ما هو السلوك اللائق بالمؤمن التائب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو السلوك اللائق بالمؤمن التائب؟

قدم لنا الرسول بولس خمسة مبادئ للسلوك اللائق بأولاد الله التائبين:

أولاً - السلوك فى المسيح: "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه" (كو2: 6). من يقبل السيد المسيح يسلك فيه بكونه الطريق الإلهى، فيستطيع أن يجتاز العالم بقلبه وفكره، ويعبر كما إلى حضن الآب، لتستقر أعماقه هناك على رجاء قيامة الجسد والوجود الدائم فى المجد الأبدى. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ "اسلكوا فيه"، لأنه الطريق الذى يقودنا إلى الآب، وليس فى الملائكة، فإنهم لا يقتدرون أن يبلغوا بنا إليه ([566])].

ثانياً - السلوك بالورح القدس: "أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16).

يقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير: [(الروح القدس) يحث (المؤمن) على الدوام أن يجاهد الجسد والروح، لكى ما يتقدسا على ذات المستوى، ويستحقا أن يرثا الحياة الأبدية بالتساوى].

ويقول: [بهذه الطريقة يعتاد الجسد كله على كل صلاح، خاضعاً لقوة الروح القدس، فيتغير تدريجياً، حتى أنه فى النهاية يشترك، إلى حد ما، فى سمات الجسد الروحى الذى نتقبله فى قيامة الأبرار ([567])].

ثالثا - السلوك فى المحبة: "اسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً، وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة. (أف5: 2) يشارك المسيحى السيد المسيح كهنوته (الكهنوت العام) بتقديم حياته ذبيحة حب عن الآخرين كسيده. هذه هى سمة" الإنسان الجديد "الذى لنا عوض" الإنسان العتيق "الفاسد.

يقول القديس أغسطينوس: [من يقطن فى الحب يقطن فى الله، لأن الله محبة (1يو4: 16) ([568])]. [لقد دُعيت ابناً، فإن رفضت الامتثال به لماذا تطلب ميراثه؟ ([569])].

رابعاً - السلوك كأولاد نور: "لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور فى الرب اسلكوا كأولاد نور" (أف5: 8) إذ بالحب العملى نتمثل بالله النور نحمل شركة طبيعته، فنُحسب "أولاد نور"، لا مكان لظلمة الموت فينا، بل ننعم بنور القيامة، خلال هذا المفهوم يوصينا الرسول أن نسلك عملياً كأولاد للنور متمتعين بقوة القيامة وبهجتها فى داخلنا، معلنة فى حياتنا اليومية وسلوكنا الخفى والظاهر، تاركين أعمال الظلمة غير اللائقة بنا.

يقول القديس أغسطينوس: [إذ كنتم فى الظلمة لم تكونوا فى الرب، لكن إذ استنرتم فإنكم تضيئون بالرب وليس من ذواتكم ([570])].

خامسا - السلوك بحكمة مع مراعاة افتداء الوقت: "اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت" (كو4: 5) يطالبنا الرسول بولس نحن أيضاً أن نسلك مع الغير بحكمة وبتدقيق لكى نقتنيهم لحساب ملكوت الله. فبالسلوك اللائق يمكننا ان نشهد لمسيحنا، ونسحب القلوب إلى الصليب ليتمتع كثيرون بقوة الله للخلاص، وينفتح أمامهم باب الرجاء. كل لحظة من لحظات عمرنا لها تقديرها، يمكن أن تكون سر بركة أو مرارة وهلاك، لهذا يقول: "مفتدين الوقت".


[566] [] Homilies on Colossians, homily, 6.

[567] [] Epistle 1, philokalia 16,17,20.

[568] [] Ep. 5: 148.

[569] [] Ser. On N,T. 3: 64.

[570] [] Ser. On N,T. 5: 17.

هل يتعارض سكب دموع التوبة مع الشخصية المتسمة بالبشاشة؟

ماذا يلزم أن يفعل من يتوب عن خطية، ويعود فى نفس الخطية؟