم خروف الفصح، فهل كانوا يؤمنون بالفصح  و خروف الفصح و كلام ربنا؟؟ لكن بأيمان والديهم بكلام الله و بعمل والديهم أنهم لطخوا الباب بالدم نال الاولاد الخلاص و هم لا يعرفون شىء. شىء أخر الاطفال الذين عبروا البحر الاحمر على أكتاف أمهاتهم ماذا يعرفون عن الايمان؟؟ لكنهم خلصوا بأيمان والديهم أنه يدخل البحر و الله يصنع خلاصا معهم. المعمودية فى العهد القديم كان يرمز لها بالختان، الختان كان علامة أنضمام الشعب الى رعوية و شعب الله مثل بالمعمودية فى العهد الجديد تنتظم لشعب الله، فى الختان كان الطفل يختن فى اليوم الثامن و يصبح من شعب الله فما أيمان هذا الطفل؟؟ لكن بأيمان والديه ينال عضوية شعب الله. تقول لى أفرض ان الطفل لم يؤمن و الايمان مسئلة شخصية و لما كبر لم يؤمن؟ اذا كبر و رفض الايمان يعتبر مرتد و يهلك، فنحن نحتفظ به فى شعب الله و هو صغير ولا نمنع عنه الخلاص وهو صغير و لما يكبر يكون حرا ليثبت فى الايمان او يرفضه. أم تعتبر الايمان ثمن الخلاص؟ هنا يقع البروتستانت فى ورطة الاية ” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” رومية 3: 24 فأعتبر هذا الطفل متبرر مجانا بالنعمة. الايمان ليس ثمن بل وسيلة و هو يؤمن عن طريق أيمان والديه. أيضا الطفل ليس عنده عوائق للايمان فتقول له الثالوث يؤمن بالثالوث و هكذا. متى تأتى عوائق الايمان عندما يكبر و يفكر و قتها قول له انت حر.

بعض البروتستانت يقول المغفرة بالمعمودية تحول المغفرة من عمل باطنى الى عمل سطحى!! اى انه بمجرد نزوله و خروجه من الكياة فهو عمل سطحى!! الكلام هذا لو كان معمودية بدون أيمان و بدون توبة، لكن نحن نقول “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” أعمال 2: 38 بالنسبة للاطفال ليتنا نتوب مثل توبة الاطفال او أيمان الاطفال. فأيمان الاطفال هو الايمان البسيط و الشكوك تأتى عندما نكبر, الطفل لا تأتيه تلك الشكوك أطلاقا.

البعض يقولون ان الايمان وسيلة لنوال الروح القدس ” من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد ” يوحنا 7: 38-39 فيقولون اذا بالايمان يحصلون على الروح القدس؟ لكن هذا الكلام ليس التعليم الكتابى، فهو يقول “من أمن تجرى من بطنه أنهار ماء حى” اى ان هذه عطية لاحقة، اى انه بعد ان يؤمن ممكن ان ينال موهبة الروح القدس. ما الدليل على هذا؟ ما قيل عن أيمان السامرة فى أعمال 8 و أيمان أفسس فى أعمال 19: ” ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا. اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس. لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم، غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس” أعمال 8: 14-17 اذا هم أمنوا لكن لم يكونوا بعد قبلوا الروح القدس, ” فحدث فيما كان أبلوس في كورنثوس، أن بولس بعد ما اجتاز في النواحي العالية جاء إلى أفسس. فإذ وجد تلاميذ. قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟ قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس.. فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم” أعمال 19: 1-2 و 5-6 كان حلول الروح القدس سر قائم بذاته ينال بوضع اليد ثم صار بعد ذلك بالمسحة المقدسة، المسحة المقدسة تجدونها فى “وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء… وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه” يوحنا الاولى 2: 20 و 27 و بالمسحة صرنا مسيحين، لاننا نتبع المسيح و المسيح سمى مسيحا لانه مسح بزيت البهجة بحسب “من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك” عبرانيين 1: 9. طبعا لا يمسح بالزيت المقدس و الروح القدس الا من قبل المسيح أولا.

البعض عندما يتكلمون على الخلاص فى لحظة يقولون نحن نقصد باللحظة “لحظة التبرير و ليس التخليص” فالبروتستانت يقولون بان التبرير ينالونه بالايمان ، اما التقديس قصة العمر كله. نقول لهم نحن نتكلم عن الخلاص ولا نتكلم عن التبرير او التقديس، فلو تريدون ان تقولوا ان التبرير فى لحظة قولوا لكن لا تقولوا ان الخلاص فى لحظة. عندما نأتى الى التبرير نقول لهم تقصدوا بأى لحظة؟ هل لحظة الايمان؟ ام لحظة المعمودية؟ ام لحظة التوبة؟ طبعا لا يمكن ان يكون الايمان و المعمودية و التوبة كلهم معا فى لحظة!! ولا اى منهم حتى تتم فى لحظة. فالايمان الانسان لا يصل اليه الا بعد خدمة الكلمة و عمل النعمة و القبول و ياخذ وقت ليؤمن. ايضا التوبة لا تتم فى لحظة، بل نتيجة جهاد الانسان و عمل الروح القدس فيه و زهده فى الخطية و حبه لله و كل هذا لا يتم فى لحظة، يجوز انه فى لحظة يتوب و يرجع ثانيا. المعمودية لا تتم فى لحظة بل لها طقس طويل.

