مولد الأنبا شنودة وبركاته – الأستاذ أشرف أيوب معوض

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ أشرف أيوب معوض
الشخصيات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين
التصنيفات سير قديسين وشخصيات, موضوعات تاريخية
الأسفار العهد القديم, دراسات في العهد القديم
آخر تحديث 5 سبتمبر 2021


مولد الأنبا شنودة وبركاته

أشرف أيوب معوض.

مولد الأنبا شنودة وبركاته - الأستاذ أشرف أيوب معوض 1
.

ولد الطفل شنودة في قرية «شتلالا» بالقرب من أخميم يوم 7 من بشنس عام 333 ميلادية، وكبر القديس وترهبن، وكان لا يأكل إلا عند غروب كل يوم، ولا يتناول إلا القليل جدا، وطعامه كان الخبز والملح والماء، وفي صوم الأربعين المقدسة كان يقتات بالنباتات فقط، وذكر عنه المقريزي: «أنه مراراً كان يطوي الأربعين المقدسة، ولتقشفه الزائد وضعف جسده التصق جلده بعظمه، ومرة في أسبوع الآلام ربط نفسه علي صليب تشبهاً بالسيد المسيح، وكان يصلي كثيراً بدموع غزيرة وتوسلات لأجل جميع الناس خصوصاً الخُطاة، وينام قليلاً من الليل».

واهتم القديس شنودة باللغة القبطية، وكانت وقتها لهجة يصعب الكتابة بها، فعمل علي تهذيبها وتنقيتها مما شابها من الآثار البيزنطية، حتى استوت علي يديه لغة وطنية صالحة للكتابة، وكانت تلك بداية الأدب القبطي، وسخَّر علمه وفصاحته فى اللغة القبطية في جهاده الديني والقومي، وإذا به من أبرع من كتب, وأروع من خطب باللغة القبطية، ويكشف هذا عن يقظة الوعي المصري القومي آنذاك، وتدل الآثار الأدبية للقديس - والتي مازالت موجودة إلى الآن - علي سعة اطلاعه، وقيل عنه إنه أعظم كُتاب الأدب القبطي. وجعل «الأنبا شنودة» من الدير الأبيض معهداً دينياً واجتماعيا، واهتم بالمؤمنين جميعاً وفتح لهم الدير ورعاهم روحياً واجتماعيا واستمع إلي شكاواهم وآلامهم. وكان يدعو لاسترداد حقوقهم المسلوبة، ويندد بمظالم الحكام، وكان يسعى للقسطنطينية نفسها أيام الحكم الروماني ليرد حقوق مواطنيه.

مولد الأنبا شنودة وبركاته - الأستاذ أشرف أيوب معوض 2
.

