اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ – سفر مراثي إرميا – القمص أنطونيوس فكري

مقدمة سفر مراثي إرميا

قال الجامعة "سليمان الحكيم" الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة لأن ذاك نهاية كل إنسان والحى يضعه فى قلبه. الحزن خير من الضحك لأنه بكآبة الوجه يُصلح القلب. قلب الحكماء فى بيت النوح وقلب الجُهال فى بيت الفرح (جا2: 7 - 4) وهذا الكلام هو عكس ما يؤمن به العالم، فرأى أهل العالم لنأكل ونشرب، لنفرح ونضحك لأننا غداً نموت. ولنقرأ ثانية ما قاله سليمان الحكيم ثم نأتى لقراءة هذا السفر فى حزن مقدس على خطايانا التى هى سبب ألام المسيح وألامنا وألام الكنيسة.

  1. يجب ان تكون لنا تراتيل فيها حزن مقدس على خطايانا، فيها نبكى على خطايانا وأثإرها فهذا يحرك مشاعرنا وقلوبنا فنصبح مستعدين لتلقى الحقائق الإلهية. فالتوبة تصهر القلب فيكون كالشمع مستعد لأن تطبع عليه الحقائق الإلهية كالختم. أما الإنسان اللاهى الضاحك، الإنسان غير النادم الذى لا يبكى على خطاياه يكون قلبه صلباً غير مستعد لهذا.
  2. فى ملخص سريع لأحداث سفر إرمياء. فقد أخطأت أورشليم خطايا بشعة كثيرة فأسلمها الله لجيش بابل بقيادة نبوخذ نصر الذى حاصرها ثم بعد أحداث أليمة من مجاعات وأوبئة سقطت فى يد ملك بابل فدمرها وأحرقها ونقض أسوارها ودمَّر هيكل الرب وبيت الملك وقتل من قتل وسبا من سبا ولم يترك سوى المساكين فى الأرض. فمن يقارن بين حال أورشليم قبل سقوطها أيام مجدها وبين حالها بعد خرابها لابد وسيرثيها كما فعل النبى، ورثاء النبى على ما حدث لأورشليم يثبت صدق نبواته، ويثبت صدق مشاعره نحو بلده وأهله وأنه كان غير راغب فى تحقيق نبواته بل يتمني توبة شعبه. وحين رأى بروح النبوة ما سيحدث قال "يا ليت عينى ينبوع ماء لأبكى". والآن بعد أن حدث ما تنبأ به ها هو يبكى بمشاعر صادقة وهذا يثبت كذب الإتهامات التى وجهوها لهُ بالخيانة وأنه فى صف ملك بابل. وهو لم يفرح بأن صدقت نبواته ولا بالإنتقام ممن إضطهدوه. بل أن قلبه المملوء حباً وحناناً بكى لألام من عذبوه فكان خيراً من يونان النبى الذى غضب حين سامح الله نينوى إذ قدَّموا توبة.
  3. إن بنية هذه القصيدة الرثائية جديرة بالملاحظة. فالإصحاحات 4، 2، 1 فى لغتها الأصلية وهى العبرية مرتبة ترتيباً أبجدياً. وكل إصحاح منها مؤلَّفْ من 22 آية شعرية، تبدأ كل منها بأحد أحرف الأبجدية العبرية على التوالى أما الإصحاح الثالث، حيث نجد أوفى إعتراف بخطيتهم وحزنهم، فقوامه 66 أية، ثلاث لكل حرف أبجدى، أى أن كل واحدة من الأيات الثلاث الأولى تبتدىء بحرف الألف - وكلاً من الآيات الثلاث التوانى تبتدىء بحرف الباء.... وهكذا أما الإصحاح الخامس فهو غير ملتزم بالأبجدية ولكنه مكون من 22 آية أيضاً وكل آية نصفين مترادفين وفى الجزء الثانى إجابة أو مرادف للجزء الأول. وذلك حتى يسهل حفظها غيباً وتستعمل فى صلواتهم. وهناك ملحوظتان:
  4. هناك إستثناء فالأبجدية متبعة تماماً فى الإصحاح الأول ولكن فى الإصحاح الثانى والثالث والرابع سبق حرفPE حرفAJIN بينما هو يتبعه فى الأبجدية فلماذا؟ حرف الـPE هو الذى يستخدم للتعبير عن رقم (70) فكأن النبى يريد أن يحفر فى أذهانهم أن عودتهم من السبى ستحدث بعد 70 سنة.