عبارة “انا خلصت” أول ما أريد ان أقوله عنها أن اعلان خلاصك يعلنه الله و ليس انت، الله لا يعلن هذا الا فى اليوم الاخير. اليوم الاخير يعلن الله هذا الخلاص عندما يقول ” نعما أيها العبد الصالح والأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك” متى 25: 21 فهذا هو الخلاص، لكن انت تعلن الخلاص لنفسك!! مثل تلميذ يعلن لنفسه انه نجح فى الامتحان و النتيجة ليست بيده. كما أعلن الخلاص لبيت زكا و قال ” اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضا ابن إبراهيم” لوقا 19: 9 و طبعا هذا الخلاص لزكا و بيته هو وعد بالخلاص او “خلاص مبدئي” فلابد له ان يسير الطريق الصحيح ليصل للخلاص الابدى. توجد أية أيضا ” أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير” بطرس الاولى 1: 5 فهو هنا يكلم ناس مؤمنين و يقول لهم ان الخلاص سيعلن فى الزمن الاخير، من الذى سيعلنه فى الزمن الاخير؟ ربنا، فكون انك تقول انك خلصت تكون تسرق الوقت او ترتئي فوق ما ينبغي لان الله من يعلن خلاصك و ليس انت. لذلك عندما تكلم بولس الرسول عن خاطئ كورنثوس قال ” أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع” كورنثوس الاولى 5: 5 فهنا يتكلم عن ان خلاص الروح فى يوم الرب و ليس فى الوقت الحاضر. الخلاص يعلن فى اليوم الاخير بيوم الدينونة العظيمة. لذلك نجد ” وأخيرا قد وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا ” تيموثاوس الثانية 4: 8 و لذلك الرسول يقول ” لكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع” فيلبي 3: 12 فيقول أسعى لعلى أدرك و ليس انه خلص. معلمنا بولس الرسول الذى صعد الى السماء الثالثة و رأى أشياء لا ينطق بها و الذى تعب أكثر من جميع الرسل و الذى كتب 14 رسالة يقول ” بل أقمع جسدي وأستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا” كورنثوس الاولى 9: 27 فيقول بعد كل هذا لكى لا يكون مرفوضا و يأتى شخص و يقول انا خلصت!!! أقول له تواضع و كن فى مستوى بولس الرسول الذى يقول انه يقمع جسده و يستعبده لئلا بعد كرازته لاخرين يكون مرفوضا. فعندما تقول فى الترتيلة “أنى واثق بالدم واصل!!” أنت واثق من دم المسيح لكن لا تثق بنفسك، على فكرة ترنيمة “انا واثق” ترتيلة بروتستانتية 100%. فعندما تقول انك واثق من نفسك تجد الكتاب يقول “إذا من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط ” كورنثوس الاولى 10: 12 و يقول “انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم “عبرانيين 13: 7 و المسيح يتكلم عن الخلاص و يقول “لكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص” متى 10: 22 و متى 24: 13 و مرقس 13: 13 فلو جاء شخص و قال لك انا خلصت قل له يا أخى أصبر الى المنتهى، لان قيل عن  ناس “لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين” متى 24: 12 و الحديث عن أبليس “لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو” بطرس الأولى 5: 8 و أنت ما تزال فى فترة الاختبار و لم تعلن النتيجة بعد. حتى لو كنت خلصت فيجب ان يكون لك خوف و رعدة، لان “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات” أفسس 6: 12. لا يكفى ان تعرف المسيح بل ان تظل ثابتا فيه, لا يكفى ان تتوب بل ان تستمر فى التوبة، لا يكفى ان تعرف الله بل ان تستمر فى معرفته. تقول تحولت من خاطىْ الى قديس، جيد و لكن الاهم ان تثبت فى هذه القداسة لان ياما قديسين سقطوا. فقيل عن الشيطان ” وأعطي أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم، وأعطي سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة” رؤيا يوحنا 13: 7 فبولس الرسول يكلم القديسين العبرانيين شركاء الدعوة الالهية ” فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه” عبرانيين 4: 1 و لذلك يكلمنا الكتاب ” فسيروا زمان غربتكم بخوف” بطرس الأولى 1: 17 و ينبغى للانسان ان يتضع و الكتاب يقول ” لا تستكبر بل خف” رومية 11: 20 و بخوفك تحترس. بولس يقول لتلميذه تيموثاوس المؤمن من زمن بعيد ” إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي، ولكني موقن أنه فيك أيضا ” تيموثاوس الثانية 1: 5 و مع ذلك يقول له ” لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا ” تيموثاوس الأولى 4: 16 فهنا لم يقول تيموثاوس لبولس هل مازلت لم أخلص لقد خلصت من زمان!! فهنا قال له لاحظ نفسك و التعليم و تداوم على ذلك لتخلص انت و السامعين لك.

إنبثاق الروح القدس 27 10 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

أعتقاد الكنيسة القبطية هى ان الروح القدس منبثق من الاب وهذا هو المكتوب فى قانون الايمان وكان ممكن ان نكتفى بهذا او نضيف اليه قول السيد المسيح ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 فقال من عند الاب ينبثق و لم يقول من الاب و الابن. لكن الاخوة الكاثوليك أضافوا عبارة “والابن” لتكون ينبثق من الاب و الابن. بينما فى القانون السابع من قوانين مجمع أفسس المسكونى نص على أنه “لا يجوز أضافة اى شىء لقانون الايمان” ولكن الذى حدث أن هذه الاضافة “والابن” أصبحت عقيدة فى الكنيسة الكاثوليكية منذ بداية القرن الحادى عشر ومع ان البروتستانت أختلفوا مع الكنيسة الكاثوليكية فى أشياء كثيرة الا ان تلك العبارة أستمرت معهم أيضا.

قانون الايمان ضد هذا الامر و قانون الايمان ضد هذا الامر وأضافة حديثة فى القرن الحادى عشر ونرى ما يعتمدوا عليه و نرد عليه.

للاسف ان هذا الموضوع قد نشأ مبكرا عن هذا الامر قيل انه بدأ فى مجمع توليدو بأسبانيا سنة 589 م وهذا المجمع لم يحضره أساقفة الشرق ولم يوافقوا عليه ومات هذا الموضوع ثم بعض باباوات روما رفضوا هذه الاضافة ومن أشهرهم “ليو الثالث” كتب قانون الايمان القديم النيقاوى على لوحين باللغة اللاتينية و اللغة اليونانية وقال لا أستطيع ان اغير فى تعليم أبائى و رفض و أستقر الامر فى هذه العقيدة فى عهد بنديكتوس الثامن فى سنة 1014 م وكان من نتائجه ان الروم الارثوذكس أنشققوا واصبحوا مختلفين مع الكنيسة الكاثوليكية الى يومنا هذا لانهم لم يقبلوا أضافة ان “الروح القدس منبثق من الاب و الابن”.

بل أتذكر حينما حضر هنا أحد البارزين فى مؤسسة Pro Oriente بالنمسا – مؤسسة أسسها الكاردينال Franz König لتحسين العلاقات بين الروم الكاثوليك  وبين الكنائس الارثوذكسية الشرقية الخلقدونية و الكنائس الارثوذكسية غير الخلقدونية – و القى عليكم محاضرة وانا قلت له عن الاختلافات و جاءت أنبثاق الروح القدس من الاب و الابن أن أحد الاباء الكاثوليك اليونانيين قال ونحن أيضا كاثوليك نرفض هذا الامر وكان الاب عيد او الاب مظلوم لا أتذكر من الذى تكلم. اذا حتى الكاثوليك ال Greek لا يقبلوا هذه الاضافة  وعملت اشكالات و أنشقاقات و مشاكل وما الذى استفادوه من كل هذا لا أعرف؟؟ الكتاب لا يقول هذا. بدأت بعد ذلك عدة صياغات فى الموضوع: صياغة صريحة تقول ان الروح القدس منبثق من الاب و الابن و صياغة معدلة تقول منبثق من الاب بالابن و صياغة ثالثة تقول منبثق من الاب و يمنح بواسطة الابن كمحاولات و ظلت تلك المحاولات غير مقبولة من الارثوذكس.

ما الاثباتات التى يضعها الكاثوليك فى هذا الامر ونحاول ان نناقشها:

* الاثبات الاول قول المسيح فى ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 فكون انه قال أرسله أنا اليكم اذا يفكروا انه منبثق من الابن.

* ” لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم” يوحنا 16: 7 فقالوا هنا المسيح يقول أرسله اليكم.

* ثم قالوا ان السيد المسيح نفخ فى وجوه التلاميذ ” ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس” يوحنا 20: 22 اذا هو الذى يعطى الروح القدس اذا الروح القدس منبثق منه.

* أنه فى “كل ما للآب هو لي ” يوحنا 16: 15 و مادام للاب ان يبثق الروح القدس يكون للابن له ان ينبثق الروح القدس منه.

