كيف يعلن طالب العماد اعترافه بالإيمان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أسرار الكنيسة السبعة, سر المعمودية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف يعلن طالب العماد اعترافه بالإيمان؟

يحول طالب العماد وجهه من الغرب إلى الشرق، معلناً قبوله الانتساب لمملكة النور بعد جحده مملكة الظلمة، أى قبوله السيد المسيح بعد رفضه إبليس. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [إنكم تتجهون نحو الشرق، فإن من يجحد الشيطان يتجه نحو المسيح ويراه وجهاً لوجه ([456])]. لقد نسب للشيطان الغرب، إذ يملك فى الظلمة. وكما يقول السيد المسيح نفسه: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو22: 53) ويقول الرسول بولس: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشرّ الروحية فى السماويات" (أف6: 12)، ودُعيت جهنم الموضع الذى يستقر فيه إبليس وجنوده بالظلمة الخارجية. وعلى العكس نُسب للسيد المسيح الشرق إذ هو شمس البرّ الذى ينير على الجالسين فى الظلمة (ملا4: 1، 1: 16)، وقد دُعى الرب باللابس النور كثوب (مز104: 2)، وهو سرّ أستنارتنا (مز27: 1؛ 43: 3)، ودُعى أولاده "أبناء النور" (لو16: 8)، كما دُعيت وسائط الخلاص بأسلحة النور (رو13: 12).

طالب العماد إذ ينظر إلى الشرق إنما ينظر إلى السيد المسيح نفسه الذى دُعى بالشرق (زك6: 12) وشمس البر والعدل (ملا4: 2). وبالنظر إلى الشرق نتطلع إلى الفردوس القديم الذى غرسه الله لنا فى عدن نحو الشرق ([457])، كما يلهب قلبنا بالشوق نحو مجئ السيد المسيح الذى صعد فى المشارق ويأتى هكذا (مت24: 27؛ أع1: 11)، قائلين مع الأب ميثودسيوس من أولمبياس: [هلم نسرع جميعاً نحو الشرق، لنلتحف بالثياب البيضاء، ولنحمل مصابيحنا فى أيدينا ([458])].

ويلاحظ أن هذا الطقس بشقيه: التطلع إلى الغرب لجحد الشيطان ثم التطلع نحو الشرق لقبول السيد المسيح، الخط الرئيسى الواضح فى كل ليتورجيات العماد فى الكنيسة الأولى.

والاعتراف بالإيمان له مفاهيمه اللاهوتية الأساسية فى التمتع بالعماد المقدس.

أولاً: دُعيت المعمودية المسيحية بالمعمودية باسم الرب يسوع (أع8: 16؛ 19: 5)، حيث يلتزم المعمد أو إشبينه إن كان طفلاً بإعلان إيمانه بربنا يسوع المخلص، لكى يقدر أن يقترب من سرّ الصليب ويدخل إلى شركة دفنه والتمتع بقوة قيامته. لهذا جاء الاعتراف بالمسيح يسوع ربنا المصلوب والقائم من بين الأموات كعنصر أساسى فى كل قوانين الإيمان للمعمودية منذ نشأة الكنيسة. وكما يقول الرسول: "إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت" (رو10: 9). واعتبر الرسول هذا الأمر هو حجر الزاوية فى الإيمان المُسلم له: "فإننى سلَمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضاً: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب" (1كو15: 3 - 4). وقد عرف الوثنيون ذلك، لهذا كان كل همهم أن يُلزموا المؤمنين أن يجحدوا مسيحهم.

ثانياً: لما كانت المعمودية هى الباب المفتوح للدخول إلى العضوية فى الجماعة المقدسة، لهذا يلزم الاعتراف بالإيمان الذى هو حجر الزاوية فى بناء الجماعة المقدسة وسرّ وجودها.

ثالثاً: الاعتراف بالإيمان هو دخول فى ميثاق إلهى أو توقيع عقد مع الله، يُسجل فى سفر السماء. وفى هذا يقول الأب ثيؤدور المصيصى: [أن نقيم العقود والمواثيق مع الله ربنا بالاعتراف بالإيمان، خلال وساطة الكاهن نصير مؤهلين للدخول فى بيته والتمتع برؤيته ومعرفته وسكناه وأن نُسجل فى المدينة ونُحسب مواطنين فيها ونصير أصحاب ثقة عظيمة ([459])]، كما يقول: [بالاعتراف بالإيمان تربط نفسك بالله بواسطة الأسقف، وتقيم ميثاقاً تتعهد فيه أن تثابر فى محبة الطبيعة الإلهية ([460])].

فى الطقس القبطى الحالى يردد المعمد أو إشبينه بنود الإيمان علناً وراء خادم السرّ وذلك قبيل تغطيسه، أما فى الكنيسة الأولى فكان المُعمد، كما ورد فى قوانين القديس هيبوليتس ([461]).


[456] [] J. Daniélou: The Bible and the Liturgy, P 31.

[457] [] St. Basil: De Spir. Sanct. 27.

[458] [] Mart. Polyc. 3: 9.

[459] [] Whitacker, P 46.

[460] [] cat. Hom 1: 13.

[461] [] Canon of Hip. , can 106: 19 - 148.

ما هى بنود الاعتراف بالإيمان للمعمودية؟

ما هو سرّ الانفتاح؟