صوم نينوى تاريخيا – الأستاذ شريف رمزي

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ شريف رمزي
الشخصيات يونان النبي
التصنيفات صوم يونان - صوم نينوى, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, قطمارس صوم يونان
الأماكن مدينة أورشليم القدس
آخر تحديث 16 فبراير 2022


صوم نينوى تاريخيا

مِن المعروف عن هذا الصَّوم أنَّه بدأ أوَّلًا في الكنيسة السُّريانيَّة، وكانت مُدَّته سِتَّة أيَّام تقلَّصَت لاحقًا إلى ثلاثة أيَّام فقط تبدأ صباح الاثنين الثَّالث قبل الصَّوم الكبير.

ويَذكُر مار ديونيسيوس بن الصَّليبي ( + ١١٧١) أنَّ مار ماروثا التِّكريتي ( + ٦٤٩) هو الَّذي فرضه على كنيسة المَشرِق في منطقة نينوى أوَّلاً. أمَّا ابن العبريّ فيَذكُر - نقلاً عن آخرين - أنَّ تثبيت هذا الصَّوم جرى بسبب شِدَّة طَرأت على الكنيسة في الحيرة، فصام أهلها ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ مُداومين الصَّلاة إتمامًا لوصيَّة أُسقُفهم، فنجَّاهم اللّه من الشِّدَّة.

وعن الكنيسة السُّريانيَّة الشَّقيقة، انتَقَل صوم نينوى إلى الكنيسة الأرمَنيَّة، وكذا الكنيسة القبطيَّة التي ارتبط الصَّوم فيها بصوم أهل نينوى (في العهد القديم)، وبإرساليَّة يونان النَّبيّ، خلافًا لأصل الصَّوم ونشأته عند السُّريان!

وقد ذَكَر بعض المؤرِّخين أنَّ صوم نينوى في الكنيسة القبطيَّة يعود إلى زمن البابا أبرآم بن زُرعة، البطريرك ٦٢ (٩٧٥ - ٩٧٨م).

ولا تَرِد أيَّة إشارة لهذا الصَّوم بالجُملة في قوانين الآباء البطاركة في العصور الوسطى، لكن ابن العسَّال في القرن ١٣ وابن كَبَر في القرن ١٤، يذكرانه كأحد الأصوام المُستقِرَّة في الكنيسة.

ولمَّا جَلَس البابا غبريال الثَّامن البطريرك ٩٧ (١٥٨٧ - ١٦٠٣م) على الكرسيّ البطريركيّ أسقَط هذا الصَّوم من بين الأصوام الواجب على الأقباط صَومها، لكن بعد نياحته عاد كلّ شيء إلى أصله.

على كلِّ حال، لا يُشَكِّل الاختلاف حول الأصول التَّاريخيَّة لبعض الأصوام - في رأيي - عثرة لدى مَن يعتبرونها فُسحَةً روحيَّة وأوقاتًا مُناسبة للنُّسكِّ والعِبادة، أو لدى أولَئِك الَّذين يَرون في الصَّومِ عَلامةً لاتحاد المؤمنين بعضهم ببعض وبالكنيسة، وأنا واحد منهم.