3ـ السلام 16 02 2011 – عظات يوم الأربعاء فيديو – البابا شنودة الثالث

معنى السلام:

† النقطة الأولى: السلام موضوع مهم، وهو لازم لكل بلد من البلاد، سواء السلام من الخارج أو السلام من الداخل. والبلدة التي ليس فيها سلام تتحول إلى الفوضى وإلى عدم الاستقرار. وبدون السلام تنشأ الحروب وينشأ الخراب.

† النقطة الثانية: هي أن السلام، هو في الأصل عمل اللهً، فنحن نُسمي الله “ملك السلام” و”إله السلام” و”مصدر السلام”. والسلام هو من ثمار الروح القدس، فنقول: “أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 22). وأيضًا قيل في الكتاب أن ثمر البر يزرع في السلام.

† والسلام هو التحية التي نقابل بها بعضنا البعض في كل مرة نتقابل فيها. سواء نسلم باليد أو بعبارة السلام. وأيضًا السلام يكون في مقدمة رسائلنا والآباء الرسل كانوا يبدءون رسائلهم بكلمة نعمة لكم وسلام.

† والسلام مشهور جدًا في صلوات القداس الإلهي حيث يقول الأب الكاهن أكثر من مرة “إيريني باسي” Iryny paci أي السلام لجميعكم. وهو أول أوشية من الأواشي الموجودة عندنا في الكنيسة “أوشية السلامة” نطلب فيها السلام للرؤساء والسلام حتى لنهر النيل وللعشب ولكل شيء.

† والسلام هو الذي عاشت به الخليقة الأولى فآدم كان يعيش في سلام وسط الوحوش. وكان يسميها بأسمائها (يعطيها أسماء). وعاش بنفس الوضع أبونا نوح في الفلك حيث كان معه كل أنواع الوحوش وكان يعيش معها في سلام.

† والسلام هو وصية قالها لنا رب البيت: “َأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلًا: سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ” (إنجيل لوقا 10: 5). وعندما كنت أزور أي بيت من بيوت أولادي الذين في المهجر، بمجرد أن أخطو عتبة الباب أقول: قال الرب: “أي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت”.

† والسلام معروف فيما بيننا في كل تحياتنا. إن جاء أحد من السفر نقول له “حمدالله على السلامة” وإن سافر نقول له: “مع السلامة”. وإن وقع شخص على الأرض نقول له: “سلامتك”. عبارة “السلام” نستخدمها كثيرًا. وفي الأناشيد، نقول “لك يا مصر السلامة وسلام لبلادي” وأي اجتماع رسمي يبدأ بالسلام الجمهوري.  والبلاد التي بها ملوك يبدأ بالسلام الملكي. لكن كلمة السلام موجودة.

أنواع السلام :

وهذا السلام له على الأقل ثلاثة أنواع: سلام مع الله، سلام مع الناس، سلام داخل النفس في الفكر والقلب.

سلام مع الله :

† الإنسان الذي يعيش في البر له سلام مع الله. أما إذا دخل في الخطيئة فهو يفقد سلامه مع الله. كما قال الكتاب “لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ” (سفر إشعياء 48: 22). بل في موضع آخر في الكتاب يقول إن الخطيئة عداوة مع الله، لأن الذي يخطئ يبعد عن الله، ويتحدى مشيئة الله لأن ليست مشيئة الله أن يخطئ، ويعطل عمل الروح فيه، وينفصل عن الله.

† ولذلك إن كانت الخطيئة خصومة مع الله، يحتاج الأمر إلى صلح مع الله. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان، أما المؤمن الخاطئ فيصطلح مع الله بالتوبة. وبولس الرسول يقول “أُعطينا خدمة المصالحة ننادي اصلطحوا مع الله”، ونص الآية: “َأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 18، 20). فالخاطئ يحتاج أن يصطلح مع الله، والله مستعد حيث يقول: “ارجعوا إلي أرجع إليكم” ونص الآية: “فَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ” (سفر زكريا 1: 3). هذا هو السلام مع الله. وفي نفس الوقت الله هو مصدر السلام حيث يقول: “سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ” (إنجيل يوحنا 14: 27)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. والسلام مع الله قيل عنه في رسالة فيلبي: “سلام يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم وعقولكم”، ونص الآية: “وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 7).

† السلام الصادر من الله يحفظ الإنسان، يحفظه من الشيطان، ويحفظه من الأشرار ومن المقاومين، فنسمع بقصة أليشع أن الأعداء هجموا على المدينة فاضطرب جيحزي تلميذ أليشع، فقال له أليشع: “لماذا تضطرب يا بني، الذين معنا أكثر من الذين علينا” ونص الآية: “لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ” (سفر الملوك الثاني 6: 16) وقال: “افتح يا رب عيني الغلام ليرى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا” هذا من عند الله.

