4- هل الطقوس والألحان ضرورية فى الكنيسة؟ وهل تلمس خلاصنا وأبديتنا؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, حياة التسبيح, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, قسم الألحان
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

4 - هل الطقوس والألحان ضرورية فى الكنيسة؟ وهل تلمس خلاصنا وأبديتنا؟

سجّل القديس يوحنا الحبيب فى رؤياه التى تكشف عن أسرار السماء وترتيبها ونظامها وألحان الطغمات السماوية. هذه الرؤيا تكشف عن الآتى:

أولاً: إلهنا إله نظام وترتيب وليس إله تشويش (1كو 14: 33)، لهذا يليق بالكنيسة عروس المسيح أن تقتدي بعريسها السماوى، فلا تحسب العبادة الروحية تعنى أنها بلا ترتيب أو بلا نظام.

ثانياً: الطقس وما فيه من ألحان متنوعة تتباين حسب المناسبات، تمثل لغة يفهمها حتى الذين لا يعرفون اللغة التى ننطق بها. إنها تقوم بدور تعليمى فى حياة الأطفال والشباب بل والفلاسفة ورجال العلم. نذكر على سبيل المثال، كثير من الأطفال بعد حضورهم فى الكنيسة يعودون إلى منازلهم يحاولون استخدام أغطية الأوانى المعدنية كأنها دفوف، والبعض يفرح إن قدَّم له والديه شورية صغيرة الخ. وأيضاً فى المجموعات الخاصة بتعليم الألحان تجد طفلاً (أو أكثر) يقف صامتاً بجوار المجموعة وعندما يعود إلى منزله يُرَدِّد اللحن الذى سمعه.

فى إحدى كنائسنا فى لوس أنجلوس (ببسادينا)، قام أحد فصول مدارس أحد ابتدائى primary school بزيارة الكنيسة. سأل طفل من أصل صينى كاهن الكنيسة: "لماذا تضعون صور هؤلاء الأشخاص على" حامل الأيقونات؟ "أجابه الكاهن: إننا نؤمن أن الذين انتقلوا من هذه الحياة هم أحياء وهم سعداء فى الفردوس. ونحن نضع هذه الصور (الأيقونات) لنذكر دائماً أننا سنعبر نحن أيضاً إلى الفردوس، ونشاركهم تسابيحهم وفرحهم بالله. بعد أيام تلقَّى الكاهن خطاباً من أحد الأطفال يقول فيه:" منذ رأيت حامل الأيقونات فى كنيستك، لم أعد أخاف من الموت سواء لى أو لأحد أفراد أسرتى ".

ثالثاً: كتب أحد الأحباء بإيست برانزوك: [الألحان والطقس فى الكنيسة هى أدوات قوية وجميلة تجعلنا ملتصقين بالله، وتسمح لنا بنظرة خاطفة للحياة السماوية. استخدم الآباء أنغام موسيقية متنوعة، وطقوس متباينة خلال الفصول المختلفة من السنة، خلال الأصوام والأعياد تسمح لنا بالتلامس الروحى للصلوات والأسرار التى تقدمها عبادتنا.

هذا الأمر واضح على وجه الخصوص فى سبت الفرح (ليلة أبوغلامسيس) حيث يجتمع المؤمنون معاً ويسهرون بالقرب من قبر المسيح طوال الليل، يشهدون لنصرة الصليب على ظلمة الهاوية. نرى فى الصلاة الأولى التى يتغنَّى بها الكاهن على باب الهيكل الملكى كما أمام القبر، يترنم بالمزمور 151: "أنا الصغير بين إخوتى". وكأن الكنيسة تشرح لأبنائها الذين يمارسون طقس سبت الفرح، أنه وإن كان مظهر الصليب فيه ضعف المسيح بخضوعه للموت، إلا أنه هو الذى يُحَطِّم الموت. عندئذ يقف المؤمنون ويطوفون فى موكب داخل الكنيسة، يمسكون الشموع ليُعلِنوا أن المسيح هو النور الذى يبدد الظلمة. كل لحظة من لحظات هذه الليلة هى درس حىّ يُلهب قلوب المؤمنين، ويقوّى إيمانهم. ننطلق من كل قصص الخلاص (سوسنّة، والثلاث فتية فى أتون النار، ودانيال فى جب الأسود...) إلى تسابيح رائعة تعلن قوة السيد المسيح ولاهوته، مثل لحن "أجيوس أثاناتوس ناي نان" أى "أيها الخالد ارحمنا"، حتى نبلغ إلى السماء بالقراءات والألحان التى فى سفر الرؤيا. هكذا تنطلق الكنيسة بأبنائها من قبر الجمعة العظيمة إلى أورشليم السماوية، واحتفالات القيامة.].

هذا مثل لروعة طقس سبت النور بقراءاته وألحانه، وأرجو أن أشير فى حديثنا عن "تقويم الكنيسة القبطية" إلى الألحان الكنسية والطقوس بقراءاتها كيف تكشف عما وراء المناسبة ما يخص خلاصنا ونمونا الروحى والشهادات الحيّة لعمل الثالوث القدوس من أجل أبدينا[447].


[447] - راجع الشماس مينا عازر مقال عن الألحان بالإنجليزية.

5- ما هى النغمات التى تستخدمها الكنيسة القبطية فى عبادتها؟

3- لماذا نعتزّ بالألحان القبطية؟ وهل يجوز ترجمتها بلغة مفهومة للشعب؟