السيدة العذراء أم جميع القديسين – السيدة العذراء مريم أم جميع القديسين – الأنبا يؤانس أسقف الغربية

لمسة وفاء للسراج المنير والبستان المثمر نيافة الأنبا يوأنس

فى يوم الأربعاء 4 نوفمبر ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى المجد حبراً من أبرز أحبار الكنيسة الأجلاء أبينا الطوباوى الحبيب نيافة الأنبا يوأنس بعد حوالى ستة عشر عاماً قضاها فى خدمة الأسقفية بجهد كبير فى التعليم الكنسى، وبعد أن أثرى مكتبة الكنيسة بعدد وافر من المؤلفات القيمة فى الروحيات والعقيدة والتاريخ والطقس.

وفى هذا العام نحتفل بمرور عشرة أعوام على إنتقاله إلى مجمع القديسين ولهذا فقد حرصنا على أن ننشر سلسلة من الكتيبات الصغيرة فى مناسبات مختلفة كلمسة وفاء لذلك السراج المنير والبستان المثمر نيافة الأنبا يوأنس الذى وأن مات يتكلم بعد.

وفى هذه المرة ننشر محاضرة له بعنوان "السيدة العذراء مريم أم جميع القديسين".. ولقد أخترنا هذا الموضوع للمحبة القوية التى كانت تربط نيافته بالطاهرة القديسة مريم التى كان يدعوها دائماً يا أمى.. ليس فقط لأنه ترهب فى الدير الذى يحمل أسمها "دير السيدة العذراء الشهير بالسريان" ولكن لأن علاقة محبة قوية كانت فى قلبه نحوها يردد مدائحها دائماً بفرح. وحينما كان يأتى للجزء الذى يخصها بالقداس بصلاة المجمع كان يردده كمن يستقبل ملكة السمائيين والأرضيين حقاً. وهى أيضاً التى رأها فى رؤياه التى نشرناها بعنوان "رأيت هناك".

نحن نطلب لأبينا الحبيب نياحاً فى أحضان القديسين الذين كتب سيرهم والشهداء الذين أكرم أجسادهم ورفاتهم وأن يذكرنا دائماً نحن أبناؤه وأحباؤه أمام عرش النعمة. بصلوات أبينا الحبيب صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث أطال الله حياته.

وإلى اللقاء فى الكتيب القادم عن "الأستشهاد وحياة الطهارة".

ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى أبد الآبدين أمين.

31 يوليو 1997م إيبذياكون جرجس إبراهيم صالح.

24 أبيب 1713ش خادم وتلميذ مثلث الرحمات الأنبا يوأنس.

تذكار رهبنة المتنيح الأنبا يوأنس.

السيدة العذراء أم جميع القديسين

أود أن أكلمكم فى هذا المساء عن بعض صفات السيدة العذراء بإعتبارها أم جميع القديسين.

وكما تعلمون جميعاً أن للقديسين فى كنيستنا ترتيب ويأتى على رأس قائمة القديسين جميعاً العذراء مريم. تتقدم جميع السمائيين والملائكة ورؤساء الملائكة والشاروبيم والسيرافيم وكل الجمع الغير المحصى فى السماء. تتقدمهم لأنها الملكة أم الملك. ولذلك فنحن فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا نرسم أيقونة للسيدة العذراء بمفردها أبداً لكننا نرسمها مع إبنها لأن مكانتها مستمدة من كونها أم الملك، فهى الملكة أم الملك. والصورة الطقسية فى الكنيسة هى للسيدة العذراء وهى تحمل السيد المسيح على يدها اليسى لكى تكون هى عن يمينه إتماماً لنبوة المرتل فى المزمور.

"قامت الملكة عن يمينك بذهب أوفير" (مز 45: 9).

فالملكة هى السيدة العذراء مريم ولذلك نرسم على رأسها تاج لكونها ملكة السمائيين والأرضيين. فالسيدة العذراء لا تنفصل عن السيد المسيح.

ولهذا فقبل تقديم الحمل نحن نردد لحن "تين أوؤشت" هذا اللحن الذى يترجم للعربية "نسجد للآب النورانى والأبن الوحيد الجنس والروح القدس الثالوث القدوس المساوى"...

وبعد هذا اللحن نقول لحن "شيرى ماريا..." فما العلاقة بين اللحنين؟

إن السيدة العذراء كما قلت لا تنفصل عن السيد المسيح، فلحن تين أوؤشت يقال قبل تقديم الحمل والسيدة العذراء هى التى حملت هذا الحمل، حملته فى أحشائها والسيد المسيح أخذ جسده من أحشائها ولذلك ففى الأعتراف الأخير يقول الكاهن إعتراف معبر ولاهوتى عميق جداً "أؤمن أؤمن أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا هو الجسد المحى الذى أخذه إبنك الوحيد الجنس ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم. وجعله واحداً مع لاهوته بغير أختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير...

فالعذراء لها مكانه تفوق جميع القديسين فى السماء وعلى الأرض وشفاعتها قويه ومقبولة عند إبنها الحبيب والى جانب مكانة العذراء فهى أم... ليست قديسة فقط لكنها أم ونحن جميعاً أولادها... وجميع الآباء بدءً من القديس إيريناوس أسقف ليون [فى النصف الثانى من القرن الثانى الميلادى] أطلقوا على السيدة العذراء لقب حواء الثانية لأن حواء الأولى أم كل البشر، والسيدة العذراء هى حواء الجديدة أم الخليقة الجديدة. فهى ليست قديسة فحسب بل أم تشعر بإحتياجات أبنائها. ولذلك أود أن أكلمكم فى هذا المساء عن بعض صفات السيدة العذراء مريم لعلنا جميعاً نستفيد منها.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

لا توجد نتائج

No items found

العذراء الممتلئة نعمة - السيدة العذراء مريم أم جميع القديسين – الأنبا يؤانس أسقف الغربية

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات