ماهو خطورة المجد الباطل على الأساقفة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, تعاليم وإرشادات للكهنة, خدمة الكهنوت
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماهو خطورة المجد الباطل على الأساقفة؟

يحيط بعض الأساقفة، وبخاصة فى المُدن الكبيرة، أنفسهم بما يبعدهم، مثل الطغاة، عن رعيتهم بقصد إرهابهم ([741]). يقول أوريجينوس: [يمكنك قول نفس الشئ عن من يبتغى الأسقفية بحثاً عن تمجيد الناس لهم وتملقهم، أو طلباً للكسب ممن يُقدمون العطايا مدفوعين بتقواهم. فأسقف كهذا لا يشتهى عملاً صالحاً (1تى3: 1) بأى حال. ولن يكون بلا لوم ولا اعتدال ولا سمو فكر، إذ يسكره المجد ويتخمه إدمانه. وينطبق هذا القول أيضاً فيما يتعلق بالكهنة والشمامسة ([742])].

وفى تعليق أوريجينوس على يشوع وسلوكه فى حصوله على نصيبه فى الميراث، بعد كل الأسباط، بل وبعد كالب، يقول: [لماذا جعل من نفسه آخر الجميع؟ حتى يصير بالتأكيد أولهم (مت19: 30). لم يكن حصوله على إرثه بقرار بل من الشعب، كما ينص الكتاب المقدس، "أعطى بنو إسرائيل يشوع بن نون نصيباً فى وسطهم" (يش19: 49). ولكن الآن "فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً (1كو10: 11). فكما قيل إنك أن سلكت فى تواضع، فسيزداد بذلك قدرك، وتحرز استحساناً من الرب (سيراخ 3: 17). وأيضاً:" إذا اختاروك عليهم رئيساً فلا تستكبر، بل لتصر بينهم كواحد منهم (سيراخ32: 10) ([743]). لذلك، فإن قدمنا صدقتنا أمام الناس. نحصل على مكافأتنا منهم (مت6: 1 - 4). وبصفة عامة، كل من يعمل ويطلب مجد من الناس، لن تكون مجازاته ممن يجازى من يعمل فى الخفاء. فلذلك ايضاً من تملك عليهم أفكار المجد العقيم أو محبة الكسب، فهم يتصرفون بدوافع مشبوهة. والتعليم الذى يُعدّ تعليماً كنسياً، إذا ما صار مستعبداً بكلمات التملق، سواء باستخدامه كستار للجشع، أو حين يسعى أحد للمجد البشرى كمعلم، فلن يكون فيما بعد تعليم "من وضعهم الله أناساً فى الكنيسة: أولاً رُسلاً، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين" (1كو12: 28). لك أن تقول الشئ نفسه، فيما يختص بمن يسعى للأسقفية طلباً للكرامة البشرية، أو طمعاً فى الربح من عطاء من تدفعهم تقواهم. فالأسقف من هذا النوع من المؤكد "لا يشتهى عملاً صالحاً" (1تى3: 1). ولن يكون أبداً بلا لوم، حليماً وضابطاً لنفسه ". إذ قد أثمله المجد وانتفخ به. وينطبق هذا أيضاً فيما يتعلق بالكهنة والشمامسة ([744])].

يقدم أوريجينوس صورة عن نفسه فى عظاته وتفسيراته، كمثال لاتضاع الإكليروس والمُعلمين:

1. كان يُرجع الفضل فى فهمه وإلمامه بالكتب المقدسة إلى نعمة الله، وليس إلى ذاته.

2. فى مناسبات عديدة كان يُطالب من يشهد اجتماعاته بأن يستمع أيضاً إلى من هم أكثر منه حكمة، وإلى من حباهم الله بنعمة فهم أكبر. إذ يقول: [ربما يوجد إنسان آخر أكثر حكمة منى، ويُحسب عند الله أهلاً أن يتمتع بالكشف والحكمة فى التفسير وذلك بروح الله، وأن ينال عطية معرفة الكلمة بالروح (1كو8: 12). (فيقدم تفسيراً أفضل منى، وإن كنت من جهتى بذلت غاية جهدى) ([745])]. [لعل الله يعطى من يختاره كلمات حكمة أكثر ثراء (مما لى)، ويهبه كلمة تدخل إلى الأعماق بنور المعرفة، فيكون تفسيرى إذا ما قورن بمن هو مثل هذه المواهب، كشمعة فى ضوء الشمس ([746])].

يقدم أوريجينوس باتضاع خاتمة عن تفاسيره، قائلاً: [هذا هو أقصى ما يمكننى إنجازه، ليت من كان قادراً على نوال نعمة أعظم لفهم هذه العبارة ينطق بكلمات أكثر وأفضل ([747])].

[(لا يستطيع أحد أن يفسر بطريقة كاملة) ما لم يحل يسوع فى ذهنه، هذا الذى كان على انفراد يُفسر لتلاميذه كل شئ (مر4: 34)، فيفتح جميع حجرات الكنوز الخافية والمظلمة ويشرق بنوره عليها. فإننى حتى الآن لم أوهب من العقل ما هو كافٍ وقادرٍ على الامتزاج بذهن المسيح، فأبلغ إلى المستوى المطلوب لهذه الأمورٍ ([748])].


[741] [] Comm. On Matt. 8: 16; Church History 50 (1981): The Charismatic Intellectual: Origen's Understanding of Religious Leadership, p. 116.

[742] [] Commentary on Mattew, Book 15: 11 (Cf. ANF).

[743] [] In Jos. Hom 2: 24.

[744] [] Commentary on Mattew. 15: 11; Thomas Halton, p. 21.

[745] [] Comm. on Matt. 37: 15 (Drewery).

[746] [] Comm. on Matt. 13: 16.

[747] [] Comm. on Matt. 17: 16.

[748] [] Comm. on Matt. 11: 14.

كيف كان موسى مثالاً رائعاً فى إقامة خليفة له؟

كيف يراجع الكاهن حساباته حتى لا يفقد سلطانه؟