لماذا دُعي يسوع الصخرة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع الصخرة؟

لم تتوقف طلبات موسى من إلهه، إذ لم يطمع فى عطاياه فحسب، إنما سأله فى جرأة: "أرني وجهك" (خر33: 18). وكانت إجابة الرب له هكذا: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (خر33: 20). أخيراً أجاب الرب موسى سؤاله بقوله: "هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يُرى" (خر33: 21 - 22).

هذا الحديث كما يقول القديس أمبروسيوس يُشير[460] إلى التجسد الإلهىي، فقوله "هوذا عندى مكان"، كأنما يعني، لقد حققت طلبك بالقدر الذى تحتمله، فإنى أحملك إلى سرّ التجسد، فتقف على الصخرة، أى ترتكز على السيد المسيح (الصخرة الحقيقة). اما قوله تنظر ورائي فيشير إلى ملء الأزمنة حيث يجتاز الله على العالم معلناً حبه، فنرى الله خلال التجسد الإلهي، كمن هو فى سترة يد الله (المسيح) يرى مجد اللاهوت (فى نقرة من الصخرة)، فيقول مع الرسول يوحنا: "ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب" (يو1: 14). ويُعلّق القدّيس جيروم على عبارات السيد المسيح الخاصة بالبناء على الصخر أو على الرمل (مت7: 24 - 27)، قائلاً: [المطر الذى يعمل على هدم البيت بلا رحمة هو الشيطان، والأنهار تُشير هنا إلى أضداد المسيح، والرياح إلى قوات الشرّ الروحيّة التى فى الهواء، "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشرّ الروحية فى السماويّات" (أف6: 12). هذه وقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسّساً على الصخرة. على هذه الصخرة (الإيمان بالسيد المسيح) أسّس الله كنيسته، ومنها استمدّ الرسول بطرس اسمه: "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" (مت16: 18). على هذه الصخرة لا يوجد أثر للحيّة، لذا يقول النبي فى ثقة: "وأقام على صخرة رجليّ" (مز40: 2)، وفى موضع آخر يقول: "الصخور ملجأ للوبار" (مز104: 18). فالوبار يلجأ إلى الصخور بكونه خائفاً... (وموسى النبي إذ كان كالوبار صغيراً) قال له الرب بعد خروجه من أرض مصر: "إنى أضعك فى نقرة من الصخرة، واسترك بيدي حتى اجتاز، ثم أرفع يدي، فتنظر ورائي" (خر33: 22 - 23) [461].].


[460] St. Ambrose: On the Holy Spirit 5: 3.

[461] In Matt. 25: 7.

لماذا دُعي يسوع نوراً وناراً؟

لماذا دُعي يسوع الباب والبواب؟