ماذا يقول الآباء عن المتاعب التى تحلّ فى يوم الدينونة على الأشرار الذين أصرّوا على عدم رجوعهم إلى الله؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يقول الآباء عن المتاعب التى تحلّ فى يوم الدينونة على الأشرار الذين أصرّوا على عدم رجوعهم إلى الله؟

يقول القديس أغسطينوس:

[سيكون الديان هنا ابن الإنسان، سيكون ذلك الشكل هو الذى يدين، وقد كان تحت الحكم.

اسمعوا وافهموا ما قاله النبى بالفعل: "سينظرون إلى من طعنوه" (زك 12: 10؛ يو 19: 37). سينظرون ذات الشكل عينه الذى طعنوه بحرية. يجلس كديان ذاك الذى وقف أمام كرسى القضاء. سيحكم على المجرمين الحقيقيين، ذاك الذى جعلوه مجرماً باطلاً، سيأتى بنفسه بذات الشكل.

هذا تراه أيضاً فى الإنجيل عندما ذهب إلى السماء أمم أعين تلاميذه، وقفوا ونظروا وتكلم الصوت الملائكى: "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين... إن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء (أع 11: 1)...

انظروا الآن على أى أساس كان هذا ينبغى أن يحدث وبحق إن الذين يلزم أن يُدانوا يرون الديان. فإن الذين يُدانون هم صالحون وأشرار معاً. "ولكن طوبى للأنقياء لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). بقى أنه فى الدينونة يُعلن شكل العبد للصالحين والأشرار، ويحفظ شكل الله للصالحين وحدهم[102]].

[هل سيرى الشرير الله أيضاً هذا الذى قال عنه إشعياء: "ليُطرد الشرير فلا يرى مجد الله" (إش 56: 10LXX)؟... لذلك فإنه سيعلن نفسه للكل، للصالحين والأشرار، ولكن يحتفظ بنفسه للذين يحبونه... بعد قيامة الجسد عندما يُطرد الشرير فلا يرى مجد الله× فإنه "إذ أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو" (1 يو 3: 2)، هذه هى الحياة الأبدية[103]].

[كيف إذن لا يأتى الآب نفسه؟ ذلك بكونه لا يكون منظوراً فى الدينونة، "سينظرون إلى الذى طعنوه". الشكل الذى ظهر أمام القاضى، سيكون هو الديان.

ذاك الشكل الذين حُوكم سيدين. لقد حُوكم ظلماً، سيدين بالعدل.

سيأتى فى شكل العبد، وهكذا سيظهر.

لأنه كيف يظهر شكل الله للأبرار والظالمين؟ لو أن الدينونة ستكون بين الأبرار وحدهم يظهر لهم شكل الله. ولكن لأن الدينونة هى للأبرار والظالمين، ولا يُسمح للظالمين أن يروا الله، لأنه "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعينون الله" (مت 5: 8) [104]].

[هناك سيكون فصل (بين الأبرار والأشرار)، ولكن ليس كما هو الآن. الآن نحن منفصلون ليس من جهة المكان، بل حسب السمات والرغبات والإيمان والرجاء والمحبة.

الآن نعيش معاً، نعيش مع الأشرار، وإن كانت حياة الكل ليس واحدة.

فى السرّ نحن متمايزون، سراً نحن مفصلون، كالقمح فى البيدر، وليس كالقمح فى المخزن. فى الحقل القمح مفصول ومختلط، مفصول لأنه مختلف عن التبن، ومختلط لأنه لم يُغربل بعد.

بعد ذلك سيحدث فصل عام... فالذين صنعوا الصالحات سيعيشون مع ملائكة الله، والذين صنعوا السيئات يتعذّبون مع إبليس وجنوده...

سيعلن نفسه، كما وعد للذين يحبونه. إذ يقول: "من يحبنى يحفظ وصاياى، والذى يحبنى يحبه أبىن وأنا أحبه، وأظهر له ذاتى" (يو 14: 21) [105]].

يقول القديس كيرلس الكبير: [سيتطلع هؤلاء البؤساء إلى الذى سخروا به، إذ رأواه معلقاً على الصليب الثمين. سيرونه متوجاً بالمجد الإلهى، وسينحدرون إلى هوة الدمار فى مجازاة عادلة على شرهم من نحوه[106]].


[102] Sermon on N. T. Lessons, 10: 77.

[103] Sermon on N. T. Lessons, 11: 77 - 13.

[104] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 16: 19.

[105] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 18: 19.

[106] Comm. On St. Luke, Hom. 145,ch. 22.

كيف نستعد ليوم الدينونة؟

ما هى المتاعب التى تحلّ فى يوم الدينونة على الأشرار الذين أصرّوا على عدم رجوعهم إلى الله؟