لماذا دُعي اسمه عجيباً (إش7:9)

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي اسمه عجيباً (إش9: 7)

"يُدعى اسمه عجيباً"، لأنه فائق الإدراك؛ أعطي اسماً فوق كل اسم لكى تجثو باسمه كل ركبة ممن فى السماء، وممن على الأرض، ومن تحت الأرض (فى2: 9 - 11).

يقدم لنا الكتاب المقدس بعهديه ألقاباً وأسماء للسيد المسيح، بعضها رمزى، غايتها أن تكشف عن أعمال محبته للبشرية التى لا يُعبر عنها. مع كل لقبٍ تدخل النفس البشرية إلى أعماق جديدة، لتنعم بفيض حبه، يسندها فى رحلتها على الأرض حتى تعبر إلى الفردوس، وتلتقى معه على السحاب فى يوم الرب العظيم. فتراه مع جميع المؤمنين وقد عكس بهاء مجده على الإنسان ككل: نفسه وجسده وطاقاته. عندئذ يتعرف المؤمن على كمال حب الله الفائق ليعيش فيه أبدياً! يقول العلامة أوريجينوس: [يسوع هو كل شيء، كل الأسماء تناسبه. إنه كل شيء يعلنه[398].] ويقول القديس غريغوريوس النيسي: [إنني أدعوك هكذا لأن اسمك فوق كل اسم (فى2: 9). إنه لا يوصف، وغير مدرك بالعقل البشرى. يكشف اسمك عن صلاحك، وعلاقتى بك روحياً[399].].

لاسم السيد المسيح قوة وعذوبة وجاذبية خاصة، تسحب القلب والفكر والحواس والعواطف، فيشعر المؤمن بالشبع الحقيقى، ولا يشتهى معه شيئاً، بل يزداد كل كيانه جوعاً وعطشاً إليه. يقول القدِّيس أغسطينوس: [اسمك مُفضل ليس فقط لأجل عظمته، وإنما لأجل بهجته أيضاً... يقول: "ذوقوا وانظروا ما أحلى الرب!" (مز34: 8).].

بروح النبوة يقول ابن سيراخ: "تعالوا إليَّ أيها الراغبون فيَّ، واشبعوا من ثماري. فإن ذكري أحلى من العسل، وميراثي أعذب من شهد العسل. الذين يأكلونني سيجوعون أكثر، والذين يشربونني سيعطشون أكثر". (سي24: 19 - 21) من يأكل من السيد المسيح بكونه حكمة الله (1كو1: 24) ويشرب منه يزداد جوعه وعطشه إليه فى شوقٍ عظيمٍ. وفى نفس الوقت من يجوع إليه ويعطش يتمتع بالشبع به أبدياً. يقول القديس أغسطينوس: [لكنك لن تتوقَّف عن الحب، لأن ذاك الذى تراه هو كمن يربكك ليس بأى نوع من القلق، وإنما يُشبعك وأيضاً لا يُشبعك فى نفس الوقت. عندما أقول إنه يشبعك أخشى أن تكون كمن قد شبع ويود أن يرحل، كما من الغذاء أو العشاء. فماذا إذن أقول؟ لا يشبعك! مرة أخرى أخشى أن يبدو كمن لا يشبعك، فتبدو كمن فى احتياج، كمن هو فارغ، وهذا الفراغ يحتاج أن يمتلئ. إذن ماذا أقول سوى ما يمكن قوله، وإن كان بصعوبة يمكن التفكير فيه. إنه يشبعك ولا يشبعك أيضاً، إذ أجد الاثنين فى الكتاب المقدس. بينما يقول: "طوبى للجياع فإنهم يشبعون" (مت5: 6)، مرة أخرى يقول عن الحكمة: "الذين يشربون يعطشون مرة أخرى" (راجع سي24: 21) [400].].


[398] Commentarium in Joannem 1. PG 50: 14.

[399] Homilies on Song of Songs,2. ترجمة الدكتور جورج نوُار.

[400] On Ps 87 (86).

لماذا دُعي يسوع "المخلص"؟

ماذا يقول القديس كيرلس الكبير عن شفيعنا ومخلصنا؟