* كذلك فى ” ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 16: 14 وبما انه يمجده و ياخذ مما لى اذا هو منبثق منه.

* كون انه يسميه روح الحق فى (يوحنا 14: 17 و يوحنا 15: 26 و يوحنا 16: 13) و السيد المسيح تسمى بالحق اذا هذا روحه هو و مادام هو روحه اذا منبثق منه.

*الرأى الاخير الذى لا يستحق مناقشة من الاساس أنهم يأخذوا أية “كل شيء به كان” يوحنا 1: 3 وبما ان كل شىء به كان اذا الروح القدس به كان و يكون منبثق منه و كأن يعتبروا الروح القدس مخلوق!!

الرد على تلك النقاط:

النقطة الاولى ان السيد المسيح يقول “سأرسله أنا إليكم” هنا يبدو وجود خلط خطير بين الارسال و الانبثاق, فالروح القدس منبثق من الاب منذ الازل لان الله موجود منذ الازل (الاب – الابن – الروح القدس) و الابن مولود من الاب منذ الازل و الروح القدس منبثق من الاب منذ الازل. اما كون ان السيد المسيح يرسل اليهم الروح القدس فى يوم الخمسين فهذا أرسال محدد بزمن معين هو يوم عيد البنتكسطى ولا علاقة له بالوجود الازلى الذى هو قبل كل الدهور وقبل الزمان و قبل الخليقة و قبل الرسل و قبل العنصرة. فكل الايات الخاصة بالارسال هى خارجة عن الموضوع تماما ده مثل عندما تقول مثلا “ان فى ملىء الزمان أرسل الاب أبنه مولودا من امرأة” فهو هنا أرسله فى ملىء الزمان لكن الابن موجود فى الاب منذ الازل فهذه ليس لها علاقة أبدا. فهنا خلط بين الارسال و الانبثاق و مع ذلك لو أكملنا الاية فى ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26  بمعنى هو ينبثق من الاب و أنا أرسله اليكم فى اليوم الخمسين, أرسله اليكم اى يعمل معكم عمل وليس لسه سيوجد او لسه سينبثق او لسه سيخرج من الاب. أيضا هناك تعبير جميل جدا هنا ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم” فهو يقول سأرسله بصيغة المستقبل فهل الروح القدس لم يكن أنبثق بعد؟؟؟؟ لكن عندما تكلم عن الاب قال ” الذي من عند الآب ينبثق” لا تكلم عنه فى الماضى انه أنبثق فى الماضى ولا تكلم عن المستقبل انه سينبثق فى المستقبل أنما تكلم بأسلوب الحاضر لان الانبثاق له ديمومة اى دائم موجود فى الماضى و الحاضر و المستقبل. لان الذى يقول انه سيرسله يوم الخمسين ما الروح القدس موجود من قبل الخليقة؟ ” كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه” تكوين 1: 2 اذا روح الله كان موجودا من قبل ان يقول الله “وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور” تكوين 1: 3 فهو منذ الازل. روح الله الذى كان يحل على الانبياء او الناطق فى الانبياء ما هو موجود منذ قبل الخمسين؟ وقبل العنصرة و قبل هذا الارسال؟ وجود الروح القدس منبثقا من الاب أمر أزلى فوق الزمن وقبل الزمن ولا علاقة له بالزمن و ليس انه سيرسله يوم الخمسين هذا يدل على عدم فهم خطير بين الارسال و الانبثاق. مع ذلك نجد قديسا مثل القديس يوحنا ذهبى الفم و كذلك كيرلس الكبيريقول ان الذى أرسله الابن هو مواهب الروح لان الروح القدس بلاهوته  موجود فى كل مكان فلا يرسل من مكان لمكان!! لكن بمعنى ستعمل فيكم مواهبه او قوته ولذلك فى “فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي” لوقا 24: 49 وفى ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم” أعمال 1: 8 اذا الروح القدس حل بقوته و بمواهبه و بعمله لان الحلول الاقنومى لم يتم أطلاقا الا فى بطن السيدة العذراء, فكلمة حلول أقنومى بالنسبة للبشر تعتبر هرطقة. لذلك القديس يوحنا ذهبى الفم فى مناقشة لهذا الامر يقول “هناك فرق بين القوة الممنوحة و الروح المانح” فأنتم ستأخذون قوة متى حل الروح القدس عليكم و مواهب الروح تحل عليكم. القديس أمبروسيوس فى مناقشته للارسال قال تعبير جميل جدا أخر ” الابن أرسل للروح القدس و الروح القدس بيرسل الابن, ثم أتى “السيد الرب أرسلني وروحه” أشعياء 48: 16 ليستدل على هذا وفى” روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب” أشعياء 61: 1″ فالعمل المتبادل بين الابن و الروح القدس لا يعنى ان الروح القدس منبثق من الابن. فى وقت العماد حل الروح القدس على السيد المسيح (الابن). عملية الارسال من وقت لاخر تدخل فى حدود الزمان و فى  حدود معينة, أما العلاقة بين الاقانيم الثلاثة فهى علاقة أزلية قبل البشريية و قبل الكون و قبل الخليقة.

سؤال: هل يوجد تميز بين الاب و الابن اننا نقدر ان نقول ان الروح القدس منبثق من الاب فقط؟؟

كيف لا يوجد تمييز بين الاب و الابن!! سأقول لك مثل  المشهور الذى نقوله فى مسئلة الثالوث نقول (مثل النار والكتاب يقول ” لأن الرب إلهك هو نار آكلة”” تثنية 4: 24 فالنار تتولد منها حرارة و ينبثق منها نور, اذا النور و الحرارة هما الاثنين خارجين من النار. فالاب هو المصدر يخرج منه العقل الكلى الذى يدير الكون و يخرج منه الروح الكلى الذى يعطى الحياة للكون, كلاهما العقل و الروح خارجان من ذات الاب. هذا هو الفهم الصحيح الذى نفهمه للثالوث. لكن لا نقدران نقول منبثق من الاب و الابن فروح الله منبثق من عقل الله و من ذات الله!!! كلام لا يعقل حتى من الفهم اللاهوتى لا يمر).

* فى المعمودية انت تولد ميلاد جديدا بالروح القدس ولا علاقة لها بالاقنوم فأنت لم تثبت فى الاقنوم. أنت لو أتحدت بأقنوم الروح القدس اذا لا يمكن ان تخطىء اطلاقا, لانك صرت متحدا باللاهوت. لو أتحدت باللاهوت أتحادا أقنوميا تصير قادر على كل شىء و تكون موجود فى كل مكان وهذا مستحيل!!! أنما الروح القدس يعمل فى الاسرار المقدسة و يعطى مغفرة و يعطى ولادة جديدة و يعطى كهنوت و يعطى أتحاد فى الزواج و يعطى شفاء للمرضى فهذا ما يحدث لكن أتحاد أقنومى ان الانسان أتحد باللاهوت أقنوميا يكون صار اله و نحن لم نصير الهة.

