يوم أن عمل البابا أثناسيوس الرسولي صحفيًا – الدكتور إبراهيم ساويرس

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الدكتور إبراهيم ساويرس
التصنيفات أدب مسيحي, تعليق نقدي على كتاب
آخر تحديث 13 يوليو 2021

تحميل المقال

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل المقال
1MB

"يوم أن عمل البابا أثناسيوس الرسولي صحفيًا".

ريفيو عن كتاب:

روبير الفارس، المجلات القبطية: دراسة تاريخية ومختارات، تقديم نيفين مسعد، واسحق الباجوشي، روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2021، 511 صفحة، 150 جنية (بعد خصم معرض الكتاب).

ص ١٤ من كتاب المجلات القبطية لروبير الفارس تقول مقدمة الكتاب د. نفين أن مجلة "مدارس الأحد" قد استعادت دورها الاصلاحي مع صعود قداسة البابا تواضروس الثاني لكرسي البطريركية، وأعادت (تقصد المجلة) نشر مقال ليسى عبد المسيح (الباحث الشهير، أمين مكتبة المتحف القبطي) يستنكر فيه تولي الأساقفة لكرسي البطريركية في اشارة إلى أن البابا شنودة كان أسقفًا قبلًا. وهو ذات الكلام الذي يردده روبير نفسه مؤلف الكتاب بداخله... فهل كلاهما لا يعرفان أن البابا تواضروس نفسه كان أسقفًا عامًا قبل البطريركية!!!

ص ٢٨ يقفز بنا الكتاب من أول كلمة بدون أى تمهيد إلى البابا اثناسيوس الرسولي... الذي يراه روبير صحفيًا... إزاي وبناء على إية؟ ّ مش موضوعنا... هوة شايفه صحفي... وإن الصحافة القبطية بدأت في القرن الرابع!!!! كل ذلك في أقل من صفحة دون مرجع أو تفسير أو توثيق!!!

يلي ذلك قائمة بالمجلات القبطية ص ٢٩ - ٣١. لا يقول لنا أحد كيف جُمعت تفاصيلها، هل من مراجع؟ أم من أغلفة المجلات ذاتها؟، وهو عمل شبيه بعمل د. رامي عطا في كتابه صحافة الأقباط، الذي صدر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2009. بخلاف أن قائمة رامي ترد في آخر كتابه ص 481 وما بعدها، وقائمة روبير ترد في أول كتابه.

ص ٣٣ وما بعدها تحت عنوان "المجلات القبطية من حيث المضمون والأهداف" صفحات مرتبكة جدًا، اقتباس من هنا وهناك دون منطق واضح ودون توثيق في الهوامش، لم أفهم إلى ماذا ترمي، خاصة وأنها تجوال خاطف بين مجلات اختفت من السوق دون أن يبذل المؤلف أدنى مجهود ليُعرفنا بها، تمامًا مثل قائمته للمجلات التي ألقاها في وجهنا دون أن يقول لنا هل هذا كل شيء؟ أم هذا فقط ما استطاع جمع، أو حتى يقارن ما فعل بما قدم رامي قبله، أو ببعض رسائل الماجستير والدكتوراه التي أجيزت عن ذات الموضوع.

يختلط عند روبير الفارس المتن والهامش، فهو يورد أسماء المجلات التي يقتبسها وتواريخها مرة بالقبطية ومرة بالميلادية، ورؤوساء تحريرها.... إلخ في المتن، بينما كان الأولى بها الهامش، ولعل ذلك أحد أسباب انتفاخ الكتاب.

فجأة على ص ٣٩ وما بعدها يرد إعادة لنشر حوار مع الدكتور عادل شكري رئيس تحرير مجلة مدارس الاحد، وهو رجل نعرفه، ونعرف خدمته الباذلة. الأستاذ روبير مؤلف الكتاب ينقل الحوار حرفيًا بطريقة الكوبي والبيست كما نُشر قبلًا في جريدة البوابة، وقد أخبرني الباحث جورج لوقا عبده أنه نُشر في أكثر من مكان آخر. على ص ٣٩ يقول بلسانه (أي روبير) أنه أجرى حوارًا....، وفي ص ٤٠ يعود ليقول التقت البوابة (أي الجريدة)... هكذا لم يكلف ذاته حتى مراجعة هذه التفاصيل... أو حتى يوظف الحوار في اطار بحثي يفيد كتابه... الأمر كله حشو للصفحات المطبوعة على ورق أصفر رخيص.