† يعقوب أب الآباء عندما كان مضطربًا وهاربًا من أخيه عيسو، ظهر له الله عند السلم الواصل بين السماء والأرض وقال له: “َهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ” (سفر التكوين 28: 15).

† وقد أعطى الله مواعيد كثيرة أكثرها في مزمور 121 حيث يقول: “الرب يحفظك من كل سوء، الرب يحفظ نفسك، الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد” وهذا المزمور معزي ويعطي السلام للقلب. لا تخف من أي شيء، الرب يحفظك، الرب يعطيك سلام.

† في هذا السلام نذكر وعود الله الكثيرة التي بها نأخذ سلامًا حيث يقول: “هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ” (إنجيل متى 28: 20). ويقول أيضًا: “أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ” (إنجيل متى 10: 29، 30)، ويقول: “َأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا” (إنجيل متى 16: 18). نتمتع بوعود الرب، يعطينا سلامًا في قلوبنا باستمرار. ولذلك إن قرأنا كثيرًا من المزامير نشعر بأن الله يحفظ ويعين.

السلام مع الناس

† يقول الرسول “إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 18)، وقد قال “على قدر طاقتكم أو حسب طاقتكم” لأن أحيانًا نحن نسالم الناس وهم لا يسالموننا. فالمحبة لا تأتي من جانب واحد لا بد أن تكون محبة متبادلة. وحتى لو وجد خلاف لا يصح إطلاقًا أن يكون الخلاف منا نحن، من الجائز أن المقاومين يثيروا خلافًا لكن يجب ألا يأتي الخلاف من جهتنا.

† وهناك قاعدة أريد أن أقولها لكم “الذي لا تستطيع مصادقته لا تجعله عدوًا لك أو لا تتخذه لك عدوًا” بل اجعل العلاقة طبيعية. أيضًا إذا حدث خلاف بينك وبين الناس، ابحث عن المصالحة بقدر ما تستطيع والكتاب يقول : “فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ” (إنجيل متى 5: 23).

† لذلك لكي يحصل الشخص على السلام لابد أن يكون واسع الصدر، وواسع الصدر تعني ألا يكون حساس لكل خطأ يفعله الناس. ولا يكون حساس لدرجة أن يشعر بالإهانة أو التعب لأي شيء. “مررها بدل ما تمررك” ونصيحتي لكم في السلام مع الناس، أن لا تطلبوا مثاليات من الناس تتعاملون معها. أي لا تطلب أن كل الذين تتعامل معهم يكونوا مثاليين، فبعض الناس لهم أخطاء ومتاعب. وعليك بقدر الإمكان أن تمررها.

† أتذكر أنه منذ زمن عندما كنت أعيش في الدير، كان عرب البادية (الصحراء) يشربون شاي. ولأنها صحراء فالرياح عندما تهب تأتي بالرمال.. فكانت الرمال تدخل في الشاي فعندما كان أحدهم يشرب مع هؤلاء العرب الشاي يقولون له: “عوم يا قمص عوم” أي ليس من الضروري أن يكون كله صافي.

† وكما قال الشاعر :

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

لا تطلب مثاليات من الناس بل اقبلهم كما هم.

ومعنى تقبلهم كما هم، أي اقبلهم كما تقبل الطبيعة، فمثلًا شهر أمشير معروف أنه شهر الرياح والعواصف، ونحن نقبله كما هو، ولا نقول له “اتصلح يا أمشير لكي اتصلح معاك” بل تقبله كما هو. هناك بلاد درجة الحرارة بها تحت الصفر قد تصل إلى 16 تحت الصفر، وأهلها يقبلونها على ذلك. فهل يطلبون من درجة حرارة الجو أن تتغير؟! بالطبع لا لأنها لن تتغير.

† والأمطار تهبط ولا تستطيع أن توقفها حتى تسير أنت. بل تضطر للتأقلم معها والرب يساعدك. فلا تطلب المثاليات بل اقبل الناس كما هم. وان أخطأوا إليك يقول الكتاب: “لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19). بل عليك أن تحتمل وتغفر والذي يحتمل هو الأقوى. الكتاب المقدس لا يقول فقط “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء” بل يقول “إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ مَاءً” (سفر الأمثال 25: 21)، ويقول: “لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 21)، بهذا الشكل تستطيع أن تسالم الناس.

† ونصيحة أخرى، لا تشك باستمرار في نوايا الناس وتعتقد أنهم ضدك. هذا الشك يتعبك. فلا تشك في نوايا الناس، وأيضًا تستطيع أن تسالم الناس بالوداعة والاتضاع.

