من يقدم لنا تعزيات سماوية أثناء جهادنَّا ومعركتنا مع إبليس الشرس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من يقدم لنا تعزيات سماوية أثناء جهادنَّا ومعركتنا مع إبليس الشرس؟

فى حديثه الوداعى قبل القبض عليه أكد السيد المسيح لتلاميذه أنه سيرسل لهم الروح القدس المعزي، قائلاً لهم: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يو14: 16). "وأما المعزي الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيءٍ، ويذكركم بكل ما قلته لكم (يو14: 26)." ومتى جاء المعزي الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق، الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي (يو15: 26).

إذ يتمم السيد المسيح عمل الفداء على الصليب، يصعد إلى السماء، ويرسل الروح القدس، ليهب كنيسته عذوبة الشركة فى الصليب وخبرة قوة القيامة وعربون الحياة السماوية. هذا هو المعزي الآخر الذى يأخذ مما للسيد المسيح ويعطينا. يستمر عمل الروح القدس فى حياة الكنيسة حتى انقضاء الدهر، ليقدمها عروساً تحمل أيقونة عريسها السماوي.

كلمة "باراكليت" التى تترجم معزياً تعنى أيضاً محامياً أو مدافعاً Advocate، فهو الذى يقف مدافعاً عن كنيسة المسيح أمام العدالة الإلهية لحساب الخطاة المخطئين الذين بالإيمان الحي العامل بالمحبة حملوا برّ المسيح. يدعو السيد المسيح نفسه "معزيّاً"، إذ يلقب الروح القدس "المعزي الآخر". وقد دعا الترجوم Targum أيام المسيا بأيام التعزية. فالمسيح عزى تلاميذه حين كان معهم بالجسد، وإذ يفارقهم بالجسد يرسل لهم روحه القدوس معزياً آخر.

إذ يقدم السيد المسيح نفسه ذبيحة حب عن البشرية صار من حق مؤمنيه أن يحلّ الروح القدس ويستقر فيهم، هذا الذى لم يعد مستقراً فى الإنسان منذ لحظة سقوط آدم فى الخطية. هذه العطية التى هى بالحقيقة نوال واهب العطايا، عطية دائمة تلازم المؤمن حتى يعبر به من هذه الحياة. لن يفارقه الروح القدس مادام يقبله فيه ويتجاوب معه.

إذ سبق المخلص فقدم أساس المعرفة وهو الإيمان، ثم بنى على هذا الأساس أعمال المحبة التى هى حفظ وصاياه، يبعث إلينا روحه القدوس من عند الآب الذى وحده يقدر أن يحقق هذا كله.

هنا يكشف السيد المسيح عن دور الثالوث القدوس المتكامل معاً لتحقيق خطة تمجيدنا الأبدي. فالآب الذى أرسل ابنه معزياً يبذل نفسه خلاصاً للعالم، الآن يستقبله عند صعوده، فيستقبل الكنيسة الجامعة، من آدم إلى آخر الدهور فى شخصه بكونه رأسها. يستقبل المعزي الأول فيُسر به، إذ أكمل خلاص البشرية وأعلن عن حب الآب عملياً، وإذ يستقبله فى السماء، يبقى هذا المعزي متغرباً عن البشرية بالجسد، لكنه حاضر على الدوام فى وسط كنيسته المقدسة. ويطلب عنها أمام الآب ليرسل المعزي الآخر، الذى يحلّ فى الكنيسة وينيرها ويقدسها ويقودها دون أن يفارق الآب أو ينفصل عنه. هكذا تظهر علاقة الحب المتبادل بين الثالوث القدوس العامل لخلاص البشرية ومجدها الأبدي.

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [فإن قلت: لِمّ قال السيد المسيح: "وأنا أطلب من الآب"؟ أجبتك: لأنه لو قال: "أنا أرسله" لما صدقوه، لذلك قال هنا: "وأنا أطلب من الآب" حتى يجعل كلامه عندهم مؤهلاً لتصديقه.].

كيف نفسر إرسالية كبير بيت إبراهيم كرمز لارسالية الروح القدس؟

لماذا قال السيد المسيح: "لكني أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق، لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو7:16)؟