  5. فى المزمور 119 نجد 22 قسماً كل منها مكون من 8 أيات شعرية وهى تستخدم كل حروف الأبجدية العبرية. وهذا المزمور كله يمتدح ناموس الرب الكامل وإذا فهنا أن إستخدام الحروف الأبجدية كلها فى المزمور 119 يشير أننا نستخدم كل اللغة البشرية بإمكاناتها لنمدح ناموس الرب حتى نسلك فيه فيكون لنا كل الخير، فإن المراثى تستخدم كل الحروف أيضاً لتعبر عن الأحزان المترتبة على إهمال ذلك الناموس وكسره.
  6. كاتب سفر المراثى "إرمياء النبى" يرثى أورشليم ويُصوِّر الفظائع التى إرتكبت بواسطة البابليين والألام التى عانى منها الشعب أثناء الحصار. وبعد أن كانت المدينة كاملة الجمال بهجة كل الارض أصبحت محروقة ومشوهة. وهى كانت كاملة الجمال لوجود الله فى وسطها أما وقد غادرها الله وفارقها بسبب الخطية فقد فقدت من يحميها فسقطت وأذلها البابليون. وملكها سقط وهكذا كهنتها وتوقفت إحتفالاتها وأعيادها وأفراحها وتسبيحها وعبادتها وأصبحت بلا أنبياء ولا رؤى وأرض يهوذا تحولت للغرباء والناس ماتوا أو أخذوا سبايا وعبيداً بل حتى من بقى فى الأرض كان عبداً لملك بابل. كل هذا بسبب الخطية. خطية الشعب والقادة ولكن هناك معنى روحى لهذا. فأورشليم هذه تشير لآدم الذى كان كامل الجمال فهو قد خُلق على صورة الله. وكان بهجة كل الارض وكان يرى الله ويكلمه ولكن بسقوطه فقد كل شىء ومات وسقط مسبياً للشيطان ولم يَعُد يرى الرب ولم يَعُد يسبح الرب وفقد أفراحه. فصورة أورشليم بعد خرابها هى صورة الإنسان بعد سقوطه، وهذه المراثى ترثى خراب أورشليم وترثى أيضاً خراب الإنسان وحزن الله عليه.
  7. يبدأ الإصحاح الثالث بـ "أنا هو الرجل الذى رأى مذلة" وقد تحيَّر علماء الكتاب المقدس فى الغرب فى من هو هذا الرجل فمن قائل أنه إرمياء، ومن قال أنه شخصية إعتبإرية تتكلم عن أورشليم ومن قال أنه ملك أورشليم صدقيا. ولكن كنيستنا المرتشدة بالروح القدس وجدت أن هذا الرجل هو المسيح ولذلك تقرأ الكنيسة هذا الإصحاح فى نبوات الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة فى أسبوع الألام. فالكنيسة رأت أن المتألم الحقيقى ليس أورشليم وليس الإنسان بل المسيح الذى حمل أحزاننا وأوجاعنا تحملها (إش4: 53) وكأس غضب الله التى كانت فى يد الإنسان أخذها المسيح (إش22: 51) وهو قد سبق وقال ليت علىَّ الشوك (إش4: 27). بل هو الذى كمَّله الآب بالألام (عب10: 2) المسيح تكمل بالألام ليشابهنا في كل شئ، فنحن بسبب الخطية صرنا تحت الألام (يع5: 17) ونحن نتكمل بالألام لنتنقي ونشبه المسيح. وإرمياء هنا هو لسان الله وهكذا قال لهُ الله "فمثل فمى تكون" (إر19: 15) فالنبى هنا فى إحساسه الصادق بالألم، ألام الهوان والإضطهاد ثم ألام الحزن على أورشليم كان لساناً للمسيح الذى كان حزيناً على هلاك البشر وعلى إضطهاد البشر لهُ. وكما أحب المسيح العالم هكذا أحب إرمياء شعبه فإستحق أن يكون لساناً لله. ولنلاحظ أن المسيح لم يضحك أبداً بل كان يبكى. "فالرب سر بأن يسحقه بالحزن" وهذا محبةً في البشر، لنعود نحن الي حضن الآب (إش53: 10).
  8. فى العبرية يسمى كل سفر بأول كلمة فيه ولذلك يسمى هذا السفر كيف. أما فى الترجمة اليونانية فتم تسميته بالمراثى. ولكن تسميته كيف معبرة جداً. والسؤال مازال للآن كيف تتحول صورة الله أى الإنسان لهذا الخراب؟ والإجابة... إنها الخطية.
  9. كيف يكون النبى لساناً لله "وما معنى" فمثل فمى تكون ".

