القديس مرقس الإنجيلي

بابا الأسكندرية رقم 1

البيانات التفاصيل
الإسم القديس مرقس الإنجيلي
أسماء/ألقاب أخرى كاروز الديار المصرية
الوظيفة بابا الأسكندرية رقم 1
التصنيفات الآباء البطاركة, الآباء الرسل, الإكليروس, الشهداء, الشهداء من الإكليروس, القديسين, بطاركة الكرسي السكندري, شخصيات العهد الجديد, شخصيات الكتاب المقدس
الزمن القرن الأول الميلادي
شخصية بحرف م

سيرة القديس مرقس الإنجيلي

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

مرقس الرسول

✥ نشأته:

هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرًا في سفر الأعمال والرسائل. حمل اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة".

✞ وُلد القديس مرقس في القيروان Cyrene إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم.

✞ تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها.

إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم. نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.

✞ علاقته بالسيد المسيح:

تمتع مع والدته مريم بالسيد المسيح، فقد كانت من النساء اللواتي خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح. كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها. ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته (كو 4: 10)، أو ابن عمه، وأيضًا بتوما.

✞ فتحت أمه بيتها ليأكل الفصح مع تلاميذه في العلية، فصار من البيوت الشهيرة في تاريخ المسيحية المبكر. وهناك غسل رب المجد أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ الأفخارستيا، فصارت أول كنيسة مسيحية في العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها وممارسته سرّ الأفخارستيا. وفي نفس العُلية كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 1 - 4)، وفيها كانوا يجتمعون. وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل (أع 12: 12).

✞ أما هو فرأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولاً، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله".

كان القديس مرقس أحد السبعين رسولاً الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفإنيوس.

✞ ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملاً الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد (مر 14: 13 - 14؛ لو 22: 11). وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر 14: 51 - 52). هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه.

✞ كرازته:

بدأ الرسول خدمته مع معلمنا بطرس الرسول في أورشليم واليهودية.

* يسجل لنا سفر أعمال الرسل أنه انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى. لكنه على ما يظن أُصيب بمرض في برجة بمفيلية فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة. عاد بعدها وتعاون مع بولس في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما.

* إذ بدأ الرسول بولس رحلته التبشيرية الثانية أصر برنابا الرسول أن يأخذ مرقس، أما بولس الرسول فرفض، حتى فارق أحدهما الآخر، فانطلق بولس ومعه سيلا، أما برنابا فأخذ مرقس وكرزا في قبرص (أع 13: 4 - 5)، وقد ذهب إلى قبرص مرة ثانية بعد مجمع أورشليم (أع 15: 39).

* اختفت شخصية القديس مرقس في سفر الاعمال إذ سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولاً إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61م من بابها الشرقي.

✞ دخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60م من الجهة الغربية قادمًا من الخمس مدن. ويروي لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحي كأول مصري بالإسكندرية يقبل المسيحية... فقد تهرأ حذاء مار مرقص من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافي أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز في يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته... وإذ انتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.

✞ هاج الشعب الوثني فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر في أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذي بدأه.

✞ عاد إلى الإسكندرية عام 65م ليجد الإيمان المسيحي قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك في منطقة بوكاليا.

✞ وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد الفصح - واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثني سيرابيس - أن هجم الوثنيون على الكنيسة التي كان المؤمنون قد أنشأوها عند البحر، في المكان المعروف باسم بوكاليا أي دار البقر. ألقوا القبض على مار مرقس وبدأوا يسحلونه في طرقات المدينة وهم يصيحون: "جرُّوا التنين في دار البقر". ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه، وفي المساء وضعوه في سجن مظلم، وفي منتصف تلك الليل ظهر له السيد المسيح وقواه ووعده بإكليل الجهاد. وفي اليوم التالي أعاد الوثنيون الكرَّة حتى فاضت روحه وأسلمها بيد الرب، في آخر شهر برمودة سنة 68م. وإمعانًا في التنكيل بجسد القديس أضرم الوثنيون نارًا عظيمة ووضعوه عليها بقصد حرقه، لكن أمطارًا غزيرة هطلت فأطفأت النار، ثم أخذ المؤمنون الجسد بإكرام جزيل وكفَّنوه.

