كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, تعاليم وإرشادات للكهنة, خدمة الكهنوت |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
كيف كان موسى مثالاً رائعاً فى إقامة خليفة له؟
طالب أوريجينوس جميع رجال الإكليروس بالتواضع، مقتدين بموسى العظيم بين الأنبياء، هذا الذى لم يجسر أن يختار لنفسه خليفة، بل سأل الله ليختار من يصلح لهذا المركز. [لنُعجب بعظمة موسى، هذا الذى وهو يستعد للرحيل من هذه الحياة، صلى إلى الله لكى يختار قائداً لشعبه. ماذا أنت فاعل يا موسى؟ أليس لك ابن من صلبك، جرشوم واليعازر؟! إن كانت تنقصك الثقة فيهما، فماذا عن أخيك، الرجل العظيم؟! لماذا لم تطلب من الله أن يجعل منهم قادة للشعب؟
ليت رؤساء الكنيسة عوض عن تعيين من ينتمى إليهم برباط الدم أو العلاقات الأسرية فى وصاياهم، وعوضاً عن إرساء سلالات حاكمة فى الكنيسة، يتعلمون الالتجاء إلى حكم الله، ويبتعدون عما تدفعهم إليه مشاعرهم البشرية، تاركين أمر تعيين خلفائهم فى يدى الله.
ألم يكن موسى قادراً على اختيار قائداً للشعب، يختاره بحكمة وبقرار سليم وعادل؟! من يقدر أن يختار قائداً بحكمة أكثر من موسى؟ ومع ذلك لم يفعل. إنه لم يختر خلفاً له، ولا تجاسر أن يفعل ذلك، لم لا؟ حتى يتفادى إعطاء من يجيئون بعده مثالاً يحثهم على التجاوزات. لنصغ: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلاً على الجماعة، يعمل قائداً لهم فى كل الأمور، يقودهم فى كل أعمالهم" (راجع عدد27: 16 - 17). إن كان رجل عظيم مثل موسى لم يُقدم بنفسه على اختيار قائد للشعب، وانتخاب من يخلفه، فمن هو إذن من بين شعبه، أو حتى من بين صفوف الكهنة يعطى صوته مندفعاً بعاطفة بشرية أو إغراء مالى، ويظن أنه قادر على إبداء الرأى فى هذا الشأن، إلا إذا تم ذلك خلال رؤيا يتمتع بها بالصلوات والتوسلات المقدمة لله؟ ([749])].
[749] [] In Num. hom. 4: 22; (Robert B. Eno – Massage of the Frs. Of the Church, p. 84).