حتى يكون النبى لساناً لله يشعر بمشاعره، يسمح الله للنبى بأن تمر به ظروف شبيهة ولنأخذ مثال لذلك. حين أراد الله أن يشرح لأبينا إبراهيم فكرة فداء المسيح طلب منهُ أن يُقدم إبنه ذبيحة وهو الإبن الوحيد المحبوب وأحس إبراهيم كأب بمشاعر رهيبة من الألم وهو يصنع هذا ولكن مشاعره هذه كانت مشاعر الآب وإبنه معلق على الصليب. ورأى إبراهيم طريقة الفداء لذلك قال السيد المسيح "أبوكم إبراهيم رأى يومى وفرح". ومثال آخر فلكى يشرح الله لهوشع كيف أنه وهو الإله القدوس يقبل أن يرتبط بشعبه وهو خاطىء، طلب من هوشع أن يتزوج من إمرأة زانية. فشَعَر هوشع المتألم المجروح بمشاعر الله فصار يتكلم بلسان الله.

ولنأتى لإرمياء النبى الباكى المحب لشعبه الذى يصلى ويشفع فى شعبه والذى لم يكف عن إنذإر شعبه بالألام القادمة إذا إستمروا فى خطاياهم، حتى يدفعهم للتوبة فلا تأتى هذه الألام. فماذا كان موقف هذا الشعب منهُ؟ لقد ضربوه ووضعوه فى المقطرة مربوط اليدين والرجلين والرقبة، وكان هذا أمام المارة الذين يسخرون منهُ. وتآمروا على قتله ووضعوه فى جب طين عميق ليموت جوعاً. بل أن أهله تآمروا عليه ليقتلوه وأثاروا ضده إشاعات رديئة، وكان هذا بأوامر من رؤساء الكهنة ورؤساء الشعب والملوك والشعب، ومع كل هذا حين خربت أورشليم فمشاعر النبى الرقيقة لم تحتمل وبكى ورثى أورشليم والشعب، لقد صار إرمياء بإحتماله لألامه شريكاً فى صليب المسيح. ألم يكن إرمياء بهذا لساناً لحال المسيح الذى أحبَ شعبه حتى المنتهى وتقدم بصليبه كشفيع لشعبه بدمه فأثاروا ضده شائعات رديئة وحاولوا مرات عديدة أن يقتلوه إلى أن تمت مؤامرة الكهنة ورؤسائهم وصلبوه، وعلى صليبه ووسط ألامه سخروا منهُ. ولكنه ظلَ يشفع فيهم حتى على الصليب وقال "يا أبتاه إغفر لهم" كان المسيح باكياً دائماً ولم يشاهده أحد ضاحكاً أبداً. كان يبكى على قبر لعازر وعلى أورشليم، فكان المسيح رجل أحزان. وهكذا كان إرمياء بخبراته فى ألامه شاعراً بنفس مشاعر المسيح فكان نطقه ومراثيه هى ما يريد الله أن يقوله. إذاً كانت هذه المراثى هى مشاعر حزن الله على شعبه وفيها نبوة عن ألام المسيح.

وكما رثى إرمياء هنا أورشليم وشعبها يرثي الله الإنسان، بل رثى الشيطان (إش14 + حز28). وهكذا بكي المسيح على قبر لعازر. فالله خلق الشيطان كامل الجمال، وخلق الإنسان ليحيا للأبد في فرح (جنة عَدْن / وعدْن = فرح) والشيطان تغيرت صورته، والإنسان مات وفقد الفرح.

وبينما يبكي إرمياء ما يراه في خراب أورشليم، يرثي الله لكل ما حدث في الماضي ويحدث الآن، بل لما سيحدث في المستقبل فالله لا زمني.

  1. في بداية خدمة إرمياء قال له الله "ها قد جعلت كلامي في فمك" (9: 1) وبعد ما تألم إرمياء قال له الله، إن إحتملت الألام دون تذمر فمثل فمي تكون (إر19: 15).

إذاً فإحتمال الآلام يجعل إرمياء مشابهاً للمسيح أو رمزاً للمسيح. وتصير كلمات فمه هي مثل كلمات فم الله. ولنلاحظ أن إحتمال الصليب يرفع درجة الإنسان.

