6- ما هى نظرة الآباء للتسبيح؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, حياة التسبيح
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - ما هى نظرة الآباء للتسبيح؟

أولاً: يُسَبِّح المؤمن الله إلى الأبد. يقول القديس مار يعقوب السروجى: [يا رب لن أَتوقَّف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتى. من يحيا لك وبك لا يموت؛ ولا يقوى صمت الموت على إسكاته. إذن، فليتكلم بفمى، ليُكرّر بعد موتى فى السمستقبل.] ويقول القديس أغسطينوس: [الإنسان العتيق تسبحته قديمة، والإنسان الجديد تسبحته جديدة. من يحب الأرض تسبحته عتيقة، ومن يحب السماويات يُسَبِّح ترنيمة جديدة. إن المحبة أبدية، إذ لا تشيخ فتبقى دوماً جديدة.].

يطلب مار يعقوب السروجى من الرب أن يساعده لكى يتحرك بكل كيانه لتسبيحه: الفم وكل الحواس والأفكار النقية والعقل والقلب حتى الرجلين اللتين تحملان الجسد كمركبة تُسَبِّح الله [يا ابن الله ليكن لك فمى كنارة الألحان، وليهتف لك التسبيح النقى بعجب عظيم، لتتحرك كنارتى لتتحدث عن تسبيحك، وأنا عارف بان كلمتك تفوق الناطقين.

[ربى أتكلم بفم مفتوح وأنا مندهش لأنك فتحتَه من موهبتك حتى يصفك،.

ساعدنى لأتعجب بحواس أسمى من العادة، وإذ يتعجب بك العقل، يصفك الفم الذى فتحته.

ليُسَبِّحك العقل لأجل عجائبك الخفية التى هى أسمى من أن يعرفها العقل.

ليُسَبِّحك القلب بالدقات السريعة، والأفكار النقية والقائمة مثل الملائكة للخدمة.

ربي، يُعطى لك التسبيح النقى الضمير أيضاً لأنه نظر ويرى كم أنك مُسبَّح بأعمالك.

ربي، تُسَبِّحك كل الحواس النفسية والروحية والجسدية، لأنك مُسَبَّح.

لتسبّحك العين لأنك أعطيت لها كل جمال كل المخلوقات لتسعد به برؤيتها.

لتسبّحك الأذن التى فيها تنسكب كل حلاوة الأصوات وتقبلها بلذة.

ربي، لتسبّحك اليدان الاثنتان والأصابع العشرة التى تتحرك للعمل بدل كل الجسد.

لتُسبّحك الرجلان اللتان تحملان كل الجسد وتزفانه كمركبة فى كل المواضع.

لتسبّح حاسة الشم التى هى مُلكها كل العطور والروائح، وبها تسعد كثيراً.

ليشكر الحنك الذى يُمَيِّز الحلو من المرّ، ويعرف أن يفحص كل اختلافات الأطعمة.

ليسبّح الفم تسبيحه والتسبيح الذى ليس خاصته، لأنه يملك الكلمة ليشكر عن كل الجسم.

الفم ملزم بالتسبيح بدون جدال نيابة عن الأعضاء الموضوعة فى الجسم التى هى بلا كلمةٍ.

اللسان أيضاً والأسنان التى منها يرنّ الصوت لتسبّح كثيراً بأصوات عمومية.

ربي. كل الجسم مُلزَم بتسبيحك. وهوذا الفم مفتوح ليُسَبِّح عوض الجسم كله.

ساعد الفم ليوفي كل هذه الأمور بدل كل الحواس الصامتة التى تحرك الفم حتى يشكر[434].].

ثانياً: بالتسبيح لله نتشبَّه بالملائكة. يقول القديس باسيليوس: [إن التسبيح لله هو عمل خاص بالملائكة.].

يرى القديس غريغوريوس النيسي أننا بالتسابيح نصير متساوين مع الملائكة من جهة الكرامة. ويقول القديس أغسطينوس: [إن شئت تسبيح الله دائماً فَغِر من سيرة الملائكة وتسبيحهم.].

