10- ما هى الأعياد السيدية الكبرى الصغرى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أعياد الكنيسة القبطية, الأعياد السيدية الصغرى, التقويم القبطي وحساب الأبقطي, الدراسات الطقسية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - ما هى الأعياد السيدية الكبرى الصغرى؟

أ. عيد الختان (6 طوبة). خضع الطفل يسوع للناموس، فاختتن وصلى وصام وتعبَّد. هكذا أعطى للطاعة كرامة إلهية إذ صارت سمة الخالق المتجسد. صار السباق فى ميدان الطاعة مكافأته الشركة فى احدى سمات السيد المسيح. لذلك يحثّ الرسول الأبناء أن يطيعوا الوالدين "فى الربّ" (أف 6: 1). لم يكن السيد المسيح محتاجاً أن يختتن، لكنه حوَّل ختان الجسد إلى الختان الروحى، حيث فى مياه المعمودية يصلب الروح القدس الإنسان القديم فينا ويخلع أعماله عنا، ويهبنا الإنسان الجديد المُقام لنشاركه الحياة المقامة المجيدة المتهللة. وهكذا مع نوالنا امكانية الطاعة فى المسيح يسوع نحيا حياته الجديدة.

ب. عيد عرس قانا الجليل (13 طوبة).

يقول القديس مار يعقوب السروجى: [كان يليق أن يبدأ (السيد المسيح) بالمعجزات فى العُرْسِ، وفى بيت الزواج يمدّ اليد للقداسة،.

ركض ووقف على الباب الذى يُدخِل الجنسَ لكى ينشر التعليم لكل من يأتى إلى العالم،.

أتى ليخطب عروس النور بصلبه، فتوجه أولاً حيث كانت توجد العروس الزمنية،.

كان يستحسن أن يصنع النصرة فى العرس، ليتتلمذ كل المتكأ بتلك الأعجوبة،.

المسيح أيضاً كان ختنا قديم الأجيال، وقد أتى ليخطب بيعة الشعوب بذبيحته،.

وبما أن عرسه كان بعيداً بعض الوقت، فقد أخذ الهدية وذهب ليجلبها مثل القريب،.

لقى التقليد على ذلك العريس الذى دعاه، بحيث عندما يصنع عرسه يُقبلون إليه،.

دعوه وذهب حتى عندما يدعوهم يذهبون معه، واتكأ عندهم ليُتكئهم على مائدته،.

أبان هناك بأن طريق الزيجة طاهرة، والزواج مُتقن جيداً من قبل الله.].

ج. عيد دخول المسيح الهيكل (8 أمشير). إذ دخلت القديسة مريم إلى الهيكل تحمل الطفل يسوع (لو 2: 21 - 36)، يبدو أن سمعان الشيخ انفتحت بصيرته الداخلية، فرأى ملاك الهيكل متهللاً ومسبحاً الرب، قائلاً: "بلاهوتك تملأ هذا الهيكل، والآن تدخله متجسداً! إننى سعيد أن أستقبلك!" غالباً ما اجتازت سمعان الشيخ ثلاث مشاعر هزّت كل أعماقه، فصار قلبه يصرخ:

1. مرحباً بك يا مالئ السماء والأرض فى هيكلك، هوذا ملاك الهيكل مع صفوف السمائيين ومؤمنوا العهد القديم يقيمون موكباً للاحتفال بدخولك فى هيكلك.

2. مرحباً بك فى قلبى، بيتك الجديد، الذى يقدسه لك روحك القدوس.

3. متى انطلق إلى بيتك السماوى، فأجد الكل يرحب بى. لهذا "أخذه على ذراعيه، وبارك الله، وقال: الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَ قد أبصرتا خلاصك الذى اعددته قدام وجه جميع الشعوب، نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لو 2: 21 - 36).

د. خميس العهد. إذ يحلّ خميس العهد تمتلئ نفس المؤمن رهبة، ويشتهى أن يرافق المخلص فى رحلة هذا اليوم الخطير. فهى رحلة تحمل مظهر المرارة مع عذوبة الحب الإلهى الفائق.

بينما كانت البشرية قد انشغلت تماماً بالتخلُّص منه إذ هو فى نظرهم سلب العالم كله من القيادات اليهودية وحوَّله إليه. ماذا قَدَّم لنا مُخَلِّصنا فى هذا اليوم؟

أولاً: جاء إلينا يطلب منا أن نُقَدِّم له أقدامنا الدنسة ليغسلها ويطهرها! فى خجل شديد نُقَدِّمها وقَدَّم قلوبنا إليه إذ هو غافر الخطايا، وغاسل النفوس! هب لنا يا مخلصنا أن نحمل مجد الشركة معك فى عملك الفائق، فنتضع معك مشتاقين أن نغسل أقدام إخوتنا، فلا نعود ندين أحداً، ولا نضطرب حتى لمقاومتهم لنا. لنشتهى أن نحمل ضعفاتهم، ونُصَلِّى لأجل خلاصهم ومجدهم.

