37- ما هو ارتباط التقويم الكنسى بالعروس مُفَرِّحة القلوب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التقويم القبطي وحساب الأبقطي, الدراسات الطقسية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

37 - ما هو ارتباط التقويم الكنسى بالعروس مُفَرِّحة القلوب؟

شهوة قلب الوالدين أن يشتركا بطريقة أو أخرى فى الإعداد للاحتفال بزواج ابنهما أو ابنتهما، لتكوين أسرة سعيدة ومتهللة. عند زواج الشخص يتهيَّأ لهذا اليوم ويتوقَّع من أسرته وأصدقائه أن يُشارِكوه فرحه بإقامة هذه الأسرة الجديدة.

إذ أراد ربّ المجد أن يبعث فى مؤمنيه روح الفرح مع الجدية، شبَّه ملكوت السماوات بخمس عذارى حكيمات (مت 25)، يترقبَّن العريس، شمس البرّ، وينطلقن معه على السحاب، ويدخلن معه إلى المجد الأبدي. مسيحنا أرسل روحه القدوس على الكنيسة لكى يُزَيِّن كل نفسٍ ويُجَدِّدها ويهيئها بروح الفرح للعُرْسِ الأبدي. وجاء التقويم القبطي الكنسي يستغل كل فرصة ممكنة لبث روح الفرح فى حياة المؤمنين. نذكر على سبيل المثال:

1. فى تذكار القديسات والشهيدات غالباً ما يُقَرأ فصل العذارى الحكيمات اللواتى يحملن مصابيح مُنِيرة تدخل مع شمس البرّ إلى الفرح السماوي الأبدي. فتتهلل كل الطغمات السماوية بالعروس المقدسة. لقد ترنمت ككواكب الصبح لأبناء العليّ عندما بدأ الربّ يخلق الأرض وما عليها من بركات من أجل الإنسان (أي 38: 7)، وأَعدّ لآدم وحواء جنة عدن كبيت زوجية ملوكى، كم بالأكثر تتهلل القوات السمائية وهى ترى الترابيين صاروا شركاء معهم فى الخورُس السماوى، يُسَبِحون الله ويمجدونه؟!

2. فى تذكار الشهداء تدعو الكنيسة أولادها فى القداس الإلهى ألاَّ يخافوا ممن يقتلون الجسد (مت 10: 28). وكأن استشهاد المؤمنين يدعو الجميع للتمتُّع بروح القوة والرجاء والفرح.

3. متى احتوى أى شهر قبطى خمسة آحاد، يُقرأ فى الأحد الخامس الإنجيل الخاص بإشباع الجموع (فيما عدا أيام الصوم الكبير والخماسين). ويُسَمَّى الأحد الخامس أحد البركة. فإن كان ربّ المجد بارك الخبز والسمك وأشبع الجموع، فإننا نذكر أحد البركة الخاص بدخولنا إلى الأمجاد الأبدية فى جوٍ من الفرح والشبع والتطويب!

4. فى تذكار نياحة البطاركة والأساقفة غالباً ما يُقرَأ الفصل الخاص بالراعى الصالح (يو 10: 1 - 16) (يتكرَّر 38 مرة فى السنة). وفى تنصيب المتنيح البابا شنودة الثالث إذ قرأ هذا الفصل أضاف بعد القول: "أنا هو الراعى الصالح، والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" الكلمات: "يقول ربّ المجد يسوع". أراد بإضافته هذه العبارة أن يؤكد أن المتحدث الحقيقى ليس البابا البطريرك، وإنما السيد المسيح الذى بالحقيقة هو مُفَرِّح القلوب وراعى النفوس ومُخَلِّص العالم.

