الإصحاح الأول – سفر يهوديت – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر يهوديت – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

مقدمة سفر يهوديت

تثور عدة أسئلة حول سفر يهوديت: -.

  1. متى حدثت أحداث هذا السفر؟
  2. كيف يسمى ملك أشور بنبوخذ نصر، ونبوخذ نصر كان ملكاً على بابل بعد ذلك بسنين كثيرة؟
  3. كيف تقتل إمرأة قائد جيش، وهل في هذا قداسة، بل وحشية؟

الإجابات على هذه الأسئلة: -.

  1. يذكر الكتاب المقدس أن سنحاريب ملك أشور حاصر أورشليم وأهان إسم الله، فضرب ملاك الله من جيشه 185000 في ليلة واحدة فعاد هو وبقية جيشه مكسورين إلى أشور وقتله إبناه وهو ساجد في بيت نسروخ إلهه. وملك آسرْ حدّون إبنه عوضاً عنه. راجع (إش36، 37).
  2. من المؤكد أنه بعد هذه الخسارة بدأ جيش أشور يضعف بل المملكة كلها بدأت في الضعف وعلامات الضعف ظهرت في تمرد أرفكشاد ملك الماديين، بل تمرد على ملك أشور جميع سكان قيليقية ودمشق ولبنان وغيرهم إلى حدود الحبشة. فأرسل جيشاً بقيادة أليفانا في محاولة لإسترداد مجد أشور الذابل (راجع يهوديت الإصحاح الأول والثاني) وذلك بإخضاع هذه الأمم المتمردة.
  3. في ذلك الوقت كان نجم بابل قد بدأ في البزوغ.
  1. أطلق ملك أشور على نفسه إسم آلهة بابل لعلها تحميه من بابل. وإسم إله بابل الشهير هو (نبو) فأطلق على نفسه إسم نبوخذ نصر وهذه تعني نبو حامي الحدود، وكانت هذه عادة وثنية.
  2. الشعوب الوثنية قديماً يعبدون ما يخافون منه حتى يتحاشوا شره، مثلاً كانوا يعبدون النار، بل الآن هناك عبدة للشيطان إذ يخافون منه. ونرى صورة لهذا في تصرف آحاز ملك يهوذا الذي "ذبح لآلهة دمشق الذين ضاربوه وقال لأنَّ آلهة ملوك آرام تساعدهم أنا أذبح لهم فيساعدونني (2أي23: 28). وفعل هذا أيضاً أمصيا ملك يهوذا،" ثم بعد مجيء أمصيا من ضرب الأدوميين أتى بآلهة ساعير (هي نفسها أدوم) وأقامهم له آلهة وسجد أمامهم وأوقد لهم "(2أي14: 25). وهذا طبعاً حتى لا يساعدوا الأدوميين مرة أخرى. والفلسطينيين حين رأوا تابوت عهد الله فزعوا وقالوا" من ينقذنا من يد هؤلاء الآلهة القادرين "(1صم8: 4). فهم يتصورون أن الآلهة هى التي تنتصر. ولذلك يقول الله لشعب إسرائيل" لا تخافوا آلهة الأموريين "(قض10: 6). وكان إسرائيل يعبد الأوثان إتقاء لشر هؤلاء الأوثان. وراجع (2مل24 - 33) فتجد أن الوثنيون الذين أسكنهم ملك أشور في أرض إسرائيل قد عبدوا الرب خوفاً من السباع التي في الأرض. وحينما تشبه إسرائيل بهذه الأمم وعبد الأوثان إتقاء لشرها، قال الله لا بل أنا أنقذكم (2مل37: 17 - 39) وراجع أيضاً (إر28: 2 + إر1: 10 - 3 + إر44: 17، 18) ولذلك يعاتبهم الله لأنهم لم يأتوا لله قائلاً" أليس بلسان (وهذا البلسان يستخدم للشفاء) في جلعاد "أي أنا أشفيكم فلماذا لم تأتوا إليّ (إر22: 8).
  3. كانوا ينتسبون إلى الآلهة التي يهابونها ويخافون منها، ويتخذون أسماء الآلهة لهم.. أمثلة: - إيشبوشث.. إسمه أشبعل (على اسم البعل) (1اي33: 8 + 39: 9 + 2صم7: 3 + هو17: 2).
  4. بهذه المفاهيم نجد ملك أشور ينتسب للإله نبو ليحمي حدوده ممن يخاف منهم أي بابل فيسمي نفسه نبوخذ نصر ملك أشور.
  5. لكن نبوخذ نصر المشهور الذي أسقط أورشليم، وسبى يهوذا إلى بابل هو ملك آخر ويقال عنه نبوخذ نصر ملك بابل (دا 1: 1).
  1. هذه القصة حدثت في أيام سبي منسى الملك إلى بابل على يد ملك أشور. وكانت بابل هذه في هذا الوقت تابعة لأشور. لذلك في هذه القصة لا نسمع أن هناك ملك ليهوذا، بل نجد أن رئيس الكهنة هو القائد أو كاهن كبير موفد من قبله. راجع قصة سبي منسى في (2أي1: 33 - 19).
  2. الكاهن إلياقيم يقال أن إسمه لم يرد في سجلات رؤساء الكهنة تاريخياً، وربما كان مساعداً لرئيس الكهنة وهو الذي كان يتولى قيادة الشعب، ولذلك قيل عنه كاهن الرب العظيم (يهو4: 11). بل أن القصة لم تحدث فى أورشليم حيث يوجد رئيس الكهنة فى الهيكل. لكن الكاهن إلياقيم غالبا كان كاهنا مشهورا وكان موجودا فى هذه المدينة (بيت فلوى)، أو هو مرسل من رئيس الكهنة وجاء وأخذ موقع القيادة أو الرياسة بسبب الحرب.
  3. الجلاء المذكور هنا هو السبي الذي حدث أيام منسى والذي أسروا فيه منسى إلى أرض بابل، راجع (يهو22: 5 + 2مل13: 21 - 15).
  4. لماذا نتعجب على ما فعلته يهوديت من قتل أليفانا، فهي لم تقتله لثأر شخصي ولا إنتقام شخصي منه، لكن دفاعاً عن شعبها، ونفس القصة حدثت مع:

أ - إهود بن جيرا ضد عجلون ملك موآب (قض12: 3 - 30).

ب - ياعيل ضد سيسرا (قض10: 4 - 23).

  1. يهوديت تعني يهودية. وهي سيدة أرملة تقية أنقذت بإيمانها القوي شعبها من ضيقة عظيمة.
  2. يقال أن كاتب السفر هو يوياقيم (يهو15: 9) كبير الكهنة (الكاهن الأعظم). وإسم يوياقيم هو تقريبا إسم إلياقيم.
  3. هي قصة شعب الله الذي ينتصر على الأعداء بقوة الله رغم ضعفهم.
  4. بيت فلوي هي أقرب مدينة لمعسكر جيش أشور وهي مدينة حصينة ينبغي لجيش أشور إجتياحها أولاً لأنها في مدخل الجبال المؤدية إلى أورشليم.

لماذا سمح الله بهذه الضربة لشعب إسرائيل؟ بسبب إنحرافهم في خطايا منسى. ثم من مراحمه رفع الضربة ليعطيهم فرصة أخرى.

الإصحاح الأول

الآيات (1 - 12): - "1 كان ارفكشاد ملك الماديين قد اخضع أمماً كثيرة لسلطانه وبنى مدينة منيعة جداً سماها احمتا. 2 بناها من حجارة مربعة منحوتة وابتنى أسوارها على ارتفاع سبعين ذراعاً في عرض ثلاثين ذراعاً وشيد بروجها على ارتفاع مئة ذراع. 3 مساحة كل جانب من مربعها عشرون قدماً وجعل أبوابها في علوالأبراج. 4 وكان يفتخر بقدرته وسطوة جيشه وعزة مراكبه. 5 وأن نبوكد نصر ملك أشور الذي كان مالكاً على نينوى المدينة العظيمة في السنة الثانية عشرة من ملكه حارب ارفشكاد فظفر به. 6 في الصحراء العظيمة التي يقال لها رعاوى عند الفرات ودجلة ويادسون في صحراء اريوك ملك عليم. 7 فعظم إذ ذاك ملك نبوكد نصر وسمت نفسه فراسل جميع سكان قيليقية ودمشق ولبنان. 8 والأمم التي في الكرمل وقيدار وسكان الجليل في صحراء يزرعيل الواسعة. 9 وجميع من في السامرة وعبر الأردن إلى أورشليم وفي جميع أرض يسى إلى حدود الحبشة. 10 إلى جميع أولئك بعث نبوكد نصر ملك أشور رسلاً. 11 فأبى جميعهم اتفاقاً وردوا الرسل خائبين وطردوهم بلا كرامة. 12 فاستشاط حينئذ نبوكد نصر الملك غضباً على تلك الأرض بأسرها وحلف بعرشه وملكه لينتقمن من جميع تلك البلاد.".

العدد 1

آية (1):

أرفكشاد ملك الماديين = قال هيرودوت أن الذي بني مدينة أحمتا هو ديوجس، وأن الذي خلف ديوجس هو إبنه فرارتس. وحل المشكلة سهل جداً. فالذي بنى أحمتا هو ديوجس والذي جعلها مدينة منيعة كما هو مذكور هنا هو إبنه. ومشكلة الإسم فرارتس = فرا (إسم الملك + أرتس = العظيم) = فرا العظيم.

واليهود غيروا إسمه إلى فراكشاد أي فرا الحليم وذلك لمحبته وعطفه على اليهود. ونطقوا فراكشاد = أرفكشاد. والماديين هم مملكة مادي شمال فارس وهي شرق أشور وهي إيران حالياً.

أحمتا = لها إسم آخر هو أكبتانا.

الأعداد 2-4

الآيات (2 - 4):

الذراع = 45 - 55سم وهو ذراع إنسان.

الأعداد 5-6

الآيات (5 - 6)

= شعر ملك أشور بأن هذه الأسوار ستمنع سلطانه على الماديين، أو خاف أن يهاجموه فهاجمهم في صحراء تتبع ملك آخر يدعى آريوك ملك عليم.

ملحوظة: ها هي الأسوار العظيمة لا تحمي أحد ولكن لنا إلهنا سور نار (زك5: 2).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الثاني - سفر يهوديت - القس أنطونيوس فكري

تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 1
تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 1