ثانياً: جاء إلينا ليُقَدِّم جسده ودمه المبذولين، فنثبت فيه وهو فينا! حب فائق لم ولن نسمع عنه قط! ليس من يوم ويُقَدِّم جسده ودمه لمحبوبه ليرتبطا معاً، ويصيرا واحداً.

بينما أعلن المخلص حبه العملى لكل العالم، إذا به يكشف عن خيانة ضده تحدث من أحد تلاميذه. وكما يقول القديس مار يعقوب السروجى: [أعلن لرسله بأن واحداً منكم يسلمنى، فخاف الودعاء من الخبر الذى سمعوه من الصادق.

اضطربوا وانزعجوا وقلقوا ونظروا إلى بعضهم بعضاً، وارتجفوا وتحيروا مثل الأشقياء.

تصاعدت الكآبة كالدخان من قلوبهم، وتغير لون وجوههم المحبوب.

جاءت الكآبة ولفّتهم من كل الجهات، وأمضوا المساء المملوء قلقاً بالضيقات.

نعم بالحقيقة كانت تلك الوليمة مُرَّة، وتراكمت الضيقات الواحدة تلو الأخرى على التلاميذ.

سمعوا بأن مُعَلِّمهم يموت من قبل اليهود، فانزعجوا، وسمعوا بأن واحداً يسلمه، فاضطربوا[455].].

ثالثاً: مع بداية ليلة الجمعة العظيمة تهتف الكنيسة فى كل ساعة، قائلة: "قوتى وتسبحتى هو الرب، وقد صار لى خلاصاً مقدساً (إش 12: 2). ففي بستان جثسيمانى ترى مُخَلِّصها كما فى حزنٍ شديدٍ يهب المؤمنين ذاته قوة وتسبحة وخلاصاً! يُحَدِّثنا مسيحنا عن الروح القدس الباراقليط ويتحدث مع الآب فى صلاته الوداعية، وكأنه يعلن عن شوقه أن يهبنا روحه المعزى لكى يدخل بنا إلى حضن الآب. يحملنا معه، لندخل معه فى بستان جثسيمانى، نعترف له، إننا كثيراً ما نسقط كما فى نومٍ عميقٍ مع تلاميذه، لأنه يصعب علينا جداً أن ندرك سرّ الحب الذى أعلنه فى حديثه مع الآب. ربما منذ أقل من ساعة انحنى أمام البشرية مشتاقاً أن يغسل أقدام قلوبهم. ها هو ينحنى بالحب أمام الآب، قائلاً:" لتكن إرادتك لا إرادتى "(لو 22: 42). إرادته وإرادة أبيه واحدة، فإذ صار إنساناً أعلن خضوعه وطاعته نيابة عنا جميعاً.

ما هى إرادة أبيه أو إرادته إلا أن ينحنى ويحمل كل ثقل خطايا العالم كله! رآه إشعياء النبى وهو فى البستان قبل دخوله فيه بأكثر من سبعة قرون فقال: "من ذا الآتى من أدوم، وثيابه حُمر من بصرة؟ هذا البهيّ بملابسه المتعظم بعزة قوته... ما بال لباسك حمراء، وثيابك كدائس المعصرة؟! إنى دست المعصرة وحدى، ومن الشعوب لم يكن معى أحد" (إش 63: 1 - 3).

نعود فى خجل ونقول: "إننا لم نقدر أن نسهر معه ساعة واحدة فى وقت التجربة، ارحم نفوسنا الضعيفة وشددها لكى بروحك القدوس تشترك فى آلامك والصلب معك، فتذوق بهجة قيامتك".

رابعاً: لتُيقظ نفوسنا المسكينة كما أيقظت تلاميذك فى البستان. نود ألا نهرب حين تلقي الجماهير القبض عليك، بل نسير معك حتى إلى الصليب. هنا نقف مع القديسة مريم والدتك، والقديس يوحنا الحبيب. نستلم أمك أماً لنا، ونُحسَب أعضّاء فى الأسرة السماوية.

خامساً: نراه وسط هياج الجماهير يهتم بأُذن عبد فيشفيها! هب لنا هذا الروح يا أيها المحب!