لقد كانت قراءة الخمسين صفحة الأولى من هذا الكتاب مرهقة للغاية بسبب الفونت المكتوبة به واللغة العربية التي تحتاج للكثير والكثير من المراجعة - (عين القاريء المعتاد على العربية سترى جيدًا سوء تقسيم الصفحات لفقرات، ولماذ يوجد إنتر كل شوية) - ناهيك عن الجمع والتجليد الرديء للكتاب وقد دفعت فيه ١٥٠ جنيه بعد التخفيض الخاص بمعرض الكتاب.

هذا العمل يتناقض بالكلية مع ما يرويه الأستاذ اسحق الباجوشي ص 18 من أن فكرة الكتاب تعود لعشرين عامًا مضت!! وأنه منذ عام 1996 هناك فريق عمل كبير يعمل على الأمر، راجع الأسماء العديدة التي يوردها الباجوشي ص 17 - 18، ولاحظ أن أغلبهم قد سلك اليوم سلك الكهنوت، وهو يورد أسماءهم قبل الكهنوت وبعده بحكم معرفته الشخصية بهم.

تشغل أربعة أخماس الكتاب مقالات مختارة من قائمة المجلات السابق ذكرها، وهي بطبيعة الحال متاحة لنا ورقيًا ورقميًا من عدة مصادر أخرى كما أن أغلبها موجود على الانترنت قبلًا، كما سأشير مع نهاية هذا الريفيو.

مناقشة مختارات الأستاذ روبير من المجلات في سياقها التاريخي والاجتماعي غائبة عن الكتاب بالكلية. أي أنها في هذا الكتاب نصوص معلقة في الفراغ، تحتاج يد باحث حقيقي لفهم سياق انتاجها، طبعًا مع تجاهل فكرة لماذا اختار تلك المقالات بعينها، ولماذا رتبها كما وردت في الكتاب.

بعد الحوار المطول مع رئيس تحرير مجلة مدارس الأحد، يستكمل الأستاذ الفارس الفصل المرتبك من الكتاب حتى ص 53، ويخوض في الأمور التي خاض فيها عشرات المرات عن الشنوديين والمقاريين... إلخ. وبالصدفة يرد ذكر المتنيح الأب باسيليوس المقاري، فيورد قائمة بأعماله ص 52 - 53 ويمدح بعضها خاصة تلك التي تهاجم سلطان الكهنوت (المقصود سلطة الأب البطريرك).

ص 54 يبدأ الأستاذ روبير تقريره عن مجلة الكرازة، ويذكر أنها كانت تنشر مواد ترفيهية بنسبة 8. 4%، يا للتدقيق! كيف يمكن أن يُقاس ذلك؟ وقد تغيرت سياسة الكرازة أكثر من مرة حتى اليوم وهي لم تزل تصدر.

يقول الأستاذ روبير عن مجلة الكرازة ثلاثة أمور هي:

(1) أسسها البابا شنودة عام كذا إلخ....،.

(2) وقد أخذت شكل التابلويد (نوع من الحجم والإخراج معروف في صحافة الفضائح.....

(3) ويركز على صراعاتها وما نشرته إبان حكم الرئيس السادات 54 - 56.

ثم يعود ليكرر ذات الأفكار ذاتها بألفاظ مختلفة ص 57 - 58.

لم يحظ الكوبي بيست في الكتاب بمراجعة رجل مبصر أبدًا.

ما الفائدة من تكرار الكلام!!!

في هذا الجزء المرتبك للغاية من الكتاب يروي الفارس أن الأب داود لمعي من (شباب الكهنة)!!! وفيما نعرف ويعرف كل متابعي الأب الشهير (أطال الله عمره) أنه يقترب من سن الستين كما تروي الويكيبديا مثلًا، إلا في احتمالين أن تكون تلك مقالة منقولة من مصدر قديم عندما كان الأب داود شابًا فعلًا ولم يلتفت الفارس للتدقيق كعادته ولم يذكر ذلك، أو أن يكون هناك كاهن شهير آخر بذات الاسم لا أعرفه أنا على الأقل!!!

آة نسيت حكاية أن الكرازة أخذت حجم وشكل التابلويد مكرر مرة ثالثة (!) ص 60 هذه المرة على لسان الأستاذ كمال زاخر نقلًا عن جريدة المصري اليوم.

أخيرًا، وبعد أن كادت القراءة تقطع نفسي ينتقل الفارس (يدعوه الباجوشي في المقدمة روبير خلف ص 17)، إلى عنوان جديد هو "المجلات القبطية من حيث الإخراج الصحفي". فرحت جدًا وقلت هذا المبحث مهم لأنه في صميم تخصص الكاتب، لكن الفرحة لم تكتمل فهو مبحث في صفحة واحدة نصفها 63 ونصفها 64.

