كيف نقاوم الخطية بالعمل الإيجابى للتوبة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف نقاوم الخطية بالعمل الإيجابى للتوبة؟

يميل القديس باسيليوس إلى الاهتمام بالأكثر بالعمل الإيجابى، وإن كان لا يتجاهل الحرص والاهتمام بالجوانب السلبية. يبرز العمل الإيجابى فى مقاومة الخطايا بالآتى:

أ. عوض مقاومة الخطايا بُمجرد محاولة الامتناع عنها، يبدأ المؤمن بطلب نعمة الله لاستبدال الطاقات التى تحولت إلى آلات للشر كى تصير ألات بناءة لحساب ملكوت الله. فمن يستخدم فكره او لسانه فى التجديف، يستخدمهما فى الشكر والتسبيح لله. هكذا يجد فى معالجته لأخطائه وضعفاته فرصة ليقتنى نعمة الله للعمل لحساب ملكوت الله. والذى اعتاد على السرقة يُقدم خيرات للمحتاجين والمتألمين، حاسباً أن كل إمكانياته هبة من الله قدمها له لحساب إخوته فى البشرية.

يقول القديس باسيليوس الكبير: [الذى أخطأ فى جسده يلتزم باستعمال الجسد فى (الفضيلة المضادة). إنك جدفت، فعليك أن تسبح الله بفمك. إنك سرقت، فعليك أن تعوض بعمل الخير. إنك شربت المُسكر، فعليك أن تصوم. إنك تكبرت، فعليك أن تتواضع. إنك حسدت الغير، فعليك أن تصلى من أجل من حسدته. إنك ربما قتلت، فعليك أن تتحمل ألم الاستشهاد، وأن تُرهق جسدك بالإماتة ([551])].

ب. لا يُفسد المؤمن وقته فى انشغاله بماضيه أو هيامه فى تصورات خيالية عن المستقبل، إنما يحيا حاضره فى خبرة عربون الأبدية.

يقول القديس باسيليوس الكبير: [بالحق كل الحياة البشرية تقوم هكذا لا تقتنع بما قد عبر، ولا تقتات على الماضى كما على المستقبل. إذ كيف يكون الإنسان فى حال أفضل لو أن معدته كانت ممتلئة بالأمس بينما لا يجد اليوم ما يُشبع جوعه كما يليق؟ بنفس الطريقة، فإن النفس لا تربح شيئاً بفضيلة الأمس ما لم يتبعها سلوك لائق اليوم ([552])].

ج. اهتمامه بالعمل الجماعى والعبادة الجماعية البناءة.

يقول القديس باسيليوس الكبير: [إذ يبدأ اليوم فى بزوغ الفجر ليجتمع الكل كما بفم واحد وقلب واحد، ويرفعون للرب مزمور الاعتراف (50)، فيحسب كل واحد منكم أن كلمات لتوبته هو ([553])].


[551] [] الأب الياس كويتر المخلصى: القديس باسيليوس الكبير، منشورات المكتبة البوليسية، بيروت، 1989، ص 70.

[552] [] Letters, 1: 42.

[553] [] Mike Aquilina: The Way of the Fathers, Indiana 2000, article 426.

هل من خطوات عملية تسندنا فى التمتع بحياة التوبة؟

لماذا يستخدم الله المحب للبشر التأديب؟