* الروح القدس فى العذراء لم يتحد بها هى أقنوميا لكنه أتحد بأبنها أقنوميا, فالاتحاد الاقنومى بداخلها مع الابن وليس مع العذراء. الاقنوم نفسه كان بداخل العذراء يخلق جسد من العذراء بدون زرع بشر و متحد بالابن لكن لا يعنى انه العذراء أتحدت بالروح القدس, لكن هنا كيف صنع جسد للسيد المسيح بدون رجل؟؟ فالروح القدس أوجد جسدا. الروح القدس بلاهوته و أقنومه أوجد جسدا.

النقطة الثانية الاية التى تقول “كل ما للآب هو لي ” يوحنا 16: 15 ليس معناها الصفات الاقنومية, انما بمعنى الصفات الالهية الجوهرية. أى ان الاب له الازلية فيكون الابن له الازلية, الاب موجود فى كل مكان الازلية فيكون الابن موجود فى كل مكان, الاب قادر على كل شىء فيكون الابن قادر على كل شىء. بمعنى ان كل الصفات اللاهوتية التى للاب هى للابن, لكن لو كانت كل الصفات الاقنومية يكون الابن صار ألاب فيكون زال التمايز الاقنومى فنكون دخلنا فى هرطقة سابيليوس الذى قال (لا يوجد فرق بين الاب و الابن و الروح القدس, الله مره يكون أب و مرة أبن و مرة روح قدس). فكل ما للاب هو لى من جهة الصفات الالهية الخاصة باللهمثل أزلى – غير محدود – غير متغير – بسيط – قادر على كل شىء تلك النقط الموجودة باللاهوت النظرى ولكن ليس معناها الصفات الاقنومية. الصفات الاقنومية متميزة فالال مثلا هو الذى يلد الابن و هو الذى يبثق الروح القدس و لا نقدر ان نقول ان الابن له الولادة و له بثق الروح القدس, فالابن هو اللوغوس لا نقدر ان نقول ان الروح القدس صارت لوغوس و الاب صار لوغوس!! فكل أقنوم له صفاته المتميزة التى تجعل هذا أب و هذا أبن و هذا روح قدس. فكل ما للاب هو لى لا تعنى ان له أقنومية الاب, فيكون تمايز الاقانيم ضاع ونكون وقعنا فى هرطقة سابيليوس. كما ان لو أعتبر ان كل ما للاب هو لى و الاب ينبثق منه الروح القدس و يكون الابن  ينبثق منه الروح القدس يكون فى هذه الحالة كأنه جعل الاب و الابن فى درجة عليا و الروح القدس غير مساوى فيكون أقل منهماو هنا يدخل فى هرطقة مقدونيوس التى تنكر لاهوت الروح القدس. اذا لم نؤمن بالتمايز الاقنومى اذا نؤمن بالتوحيد بدون التثليث مادام كله واحد مثل بعضه فلماذا نقول أب و أبن و روح قدس؟ لان لكل أقنوم له خواص أقنومية تميزة. أيضا اذا قال ان كل ما للاب هو لى اذا نقول كل ما للاب هو للروح القدس أيضا, الاب له الازلية و الروح القدس له الازلية, الاب قادر على كل شىؤ و الروح القدس قادر على كل شىء, الاب فى كل مكان و الروح القدس فى كل مكان, الاب غير متغير و الروح القدس غير متغير فالصفات الالهية هى هى بالاقانيم الثلاثة.

* روحنا ليست هى روح الله و لذلك ممكن ان روحنا ان تخطىء و نحن نقول فى القداس “طهر نفوسنا و أجسادنا و أرواحنا” فاذا كانت أرواحنا هى أرواح الله فيطهرها لماذا وهل تحتاج لتطهير؟ فى الاجبية أيضا نقول “نجنا من دنس الجسد و الروح” فلو روحنا هى روح الله هيكون بها دنس؟ لو كانت روحنا هى روح الله فالبشر الذين سيلقوا فى جهنم فهل روح الله تحرق!!

* المسيح قال ” متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 وفى وقت أخر قال “وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد” يوحنا 14: 16 فحتى فى الارسال الاب الذى يرسل بطلب من الابن.

النقطة الثالثة يقولون ان السيد المسيح نفخ فى التلاميذ وقال ” ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس” يوحنا 20: 22 أيضا نفس الوضع نقول انه نفخ فى تلاميذه فى حدود الزمان قبل يوم الاربعين و قبل يوم العنصرة لكن ليس معناها أنبثق الروح القدس منه عندما نفخ فى وجوه تلاميذه, عندما نفخ فى وجوه تلاميذه أعطاهم سلطان الكهنوت و أعطاهم سلطان المغفرة هذا ما أخذه التلاميذ و لكن الروح القدس موجود قبل ان ينفخ فى تلاميذه و ينطبق هنا نفس الكلام الذى قيل عن الارسال. أيضا هو لم يعطيهم أقنوم الروح القدس بل أعطاهم سلطان من الروح القدس و أعطاهم سلطان المغفرة و سلطان الحل و الربط و سلطان الكهنوت و لو كان أعطاهم نفس الروح فماذا أخذوا اذا فى يوم الخمسين؟ فهنا أعطاهم سلطان الكهنوت و كل ما أعطاه لهم ليس له علاقة بأنبثاق الروح القدس منذ الازل فكلها مسئلة مواهب و لا تنسوا أيضا انه كما أعطاهم الروح القدس يوم الخمسين أعطى الرسل ان يعطوا الروح القدس للاخرين, فكان بوضع أيديهم يحل الروح القدس على الناس , فهل هنا يعطوا الاقنوم؟؟!! يعطوا عمل ومواهب الروح القدس وهذا واضح فى أيمان السامرة فى أعمال 8 و أيمان أفسس فى أعمال 19 فلم يكونوا يعرفوا عن الروح القدس فلما وضعوا ايديهم حل الروح القدس عليهم. كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم “أحيانا تسمى الموهبة روحا” مثلما موجود فى “يحل عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب” أشعياء 11: 2 فسمى الحكمة روحا و المعرفة روحا. على كل الحالات لابد ان نعرف ان الانبثاق أزلى و نفخة المسيح فى التلاميذ تمت فى حدود الزمان و أعطائه للروح القدس للتلاميذ فى حدود الزمان و أرساله للروح القدس ليحل عليهم فى حدود الزمان فتلك النقطة تحل أشياء كثيرة.

النقطة الرابعة هى روح الحق والابن هو الحق اذا هو ينبثق من الابن, نقزل ان روح الحق هو نفسه الاب و هو روح الابن و هو أقنوم الروح فى الثالوث القدوس فلا علاقة لها بأنه يكون منبثق من الابن. صحيح ان الابن سمى بالحق و قيل “تعرفون الحق، والحق يحرركم” يوحنا 8: 32 وفى “أنا هو الطريق والحق والحياة” يوحنا 14: 6 ولا نستطيع ان ننكر ان الروح القدس هو روح الابن كما هو روح الاب و لكن رغم انه روح الابن الا انه ليس الابن مصدره, هو أقنوم الروح فى الثالوث القدوس.

النقطة الخامسة ” ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 16: 14 فمون الشهادة متبادلة بين الاقانيم الثلاثة ولا تدل على الانبثاق, فالاب شهد للابن وقت العماد  و وقت التجلى بحسب “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” متى 3: 17 وفى متى 17: 5 وفى مرقس 9: 7 وفى لوقا 9: 35 وفى بطرس الثانية 1: 17 و الروح القدس شهد للمسيح عندما حل عليه وقت العماد و التمجيد متبادل بين  الاقانيم الثلاثة ولا يدل ان هذا أكبر او ان هذا أصغر. فأن قال ذاك يمجدنى فهل تعنى انه منبثق منى؟؟!! غير ممكن لانه قال “مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” يوحنا 17: 5 فكون ان الاب يمجده فهل معناه انه أقل منه او منبثق منه؟؟!! مستحيل وقال “أيها الآب مجد اسمك. فجاء صوت من السماء: مجدت، وأمجد أيضا” يوحنا 12: 28 فهل هنا تعنى انه أقل؟ شهادة كل أقنوم للاخر لا تعنى الانبثاق.

لابد ان نعرف ان الاقانيم الثلاثة أقانيم متساوية ولا يوجد أقنوم أكبر و أقنوم أصغر. عبارة يأخذ مما لى ويخبركم لها عدة معانى:

لان أقنوم الابن هو أقنوم المعرفة وهو أقنوم العقل فيأخذ مما لى و يخبركم.

يأخذ مما لى و يخبركم: اى يأخذ الكلام الذى قلته لكم و يذكركم به.

يأخذ مما لى و يخبركم: فى المغفرة يأخذ من أستحقاقات دم المسيح و يخبركم ان خطاياكم قد غفرت.

يأخذ مما لى وقت العماد و يخبركم بأنكم نلتم ولادة جديدة.

هذا لاجل العمل الذى عمله السيد المسيح و ايضا قال بعض الاباء ان السيد المسيح  قد مدح فى الروح القدس مديح كبير جدا فلئلا يظن التلاميذ انه أعظم منه كما قال ” لأن أبي أعظم مني” يوحنا 14: 28 لذلك قال هذا يمجدنى و يأخذ مما لى و يخبركم, و حتى عبارة يأخذ مما لى و يخبركم تعنى ان الروح القدس ليس روح غريب بل هو روحه هو, اى لن أرسل لكم روح غريب. كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم “ان المسيح قال يأخذ مما لى و لم يقول يأخذ منى” فمما لى و ما لى أخذته من الاب فيكون يأخذ من الاب. أيضا تعطينا فكرة عن قدسية كلام الرسل و وحيه, لان الرسل الروح القدس أعطاهم فالناس الاجانب يميزون بين كلام الروح القدس و كلام المسيح فقال لهم لا ان كلام الرسل الذى الروح القدس أعطاهم هو نفسه كلامى فأخذ مما لى و أعطاكم.

كل شىء به كان تلك لا تحتاج لرد لانه بيقولوا ان الروح القدس هكذا مخلوق بينما هو هنا يتكلم عن الخليقة.

تاريخ الكنيسة جـ1 10 11 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

أول نقطة أحب أن أقولها لكم هى ما هى فترات تاريخ الكنيسة؟ لكى تنظم دراسته, نتكلم عن ثلاثة أقسام:

القسم الاول: الكنيسة من بدايتها الى قبل الانشقاق الاول الكبير سنة 451 م فى مجمع خلقدونية. التى كنا نسمى فيها الكنيسة “الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية بالنسبة لكنائس العالم بينما الان نقولها على أيمان محدد و تلك تشمل:

عصر الاباء الرسل و تلاميذهم الاباء الرسوليين و تأسيس الكنائس الرسولية الاولى. ممكن ان ينضم الى هؤلاء تاريخ الاباء المدافعين عن الايمان الذين نسميهم Apologist ثم عصر الاستشهاد من أول المسيحية حتى بدء مرسوم ميلان لقسطنطين الكبير سنة 313 م عندما بدأ الاعتراف بالمسيحية كديانة رسمية وبطل الاستشهاد الجماعى الا فى ظروفا خاصة, مثل الاضطهاد الاريوسى فى بعض الاوقات و الاضطهاد الخلقدونى فى أوقات أخرى و مثل عصور أخرى فى الاضطهاد لكن نحن نتكلم هنا عن القسم الاول. يشمل هذا القسم أيضا نشئة الرهبنة و ازدهارها و مشاهير الرهبان و المدارس الرهبانية ثم عصر المجامع المسكونية و الهرطقات و مقاومتها. مشاهير الاباء قبل الانشقاق القديسين الكبار الذين يعترف بهم كل كنائس العالم.

القسم الثانى: ممكن ان يكون تاريخ الكنيسة فى مصر و يشمل:

1- تاريخ مارمرقس الرسول

2- الاباء البطاركة قبل المجمع المسكونى الاول.

3- مدرسة الاسكندرية و أثرها فى العالم.

4- المشكلة الاوريجانية و الذين معه و الذين عليه.

5- الرهبنة المصرية.

6- أبطال الايمان فى المجامع المسكونية و مشاهير الاباء.

7- الانقسام الخلقدونى الى بداية الحكم الاسلامى لمصر.

8- من بدأ الحكم الاسلامى و حتى نهاية حكم المماليك و العثمانيين.

9- العصر الحديث منذ محمد على حتى الان و يشمل:

أ- الاباء البطاركة

ب- دخول الطوائف فى مصر و تاريخها

ج- الاكليريكية و نشأتها و تطورها الى الان

د- مدارس الاحد او التربية الكنسية و نشأتها و تطورها الى الان

ه- دور الكنيسة القبطية فى الحركة المسكونية

و- الكنيسة حاليا

القسم الثالث:

أ- الكنائس الاخرى الكنيسة الكاثوليكية حتى أنفصال الكنيسة اليونانية عنها فى القرن ال11 و طبعا فى تلك الفترة سيأخذ الصراع الضخم بين الباباوات و الاباطرة.

ب- الكنيسة البيزنطية الارثوذكسية و فروعها حاليا 14.

ج- الحركة البروتستانتية و طوائفها المتعددة

د- تاريخ شهود يهوه و السبتيين

ه- الحركة المسكونية فى العالم

هذا هو المقرر الكامل للتاريخ التى ستتبعه جميع فروع الكلية الاكليريكية فى البلاد الاخرى.

القسم الاول بدء المسيحية:

تاريخ المسيحية يبدأ بعمل السيد المسيح منذ بدأ رسالته و ما قام به من معجزات و تلاميذة و صلبه و قيامته و صعوده ثم بدأ تاريخ الكنيسة منذ يوم الخمسين اى منذ يوم العنصرة.

معروف طبعا كيف بدأت الكنيسة بعمل الروح القدس و كيف كانت المعجزات تتابع التلاميذ و كيف كانت المواهب الروحية تتابعهم أيضا و أن أستطعنا ان نتكلم عن أعظم عصرين فى التاريخ فنقدر ان نقول الاول منهما العصر الرسولى و الثانى منهما القرن الرابع الذى يتميز بأبطال الايمان, كما يتميز بالرهبنة و نشأتها و يتميز بمجموعة ضخمة من القديسين الكبار. فعند دراسة هذين العصرين نكون ندرس أذهى عصور المسيحية.

