اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ – سفر مراثي إرميا – مارمرقس مصر الجديدة

تفسير سفر مراثي إرميا – المقدمة

أولا: كاتبه.

ثانيًا: لمن كتبت.

ثالثًا: زمن كتابتها.

رابعًا: مكان كتابتها.

خامسًا: أغراضها.

سادسًا: أقسامه.

أولا: كاتبه:

إرميا النبي (انظر مقدمة سفر إرميا).

ثانيًا: لمن كتبت:

لليهود سواء في أورشليم واليهودية أو المسبيين.

ثالثًا: زمن كتابتها:

بعد سبى أورشليم مباشرة أي عام 587 ق. م.

رابعًا: مكان كتابتها:

أورشليم.

خامسًا: أغراضها:

تظهر فيها أبوة إرميا الخادم الذي يشعر بشعبه وبآلامهم.

عدل الله الذي لابد أن يأخذ مجراه كعقاب للخطية كما أنذر على فم أنبيائه.

دعوة للتوبة والرجوع إلى الله بسبب الضيق الحادث وتأديب الله.

رجاء في رحمة الله ليرفع غضبه عن شعبه التائب.

سادسًا: أقسامه:

كتب بالشعر في خمسة قصائد مرتبة كل منها على الحروف الأبجدية العبرية وعددها 22 ما عدا الأصحاح الثالث الذي يتكون من 66 آية تبدأ كل ثلاثة آيات منها بأحد حروف الأبجدية العبرية الـ22.

ويمكن تقسيم السفر إلى خمسة أقسام هي:

مرا 1 أورشليم الأرملة الباكية.

مرا 2 غضب الله على أورشليم.

مرا 3 بكاء النبي على تأديب الله لشعبه.

مرا 4 تأديب أورشليم مؤقت ثم يؤدب الشامتين بها.

مرا 5 طلب مراحم الله.

اَلأَصْحَاحُ الأول

أورشليم المحتقرة.

1 كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ. السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ! 2 تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً، وَدُمُوعُهَا علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ مِنْ كُلِّ مُحِبِّيهَا. كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً. 3 قَد سُبِيَتْ يَهُوذَا مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ. هِيَ تَسْكُنُ بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ تَجِدُ رَاحَةً. قَدْ أَدْرَكَهَا كُلُّ طَارِدِيهَا بَيْنَ الضِّيقَاتِ. 4 طُرُقُ صِهْيَوْنَ نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَى الْعِيدِ. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ. عَذَارَاهَا مُذَلَّلَةٌ وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ.

العدد 1

ع1:

الجزية: ضرائب يدفعها الشعب المحتل لمن يستعبده.

يتعجب النبى للدمار الذي حل بأورشليم ويشبهها بسيدة عظيمة صارت أرملة حزينة مرذولة من الآخرين، فبعدما كانت أورشليم مدينة عظيمة ملآنة بالسكان صارت الآن خربة، واليهود الضعفاء الذين فيها مستعبدين لبابل ويدفعون الجزية.

† عندما يترك الإنسان الله يذله الشيطان فيعتزل عن كل المؤمنين ويشعر بالوحدة ويسخر قوته للشر. تأمل نتائج الخطية لتبتعد عنها ولا تغريك مباهجها فأنها خادعة مؤقتة تخفى وراءها الذل والعذاب.

العدد 2

ع2:

يصور عزلة أورشليم بأرملة تبكى وحدها في الليل حينما ينام كل من تحالف معها، فالكل تخلوا عنها وهي تجلس في حزن تبكى الدمار الذي حل بها. ويرمز هذا للنفس البشرية التي تجلس في ظلمة الخطية تعانى من نتائجها وتحزن على كل ما حل بها بعدما تخلى عنها كل من شجعوها على الشر.

العدد 3

ع3:

يشرح حالة أورشليم المسبية بيد بابل بما يلى:

أصبحت مُستعبدة لبابل وذليلة.

فقدان السلام والراحة بينما الأمم المحيطة بها تفرح وتتمتع.

لم تستطع الهرب والخلاص من الحصار البابلي بل استطاعت جيوش بابل أن تدخل المدينة وتدمرها وتحرقها فصار الشعب في ضيق عظيم.

العدد 4

ع4:

صهيون: المقصود أورشليم فهي الاسم القديم لها.

يستكمل شرح حالة أورشليم الذليلة بما يلي:

حِرمان أورشليم من إقامة أعياد الرب لأنها قد تدمرت ولا يأتي اليهود من كل البلاد إلى أورشليم للتعييد.

تحطيم وحرق أبواب أورشليم أي فقدت حصانتها وحمايتها.

الكهنة الذين يقودون العبادة في هيكل أورشليم في حزن شديد لأن الهيكل قد احترق ولا يستطيعون تقديم الذبائح والخدمة لله.

حزن فتاياتها ويقصد مرارة كل النفوس التي بها إذ يبكون على خراب مدينتهم العظيمة.

5 صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ. 6 وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِنْتِ صِهْيَوْنَ كُلُّ بَهَائِهَا. صَارَتْ رُؤَسَاؤُهَا كَأَيَائِلَ لاَ تَجِدُ مَرْعًى، فَيَسِيرُونَ بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ. 7 قَدْ ذَكَرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا وَتَطَوُّحِهَا كُلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بِيَدِ الْعَدُوِّ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. رَأَتْهَا الأَعْدَاءُ. ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا. 8 قَدْ أَخْطَأَتْ أُورُشَلِيمُ خَطِيَّةً، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ. 9 نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ. «انْظُرْ يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ».

العدد 5

ع5:

تعاظم أعداء أورشليم وتسلطوا عليها كرؤساء، أما هي فصارت في ذل لأن الرب هو الذي سمح بهذا تِأديبًا لها على خطاياها سواء بسبب عبادة الأوثان أو الشهوات الشريرة وقد قبض العدو على أفضل أبنائها وذهبوا بهم إلى بابل كعبيد.

† الخطية تفقد الإنسان قوته. فتذكر يا أخى أنك صورة لله وهيكل لروحه القدوس فتحيا له ولا تدنس نفسك بالخطية فتحتفظ بقوتك وتفرح مع الله.

العدد 6

ع6:

أيائل: نوع من الغزلان سريع الحركة.

بسبب شرور أورشليم فقدت كل عظمتها وجمالها ورؤسائها الذين يقودونها ويدبرون أمورها إذ صاروا في خوف عظيم أمام العدو فهربوا بسرعة كما تجرى الأيائل بعيدًا بحثًا عن الطعام إذ لا تجد لها مرعى تأكل فيه، لأن أورشليم أصبحت في جوع وكاد الذين فيها يموتون فعمل الملك والرؤساء ثغرة في سور المدينة وهربوا منها ولكن أمسكتهم جيوش العدو وقتلتهم وأذلت الباقين منهم الذين صاروا في ضعف شديد وأخذتهم بابل مسبيين إليها، فجيوش بابل طاردت كل من حاول الهرب وقبضت عليه.

العدد 7

ع7:

أثناء تخريب أورشليم تذكرت شهواتها العالمية وشرورها التي انغمست فيها، ورأت أنها فقدت كل لذاتها ويصور أورشليم بامرأة تتطوح من الضعف والخوف أمام العدو ومن ذلها استهزأ بها الأعداء البابليون وأفسدوها ودمروها.

العدد 8

ع8:

رجسة: قذرة ومحتقرة.

عورتها: يشبه أورشليم بامرأة صارت في خزى بعد أن تعرت من ثيابها أي صارت خربة ليس فيها أي مجد.

