الإصحاح الثامن – سفر يهوديت – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر يهوديت – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثامن

الآيات (1 - 34): - "1 ولما سمعت هذا الكلام يهوديت الأرملة وهي بنت مراري بن أيدوس ابن يوسف بن عزيا بن الاي بن يمنور بن جدعون بن رافائيم بن احيطوب بن ملكيا ابن عانان بن نتنيا بن شالتيئيل بن شمعون بن رأوبين. 2 وكان بعلها منسى وقد مات في أيام حصاد الشعير. 3 لأنه كان يحث رابطي الحزم في الحقل فصخد الحر رأسه فمات في بيت فلوى مدينته وقبر هناك مع آبائه. 4 وكانت يهوديت قد بقيت أرملة منذ ثلاث سنين وستة اشهر. 5 وكانت قد هيأت لها في أعلى بيتها غرفة سرية وكانت تقيم فيها مع جواريها وتغلقها. 6 وكان على حقويها مسح وكانت تصوم جميع أيام حياتها ما خلا السبوت ورؤوس الشهور وأعياد آل إسرائيل. 7 وكانت جميلة المنظر جدا وقد ترك لها بعلها ثروة واسعة وحشما كثيرين وأملاكاً مملوءة بأصورة البقر وقطعان الغنم. 8 وكانت لها شهرة بين جميع الناس من اجل أنها كانت تتقي الرب جدا ولم يكن أحد يقول عليها كلمة سوء. 9 فهذه لما سمعت أن عزيا وعد بان يسلم المدينة بعد خمسة أيام أنفذت إلى الشيخين كبري وكرمي. 10 فوافياها فقالت لهما ما هذا الأمر الذي وافق عليه عزيا أن يسلم المدينة إلى الآشوريين إذا لم تأتنا معونة إلى خمسة أيام. 11 من انتم حتى تجربوا الرب. 12 ليس هذا بكلام يستعطف الرحمة ولكنه بالأحرى يهيج الغضب ويضرم السخط. 13 فأنكم قد ضربتم أجلاً لرحمة الرب وعينتم له يوماً كما شئتم. 14 ولكن بما أن الرب طويل الأناة فلنندم على هذا ونلتمس غفرانه بالدموع المسكوبة. 15 انه ليس وعيد الله كوعيد الإنسان ولا هو يستشيط حنقا كابن البشر. 16 لذلك فلنذلل له أنفسنا ونعبده بروح متواضع. 17 ولنسأل الرب باكين أن يؤتينا رحمته بحسب مشيئته لنفتخر بتواضعنا مثلما اضطربت قلوبنا بتكبرهم. 18 فإنا لم نجر على خطايا آبائنا الذين تركوا إلههم وعبدوا آلهة غريبة. 19 فاسلموا من اجل ذلك الإثم إلى السيف والنهب والخزي بين أعدائهم لكنا نحن لا نعرف إلهاً غيره. 20 فنترجى بالتواضع تعزيته وهو ينتقم لدمنا عن إعنات أعدائنا لنا ويذل جميع الأمم الواثبين علينا ويخزيهم الرب إلهنا. 21 والآن يا اخوتي بما إنكم انتم شيوخ في شعب الله وبكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا أن آباءنا إنما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون إلههم بالحق. 22 فينبغي لهم أن يذكروا كيف امتحن أبونا إبراهيم وبعد أن جرب بشدائد كثيرة صار خليلاً لله. 23 وهكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على أمانتهم. 24 فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب. 25 فاستأصلهم المستأصل وهلكوا بالحيات. 26 وأما نحن الآن فلا نجزع لما نقاسيه. 27 بل لنحسب أن هذه العقوبات هي دون خطايانا ونعتقد أن ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد إنما هي للإصلاح لا للإهلاك. 28 فقال لها عزيا والشيوخ جميع مقالك حق ولا عيب في كلماتك. 29 فالآن صلي عنا لأنك امرأة قديسة متقية لله. 30 فقالت لهم يهوديت كما إنكم عرفتم أن ما تكلمت به هو من قبل الله. 31 فاعلموا عن خبرة أن ما عزمت عليه هو من قبل الله وصلوا حتى يؤيد الله مشورتي. 32 ففي هذه الليلة تقفون انتم على الباب وأنا اخرج مع وصيفتي وصلوا أن ينظر الرب إلى شعبه إسرائيل خمسة أيام كما قلتم. 33 وأنا لا احب أن تفحصوا عن قصدي ومن الآن حتى أعلمكم به لا تصنعوا شيئا غير الصلاة عني إلى الرب إلهنا. 34 فقال لها عزيا أمير يهوذا اذهبي بسلام وليكن الرب معك في الانتقام من أعدائنا وانصرفوا راجعين.".