ثم مبحث آخر بعنوان "مشاكل ونتائج" في تسعة أسطر، أيّ والله في تسعة أسطر ص 65. لاحظ أن قائمة مجلات عددها 76 مجلة وردت ص 31، صدرت في عشرات السنوات بعدة آلاف من الأعداد، عالج الفارس مشكلاتها وتحريرها الصحفي في ورقة وش وضهر!!! وأذكر القارئ أن العنوان هو "دراسة تاريخية" في كتاب تصفه د. نيفين بأنه "مهم وجاد ودسم" ص 15.

ص 65 اقتباس مطول جدًا عن الرجل الذي يهاجمه الأستاذ روبير بشدة، المتنيح البابا شنودة الثالث. الاقتباس عن تقييم الأنبا شنودة للمجلات القبطية، وهو منشور سابق للبابا المتنيح في مجلة مدارس الأحد ينقله كاملًا الأستاذ روبير من ص 65 حتى ص 69. اقتباس رباعي الصفحات، أو قل إعادة نشر!! يلي ذلك رأي الأستاذ جرجس رفلة ص 69 وهو منقول من مكان ما لم ألحظ أن روبير قد اهتم بذكره أصلًا، ينتهي النقل عن رفلة ص 78، ولوجه الحقيقة ولوجه اللغة لم أفهم أبدًا أين يبدأ كلام رفلة وأين ينتهي كلام الفارس؟ الحقيقة لم أستطع!! مع أني حاولتك!!

بجملة الاقتباسات وإعادة النشر، يبدأ الفارس في نشر حوار صحفي مع الدكتور مينا بديع عبد الملك ص 78، لم يذكر روبير إن كان حوار قديم ومنقول، أو جديد مُعد خصيصًا للكتاب، والحقيقة وبرغم أنني استمتعت بردود الدكتور مينا المرتبة الرشيقة، إلا أنني تذكرت أن الكتاب معنون "دراسة تاريخية" وليس "حوارات صحفية". عمومًا الحوار استطال جدًا حتى ص 94. حتى ذلك كان الأمر متعلق بالمجلات القبطية العامة أوالروحية، ثم فجأة (الكتاب مملوء مفاجآت أغلبها غير سار) هناك مبحث عن المجلات المتخصصة في الدراسات القبطية ص 94.

في صفحة واحدة، أورد ذكر مجلة جمعية الآثار القبطية، وأورد كتابة (خاطئة) بالإنجليزية لاسم الجمعية الدولية للدراسات القبطية، ثم أيضًا أورد كتابة (خاطئة) بالفرنسية عندما ذكر اسم مجلة الجمعية السابقة. لاحظ أنه في أقل من صفحة مدح مجلة من أهم المجلات العالمية، ومن ثم انتقل لمجلة تدعى "الصخرة القبطية" والتي يترأس تحريرها الأستاذ الباجوشي الذي كتب مقدمة الكتاب وهو طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعضو لجنة التاريخ القبطي. وكال الرجل المديح للمجلة التي يصدرها الباجوشي ص 95 - 96.

والحقيقة أنه لا وجه مقارنة بين المجلتين الدولية والمحلية، والجميع يعرف تطور علم القبطيات في الدنيا مقابل حاله في مصر، والأكثر أن تعرف أن مجلة جمعية الآثار نشرت وتنشر مقالات بالإنجليزية والعربية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وقد كتب فيها علماء بحجم بيتر جروسمان وإنري مونييه وبيانكوف ودريشر وبورمستر وغيرهم الكثير، وأن وضع المجلة الدولية الكبيرة في ميزان واحد مع مجلة الصخرة التي يحررها الأستاذ الباجوشي، الذي يصفه الفارس ص 5 بأنه (صديقه)، هو إهانة كبيرة للمجلة الدولية العريقة.

ص 98 يورد الفارس رؤساء أقسام مجلة مدرسة الإسكندرية، وأن منهم المهندسة كرستين فوزي، وهي لا تعمل مع مدرسة الإسكندرية منذ سنوات، ولا أتذكر أنها كانت رئيسة قسم بحثي حينما كانت تعمل بالمؤسسة منذ سنوات.