الكنيسة الاولى كان سبب قوتها فى العصر الرسولى أنها كانت تقاد بالروح القدس, الروح القدس كان يحل على المؤمنين و كان يعمل بهم المعجزات. الروح القدس هو الذى كان يختار الخدام للخدمة مثلما ورد فى ” قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه” أعمال 13: 2  والروح القدس هو الذى كان يرشد المجامع المقدسة, فأول مجمع عقد فى مدينة أورشليم سنة 50 قرارته بدأت بالعبارة التالية “لأنه قد رأى الروح القدس ونحن” أعمال 15: 28 والروح القدس هو الذى كان يوجه خطوات الرسل و أماكن خدمتهم كما ذكر بولس الرسول حينما ذهب الى مكدونية ” حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية، فلم يدعهم الروح” أعمال 16: 7 ثم الروح أرشدهم

” ظهرت لبولس رؤيا في الليل: رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول: اعبر إلى مكدونية وأعنا” أعمال 16: 9. الروح القدس أيضا كان يعطى قوة للكرازة وكان يتكلم على أفواه الرسل كما قال المسيح ” لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم” متى 10: 20 وهذه القوة هى التى جعلت الكنيسة تنتشر فى مدى 34-35 عاما منذ سنة 33 م (قيامة السيد المسيح – يوم العنصرة) الى سنة 67 م (أستشهاد بطرس و بولس) و سنة 68 م (أستشهاد مرقس الرسول) فى مدى هذه السنوات كانت المسيحية قد أنتشرت أنتشارا عجيبا جدا, فأنتشرت فى أورشليم و اليهودية و السامرة و أنتشرت فى أطاكية و كل سوريا و أسيا الصغرى بكل أقاليمها المعروفة و أنتشرت أيضا فى قبرص و فى بلاد اليونان و فى أيطاليا و وصلت غربا الى أسبانيا و وصلت جنوبا الى مصر و الى أثيوبيا و وصلت شرقا الى بلاد ما بين النهرين أى بلاد العراق و الى بلاد الفرس و امتدت الى بلاد الهند و بعض بلاد الصين و أنتشرت فى بعض بلاد أوروبا مثل رومانيا و جنوب روسيا الى أخره كل هذا فى مدى 34-35 سنة كنتيجة الى العمل الضخم الذى كان يعمله الروح القدس فى الخدام. فأن أردنا للكنيسة نجاحا فينبغى ان نتأكد هل الروح القدس يعمل فيها مثلما كان فى القديم ام لا؟ تلك هى أول نقطة.

القسم الثانية ما هى أشهر الكنائس التى تأسست فى العهد الرسولى:

أول كنيسة التى تسمى الكنيسة الام هى كنيسة أورشليم فهى التى ولد فيها السيد المسيح و كرز فيها و هى التى بدأ الرسل جميعا فى خدمتها و بخاصة القديس بطرس و القديس يوحنا و القديس يعقوب الصغير و القديس يعقوب الكبير و خدم فيها أيضا بولس الرسول. الرسل كقاعدة عامة ينبغى ان تعرفوها ان الرسل كانوا أساقفة مسكونيين و ليس عموميين: فلا نستطيع مثلا ان نقول ان بطرس كان أسقفا لروما او أسقفا لانطاكية تلك طرق تلجىء اليها بعض الكنائس لاعطاء نفسها هيبة معينه أنهم خلفاء بطرس. الرسل كان لهم عمل مسكونى للعالم كله فلم يكونوا أساقفة محليين (Local Bishops) أنما كانت لهم خدمة عامة و كانوا يرسمون أساقفة بمعنى مثلا ان بولس الرسول كام من مساعديه تيطس الذى رسمه القديس على كريت و تيموثاوس الذى رسمه على أفسس, فى روما لم يكن بطرس أسقفا لروما يقال ان أول أسقف لروما كان أسمه لينوس و ثانى أسقف كان أناكليتوس و ثالث أسقف أكليمنضس الرومانى Clement of Rome و القديس بطرس هو رجل كبير هو مسكونى للعالم كله, عمل فى أورشليم لكنه لم يكن أسقف لاورشليم و عمل فى أنطاكية و لكنه لم يكن أسقف لأنطاكية و عمل مع كثيرين فى بلاد اليهودية و بشر فى يافا و بشر فى لدة و بشر فى بلاد عديدة لكن لم يكن أسقفا مكانيا.

أول أسقف لاورشليم الوحيد من الاباء الرسل الاثنى عشر الذى كان أسقفا مكانيا هو القديس “يعقوب الصغير” او “يعقوب اخو الرب” الذى تولى كرسى أورشليم فصار أسقفا لاورشليم على أعتبار انها الكنيسة الام و على اعتبار ان خدم بها كل الرسل فكانوا يريدون الخدمة المحلية و يتفرغ الرسل لخدمة الكلمة فى أرجاء الارض كلها. يعقوب الكبير أيضا خدم فى أورشليم الى أن قتله هيرودس كما ورد فى أعمال 12 و لذلك نستطيع ان نقول أن أول شهيدين من قادة المسيحية كانا أسطفانوس رئيس الشمامسة و يعقوب الكبير و فى أورشليم عقد اول مجمع للرسل سنة 50 م كما ورد فى أعمال 15 و لما بدأ التشتت و تشتت المؤمنين خارج أورشليم و تركوها نتيجة الاضطهاد الذى وقع عليهم من اليهود و أثارة الرومان تشتتوا جميعا ماعدا الرسل, فبقى الرسل الاثنى عشر فى أورشليم. كانت كنيسة الرسل هى التى توجه الكرازة فى باقى الاماكن الاخرى فمثلا فى مسئلة السامرة فى ” ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا. اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس” أعمال 8: 14-15 فالرسل كانوا فى أورشليم برغم تشتت باقى المؤمنين و ان الرسل من أرسلوا لهم بطرس و يوحنا ولهذا الذى كان يقود الكنيسة فى هذا الحين ليس شخصا معينا و لكن مجموعة الاباء الرسل, هذا الرأى وضحه كثيرا كيرلس مقار بطريرك الكاثوليك فى كتابه “الوضع الالهى فى تأسيس الكنيسة” فعزلوه من وظيفته حيث قال: ان بطرس لم يكن يقود الكنيسة لكن كان يقود الكنيسة مجمع الرسل الذى فى أورشليم. اذا بحسب أعمال 8: 14-15 ان بطرس أرسله الرسل و ليس هو من كان يرسل!! بينما فى “وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل” أعمال 8: 1 هنا بقى الرسل و تشتت المؤمنين. هناك ما حدث فى أنطاكية ” أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط. ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا أنطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم ، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب. فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية” أعمال 11: 18-22 فمن تشتتوا هم من بدأوا الخدمة فى أنطاكية ثم ارسل الرسل برنابا و لذلك كثير من الاباء يعتبرون ان الذى بدأ تأسيس الكنيسة فى أنطاكية هو برنابا الرسول. عندما ذهب اليها بعد ذلك بطرس كانت الكنيسة قد بدأت هناك. فالكنيسة فى أورشليم أرسلت الى السامرة و أرسلت الى أنطاكية لانها هى من كانت تقود و توجه الكرازة.