✞ وقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827م وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما الرأس فما تزال بالإسكندرية وبُنِيت عليها الكنيسة المرقسية.

* تعتقد لبنان أن القديس كرز بها، هذا وقد كرز أيضًا بكولوسي (كو 4: 10)، وقد اتخذته البندقية شفيعًا لها، وأكويلاً من أعمال البندقية.

* نختم حديثنا عن كرازته بكلمات الرسول بولس في الرسالة إلى فليمون يذكره الرسول بولس في مقدمة العاملين معه (فل 4: 2)، وفي الرسالة إلى كولوسي يذكره بين القلائل العاملين معه بملكوت الله بينما كان هو أسيرًا مدة أسره الأول في روما. وفي أسره الثاني - بينما كان يستعد لخلع مسكنه - كتب إلى تيموثاوس يطلب إليه إرسال مرقس لأنه نافع له للخدمة (2تي 4: 11).

✞ إنجيله:

القديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات.

✞ إنشاء المدرسة اللاهوتية:

للقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرَّجتهم.

✞ القديس مار مرقس والأسد:

يُرمز للقديس مار مرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية وهم يستشفعون به جعلوا الأسد رمزًا لهم، وأقاموا أسدًا مجنحًا في ساحة مار مرقس بمدينتهم. ويعلل البعض هذا الرمز بالآتي:

أولاً: قيل أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح.

ثانيًا: بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "صوت صارخ في البرية"... وكأنه صوت أسد يدوي في البرية كملك الحيوانات يهيء الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يرمز له بالأسد، إذ قيل عن السيد أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5).

ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس أن مار مرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1: 1)، لذلك بحق يرمز له بالأسد.

القمص تادرس يعقوب ملطي: الإنجيل بحسب مرقس.

الكنيسة في عصر الرسل، صفحة 341.

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

إنجيل مرقس

وإنجيل مرقس هو الثاني في ترتيب الإناجيل الأربعة مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كتب بعد إنجيل متى. وهو أقصر الأناجيل الأربعة والمادة التي يقدمها مرقس في أنجيله يقدمها في تفصيل كثير. فتقدم قصة حياة المسيح وأعماله وصلبه وقيامته بسرعة وفي تصوير رائع وفي مناظر تصويرية قوية متعاقبة الواحد تلو الآخر. وتسير هذه المناظر في ترتيب تاريخي متسلسل. ويوجه مرقس عناية خاصة إلى ما عمله المسيح أكثر مما يوجهه إلى تعاليم المسيح فيذكر لنا أربعة فقط من أمثال المسيح مع أنه يذكر لنا 18 من معجزات المسيح ويسجل لنا خطابا واحدا طويلا من خطابات المسيح ومواعظه (مر13). ويقدم لنا المسيح ابن الله القدير (مر1: 11، 5: 7، 9: 7، 14: 61 وكذلك مر8: 38، 12: 1 - 11، 13: 32، 14: 36)، والمخلص الظافر المنتصر. ويسرد مرقس الحوادث تحت عناوين: مناداة المسيح وخدمته في الجليل (مر1: 14 - 9: 50) والأسبوع الأخير في أورشليم (مر11: 1 - 16: 8). ويصل بين هذين الموضوعين الرئيسيين بذكر الحوادث التي تمت في المدة المتوسطة بين هذين الزمنين (مر10: 1 - 52) وتسري فكرة الألم والصليب خلال الإنجيل كله فيذكرها البشير ويعيدها على الأذهان مرة بعد الأخرى وقد استوعب ذكر آلام المسيح ثلث الإنجيل تقريبا ويظهر ظل الصليب في الصفحات الأولى من البشارة (مر2: 20، 3: 6). فإن طريق التتلمذ للمسيح هي طريق حمل الصليب (مر8: 34 وما يليه). وتتضمن معمودية الألم وتجرع الكأس (مر10: 38 وما يليه). ولا توجد كلمات تصدق على مادة الإنجيل وروحه أكثر من كلمات المسيح الواردة في مر10: 45 وفي كلمات قائد المئة في مر15: 39.