الأعداد 1-4

الآيات (1 - 4):

يهوديت أرملة من سبط رأوبين وتسكن في بيت فلوي، مات زوجها من ضربة شمس. وفي النسخة اليونانية للسفر لا يذكر إسم رأوبين فتصبح يهوديت من سبط شمعون الذي ثار مع أخيه لاوي على شكيم وأهله وقتلوهم. وقد يكون ذكر إسم رأوبين لأنه بكر يعقوب أو لأن أهل يهوديت سكنوا مع سبط رأوبين إذ أن شمعون لم يكن له نصيب في الأرض بل تشتت هذا السبط وسط كل الأسباط حسب نبوة يعقوب (تك7: 49). وفي (يهو9: 2، 3) تنسب يهوديت نفسها صراحة لسبط شمعون، فيكون التفسير الأخير هو الأرجح. وعظمة هذه المرأة أنها لم تكن تقيم في أورشليم بل في مملكة إسرائيل التي إنحرفت عن العبادة الصحيحة لكنها إحتفظت بإيمانها الصحيح. إذاً الله قادر أن يحفظ أولاده الأمناء وسط أي ظروف يعيشون فيها.

الأعداد 5-8

الآيات (5 - 8):

نرى هنا تقوى وتعفف هذه الأرملة فهي تركت قصرها وعاشت في مسوح لعبادة الرب، بل جذبت حياتها تلك لجواريها ليعشن بنفس الأسلوب.

الأعداد 9-13

الآيات (9 - 13):

هنا تظهر قامة يهوديت العالية، وهنا نرى ثلاث درجات روحية:

  1. الشعب اليائس يريد تسليم المدينة فوراً.
  2. الشيوخ يعطوا مهلة للصلاة خمسة أيام.
  3. يهوديت الواثقة في الله، لا تعطي مهلة، ولا تحدد لله وقتاً، بل هي واثقة من تدخل الله. ولكن رغم ثقتها في الله فهي لا تنام وتطلب من الله أن يعمل هو، بل هي تفكر وتجاهد وهذا هو الجهاد، ومع الجهاد تأتي النعمة.

الأعداد 14-17

الآيات (14 - 17):

ليس وعيد الله كوعيد الإنسان = الله لا يندفع في تهديده ووعيده وإنتقامه كالإنسان، بل هو كثير الرحمة والتحنن. لذلك هو سيرحم لو قدمنا توبة وتذللنا.

الأعداد 18-20

الآيات (18 - 20):

فإننا لم نجر على خطايا آبائنا = إذا ما إلتجأنا لله ولم نفعل كأبائنا يستجيب الله.

الأعداد 21-25

الآيات (21 - 25):

الله لا يجربنا حتى يعلم ما في قلوبنا فهو فاحص القلوب والكلى، لكنه يجربنا لنعلم نحن حقيقة أنفسنا فنندم ونتوب. لذلك من يقبل التجربة يتزكى أي يتنقي فيخلص إذ يكمل، أمّا الذي يتذمر يهلك إذ لا يستفيد من التجربة، وذلك كمن تذمروا في البرية فأهلكتهم الحيات.

الأعداد 26-27

الآيات (26، 27):

روحيات يهوديت العالية.

[1] لا نجزع = لثقتها أن الله لا يتخلى عن شعبه.

[2] نحن نستحق أكثر من هذا بسبب خطايانا.

[3] الضربات والتجارب هي للتأديب.

الأعداد 28-29

الآيات (28 - 29):

نرى هنا إتضاع عزيا فهو يطلب الصلاة عنه من يهوديت.

الأعداد 30-33

الآيات (30 - 33):

ما عزمت عليه = هي خطة يهوديت وهذا هو جهادها ولكي ينجح هذا المخطط تقول لهم صلوا. هذا تكرار لقصة حرب يشوع مع صلاة موسى على الجبل. وثقتها أن الله سيتدخل في حدود الخمسة أيام التي حددوها. وهي لم تخبرهم عما إنتوته لئلا يشفقوا عليها فيمنعوها.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح التاسع - سفر يهوديت - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع - سفر يهوديت - القس أنطونيوس فكري

تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 8
تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 8