الإصحاح الأول

العدد 1

آية (1): -

"1كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ. السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ!".

قارن مع (إش21: 1) "كيف صارت القرية الأمينة زانية" ولأنها صارت زانية فهى قد صارت وحدها. فالله فارقها فلا شركة للنور مع الظلمة. ولذلك صارت كأرملة (تيطس خلَّدَ ذكرى إنتصاره على أورشليم بسك عملة عليها صورة إمرأة جالسة تحت نخلة ومكتوب عليها "أسر اليهودية") بعد أن كانت عظيمة فى الأمم. فعظمتها كانت راجعة لوجود الله فيها "أكون مجدا فى وسطها" (زك5: 2). والمدينة جلست وحدها فشعبها إما فى السبى أو هلك موتاً. وحتى ملكها ذهب للسبى. ولاحظ أنها فى حالة إزدهارها لم تكن تتصوَر حدوث كل هذا. هكذا كل خاطىء لا يتصوَر أن كل ما حوله سيتحول إلى خراب بل أن هذا العالم سينتهى، قارن مع (إش8: 47)، (رؤ7: 18) ولاشك أنها وهى ملآنة من الشعب كانت فى فرح، ولكن الخطية تحول الفرح إلى حزن. تحت الجزية = مستعبدة.

العدد 2

آية (2): -

"2تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً، وَدُمُوعُهَا علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ مِنْ كُلِّ مُحِبِّيهَا. كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً.".

من كل محبيها = محبيها هم الأمم الذين كانت أورشليم تنتظر منهم الحماية والذين طالما إتكلت عليهم. فملعون من يتكل على ذراع بشر. وهكذا كل من أفراحه وعزاءهُ من العالم سيَغْدر بهِ العالم ولن يكون هناك سوى البكاء فى الليل فلن يكون هناك نهار. ولنعلم أن الوحيد القادر أن يعزى الإنسان هو الله، والروح القدس هو الروح المعزى وهكذا قالل عنه الرب يسوع (يو15: 26).

العدد 3

آية (3): -

"3قَد سُبِيَتْ يَهُوذَا مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ. هِيَ تَسْكُنُ بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ تَجِدُ رَاحَةً. قَدْ أَدْرَكَهَا كُلُّ طَارِدِيهَا بَيْنَ الضِّيقَاتِ.".

كل من رفض أن يسوده الله سيصير لهُ سادة آخرين غير الله مثل الشياطين أو الشهوات وهذه تُذل الإنسان وتستعبده. أما من يترك الله يسود عليه يحرره الله. ولنلاحظ أن الخطية تجلب العبودية. قد سبيت يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية = قبل أن يذهبوا للسبى هم إنغمسوا فى الخطية لدرجة الذل والعبودية، وسمح لهم الله أن يذهبوا لسبى بابل ليعرفوا معنى السبى والذل، فهم فى خطاياهم ما كانوا فاهمين أنهم مستعبدين لها. وهذا ما يحدث لأى خاطئ فهو يبدأ بتذوق الخطية، وخطوة خطوة يستعبد لها ثم يأتى السبى إلى بابل. وذل بابل يعنى النتائج المترتبة على الخطية من الضيقات والألام التى سيعيش فيها هذا الخاطئ. وهى تسكن بين الأمم الآن = فهى أى شعبها فى السبى، والبابليين يذلونهم كعبيد وقد تمررت حياتهم بعد أن كانوا سادة أحرار فى أورشليم. وأورشليم نفسها محكومة ومستعبدة للأمم. وقارن هذه مع "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن فى بيت الرب كل أيام حياتى لكى أنظر إلى جمال الرب" (مزمور4: 27). فالذى حرره الرب من عبودية الخطية يستطيع أن يرى جمال الرب ويفرح. أما من إستعبد نفسه للخطية يُذل هذا الإنسان ساكناً بين الأمم مشابهاً لهم فى أهوائهم. ولا يجد راحة = فمن عاش وسط الخطاة وهم بطبيعتهم أشرار فلن يجد راحة، فكيف يجد راحة وسط أناس مملوئين كراهية وحقد وإنتقام ومؤامرات. وبعد أن تعوَدت أورشليم أن تطرد وتهزم أعدائها ها هى قد أدركها كل طارديها بين الضيقات = أصبحت مهزومة مطاردة ممن أحبتهم، وفى ضيقات كثيرة. وهذا يحدث كثيرا، فمن عاش فى خطايا متصورا أنه يستمتع بها، إن حاول أن يترك هذه الخطايا تطارده وتذله ولا تتركه يتذوق طعم الراحة فى حياته.