أخيراً اسمح لينا أن نُرافِقك أثناء محاكمتك الغريبة. وأنت ديَّان الكل لا تريد أن تدين أحداً، بل أن تخلص، إذا بالمدنيين والكنسيين (مجمع اليهود) يتجاسرون على تقديمك للمحاكمة كمجدفٍ وصانع شر! صمتَّ ولم تدافع عن نفسك (مت 26: 63)، حتى نصمت نحن أيضاً حتى إن وقف العالم كله ضدّنا! ليحكم العالم علينا، ففى هذا شرف عظيم لا نستحقه، أن نشاركه هذا الاحتمال!

لتصرخ كل الجماهير: "أصلبه! أصلبه!" (لو 23: 21)، فإننا نستحق الصلب، أما هو فبحبه سمح لهم بذلك. حقاً يليق بنا أن نعترف بأننا مستحقين للصلب. مع كل خطية نرتكبها تخرج هذه الصرخات المرة!

سادساً: بروحه القدوس يحملنا إلى أحداث الجمعة العظيمة، لنراها خطة إلهية سبق فأعَدّها ليحمل المخلص آثامنا، دافعاً دمه الثمين، ليهبنا برّه إلى الأبد. وهكذا تبقى أحداث الصليب التى رآها الأنبياء فتهللوا سرّ تسبحتنا ليس فقط أثناء جهادنا هنا بل ونحن فى الأبدية.

الآن إذ تنطلق نفوسنا معه فى الجمعة العظيمة نقف فى حيرة أمام الأحداث. لكل ساعة بل ولكل دقيقة من دقائق هذا اليوم لها تقديرها الخاص، وتقدم حدثاً عجيباً ومذهلاً.

نرى السمائيين فى حيرة، ماذا يحدث لخالقهم المهوب بأيدٍ بشرية، وكانوا متأهبين لإفناء البشرية فى لحظات، لكنهم رأوه عجيباً فى قبوله الآلام بمسرةٍ! ووقفت الطبيعة تترقَّب ماذا يحدث، لقد أعلنت عن غضبها على قسوة قلوب البشرية تجاهك يا مخلصنا. أما إبليس وكل جنوده، فكانوا فى حيرة. إن تركوك على الأرض تخدم، تجتذب النفوس إليك، وإن صلبوك صلبوا سلطانهم وقدرتهم، وحَطَّموا أنفسهم! حقاً، إنك عجيب فى أعين السماء والأرض وما تحت الأرض!

ﮪ. أحد توما (الأحد الجديد). لو أن توما الرسول كان بالحق قد تشكك لترك التلاميذ وعاد إلى عمله قبل تلمذته للسيد المسيح، ولم يعد يقابلهم. فى رأى القديس مار يعقوب السروجى أن توما لم يشك فى أعماقه، بل حَسَبَ أن من حقه كتلميذٍ للسيد المسيح أن يرى الرب كبقية زملائه، لأنه سيكرز بين الأمم فيقول إنه رأى بنفسه الرب القائم من الأموات.

1. هذا اللقاء دعوة لكل إنسان للتمتع بالحوار مع القائم من الأموات.

2. لم يترك توما التلاميذ بل ارتبط معهم بروح الحب والوحدة.

3. كان الرسول توما أول شاهد بين التلاميذ لربوبية الرب وألوهيته (يو 20: 28).

4. لم يذكر الكتاب أنه لمس الجراحات، بل أعلن إيمانه عندما دُعِي للمسها.

5. هذا اللقاء فريد فى الإعلان عن الكشف عن جراحات الرب بعد قيامته. جراحات الرب جراحات مجد وليست ضعفاً، لذلك بقيت الجراحات فى الجسد القائم من الأموات.

6. جراحات الرب مجيدة، وجراحاتنا نحن من أجله مجيدة تسكب بهاءً علينا فى الأبدية.

7 - جراحاته مملوءة بهاء، لندرك أننا فى الخماسين وإن كنا لا نصوم ولا نمارس المطانيات، وفى كل صلواتنا حتى الجنازات نمارسها بلحن الفرح. هكذا يليق بنا بالنعمة نشارك الرب فنتألم مع المتألمين ومن أجل خلاص العالم بروح الرجاء.

8. غاية الصوم الكبير أن نرى الرب، وفى فترة الخماسين يرى العالم مجد الرب مخلص العالم.

