العذراء الممتلئة نعمة

حينما ظهر الملاك المبشر جبرائيل وهو أحد رؤساء الملائكة المرسل من الله ليبشرها بالحبل الآلهى قال لها "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة" (لو 1: 28).

نحن كبشر يعبر معلمنا بولس عن حالنا ويقول "فإنى متيقن نه ليس ساكن فىّ أى فى جسدى ش صالح" (رؤ 7: 18) لكن السيدة العذراء لها وضع خاص يختلف عن جميع البشر فهى الممتلئة نعمة، لقد كان الله يعدها. إذ قد تربت فى الهيكل منذ سن ثلاث سنوات. وتكفى شهادة السماء أنها ممتلئة نعمة "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة" فنحن لا نقرأ فى الكتاب المقدس كله سواء العهد القديم أو الجديد أن إنسان حظى من السماء بهذه التحية، أو حظى من السماء بهذه الشهادة "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك".

وهنا أود أن أوضح أن لفظ الرب معك ليس لفظ دعاء كما يسألنى أحد أن أصلى لأجله فأقول له "ربنا معاك يا إبنى". ليس اللفظ هنا دعاء ولكن تقرير لواقع أن الله معها بالفعل. "الرب معك" وبعد تسعة أشهر ستلد عمانوئيل الذى تفسيره "الله معنا" لقد كانت هى مع الله بحياتها ولذلك كان الله معها ومن ثم ومن أجل تدبير الفداء والتجسد أخذ الأقنوم الثانى ابن الله الكلمة جسداً من أحشائها.