ماذا تقدم لك كل من نار الروح القدس ونار العالم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا تقدم لك كل من نار الروح القدس ونار العالم؟

يقول المرتل: "تلذذ بالرب، فيعطيك سؤل قلبك" (مز37: 4). يوضح القديس مقاريوس الكبير كيف يوجِّه النار المادية المنظورة، وأيضاً نار الروح القدس غير المنظورة، حسب سؤل قلوبنا:

أ. طُرح الثلاثة فتية الأبرار فى وسط أتون النار، وإذا بالنار الإلهية التى فى قلوبهم والعاملة فى أفكارهم تحوّل نار الأتون المنظورة إلى ندى. لم يستطع الأتون أن يحرقهم ويهلكهم، بل صار يمجدهم حيث رأى الملك شخصاً رابعاً شبيه بابن الآلهة يحتضنهم ويتمشى معهم (دا3: 25).

ب. إذ عبد بنو إسرائيل الأوثان الزموا هرون أن يجمع أوانيهم وحليِّهم الذهبية. قال هرون لموسى أنه لما طرح الحليّ الذهب فى النار خرج هذا العجل الذهبى. هكذا صوَّرت قصدهم، فخرج العجل الذهبى وعبدوه جهراً (خر32: 24).

ج. اشتهت قلوب الثلاثة فتية الفردوس، فتحولت نار الأتون لهم إلى شبه فردوس. واشتهى شعب إسرائيل عبادة عجل أبيس الذى فى مصر فسبكت لهم النيران العجل الذهبى ليعبدوه.

† بينما كان الثلاثة فتية الذين بسبب برّهم طرحوا فى الأتون فى وسط النار المنظورة، كانوا حاصلين فى قلوبهم على النار الإلهية السماوية عاملة فى داخل أفكارهم، وفاعلة بقوتها فيهم... هذه النار السماوية كشفت نفسها من الخارج أيضاً... فحجزت بينهم وبين النار المنظورة فى الأتون، وأوقفتها حتى لا تحرق الأبرار، ولا تؤذيهم بأى نوع من الأذى...

كذلك حينما مال عقل شعب إسرائيل وأفكارهم بعيداً عن الله الحى، وتحولوا إلى عبادة الأوثان، ألزموا هارون بأن يجمع أوانيهم وحليّهم الذهبية، وقال هارون لموسى إنه لما طرح الحلى الذهب فى النار خرج هذا العجل كما لو أن النار قد صورت ما فى نيتهم وكان هذا كأمرٍ غريبٍ... فإنهم فى نيتهم وأفكارهم زاغوا إلى عبادة الصنم، وبحسب رغبتهم وقصدهم شكلّت النار من حليّهم عجلاً مسبوكاً من صناعتهم، وعبدوه جهراً (خر32: 24)...

وكما كان للثلاثة فتية أفكار البرّ، فقبلوا نار الله فى داخلهم، وعبدوا الرب بالحق، كذلك الآن تنال النفوس المؤمنة النار الإلهية السماوية فى إنسانها الداخلى، وهى فى هذا العالم، تلك النار نفسها تطبع صورة سماوية فى طبيعتهم البشرية[582].

كما يقول: [كما صورت النار الأوانى الذهبية، فصارت صنماً (خر32: 24)، كذلك يحقق الرب ويتمم مقاصد النفوس المؤمنة الصالحة، ويطبع ويصوّر فى النفوس الآن الصورة السماوية الجديدة بحسب رغبتهم وشهوتهم. هذه الصورة ستظهر فى القيامة من الخارج، وتمجد أجسادهم من الداخل ومن الخارج... وكما أن الأجساد فى هذا الزمان تضمحل وتموت وتتحلل، هكذا تفسد الأفكار بعمل الشيطان، وتموت عن الحياة الحقيقية وتدفن فى الطين والتراب لأن نفوسهم تهلك... وكما أن الإسرائيليين طرحوا الأوانى الذهبية فى النار، فصارت صنماً، كذلك الإنسان متى سلم أفكاره النقية الصالحة للشر، فتندفن فى وحل الخطية وتصير صنماً... ما الذى يفعله الإنسان حتى يكتشفها ويعرفها ويميزها ويطرحها بعيداً عن ناره الخاصة؟... تحتاج النفوس إلى المصباح الإلهي، وهو الروح القدس، الذى ينير ويجدد البيت المظلم... تحتاج النفوس إلى شمس البرّ الساطعة، التى تضئ وتشرق على القلب، وهى السلاح الذى تكسب به المعركة[583].].


[582] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 11: 2.

[583] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 11: 3.

هل تستقر نفوسنا فى الروح القدس ويسكن الروح القدس فينا؟

متى يحلّ ربيع القيامة، ويُعلن المجد الخفي؟