القديس يعقوب الصغير كان أول أسقف لاورشليم و رقد فى الرب سنة 62 م و خلفه أخوه سمعان بن كلوبا او ابن حلفى وهو رسل أيضا و أستشهد سنة 106 م و كان كبير فى السن حوالى 120 سنة. فكنيسة أورشليم الكنيسة الام و الكنيسة الكبرى التى أسسها الرسل و كانت أكبر كنيسة فى هذا الحين بلا منازع ضاعت عظمتها لما خربت أورشليم سنة 70 م على يد القائد الرومانى تيطس ولم يسمع احد عن عظمتها الا فيما بعد لما جاء قسطنطين الملك فى بداية القرن الرابع و جاءت الملكة هيلانة لتبحث عن الصليب فى أورشليم فبدأت كنيسة أورشليم فى الظهور مرة أخرى لكن لم يكن لها مكانة كبيرة فى المجامع المسكونية المقدسة. القانون السادس من مجمع نيقية:

“لتحفظ العادات القديمة التى في مصر وليبيا والمدن الخمس، بان تكون السلطة على هولاء لاسقف الإسكندرية بما ان هذه العادة مرعية للاسقف الذى فى رومية أيضا. ومثل ذلك ليحفظ التقدم للكنائس فى أنطا كية وبقية المقاطعات، امتيازات كل كنيسة وحقوقها القديمة. وليكن معلوما لدى الجميع في كل مكان، آن كل من يصبح أسقفا دون موافقة المتروبوليت، فان المجمع الكبير هذا لا يعتبره أسقفا. على انه إذا عارض أسقفان أو ثلاثة لأسباب شخصية، انتخابا أجراه سائر الأساقفة، بطريقة قويمة منسجمة وشرائع الكنيسة، فليكن انتخاب الأكثرية ثابتا.” المتروبوليت هو صاحب الكنيسة الام او صاحب الرئاسة فذكروا الاسكندرية ثم روما ثم أنطاكية ثم باقى الكنائس فكانت تلك هى الكنائس الكبرى فى العالم فى ذلك الحين, فيما بعد بدأت السياية تتدخل كيف؟ البلد التى لها قيمة سياسية يصبح لها أولوية كنسية بمعنى ان هذا القانون بمجمع نيقية سنة 325 م فلما جاء مجمع القسطنطينية المسكونى المقدس سنة 381 م و كانت القسطنطينية قد تأسست على يد الملك قسطنطين الكبير قالوا فى ترتيب الكنائس:

1- كنيسة روما: لانها عاصمة الامبراطورية و المدينة العظمى

2- كنيسة القسطنطينية: لانها تمثل روما الجديدة كعاصمة الامبراطورية الشرقية مثل ما روما عاصمة الامبراطورية الغربية.

3- كنيسة الاسكندرية

4- كنيسة أنطاكية

فهنا دخلت السياسة فبدأت المدينة العظمى فى السياسة تكون فى الترتيب الاول. طبعا الذى حدث فى هذا الزمان ان بطاركة الاسكندرية لم يكن يهمهم هذا الترتيب لانهم كانوا أبطال المجامع المسكونية, فالمسئلة ليست مسئلة ترتيب سياسى بل جدارة الشخص. فأثناسيوس الرسول وهو شماس فى مجمع نيقية كان يقود المجمع لاهوتيا, الكفائة و الامكانية شىء و الرتب و المراكز شىء أخر. فى مجمع أفسس كان الذى يدير المجمع كله القديس كيرلس الكبير بابا الاسكندرية ستقول مركز روما و مركز القسطنطينية تلك توضع على جانب, بل أن المدينة الثانية التى تم أعتبارها كنيسة القسطنطينية كانت أكثر الكنائس عرضة لحرمان بطاركتها ففى مجمع القسطنطينية الذى قرر ان القسطنطينية تعتبر الثانية فيه حرم مقدونيوس بطريرك القسطنطينية لهرطقته فى أنكار لاهوت الروح القدس, وفى مجمع أفسس حرم نسطور بطريرك القسطنطينية و ظل أباء الاسكندرية يتابعون كرسى القسطنطينية و من الاشياء العجيبة فى هذا الامر يسبقه شىء يضع موضع للتسأول: أول مجمع مسكونى فى العالم “مجمع نيقية” عقد فى نيقية و هى أقرب البلاد للقسطنطينية, حيث لم تكن القسطنطينية قد بنيت لكن اقرب لمركز الامبراطور فى ذلك الوقت.

أن الكنيسة الاولى فى العالم كانت أورشليم ثم بعد ذلك تأسست كنيسة أنطاكية. الكرسى الانطاكى من أشهروأقوى كراسى العالم. أنطاكية مدينة لها شهرتها تقع على البحر المتوسط فى الشمال على حدود أسيا الصغرى و اقرب المدن الكبرى الى قبرص فكانت معبرا الى بلاد الغرب. الكتاب المقدس يقول ان التلاميذ عرفوا بأسم مسيحيين فى أنطاكية أولا بحسب أعمال 11. أنطاكية أول من بشرها هم يهود الذيت تشتتوا من أورشليم ثم بعد ذلك بشرها برنابا الرسول الذى كان من السبعين رسولا و بعد ذلك برنابا أخذ معه شاول الطرسوسى وهما الاثنين خدما كنيسة أنطاكية و فى ذلك الوقت بطرس الرسول كان مشغولا فى أورشليم و بعد ذلك قبض عليه هيرودس و سجنه ثم ارسلوا لها من المجمع برسابا و سيلا بحسب “حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم، فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا: يهوذا الملقب برسابا، وسيلا، رجلين متقدمين في الإخوة” أعمال 15: 22 قبل ان يذهب بطرس الى هناك, حينما ذهب بطرس اليها كانت الكنيسة تأسست هناك. قد تأسست بعد ذلك كنيسة روما و كنيسة الاسكندرية و بالطبع هناك كنائس أخرى كانت قد تأسست و لكن لم يكن لها تلك الشهرة الكبيرة فمثلا فى رحلات بولس الرسول أسس كنيسة قبرص و بشر فى سلاميس فكنيسة قد تأسست لكن لم يكن لها القوة للمدن العظمى أمثال أورشليم و روما و الاسكندرية و أنطاكية. كذلك مدينة أثينا بشر بها بولس الرسول عدد قليل الذى أمن هناك بل بعد ما بشر بها بولس قالوا ” ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟” أعمال 17: 18 و خرج بقليل من الانفس منهم ” لكن أناسا التصقوا به وآمنوا، منهم ديونيسيوس الأريوباغي” أعمال 17: 34 و كان ديونيسيوس الأريوباغي أول المؤمنين فى أثينا و صار فيما بعد أول أسقف لاثينا لكن لم يكن لتلك المدن قوة المدن الكبرى الاخرى.

من ناحية التاريخ أول كنيسة تأسست من المدن الكبرى هى كنيسة أورشليم و ثانى كنيسة هى أنطاكية و ثالث كنيسة تأسست هى الاسكندرية و رابع كنيسة تأسست هى روما.