العدد 4

آية (4): -

"4طُرُقُ صِهْيَوْنَ نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَى الْعِيدِ. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ. عَذَارَاهَا مُذَلَّلَةٌ وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ.".

طرق صهيون نائحة = الطرق التى إعتادت على الشعب فى الذهاب والإياب للهيكل فى أفراحهم وأعيادهم الدينية، أصبحت الآن بلا شعب وبلا أعياد "ها بيتكم يترك لكم خراباً". وهذا ما نراه فى بلاد كثيرة إذ تباع الكنائس إذ ليس شعب.

العدد 5

آية (5): -

"5صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ.".

صار مضايقوها راساً = أى على رأسها كسادة عليها يذلونها (تث13، 44: 28) وذلك بسبب خطيتها. وهى التى إختارت هذا الطريق وتركت الله.

العدد 6

آية (6): -

"6 وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِنْتِ صِهْيَوْنَ كُلُّ بَهَائِهَا. صَارَتْ رُؤَسَاؤُهَا كَأَيَائِلَ لاَ تَجِدُ مَرْعًى، فَيَسِيرُونَ بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ.".

هنا العدو كصياد وأورشليم هاربة من أمامه. فهؤلاء الذين أعطاهم الله كرامة بوجوده فى وسطهم فكان لهم بهاء صاروا محتقرين فى إزدراء، فالله لم يعد فى وسطهم فلم يعد لهم بهاء. وكان وجود الله فى وسطهم فيه حماية لهم، وكان وجوده يعطيهم مهابة فى أعين من حولهم فيخشون الإقتراب والتعدى عليهم. أما وقد فارقهم الله، ها هم صاروا مطاردين (خر1: 12) هنا نرى المصريون يخشون شعب الله.

العدد 7

آية (7): -

"7قَدْ ذَكَرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا وَتَطَوُّحِهَا كُلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بِيَدِ الْعَدُوِّ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. رَأَتْهَا الأَعْدَاءُ. ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا.".

هذه الآية تشبه تماماً قصة الإبن الضال. فهم عاشوا فى وفرة وتنعم والآن يهلكون جوعاً. وهى فى حزنها تذكر كل ما كان لها سابقاً. والله قادر أن يجعلنا نعرف قيمة الشىء بأن نحتاج لهُ.

العدد 8

آية (8): -

"8قَدْ أَخْطَأَتْ أُورُشَلِيمُ خَطِيَّةً، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ.".

هى صارت رجسة بالدم المسفوك (مرا4: 13 - 15) وبوثنيتها (إر23: 2) وظلمهم للفقراء هم جعلوا أنفسهم تافهين لذلك إحتقرهم العدو بعد أن كانوا يكرمونهم. لأنهم رأوا عورتها عموماً الخطية تفضح وتُعرى كما حدث مع آدم. وبالنسبة للمدن فهذا التعبير يشير أن العدو تجسس نقاط الضعف فى المدينة، بل هنا دخل العدو لكل مكان حتى الهيكل ولقصورها وخربها ونهبها (تك11، 9: 42) هنا النبى يعترف بخطية المدينة وبأن العدو عرف نجاساتها التى هى سبب ضعفها. وترجع إلى الوراء = تنهزم أمام أعدائها.

العدد 9

آية (9): -

"9نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ. «انْظُرْ يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ».".

نجاساتها فى أذيالها: - اى ملتصقة بها من الأرض فهى لم تَعُدْ سماوية بل أرضية تدنس نفسها. ولم تذكر آخرتها = هكذا كل من يخطىء يذكر لذة لحظة الخطية ولكن يجعله الشيطان ينسى آخرة الخطية وهى عبودية وذل وحزن على الأرض وهلاك أبدى بعد الموت. وقد انحطت = بسبب العبودية. وليس لها مُعَز = فمنهم من لا يقدر ومنهم من لا يريد فهو شامت فيها. ولكن إذا كان الله لا يُعزى فمن يفعل. ثم دعوى لمراحم الله حتى ينظر لمذلتها.

