9- ماهو دور القديسة مريم كمُسَبِّحة للربّ؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, حياة التسبيح
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

9 - ماهو دور القديسة مريم كمُسَبِّحة للربّ؟

قدَّمت لنا القدّيسة مريم ابنة داود المرتّل نموذجاً رائعاً للتسبيح بوحى الروح القدس الذى حلّ عليها، خلال تجسّد الكلمة الإلهى فى أحشائها (لو 1: 46 - 55):

أ. نطقت القدّيسة تسبحتها بعد التجسّد، فهى ليست قطع أدبيّة رائعة فحسب، لكنّها هى تهليل أعماقها بمن حلّ فيها. هكذا يليق أن تحمل التسابيح هذا الروح، فتكشف عن سكنى السيّد المسيح فى كنيسته، كما فى نفس واضع التسبحة الكنسيّة، وفى نفس من يُرَتّل بها.

ب. نطقت بها بعد عبورها جبال يهوذا وبلوغها بيت زكريّا لخدمة نسيبتها العجوز! فالتسبحة ترتبط بروح الخدمة العمليّة. فإن كنّا بالتسبيح نشارك السمائيّين عملهم السماوى، فإنّهم ليسوا بالكائنات الخاملة، لكنّهم دائموا العمل حسبما يناسب طبيعتهم.

ج. بدأت التسبيح بتمجيد الله مُخَلِّصها، ففى كل تسابيحنا حتى فى تطويب القدّيسة مريم والقدّيسين عيوننا لا تُفارِق الصليب لنُمَجِّد ذاك الذى أعلن عظمته بحُبِّه الإلهي الفائق العملي.

د. حملت تسبحتها روح الرجاء والفرح، "جميع الأجيال تُطَوِّبني". فالتسبحة ذبيحة مُقَدَّمة لله خلال الرجاء فى عمل نعمته التى تُحوِّل ترابنا إلى سماء، وترفعنا من الفساد إلى عدم الفساد. فلا يحمل المرتّل وجهين، إذ يتناغم لسانه المرنّم مع قلبه المتهلّل. يحوّل التسبيح النفس إلى سماء ثانية. فالقديس يوحنّا كاسيان تساءل إن كان الرهبان المرتّلون ملائكة نزلت إلى الأرض أم بشر صعدوا إلى السماء. تساءل ليس لأنّه سمع صوت التسبيح لا ينقطع من شمال مصر إلى جنوبها فحسب، لكنّه تلامس مع قلوبهم التى تحوَّلت إلى السماء، لأن ملكوت الله داخلها.

ﮪ. تُعَبِّر تسبحتها عن رفعها فوق الآلام، إذ ترنَّمت: "صنع قوّة بذراعه، شتَّت المستكبرين" (لو 1: 51). فلا عجب أن نرى الرسولين بولس وسيلا لا ينشغلان بجراحاتهما وهما فى السجن الداخلى، بل ترنَّما فاهتزَّت السماء وتحرّكت لتهزّ أساسات السجن، وتحل القيود وتفتح الأبواب، تبعث ملاكاً مندوباً عنها. يا لقوّة التسبحة العجيبة التى تحرّك السماء والأرض لحساب المرتّل، لأنّه يُقَدِّم "ذبيحة التسبيح" موضع سرور الله!

يقول الأب أوغريس: [صَلِّ فى سلام ونقاء، رتل بفهم ولذة، بذلك تكون كنسرٍ صغيرٍ يُحَلِّق فى أعلى السماء. ترتيل المزامير يُسَكِّن الشهوات ويكبح نبضات آلام الجسد، والصلاة تدفع العقل لأن يكون حكيماً وسليماً فى أفعاله... ترتيل المزامير هو صورة لتَنَوُّع الحكمة الإلهية... إن لم تكن قد أخَذْتَ عطية الله أو ترتيل المزامير اطْلُب بحرارة وإلحاح فستأخذ[443].].

ويقول القديس جيروم: [كن كالجندى واجعل الليلة موسيقية... ترنم بالروح وترنم بالفهم أيضاً. اجعل ترنيمتك من وضع المرتل.].


[443] - الفيلوكاليا عن الصلاة ص 25 – 26.

[444] - الاقتباسات من مزامير داود النبى وغيره من المسبحين الذين سلكوا بروحه.

10- لماذا دُعِي داود النبى مرنم إسرائيل الحلو (2صم 1:23)؟

8- من هم الآباء الذين اهتموا بالتسابيح والأغانى الكنسيّة عبر العصور؟