وبنى القديس مع الرهبان الدير الأبيض، وبدا استعادة للمدينة المصرية، لأنه بني علي الطراز المصري القديم وان اختلفت طريقة البناء، واستخدموا في بنائه بعض أحجار المعابد الفرعونية القديمة التي كانت موجودة، وأحجار قُطعت من الجبل، لذا نري داخل الدير بعض الأحجار محفورا عليها نقوش مصرية قديمة. والبناء الحجري المستطيل يطلق عليه في العادة اسم الدير، وهو كنيسة الدير، أما الدير وأماكن إقامة الرهبان والمطابخ والمخازن، فكانت بجوار الكنيسة الحالية لكن كل هذا تهدم وبقيت الكنيسة الحالية, التي تسمي الدير، وتعتبر من أفخر الكنائس التي بقيت في مصر والأثر الرئيسي للمسيحيين. ويوم 7 أبيب (14يوليو) يتم الاحتفال بذكري نياحة القديس ويستمر الاحتفال بمولده من هذا اليوم لمدة شهر سنويا، وهو المولد المسيحي الوحيد في مصر كلها الذى يطول الاحتفال به إلى هذا الحد، وتظهر في المولد أنشطة روحية واقتصادية وترفيهية وعلاجية.. الخ. و«زفَّة الأيقونة» من أهم مظاهر المولد القبطى حيث يتقدم الأسقف أو كبير الكهنة ممسكًا بيده الصليب يبارك الشعب الواقف، ويحمل أحد الشمامسة «أيقونة القديس الأنبا شنودة»، وخلفها تسير مجموعة كبيرة من الشمامسة بزي خاص، ويحملون الصلبان، ويخرج الموكب من كنيسة الدير ويطوفون وسط الألحان القبطية بآلات الموسيقى الكنسية. ويتدافع الآلاف من الشعب لأخذ بركة القديس بلمس الأيقونة وتقبيلها، ويسير الموكب المهيب حول الدير ثم يعود مرة أخرى إلى الكنيسة على مساحة عشرة أفدنة، وأثناء الموكب تقوم مجموعات كبيرة من الشباب المتحمس بهتافات للقديس فى صورة انفعالية وعاطفة متأججة، ويقود أحد الشباب الهتاف وترد عليه الجموع. الصلاة والدعاء وأول ما يفعله الزائر عند دخوله الكنيسة الوقوف بخشوع أمام الهيكل ويصلي، ويبدأ صلاته دائما برسم علامة الصليب، ويشكر الله على نعمته ثم يدعوه، ويشمل ذلك الطلبات التى يحتاجها أو المشاكل التى يمر بها، ثم يختم صلاته بـ (أبانا الذي...) ويتشفع بالقديس فى كل طلباته. ويعتقد البعض أن الصلاة فى هذا الوقت من أيام السنة (موسم الاحتفال) وفى هذا المكان مُحققة ومُجابة. بعد ذلك يقف الزائر أمام «أيقونة القديس»، وهي تعبير عن روح القديس التي لاترى ولا تحس، وهي في الواقع لا تمثل الشخص الميت، بل الشخص الحي. ويقف الزائر أمامها بخشوع ويتضرع ويصلى إلى الله ويتشفع بالقديس ويدعو القديس, بل قد يصل الأمر إلى معاتبته. ثم يوقد الشموع أمام أيقونة القديس ويكتب له الرسائل. ورأيت بعيني كثيرا من الزائرين يوقدون الشموع ويخرجون أوراقاً صغيرة من جيوبهم وأقلاما ويكتبون رسائل وأمنيات وشكاوى ثم يطوونها ويضعونها أمام أيقونة للقديس. وتعتبر الموالد مناسبة مهمة لتعميد المواليد، والمعمودية من الطقوس المسيحية الأولى التي تقام للأطفال الأقباط، وتقدم النذور والأضاحي في هذه المناسبة. وينتشر في الموالد بائعو الفول السوداني والحمص، والحلوى، والخروب وهي أشياء يحرص عليها الزائر عند عودته. ويعتقد الناس بقدرة القديس علي علاج العقم، عند زيارة الدير وقت المولد وتتم دحرجة العقيم أو العاقر من فوق جبل الأنبا شنودة، وهي عادة مازالت مستمرة إلى الآن. وذاع صيت «الأنبا شنودة» أيضا في طرد الأرواح الشريرة وسلطانه عليها، ويأتي كثير من أهالي المنطقة ومن بلاد بعيدة إلي دير «الأنبا شنودة» بقصد الشفاء من الأرواح الشريرة، ومنهم مسلمون. وكذلك اعتاد ضيوف «مولد الأنبا شنودة» صعود الجبل في الصباح الباكر، وأثناء عودتهم يأخذون حفنة من رمال الجبل في كيس بلاستيك، ليرشوه في منازلهم للوقاية من العقارب والزواحف. والوشم من الظواهر المنتشرة في الموالد المسيحية ويسميه العامة «الدق»، ويلجأ الزائرون إلي نقش الصور المسيحية وعلامة الصليب على جلودهم. وثمَّة أغان شعبية يرددها الناس عند زيارة القديس تقول: سبع يا أبو شنودة يا عين الحمامـة طلّ من الهيكـل وقالِّـي السلامة سبع يا أبو شنودة يا عين الثريــا طلّ من الهيكـل وسـلِّـم عليـا ولا حـــد زيـــه سبع يـا أبـو شنـودة ولا حـــد زيـــه ولا حـــد زيـــه يا غـزالـة الـجبـل تـعلت لـضَـيُــه ولا حـد كـيـفـــه سبـع يا أبـو شنـودة ولا حـد كـيـفـــه يا غـزالة الـجبــل تـعلـت لـطـيـفـه.