العدد 10

آية (10): -

"10بَسَطَ الْعَدُوُّ يَدَهُ عَلَى كُلِّ مُشْتَهَيَاتِهَا، فَإِنَّهَا رَأَتِ الأُمَمَ دَخَلُوا مَقْدِسَهَا، الَّذِينَ أَمَرْتَ أَنْ لاَ يَدْخُلُوا فِي جَمَاعَتِكَ.".

أعطى الله للإنسان طاقات ومواهب وقوة ولكن بالخطية وعدم التوبة يُستعبد الإنسان للشيطان فيبسط يده على كل عطايا الله التى هى مشتهيات النفس، ويستخدم الشيطان هذه المواهب فى الشر. بل يدخل الشيطان لهذه النفس التى كانت مقدساً... قارن مع حادثة شاول الملك "وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح ردىء من قبل الرب" (1صم14: 16). وبالنسبة لأورشليم فالله كان قد منع أن الأمم يدخلون للمقادس أى داخل بيت الله. ولكن الآن هم دخلوا بل خربوا البيت وهدموه. والإنسان هو هيكل الروح القدس ولكن المستعبد للخطية تتحكم فيه الشياطين وهذا ثمن الخطية فالله وحده يعطى بسخاء ولا يُعيِّر. ولأن المسيح لم يقبل أى خطية من يد إبليس قال "رئيس هذا العالم آتٍ وليس لهُ فىَّ شىء".

العدد 11

آية (11): -

"11كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا. دَفَعُوا مُشْتَهَيَاتِهِمْ لِلأَكْلِ لأَجْلِ رَدِّ النَّفْسِ. «انْظُرْ يَارَبُّ وَتَطَلَّعْ لأَنِّي قَدْ صِرْتُ مُحْتَقَرَةً».".

مشتهياتهم = الكلمة المستخدمة تعنى الأطفال الأعزاء. فهم دفعوا أطفالهم ليحصلوا على الخبز. لأجل ردَ النفس = أى لتحيا النفس ولا تموت. ولكن "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" مرة ثانية هذه قصة الإبن الضال. أما "الجياع والعطاش للبر فطوباهم لأنهم يشبعون". والمسيح وحده هو القادر أن يُشبع النفس ويحييها.

العدد 12

آية (12): -

"12«أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي، الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ؟".

أما إليكم يا جميع عابرى الطريق = المعنى هل هو كلا شىء عندكم يا جميع من يشاهدون منظرى هذا. تقولها أورشليم لأصدقائها ليواسوها. ولكن خطايا يهوذا هى التى جلبت عليها هذا الحزن الذى أذلها به الرب يوم حمو غضبه. إذاً فيد الله هى السبب فى كل هذا وهو عادل فيما يصنع. وأنه لشىء مخيف أن يكون سبب الألم هو غضب الله. وهو فى غضبه يسكب ناراً = حمو غضبه. وكان هذا جزاؤهم العادل على تركهم الرب. ولكن المسيح أحنى رأسه تحت غضب الله هذا وهو البار "الذى لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه". فهو رجل الأوجاع. والعجيب أن يقال أن الله "سر بأن يسحقه بالحزن" (إش53: 10) = الله لم يكن مسرورا بما حدث للمسيح بل بأن ما حدث سيعيد البشر إلى حضنه. وأتصور أن المسيح يردد هذه الكلمات على الصليب. يا كل من تشاهدوننى مصلوباً أحتمل هذه النار لأجلكم أما تهتمون وتقدمون توبة فهذا يُسَكِّن ألامى. ولكن من إنغمس فى خطايا العالم لا يكاد يشعر بألام المسيح ولا يشعر أنها لأجله بل هى لا تهمه فى شىء وقد قال أحد الملحدين ساخراً من ألام المسيح، لو أن هناك من يوجعه ألم فى أسنانه أثناء مرور موكب الصلب لما شعر بألام هذا المصلوب. والمعنى أنه إن كان المسيح قد تألم فهذا لا يعنينى، تكفينى ألامى أنا الشخصية. ولكن هذا منطق الجاهل الذى لا يعلم أن هذه الألام هى لأجل هذا الملحد ولأجلى ولأجل كل البشرية. ولنا فى تعليق شاعر الهند العظيم طاغور وهو وثنى رداً على ذلك، ولكنه رد يدين كل مسيحى مستهتر فقد قال "أنا لا أعلم كيف ينام المسيحيين وهم يعلمون أن لهم إلهاً جاز كل هذه الألام لأجلهم". لقد شرب المسيح كأس غضب الله الرهيبة ليقدم لى كأس الخلاص.