و. عيد دخول المسيح أرض مصر (24بشنس). انطلقت نفوس أطفال بيت لحم وقد حملتها الملائكة فى موكبٍ مجيدٍ! إنهم أصدقاء هذا الطفل العجيب، "مُشتهَى كل الأمم" (حج 2: 7)، وقد أرسل أحد ملائكته يسأل يوسف النجار أن يأخذه مع أمه ويذهبوا إلى مصر (مت 2: 13)؛ لماذا؟

1. هرب إلى مصر، لأنه لابد أن يموت علانية ليدعو كل البشرية للتمتُّع بقوة صليبه، فيسحقون رأس الحية تحت أقدامهم. جاء ليُقَدِّم نفسه ذبيحة عن العالم كله (يو 3: 16).

2. اختار مصر المتشامخة التى أَذلَّت شعبه قديماً، وذهب إليها محمولاً على ذراعى العذراء، بكونها سحابة بهية خفيفة، فترتجف أوثانها، ويذوب قلبها، ويُقِيم مذبحه فى وسطها، فتعرفه وتسمع صوته: مبارك شعبى مصر (إش 19 - 25). تمتلئ كل الأمم بالرجاء وتتهلَّل قائلة: إن كان مُخَلِّص العالم أعلن حُبَّه لمصر بهذه الصورة، فكيف يُمكِن لإنسانٍ ما أن ييأس من خلاصه؟

3. كانت مصر ملجأ لإبراهيم ويوسف البار وفيها نشأ شعب الله قديماً.

4. ما جاء لينتقم من هيرودس الملك الغادر، إنما هرب من الشرِّ حتى يقتدي به المؤمنون!

5. بهروبه فتح قلوب الكثيرين بالحُبِّ له لكى يلجأ إليها المتألمون والمُضهَدون ويستريحون فيه!

6. لم يتجسد لإظهار عجائبه، إنما ليظهِر بالضعف ما هو أعظم من القوة!

ز. عيد التجلى (13مسرى / 19 أغسطس).

فى العهد القديم دعا الربُّ موسى ليصعد على جبل سيناء، ويُقَدِّم له الشريعة. الآن فى العهد الجديد دعا الربُّ ثلاثة من تلاميذه: بطرس (يُمَثِّل الإيمان)، ويعقوب البار (العمل) ويوحنا الحبيب (الحُبّ). وكأن الدعوة مُوَجَّهة لكل مؤمنٍ يعمل بالحب ليتعرَّف على العريس السماوى ومهره الثمين.

التقى موسى بالربِّ ونزل من الجبل، فطلب الشعب منه أن يضع على وجهه برقعاً لأن جلد وجهه كان يلمع (خر 34: 33)، أما يسوع فصار وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالنور (مت 17: 2)، فالتهبت قلوب التلاميذ شوقاً للوجود فى حضرته أبدياً. كشف عن حقيقته قدر ما يحتملون.

لماذا ظهور موسى وإيليا؟

أ. دعا موسى من القبر وإيليا من الهواء، ليشهدا نيابة عن الأرض والسماء على عَقْدِ العُرْسِ.

ب. بظهور موسى الذى لم يُسمَح له بدخول أرض الموعد، أعلن الربُّ أن بمجيئه تُفتَح أبواب الفردوس وتُزَال آثار الخطية ويتمتَّع المؤمنون بشركة المجد الأبدى.

ج. يُعلِن الرب أنه ختم الشريعة والنبوة ليتسلَّم التلاميذ الكرازة بالإنجيل. وفتح العريس كنوزه ليُقَدِّمها تلاميذه باسمه للبشرية.

سمع التلاميذ الحديث عن الصليب، الذى دار بين المُخَلِّص والنبيين، وطلب سمعان باسم الثلاثة أن يصنع ثلاث مظال، إذ طابت نفوسهم للوجود الدائم مع العريس السماوى. لكن الآب أرسل سحابة تُظَلِّلهم ليؤكد لهم أنها كنيسة واحدة تضم أناس الله فى العهدين حَوْل السيد المسيح.

ليهبنا الرب أن نسلك بالإيمان العامل بالحُبِّ ونرتفع بروحه القدوس فى حضرة المُخَلِّص والشركة مع القديسين، فيُعلِن الرب لنا ولكل البشرية بهاء مجده فى قلوبنا، ليتحوَّل العالم إلى أيقونة السماء، قانونه الحُبّ والفرح والسلام!


[455] - الميمر 53 ب على الصلب، الفصل ب: لليل الثلاثاء (راجع نص بول بيجان والدكتور بهنام سونى)، الميمر 52، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته، قبطى.

11- ما هى أعياد الثيؤطوكوس؟

9- ما هى الأعياد السيدية الكبرى؟