ثالثاً: بالتسبيح نصير أغنياء. يكشف القديس أغسطينوس عن فقر الإنسان بقوله: "عرياناً خرجت من بطن أمى، وعرياناً أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً" (أي 1: 21). ويحسب التسبيح جواهر ثمينة، إذ يقول: "من اين جاءت مثل هذه الجواهر التى لمديح الله؟ أنظروا إنساناً من الخارج كان فقيراً (أيوب)، لكن من الداخل كان غنياً. هل كان يمكن لمثل هذه الجواهر أن تصدر عن شفتيه لو لم يحمل كنزاً مخفياً فى قلبه؟ [435].].

رابعاً: لنُسَبِّح باشتياق فينطق القلب حتى إن صمت اللسان. يقول القديس أغسطينوس: [من يصلى برغبة يُسَبِّح فى قلبه، حتى إن كان لسانه صامتاً. أما إذا صلى (الإنسان) بغير شوق فهو أبكم أمام الله حتى إن بلغ صوته آذان البشر[436].].

خامساً: نسبح الله بالحياة المقدسة. يقول القديس أغسطينوس: [الآن إذ نجتمع مع بعضنا البعض فى الكنيسة نُسَبِّح الله، ولكن عندما يذهب كل واحدٍ إلى عمله يبدو كمن توقَّف عن تسبيح الله. لكن ليته لا يتوقف أحد عن الحياة المستقيمة، فيكون مُسبحاً لله على الدوام. إنك تتوقف عن التسبيح لله عندما تنحرف عن العدل وعن كل ما يسر الله. ولكن إن كنت لا توقف عن الحياة المستقيمة فإن حياتك بليغة، وتنفتح أذن الله لقلبك[437].].

كما يقول: [كل ما تفعله، افعله حسناً، بهذا تُسَبِّح الله[438].].

[هناك نستريح، وهناك نرى. سنرى ونحب، سنحب ونسبح! [439]].

ويعلق القديس جيروم على كلمات المرتل "لتصفق الأنهار بالأيادى" (مز98: 8) قائلاً: [إن المؤمنين وقد صاروا أنهاراً تفيض عليها المياه من النهر الأصلى ربنا يسوع تصفق بالعمل الروحى المستمر كما بالأيدى، تسبح للثالوث القدوس بالسلوك الحيّ.].

سادساً: لنسبح الله بالروح والحق. يقول القديس إيرينيؤس: [نقدم ذبيحة الحمد أى ثمر الشفاه، وتلك القرابين ليست بحسب الناموس الذى رفع الرب صكه من الوسط وألغاه، لكنها قرابين بحسب الروح القدس، لأننا ينبغى أن نعبد الله بالروح والحق، ومن ثم قربان الإفخارستيا ليس جسدياً بل روحانى ومن ثم فهو طاهر[440].].

سابعاً: الخليقة السماوية والأرضية تدعونا للتسبيح. يقول مار أفرآم: [هوذا كل الخليقة صارت أفواهاً تنطق عنه: المجوس بتقدماتهم، والعاقر بطفلها، والنجم المنير فى الهواء! هوذا ابن الملك... السماوات له انفتحت، والمياه هدأت، والحمامة مجدته... الملائكة أعلنت عنه، والأطفال صرخوا إليه "أوصنا". هذه الأصوات جميعها من الأعالى ومن أسفل، الكل يصرخ شاهداً له[441]!].


[434] - الميمر 106 على المزمور: سبّحوا الرب تسبيحاً جديداً (مزمور 96: 1، 149: 1) (راجع نص الأب بول بيجان؛ الأب الدكتور بهنام سوني).

[435] On Ps. 30, Discourse, 4.12.

[436] On Ps. 8: 102.

[437] On Ps. 2: 148.

[438] Letter 19: 130.

[439] City of God 30: 22.

[440] Fragments on his Lost Works, 37.

[441] - ميامر الميلاد للقديس مار أفراَم ص 41.

7- ما هى نظرة كنيسة العهد الجديد لعبادة التسبيح فى الهيكل؟

5- من يُعَلِّمني أن أُسَبِّح الرب؟