محتويات إنجيل مرقس:

يمكن أن تقسم محتويات هذه البشارة إلى:

1 - بدء الإنجيل 1: 1 - 13.

(ا) مناداة يوحنا المعمدان 1: 2 - 8.

(ب) معمودية يسوع وتجربته 1: 9 - 13.

2 - خدمة المسيح في الجليل ومناداته هناك وقيام السلطات الدينية عليه 1: 14 - 8: 26.

(ا) في الأماكن الواقعة حول بحر الجليل 1: 14 - 5: 43.

(ب) في الأماكن البعيدة عن بحر الجليل 6: 1 - 8: 26.

3 - المسيا والآلام العتيدة 8: 27 - 10: 45.

(ا) أقرار بطرس 8: 27 - 33.

(ب) التنبؤ بالآلام 8: 31 و32، 9: 3 - 32، 10: 32 - 34.

(ج) التعليم عن التلمذة الحقيقية للمسيح 8: 34 - 38، 9: 23 - 37، 10: 13 و35 - 45.

(د) التجلي 9: 2 - 13.

4 - سرد حوادث الآلام 10: 46 - 15: 47.

(ا) في الطريق إلى أورشليم 10: 46 - 52.

(ب) الدخول إلى أورشليم 11: 1 - 11.

(ج) خدمة المسيح ومناداته في أورشليم 11: 12 - 13: 2.

(د) خطاب نبوي عن خراب أورشليم والمجيء الثاني 13: 3 - 37.

(ه) موت المسيح 14: 1 - 15: 47.

5 - قيامة المسيح والقبر الفارغ 16: 1 - 8.

6 - خاتمة عن ظهور المسيح بعد قيامته 16: 9 - 20.

المصدر الذي اشتقت منه مادة هذا الإنجيل:

كان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كتب في روما ووجه إلى المسيحيين الرومانيين. وكتب بابيوس مستندا إلى ما استقاه من يوحنا الشيخ لهذه العبارة التي اقتبسها يوسيبيوس في تاريخه الكنسي: (هذا أيضا ما قاله الشيخ، أن مرقس وقد كان مفسرا لبطرس ومترجما لآرائه، سجل جميع الأشياء التي تذكرها من أقوال المسيح وأعماله وذلك لأنه لم يسمع الرب ولا كان من أتباعه ولكنه اتبع بطرس فيما بعد كما ذكرا آنفا). وهذا الدليل الذي يأتينا من نهاية القرن الأول أو فاتحة القرن الثاني يربط بين كاتب هذا الإنجيل وبطرس. ثم أننا نجد ذكرا لمرقس في رسالة بطرس الأولى إذ يقول: (تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي) (1 بط 5: 13). وبابل هنا اسم رمزي لروما وهذا القول لا يربط بين بطرس ومرقس فحسب بل يشير إلى إنهما يخدمان معا، وفي الغالب إنهما كانا يخدمان في روما.

ومن المحقق أن مرقس انتهز الفرص الكثيرة التي أتيحت له ليتعرف على أقوال المسيح وأعماله من كثير من الذين سمعوا هذه الأقوال وكانوا شهود عيان لهذه الأعمال إلى جانب بطرس وكذلك عرف الكثير منها عن طريق أفراد الكنيسة الأولى وقريبه برنابا والرسول بولس والتلاميذ الذين ترددوا على منزل أمه مريم (أع12: 12 و17).

ومن الواضح أن مرقس كتب بشارته للأمم ويظهر هذا من شرحه وتفسيره بعض العبارات الواردة عن أماكن في فلسطين وبعض العادات اليهودية وبعض التعبيرات غير المألوفة لدى الأمم (مر3: 17، 5: 41، 7: 3 و4 و11 و34، 12: 42، 14: 12، 15: 22 و42 وغيرها).

ثم أن استخدام البشير لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرجح الرأي القائل بأن البشارة كتبت في روما.

تاريخ كتابة الإنجيل:

وقد ذكر إيرينيوس أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلا: (بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما (أو خروجهما) سلم لنا مرقس كت

عظات وكتب عنه

البابا إنيانوس - بابا الأسكندرية رقم 2

بطاركة الكرازة المرقسية
بطاركة الكرازة المرقسية