آخر نقطة سأقولها لكم في السلام هي السلام داخل النفس:

السلام داخل النفس

† السلام داخل النفس يعني أن يكون في داخلك سلام، سلام في القلب، سلام في الفكر، والشخص الذي لديه سلام في القلب وسلام في الفكر، يظهر أيضًا السلام في ملامح وجهه، تجد ملامح وجهه مملوءة سلام. وأيضًا بسلامة يشيع السلام في نفوس الآخرين. ويكون الجو كله مملوء بالسلام، وهذا السلام معناه أن يكون باستمرار في حالة اطمئنان، سواء اطمئنان لطبيعته أو اطمئنان لعمل الله فيه. أو عمل الله معه.

† ومن أعظم الأمثلة على هذا داود النبي. داود النبي لم يفقد سلامه أبدًا، حتى وهو فتى صغير يرعى الغنم عندما جاء أسد ودب وهجموا على الغنم لم يفقد سلامه. وعندما سحب الأسد شاه، جرى داود وراء الأسد وأخذ الشاة من فمه. من يفعل هذا إلا إنسان مملوء بالسلام، لم يخف أبدًا من افتراس الأسد أو الدب،

† كذلك عندما وقف أمام جليات لم يفقد سلامه بل قال له: “أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ” (سفر صموئيل الأول 17: 45) وقال له: “الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي” (سفر صموئيل الأول 17: 46)، لم يفقد سلامه أبدًا. ثم يعلمنا قائلًا: “إن يحاربني جيش فلا يخاف قلبي، وإن قام علي قتال ففي ذلك أنا مطمئن” ونص الآية: “إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ” (سفر المزامير 27: 3)، هذا هو الإنسان الذي بقلبه سلام. بل الأكثر من ذلك يقول: “إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي”.. شاعرًا بوجود الله معه.

† أما الإنسان الذي يفقد السلام فيقع في الاضطراب والجزع والانزعاج والقلق والشك في معونة الله. والذي يفقد سلامه يقع أيضًا في الخوف. يخاف من مشكلة لا يرى لها حلًا أو يخاف من مرض يعتقد أن لا شفاء منه، أو يخاف من العدوى. هناك بعض الناس يخافون من العدوى فتجدهم كلما يشربون في كوب يغسلونها مرة واثنين وثلاثة. ولا يكتفي بغسيل الكوب بل يريد أن يغسل الماء الذي يغسل به الكوب.

† أيضًا الذي يفقد السلام يخاف من الأعداء ومن المقاومين ويخاف من انكشاف الخطيئة ويخاف من العقوبة أو الفضيحة نتيجة هذه الخطيئة. ويخاف من كلام الناس ويخاف من الحسد ومن الأوهام.

والخوف من الأوهام مثل طفل يبكي إذا وجد نفسه وحيدًا دون أبيه أو أمه. يبكي لأنه شعر أنه ليس هناك من يسنده. دون أن يحدث له أي سوء. أيضًا الطفل يخاف من الظلام لأنه يظن أن هذا الظلام سيؤذيه في شيء. بينما لا يوجد شيء سيؤذيه. يخاف من العفاريت بينما لا يوجد ما يسمى عفاريت. لا أدري من أين جاءت هذه الكلمة.

† هناك أيضًا بعض الناس يفقدون سلامهم لأنهم يخافون من الفشل. يخاف من الدخول في مشروع لئلا يفشل .. أيضًا البنت قد تخشى من مقابلة خطيب لئلا ينصرف عنها بلا عودة. ولو جاء إليها خطيب آخر تخاف أن يفعل مثل الأول وتظل في رعب.

الشك يتعب الإنسان ويسبب له خوف. هناك بعض الناس يخافون من الموت.

† الخوف يشل تفكير الإنسان ويؤدي إلى القلق والاضطراب وعدم الإيمان بمعونة الله، يشك هل ستأتي معونة الله أم لا، ويشك في انتظار الرب، بل أحيانًا يشك في نفسه حيث يشعر بعدم ثقة في النفس، ويشك في قدرته هل سيستطيع القيام بهذا العمل أم لا. ويشك في قدرته على النجاح، هل سينجح أم لا.

يشك في مواجهة الأمور ولذلك يصل إلى التردد. مثل هذا الإنسان يحتاج إلى معونة وتعزية وتشجيع لكي يكون عنده سلام.

 

 

4ـ الرجاء 23 02 2011 - عظات يوم الأربعاء فيديو - البابا شنودة الثالث

2ـ القلق 26 01 2011 - عظات يوم الأربعاء فيديو - البابا شنودة الثالث

عظات يوم الأربعاء - 2011 - البابا شنودة الثالث
عظات يوم الأربعاء - 2011 - البابا شنودة الثالث