يوضح أن الذل والاحتقار الذي حل بأورشليم هو بسبب خطيتها. وكل جيران أورشليم الذين كانوا يعظمونها احتقروها وهي في خزى فلم يعد فيها الهيكل ولا قصور بل جثث المقتولين النتنة وباقى أبنائها هربوا منها أو أخذهم العدو إلى السبي.

العدد 9

ع9:

يشبه أورشليم بامرأة زانية أذيال ثوبها تُظهر نجاستها وسقوطها في الشر، أي أن سبب دمار أورشليم هو سقوطها في الشهوات النجسة. وللأسف عندما انغمست أورشليم في النجاسة نسيت أنها بنت الله ولم تستعد لحياتها الأبدية. لذا عندما أتى عليها غضب الله لم تجد من يعزيها في حزنها لأن الله هو الذي يعزى ويسند أولاده، فإن تركوه لن يجدوا من يعزيهم ويفرحهم بل يصيروا في حزن شديد.

ولكن يرجع النبى إلى الله نائبًا عن أورشليم ويطلب مراحمه وأن يرفع عنه العدو البابلي الذي تكبر وأذل شعب الله.

[3] تدنيس الهيكل (ع 10، 11).

10 بَسَطَ الْعَدُوُّ يَدَهُ عَلَى كُلِّ مُشْتَهَيَاتِهَا، فَإِنَّهَا رَأَتِ الأُمَمَ دَخَلُوا مَقْدِسَهَا، الَّذِينَ أَمَرْتَ أَنْ لاَ يَدْخُلُوا فِي جَمَاعَتِكَ. 11 كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا. دَفَعُوا مُشْتَهَيَاتِهِمْ لِلأَكْلِ لأَجْلِ رَدِّ النَّفْسِ. «انْظُرْ يَا رَبُّ وَتَطَلَّعْ لأَنِّي قَدْ صِرْتُ مُحْتَقَرَةً».

العدد 10

ع10:

مقدسها: هيكل الرب.

كان حزن أورشليم شديدًا بسبب سيطرة العدو على كل المدينة ولكن أهم ما فيها هو هيكل الرب الذي لا يصح دخول أي إنسان وثني إليه، أما الآن فقد دخله البابليون ودنسوه وأحرقوه بعدما سرقوا ما فيه من مقتنيات غالية.

العدد 11

ع11:

عندما حاصرت بابل أورشليم نفذ الطعام داخلها واشتد الجوع بالشعب وحاولوا شراء الخبز بتقديم أغلى ما عندهم لعلهم يحيون، ثم تتنهد في حزن أورشليم وتطلب معونة الله لأجل الذل الذي صارت فيه.

† إن إبليس يحاول أن يحرمك من خبز الحياة أي المسيح إلهنا ويحاصرك بالخطية لتبتعد عن الله. فلا تستسلم له بل تمسك بإلهك واثبت في كنيسته متغذيًا بأسراره المقدسة وكلامه المشبع.

12 «أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي، الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ؟ 13 مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا. بَسَطَ شَبَكَةً لِرِجْلَيَّ. رَدَّنِي إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَنِي خَرِبَةً. الْيَوْمَ كُلَّهُ مَغْمُومَةً. 14 شَدَّ نِيرَ ذُنُوبِي بِيَدِهِ، ضُفِرَتْ، صَعِدَتْ عَلَى عُنُقِي. نَزَعَ قُوَّتِي. دَفَعَنِي السَّيِّدُ إِلَى أَيْدٍ لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ مِنْهَا. 15 رَذَلَ السَّيِّدُ كُلَّ مُقْتَدِرِيَّ فِي وَسَطِي. دَعَا عَلَيَّ جَمَاعَةً لِحَطْمِ شُبَّانِي. دَاسَ السَّيِّدُ الْعَذْرَاءَ بِنْتَ يَهُوذَا مِعْصَرَةً. 16 عَلَى هذِهِ أَنَا بَاكِيَةٌ. عَيْنِي، عَيْنِي تَسْكُبُ مِيَاهًا لأَنَّهُ قَدِ ابْتَعَدَ عَنِّي الْمُعَزِّي، رَادُّ نَفْسِي. صَارَ بَنِيَّ هَالِكِينَ لأَنَّهُ قَدْ تَجَبَّرَ الْعَدُوُّ».