القسم الثالثة كنيسة روما:

روما تريد ان تنتسب الى بطرس و بينما بطرس لم يؤسس كنيسة روما. أتذكر حينما زرت روما و زرت الفاتيكان و دخلنا الكاتدرائية الكبرى للفاتيكان قلت لهم ان الذى أسس طنيسة روما بولس و ليس بطرس فقالوا لى “ان بولس و بطرس مع بعض!!” فلا ينكرون ان بولس دخل فى تأسيس روما, ما سأقوله الان ممكن ان تجدوه فى كتاب “مارمرقس الرسول” بين صفحة 30 الى 35:

* أول شىء ان بولس الرسول كان رسولا للامم بينما بطرس كان رسولا للختان اى لليهود و هذا ما ورد فى ” إذ رأوا أني اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان. فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل في أيضا للأمم” غلاطية 2: 7-8 فأصبح بطرس مسئول عن اليهود و بولس مسئول عن الامم و روما من الامم فهذه نقطة واضحة لا تحتاج لكلام.

* نجد أيضا ان السيد المسيح أرسله هذه الارسالية عينها بحسب ” فقال لي: اذهب، فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدا” أعمال 22: 21 و فى ” وفي الليلة التالية وقف به الرب وقال: ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا” أعمال 23: 11 و ليس هناك كلام عن بطرس الرسول ان المسيح كلفه او انه قال له اذهب الى روما. البعض يقول ان بطرس مسئول عن الامم لانه هو من عمد كرنيليوس فنقول ان تعميد كرنيليوس فى أعمال 10 و قبل ذلك فى أعمال 8 فيلبس عمد الخصى الحبشى و الخصى الحبشى من الامم قبل كرنيليوس كل هذه أحداث فردية لكن لا تمثل مبدأ عاما فى المسئولية لان المسيح عندما يقول له ” اذهب، فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدا” فيكون هو المسئول عن الامم و يقول له ” كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا” يكون كلمه عن هذا الامر أيضا.

* بولس الرسول واضح فى سفر أعمال الرسل انه بشر فى رومية بحسب ” وأقام بولس سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه. كارزا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة، بلا مانع ” أعمال 28: 30-31 هذا حدث فى رومية فهو بشر هناك سنتين, هل يمكن ان يكون بشر بعد بطرس هناك؟؟ لا لانه يقول فى رسالته الى رومية فهو يؤكد على مبدأ هاما من مبادئه ” ولكن كنت محترصا أن أبشر هكذا: ليس حيث سمي المسيح، لئلا أبني على أساس لآخر” رومية 15: 20 اذا لما بشر بولس فى رومية و أقام سنتين لم يكن يبنى على أساس وضعه أخر. العجيب ان هذا المبدأ لم يذكره الا فى رسالته الى رومية,فكيف يكون خالفه فى تلك المدينة!!!!

* هو الذى أرسل رسالة الى رومية و فى هذه الرسالة الى رومية وعدهم انه سيأتى ليبشرهم فلو كان بطرس راح و بشرهم فكيف يرسل لهم!! “متضرعا دائما في صلواتي عسى الآن أن يتيسر لي مرة بمشيئة الله أن آتي إليكم. لأني مشتاق أن أراكم، لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم” رومية 1: 10-11 . عندما أرسل رسالته الى رومية أرسل سلامات لناس كثيرين مما يدل ان له تلاميذ و تلميذات كثيرين موجودة فى رومية 16 و لم يذكر سلاما واحدا لبطرس مما يدل ان بطرس لم يكن فى رومية, فمن غير المعقول ان يسلم على فيبى و أكيلا وبريسكيلا و كل الموجودين فى رومية 16 ولا يسلم على بطرس. فبطرس لم يكن له وجود هناك نهائيا و لم ترد أية واحدة فى الكتاب المقدس تدل على ان بطرس ذهب الى رومية. التقليد يقول انه ذهب الى هناك فى أخر حياته و أستشهد و يقول أوريجانوس فى كتبه انه ذهب يطارد سمعان الساحرو يقاوم تعليمه و البعض يقول كيف سفر الاعمال يقال فيه ان بولس حلق شعر رأسه فى كنخريا, فهل حلق شعر بولس يأخذ أيه و ذهاب بطرس لرومية التى هى أعظم مدينة فى العالم فى ذلك الحين و التى ستنادى أنها رئيسة كنائس العالم!!!! فبطرس لم يذهب الى رومية الا قبل أستشهاده حيث قبض عليه فى عهد نيرون و أرسل الى رومية او انه ذهب فى أواخر ايامه ليقاوم سمعان الساحر. كما قلنا ان الرسل كانوا أساقفة مسكونين و لم يكونوا أساقفة مكانيين, الكاثوليك يقولون ان بطرس الرسول كان مسكونى للعالم كله و مكانى بالنسبة لروما!!!! و يقولون ان بطرس قضى 25 سنة فى رومية!! حسب هذا ما نتيجة كرازة بطرس بعد 25 سنة ” وبعد ثلاثة أيام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود. فلما اجتمعوا قال لهم: أيها الرجال الإخوة، مع أني لم أفعل شيئا ضد الشعب أو عوائد الآباء، أسلمت مقيدا من أورشليم إلى أيدي الرومانيين. الذين لما فحصوا كانوا يريدون أن يطلقوني، لأنه لم تكن في علة واحدة للموت. ولكن لما قاوم اليهود، اضطررت أن أرفع دعواي إلى قيصر، ليس كأن لي شيئا لأشتكي به على أمتي . فلهذا السبب طلبتكم لأراكم وأكلمكم، لأني من أجل رجاء إسرائيل موثق بهذه السلسلة. فقالوا له: نحن لم نقبل كتابات فيك من اليهودية، ولا أحد من الإخوة جاء فأخبرنا أو تكلم عنك بشيء ردي. ولكننا نستحسن أن نسمع منك ماذا ترى، لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم في كل مكان.” أعمال 28: 17-22 أولا لو بطرس كان هناك كان بدأ على الاقل باليهود هناك و لم يكن بولس يحتاج ان يشرح لهم الايمان لانهم كانوا بلا اى فكره تخص الايمان فلو كان بطرس بشرهم لمدة 25 سنة و تلك هى النتيجة!!!! تكون كرازة فاشلة و هذا غير معقول ان معلمنا القديس بطرس الذى بعظة واحدة أتى بثلاث الاف نفس ان تكون تلك نتيجة كرازته فى 25 سنة؟؟؟ ثم يقول “فعينوا له يوما، فجاء إليه كثيرون إلى المنزل، فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله، ومقنعا إياهم من ناموس موسى والأنبياء بأمر يسوع، من الصباح إلى المساء.فاقتنع بعضهم بما قيل، وبعضهم لم يؤمنوا. فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض، لما قال بولس كلمة واحدة: إنه حسنا كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي. قائلا: اذهب إلى هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا تبصرون لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وبآذانهم سمعوا ثقيلا، وأعينهم أغمضوها. لئلا يبصروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا، فأشفيهم” أعمال 28: 23-27 فتلك كانت أول مقابلة لبولس معهم فاذا كان بطرس بشرهم 25 سنة سيكونون لا يعرفون شيئا!!!