لهذا لا نعجب من تكرار هذا الفصل فى التذكارات لتأكيد أن قائد الكنيسة الحقيقى هو ربّ المجد يسوع. هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر يليق بكل قائد سواء كان أسقفاً أو كاهناً أو شماساً أو خادماً فى التربية الكنسية أو أباً أو أماً أن يُدرِك ويثق أن رعاية النفوس هى من اختصاص المُخَلِّص القادر وحده أن يسكب فرحه فيها ويهبها برّه الإلهى إن تجاوبت معه بعمل روحه القدوس وتمتَّعت بالشركة معه. اما الإنجيل الثانى للقداس الإلهى فى تذكارات الباباوات فهو (مت 16: 13 - 19)، يتكرَّر 16مرة خلال السنة. حيث شهد له القديس بطرس الرسول: "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ" (مت 16: 16)، وأعلن السيد المسيح أنه على هذا الإيمان الذى أعلنه الآب الذى فى السماوات لبطرس يبنى الربّ كنيسته وليس إنسان ما يبنيها (مت 16: 17)، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (مت 16: 18). وكأن الكنيسة العروس المتهللة التى تحمل أيقونة عريسها مُفَرِّح القلوب، تؤكد للجميع أنه لا يستطيع أحد ما أن يتمتَّع بالفرح الداخلى السماوى أو يبعث هذا فى حياة إخوته أو أولاده إلاَّ بعمل روح الله القدوس الذى يرسله الربّ على كنيسته.

5. على مستوى الأيام والأسابيع تبث الكنيسة فينا روح الفرح، ففى كل صباحٍ فى صلاة باكر ما يشغلنا هو قيامة ربّ المجد يسوع، ليعطينا دوماً يوماً جديداً نسلك فيه بحياة مُقامة من الأموات، وفى منتصف الليل نذكر مجيء العريس لينطلق بنا إلى الأمجاد الأبدية.

وعلى مستوى الأسابيع، ففى كل أحدٍ نذكر قيامة المسيح، ونحسب قيامته عربون قيامتنا، نختبرها فى هذا العالم، ونتمتَّع بالأكثر بها يوم لقائنا مع القائم من الأموات وجهاً لوجه.

6. فى دراستنا لسير القديسين عبر التاريخ نجد الخط العام هو الفرح بذلك الذى يبسط يديه على الدوام ليحتضن كل راجعٍ إليه. وفى مثل رجوع الابن الضال إلى أبيه، ركض أبوه إليه واحتضنه وأقام له وليمة لكى يفرح كل أهل البيت حتى العاملين والخدم (لو 15: 22 - 33). وعندما وجدت المرأة درهمها المفقود، دعت جيرانها لمشاركتها فرحها بوجود ما فُقد منها (لو 15: 8 - 10).

فى اختصار غاية التقويم الكنسي ممارسة الكنيسة رسالتها أن تصير أيقونة لعريسها السماوى. لذا يليق بنا فى كل مناسبة يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية ألاَّ نكف عن الصلاة أن يعمل الثالوث القدوس فينا وفى كل النفوس لا أن نفرح فحسب، بل ونفرّح قلوب الآخرين!

7. أسماء رؤساء الملائكة تدعونا أن نصير أيقونة لمُخَلِّصنا مُفَرِّح القلوب. فرئيس الملائكة ميخائيل (ويعنى من مثل الله) يدعونا ان نتشبَّه بالله فنستنير، ونعكس نور والفرح السماوى على من هم حولنا. ورئيس الملائكة جبرائيل (الله قدير) يدعونا أن نتشبَّه بالقدير فلا نعرف مستحيلات ما دمنا فى شركة معه. ورئيس الملائكة روفائيل (رأفات الله)، مُفَرِّح القلوب يدعونا أن نتمتع برأفات الله ونبث روح الفرح فى كل قلبٍ. ورئيس الملائكة سوريال (معناه بوق) يدعونا أن نحمل البوق الإلهى وندعو إخوتنا إلى الاحتفال بالعريس السماوى ربنا يسوع كعيدٍ دائم، فتتهلل النفوس!

1- ما هو العالم الروحي؟

36- ما هى المناسبات المتغيرة التى ترتبط بعيد القيامة (الفصح المسيحى)؟