ص 99 ترد ألطف جملة في الكتاب "لا أستطيع أن أقول إنني كتبت كل ما أعددت نظرًا لضيق المساحة"!!! كيف ضاقت 511 صفحة من القطع المتوسط هي حجم الكتاب أن تورد كل ماجمعت؟ ويا ترى كم هذا الذي جمعته. من ص 100 وما بعدها حتى ص 119 يورد بحث عن المجلات غير الأرثوذكسية، وهي إما كاثوليكية ينقل فيها عن الأب القس اسطفانوس دانيال، أو إنجيلية ينقل فيها عن القس عيد صلاح. والحقيقة أنا لست متخصصًا بالحسابات لأحسب كم بالمائة من هذا الفصل البالغ بمقدمتيه 120 صفحة قد كتبها المؤلف، وكم قد نقلها عن الآخرين.

من ص 122 حتى نهاية الكتاب هي اقتباسات عن المجلات القبطية يختارها المؤلف بناء على ما يحب، ولم يشرح لنا ما هو الرابط الذي يربط المقالات التي اختارها ببعضها، حتى أن الأستاذ الباجوشي، يقول في مقدمته أن هناك مدخل عن "الدور البارز للكنيسة القبطية في الفكر.... وفي إثيوبيا"!!!! ص 25، وعلامات التعجب من عندي.

ص 260 وما بعدها يورد الأستاذ روبير في كتابه المجلات القبطية إعادة نشر لمقال مأخوذ من مجلة صديق الكاهن. وقد وضع صورة لغلاف المجلة لحسن الحظ... ولي هنا ملاحظة...

في صيف 2018 اتفقنا مع إحدى المكتبات أن تمنحنا مجلاتها القديمة ومنها صوت الكاهن لنقوم بعمل مسح ضوئي لها واتاحتها للباحثين المهتمين (الرب يعوضهم). وشريكي في هذه المهمة المهندس مايكل ماهر فهمي الذي تكلف معي بالمصروفات الخاصة بنقل المجلات من مكانها الأصلي إلى مدينة نصر (آخر الدنيا) وتكفلنا بماكينات التصوير والماسح الضوئي والكاميرات التي تكلفت عشرات ألوف الجنيهات بخلاف مرتبات الموظفين ومصاريف عودة المجلات لأماكنها.

وهو جزء من خدمتنا معروف لأغلب رواد صفحتي البالغين عشرين ألفًا. وطبعًا معنا خدام آخرين رفضوا بشدة ذكر أسمائهم، وغضبوا بشدة أكبر على المتاجرة بخدمتنا.

لكننا لم نسمح للأستاذ روبير (أو غيره) أن يُعيد نشرها في كتاب ثمنه 150 جنيه (بعد الخصم). أو أن يؤخذ تعبنا ولا ينسب لنا...

في المرفقات تجدون الصورة المطبوعة في كتاب الفارس أبيض وأسود، وتجدون الأصل الذي لنا وهو ملون.... وسبحان الله المشكلة الموجودة بالصورة أعلاه في الأصل موجودة بالظبط في الصورة خاصتنا.... لأنه عيب الاسكانر بتاعنا واحنا عارفينه كويس.

على كل، وبكل أمانة مسيحية،.

وها قد بدأ السباب والاتصالات والرجاء بالتوقف....

حاضر سأتوقف،.

لكنني والمهندس مايكل، لا نسمح أن يقال أننا تاجرنا في هذه الخدمة، وأن كل أرشيف المجلات يُتاح تباعًا على موقع الكنوز القبطية، وهو ذاته موقع ضخم جدا، بل أضخم موقع قبطي في التاريخ، يكلف مالكيه المحترمين د. عماد ومهندس عاطف، ألاف الدولارات (أرجو ألا يغضبا من حديثي عن خدمتهما المثمرة...

مش بس كدة، أنا وأنا فقط، مسامح في نشر هذه الصورة ولن أكمل البحث في الآخريات حتى لا أعثر على المزيد.... وأضيع المزيد من الوقت... بل إنني مسامح في الجميع حتى لو اكتشف من معي بالخدمة المتاجرة بغير الصورة المرفقة..... موقفهم هم يخصهم أنا أتكلم عن نفسي.

لكنني لن أسمح لنفسي لحظة أن أعيش في سلام، مقابل أن أصمت عن الحق.

الغلاف المطبوع.

يوم أن عمل البابا أثناسيوس الرسولي صحفيًا - الدكتور إبراهيم ساويرس 1
.

الغلاف الأصلي (خاصتنا).

يوم أن عمل البابا أثناسيوس الرسولي صحفيًا - الدكتور إبراهيم ساويرس 2
.