العدد 13

آية (13): -

"13مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا. بَسَطَ شَبَكَةً لِرِجْلَيَّ. رَدَّنِي إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَنِي خَرِبَةً. الْيَوْمَ كُلَّهُ مَغْمُومَةً.".

ناراً إلى عظامى = فالله فى حمو غضبه يُرسِل ناراً. ومعنى نار فى العظام شىء يشبه الحمى الرهيبة، حمى غير طبيعية كما لو كانت تحرق. وفى تصوير آخر أن الله أرسل عليها شبكة كلما حاولت الخروج منها تزداد إشتباكا ًفيها. فالعدو ما كان ينجح ضدهم إن لم يبسط الرب شبكته عليهم. وهذه النار التى نزلت على المسيح كانت لتنجينا نحن من نار الأبدية (مز22: 14 – 17).

العدد 14

آية (14): -

"14شَدَّ نِيرَ ذُنُوبِي بِيَدِهِ، ضُفِرَتْ، صَعِدَتْ عَلَى عُنُقِي. نَزَعَ قُوَّتِي. دَفَعَنِي السَّيِّدُ إِلَى أَيْدٍ لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ مِنْهَا.".

هذه الآية عن البشر الخطاة وهذا النير من صنع خطايانا فنحن لا نسقط تحت أى نير إن لم يَكُن من صنع خطايانا (أم22: 5) وهذا نير ثقيل، أما نير المسيح فخفيف (مت30: 11) والنير هو الذى يضعه على الشيطان حين أقبل الخطية من يده. أما لو رفضت وقدمت توبة يرحمنى الله من نير الخطية وأرتبط معهُ هو بنيره فأتحرر من عبودية إبليس. ولكن المعنى هنا من أن الله هو الذى فعل ذلك، يعنى أن الله ترك الخاطئ بلا حماية لتذله خطاياه ويذله الشيطان، فيتوب (1كو5: 4، 5).

العدد 15

آية (15): -

"15رَذَلَ السَّيِّدُ كُلَّ مُقْتَدِرِيَّ فِي وَسَطِي. دَعَا عَلَيَّ جَمَاعَةً لِحَطْمِ شُبَّانِي. دَاسَ السَّيِّدُ الْعَذْرَاءَ بِنْتَ يَهُوذَا مِعْصَرَةً.".

داسها أعدائها المتكبرين كما يدوسون معصرة عنب ولم يعطها الله قوة لتقوم فهو الذى أراد هذا. ولننظر كيف أن الخطية تضعف القوة = شبانى ومقتدرى رذلوا وتحطموا. العذراء بنت يهوذا = هى أورشليم التى داسها البابليون أو النفس التى كانت يوما عذراء مخطوبة للمسيح وزنت بعيدا عنه وذهبت وراء شهواتها.

العدد 16

آية (16): -

"16عَلَى هذِهِ أَنَا بَاكِيَةٌ. عَيْنِي، عَيْنِي تَسْكُبُ مِيَاهًا لأَنَّهُ قَدِ ابْتَعَدَ عَنِّي الْمُعَزِّي، رَادُّ نَفْسِي. صَارَ بَنِيَّ هَالِكِينَ لأَنَّهُ قَدْ تَجَبَّرَ الْعَدُوُّ».".

ما الذى جعل العدو يتجبر عليها إلا أن الله إبتعد عنها = إبتعد عنى المعزى. وهو المعزى الوحيد الذى يرد النفس ويعزيها. وحتى كهنتها وشيوخها لا يستطيعون. فهم بلا تعزية أيضاً. رادُّ نفسي = من يرد نفسي من الحزن واليأس إلى التعزية.

العدد 17

آية (17): -

"17بَسَطَتْ صِهْيَوْنُ يَدَيْهَا. لاَ مُعَزِّيَ لَهَا. أَمَرَ الرَّبُّ عَلَى يَعْقُوبَ أَنْ يَكُونَ مُضَايِقُوهُ حَوَالَيْهِ. صَارَتْ أُورُشَلِيمُ نَجِسَةً بَيْنَهُمْ.".

لطالما خلَص الله يعقوب من مضايقيه، أما الآن فكل هذا بسبب عصيان يعقوب. وهنا صهيون تمد يدها لجيرانها، فى يأس تطلب عوناً ولكن إذا إبتعد الله فمن يعزى. بل إن من حواليها إعتبروها كإمرأة نجسة يخجلون من الإقتراب منها. فقد فضح الله خطيتها.

العدد 18

آية (18): -

"18«بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ أَمْرَهُ. اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ وَانْظُرُوا إِلَى حُزْنِي. عَذَارَايَ وَشُبَّانِي ذَهَبُوا إِلَى السَّبْيِ.".

شبانها الذين كانوا أملها الوحيد أن ينقذوها، ذهبوا للسبى. ولكن ها هى تعترف بأن الله بار فى أحكامه ضدها. وتعترف بعصيانها، وأن عصيانها هو سبب الامها.

العدد 19

آية (19): -

"19نَادَيْتُ مُحِبِّيَّ. هُمْ خَدَعُونِي. كَهَنَتِي وَشُيُوخِي فِي الْمَدِينَةِ مَاتُوا، إِذْ طَلَبُوا لِذَوَاتِهِمْ طَعَامًا لِيَرُدُّوا أَنْفُسَهُمْ.".

محبِّىَ = هم مصر وأشور. ولكن ويل لمن وضع ثقته فى إنسان. فهو كمن يضع ثقته فى سراب. أما من يضع ثقته فى الله، فالله لن يخونه ولن يغشه. وكهنتها وشيوخها ماتوا فهم أيضاً قد إنفصلوا عن الله فصاروا بلا تعزية = إذ طلبوا لذواتهم طعاماً ليردوا أنفسهم المعنى أنهم هم أنفسهم يبحثون عن طريق التعزية ولكن للأسف أين يبحثون... فى المدينة = هم كانوا يبحثون عن تعزيات ولذات جسدية لذلك فقدوا التعزية الحقيقية وفاقد الشىء لا يعطيه، لذلك ماتوا إذ لا طعام ليشبعوا، فلا شبع إلا فى المسيح.

العدد 20

آية (20): -

"20انْظُرْ يَا رَبُّ، فَإِنِّي فِي ضِيق! أَحْشَائِي غَلَتْ. ارْتَدَّ قَلْبِي فِي بَاطِنِي لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ مُتَمَرِّدَةً. فِي الْخَارِجِ يَثْكُلُ السَّيْفُ، وَفِي الْبَيْتِ مِثْلُ الْمَوْتِ.".

أحشائى غَلَت = أى مشاعرى وأحاسيسى إضطربت. هذا إعتراف بأن ضيقها سببه التمرد. إرتد قلبى = خفق القلب من الإضطراب وفارقته شجاعته. وقارن مع أن الروح القدس هو روح القوة... (2تى1: 7).

العدد 21

آية (21): -

"21سَمِعُوا أَنِّي تَنَهَّدْتُ. لاَ مُعَزِّيَ لِي. كُلُّ أَعْدَائِي سَمِعُوا بِبَلِيَّتِي. فَرِحُوا لأَنَّكَ فَعَلْتَ. تَأْتِي بِالْيَوْمِ الَّذِي نَادَيْتَ بِهِ فَيَصِيرُونَ مِثْلِي.".

العمونيين والموآبيين أعداءها سمعوا ببليتها = سمعوا إنى تنهدت.. سمعوا ببليتى وفرحوا وشمتوا. وهذا موقف الشيطان من الإنسان. وسيأتى اليوم الذى يصيرون مثلى = كما عاقب الله أورشليم سيأتى اليوم الذى يعاقب الله فيه أعداءها الذين أذلوها، وهكذا سيعاقب الله الشيطان. لكن الله يبدأ بمعاقبة أولاده أولا، فهم أخذوا أكثر. وأعداء الكنيسة يذهبون للنار الأبدية أما أولاد الله التائبين فهو يفديهم.

العدد 22

آية (22): -

"22لِيَأْتِ كُلُّ شَرِّهِمْ أَمَامَكَ. وَافْعَلْ بِهِمْ كَمَا فَعَلْتَ بِي مِنْ أَجْلِ كُلِّ ذُنُوبِي، لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ».".

مِنْ أَجْلِ كُلِّ ذُنُوبِي = إعتراف بذنوب أورشليم وأن االه عاقبها بعدل. وَافْعَلْ بِهِمْ كَمَا فَعَلْتَ بِي = وطلب عقاب أعدائها وهذه نبوة بما سيحدث لهم. فهم أذلوها كثيرا = لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي - سفر مراثي إرميا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر مراثي إرميا الأصحاح 1
تفاسير سفر مراثي إرميا الأصحاح 1