ما هى السمة الرئيسية التى تؤهل المؤمن للعمل الكهنوتى والرعوى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أسرار الكنيسة السبعة, سر الكهنوت, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى السمة الرئيسية التى تؤهل المؤمن للعمل الكهنوتى والرعوى؟ ([678])

الحب الحقيقى هو الذى يؤهل المؤمن للعمل الكهنوتى والرعوى، لهذا اختص ربنا يسوع بعد قيامته معلّمنا بطرس، بهذا السؤال: "يا سمعان بن يونا، أتحبنى؟... ارع غنمى" (يو21: 16). لقد عين الرب حقيقة مفهوم حب رسوله له، وطبيعته، وهدف هذا الحب. فالحب الذى كان يصدر عن معلّمنا بطرس قبل حلول الروح القدس، كان حباً حسب طبيعته ومفهومه البشريين، بدليل أنه بمقتضى هذا الحب انتهر ربنا يسوع لكى لا يُسلّم نفسه للصليب، كما فى مكابرته بحبّه أراد ان يضع نفسه عن ربه، لكنه للأسف أنكره بقسم ولعن أمام جارية، وفى مرارة نفسه بكى بكاءً مراً، مدركاً أن حبه لم يكن إلا نفاية. وفى يوم الخمسين من قيامة الرب، بينما كان التلاميذ والرسل مجتمعين بنفس واحدة حلّ عليهم الروح القدس شبه ألسنة نار (أع2: 3 - 4)، فامتلأ بطرس كبقية التلاميذ من روح هذا الحب الإلهى، الذى أعطاهم صورة الفادى الحقيقية، والراعى الصالح نفسها. هذا هو الحب الإلهى، الذى كانوا منتظرين موعده، لينفذوا هذه الكلمات: "أتحبنى... أرع غنمى".

فإذ حلّ فيهم روح الحب أمكن أن يكون لهم حق الرسولية والتبشير فى المسكونة كلها، لرعاية غنم الرب، نفوس البشر، موضع حبه وهدفه. ما كان يمكن أن تكون للرعاية وجود، بدون هذا الروح، لأنها هى عمل الله "الحب" بمن اختارهم رعاة لشعبه، وهى تهدف أولاً وأخيراً إلى نمو الرعاة والرعية بحياة الحب الحقيقى، بالروح القدس، فى شخص الفادى الحبيب.

فالراعى لا يقدر أن يتسلّم عصا الرعاية، وهى الصليب، إلاَّ إذا لبس أولاً المسيح الحبيب، وإلاَّ سرعان ما تُثقل أتعاب الرعية ظهره، وتعيّى نفسه، فيتحول إلى خادم متذمر يائس، يضيق بالخدمة وصاحبها، ويود الهروب منها. فإن كان ممن اختلسوها خلسة، فلا غرابة إذا أضحى أجيراً أو لصاً، لا راعياً. وإذا استهان بطول أناة الله ولم يتب، زحزحت النعمة منارته، وأخذ إكليله آخر، وأسرع بتهاونه إلى الدينونة الرهيبة (خر34)، كما رسم الروح القدس لمن يستهين بمحبته.

السمات المطلوبة فى المُرشح لأى درجة كهنوتية، فى نظر القديس باسيليوس هى الآتى:

أولاً: أن يكون من الساكنين فى بيت الله، الذى يعملون بغيرة مقدسة. [إذا كان قوم ساكنين فى بيت الله، يجب عليهم أن يسعوا فيه بلا حسد ولا عثرة ([679])].

ثانياً: معرفة الكتاب المقدس. [لا يُسام أحد قساً وهو لا يعرف كلام الكتب جيداً، وبالأكثر الإنجيل ([680])].

ثالثاً: تشهد حياته لإيمانه العملى، إذ يقول: [الذى يُختار ليكون أسقفاً يجب أن يكون رجلاً عفيفاً، بشوشاً، خائف (الرب)، يجاهد عن المظلومين، لا يحابى أحداً من الناس، بل يقول الحق. ولا يخشى غنياً. ولا يكون محباً للقنية، لأن هذه خطية تغرى كل الناس، ولا سيما لمن هم فى هذه الرتبة ([681])].

رابعاً: عدم البهرجة فى ملابسه. يليق بالأسقف أن يذكر الجياع والعراة بين شعبه، فلا يستطيع أن يعيش فى ترفٍ.

خامساً: يحمل روح الأبوة. [يجب على الأسقف أن يُقاتل من أجل الحق حتى الموت. ويكون أباً للأرامل والأيتام. ويتزين بالنقاوة لكى يربح الناظرين إليه، ويبكت بلطف، ويصعد وينزل، وكلامه حازم ومُملح. ولا يكون سكيراً، ولا يحسد أحداً. ولا يحب الذهب، ويحسب كل ما لهذا العالم لا شئ. ولا يكون محباً لربح باطل، بل يهرب من كل زينة فارغة ([682])].

سادساً: غير متزوج من المحرمات ولا تزوج زيجة ثانية. من شروط المُرشح لخدمة الكهنوت، أسقفاً كان أو قساً او شماساً، ألا يكون قد سبق له الزواج من المحرمات حتى إن تاب (1تى3: 2 - 6).


[679] [] القسم الثالث، بند38 (دير السريان، القديس باسيليوس، 2003، ص495).

[680] [] القسم الثالث، بند89 (دير السريان، القديس باسيليوس، 2003).

[681] [] القسم الثالث، بند 38 (دير السريان، القديس باسيليوس، 2003).

[682] [] القسم الثالث، بند39 (دير السريان، القديس باسيليوس، 2003).

ما هو عمل رئيس الكهنة السماوى فى حياة كهنته وكرازتهم ورعايتهم؟

ما هى حدود الأسقفية؟