العدد 12

ع12:

يشبه أورشليم بامرأة تتطلع إلى العابرين في الطرق المؤدية إليها وهي خربة وحزينة على دمارها فتنادى العابرين لينظروا مدى حزنها لأن الله سمح بذلها في يوم هجوم بابل عليها.

العدد 13

ع13:

تتابع أورشليم كلامها للعابرين فتقول لهم إن الله أرسل نارًا فحرقت عظامها. فهي تشبه بامرأة قد تحطمت إذ أحرق البابليون هيكل الله وقصور أورشليم ويشبه سقوطها بيد بابل بأن بابل قد بسطت شبكة فسقطت فيها أورشليم كفريسة واستولت عليها وهرب من أورشليم من استطاع، ومن بقى فيها صار في ذل وحزن دائم.

العدد 14

ع14:

نير: خشبة توضع على عنق حيوانين لجر الآلات الزراعية وتربط برقبة الحيوان عن طريق حبل مضفور أي قوى.

تشبه أورشليم نفسها أيضًا بحيوان قد وضع على رقبته النير ثم أتى الله بحبل مضفور وربط به عنقها في النير ويقصد أنها قد أصبحت مستعبدة لبابل في ضعف وذل وفقدت قوتها إذ سقطت في أيدي قوية هي أيدى بابل.

العدد 15

ع15:

تُعلن أورشليم أن الله هو الذي يسمح بهذه التأديبات فهو الذي سمح أن يحتقر كل أبنائها الأقوياء القادرين على الحرب فصاروا ضعفاء وحطم شبانها أي قوتها لأن الشباب يتميز بالقوة وتشبه أورشليم نفسها بعذراء قد وضعت في معصرة فسال دمها وضاعت كل قوتها.

العدد 16

ع16:

المعزى راد نفسي: المقصود الله القادر أن يعزينى ويرد نفسي إلىّ فأحيا، فالذى أكثر من حزن أورشليم هو معرفتها أن التأديب من الله الذي كان يعزيها ويحييها وسط الضيقات، أما الآن فهو الذي سمح للضيقات بتأديبها ولن يعزيها لشرها. وكلما نظرت أورشليم لبنيها المقتولين وجثثهم ملقاة في الشوارع وقسوة العدو البابلي سالت دموعها.

† اقبل تأديب الله وأسرع للتوبة فهو رحيم ومستعد أن يرفع غضبه إن رجعت إليه. لا تيأس إن زادت الضيقات فهو قادر على رفعها عنك مهما كانت الظروف صعبة.

17 بَسَطَتْ صِهْيَوْنُ يَدَيْهَا. لاَ مُعَزِّيَ لَهَا. أَمَرَ الرَّبُّ عَلَى يَعْقُوبَ أَنْ يَكُونَ مُضَايِقُوهُ حَوَالَيْهِ. صَارَتْ أُورُشَلِيمُ نَجِسَةً بَيْنَهُمْ. 18 «بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ أَمْرَهُ. اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ وَانْظُرُوا إِلَى حُزْنِي. عَذَارَايَ وَشُبَّانِي ذَهَبُوا إِلَى السَّبْيِ. 19 نَادَيْتُ مُحِبِّيَّ. هُمْ خَدَعُونِي. كَهَنَتِي وَشُيُوخِي فِي الْمَدِينَةِ مَاتُوا، إِذْ طَلَبُوا لِذَوَاتِهِمْ طَعَامًا لِيَرُدُّوا أَنْفُسَهُمْ.

العدد 17

ع17:

يشبه النبي إرميا أورشليم بامرأة ضعيفة تمد يديها طالبة المعونة أمام الهجوم البابلي لكن للأسف لم تجد من يعينها لأن الله أمر بتأديبها فتخلى عنها كل حلفائها سواء مصر أو كل البلاد المحيطة بها وهكذا ظل الحصار البابلي حول أورشليم ثم دخل الجيش البابلي ونجس الهيكل وخرب كل أورشليم.

العدد 18

ع18:

تعترف أورشليم بخطاياها وعصيانها إلى الله الذي سبب هذا الخراب وتنظر أورشليم بحزن وهي ترى شبانها وفتيانها يؤخذون عبيدًا إلى السبي وليس من ينجدها. فهي تنادى الأمم المحيطة بها ولا يتحرك أحد ليسندها وينقذها من يد بابل.

العدد 19

ع19:

تعلن أورشليم بأسف أن كل حلفائها الذين أحبوها ووعدوا بنجدتها قد تخلوا عنها بل أكثر من هذا أن الكهنة والشيوخ قد طلبوا إنقاذ أنفسهم وتركوا الشعب يهلك بيد بابل، وقد حاول الكهنة والرؤساء الهرب من أورشليم ولكن العدو قبض عليهم.

† لا تتكل على ذراع بشر لأن البشر غير مضمونين ووعودهم كاذبة لكن اتكل على الله فهو يخلصك مهما كان الخطر ووعوده صادقة إلى الأبد.

20 انْظُرْ يَا رَبُّ، فَإِنِّي فِي ضِيق! أَحْشَائِي غَلَتْ. ارْتَدَّ قَلْبِي فِي بَاطِنِي لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ مُتَمَرِّدَةً. فِي الْخَارِجِ يَثْكُلُ السَّيْفُ، وَفِي الْبَيْتِ مِثْلُ الْمَوْتِ. 21 سَمِعُوا أَنِّي تَنَهَّدْتُ. لاَ مُعَزِّيَ لِي. كُلُّ أَعْدَائِي سَمِعُوا بِبَلِيَّتِي. فَرِحُوا لأَنَّكَ فَعَلْتَ. تَأْتِي بِالْيَوْمِ الَّذِي نَادَيْتَ بِهِ فَيَصِيرُونَ مِثْلِي. 22 لِيَأْتِ كُلُّ شَرِّهِمْ أَمَامَكَ. وَافْعَلْ بِهِمْ كَمَا فَعَلْتَ بِي مِنْ أَجْلِ كُلِّ ذُنُوبِي، لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ».

العدد 20

ع20:

مثل الموت: الباقين في البيت في ذعر وخوف مثل الموتى.

يثكل: يقتل الشباب فتصير أمهاتهم بلا أولاد أي ثكلى.

تصرخ أورشليم وقلبها يغلى من التأثر على قتلاها والذل الذي صارت إليه وتشبه نفسها بامرأة قد تحرك قلبها بشدة واضطرب في داخلها من أجل شبابها الملقاة جثثهم في الشوارع فصارت أورشليم كأم ثكلى وأيضًا الباقين في بيوت أورشليم صاروا مثل الموتى من الخوف.

العدد 21

ع21:

تقول أورشليم أن الأمم المحيطة بها لما سمعوا ببليتها لم ينجدها أحد بل شمتوا بها وفرحوا بخرابها ولكنها تثق أن الله سيعاقب هؤلاء الأشرار الشامتين بها.

العدد 22

ع22:

تصرخ أورشليم إلى الله لينتقم من جيرانها الشامتين بها وكما أدبها بالتخريب يعاقبهم هم أيضًا. تقول أورشليم هذا من كثرة حزنها الذي جعلها في عدم وعى.

† اصرخ إلى الله في كل ضيقاتك وثق أنه يحبك فهو يؤدبك إلى حين لترجع إليه فتنال مراحمه.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي - سفر مراثي إرميا - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر مراثي إرميا الأصحاح 1
تفاسير سفر مراثي إرميا الأصحاح 1